لإعاقة طفيفة ينفر الخطاب مني فهل الذنب ذنبي..؟
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
السلام عليكم ورحمة الله، رسالتي اليوم ليس لقنوط أو يأس من رحمة الله، بل لأجد التفهم والاحتواء، فروحي متعبة، ونفسيتي مثقلة من كثرة التفكير.
أنا شابة عازبة عمري 30 عاما، أحلم بارتداء الثوب الأبيض وأتوق لألبي غريزة الأمومة وأسمع كلمة “ماما”، أخلاقي رفيعة بشهادة الجميع، متعلمة ومثقفة، وحسنة الشكل، وعاملة بمنصب محترم، لكنني ابتليت بإعاقة طفيفة على مستوى اليد، أعيش بها حياة طبيعية جدا، لكن كلما تقدم لي شخصا يرى إعاقتي أو أصارحه بها يذهب بلا عودة.
زينب من مستغانم الرد:
وعليكم السلام ورحمة الله أختي الفاضلة، سأقول لك أمرا مهما: إن الله أرحم من يرى قلب إنسان منكسر ولا يجبره، أي نعم تأخر زواجك، لكن الحمد لله عوضك بالكثير من النعم، رزقك الأخلاق والعلم وحسن الوجه والحمد لله، وعمل محترم أيضا، فآلاف السيدات لم تتزوجن وليس لهن عمل ينتفعن به، آلاف السيدات المتزوجات ليس لديهن مستوى تعليمي لتفيد به أطفالها، …إلخ من فضائل رزقك بها الله تتمناها غيرك من النساء.
عزيزتي، تخلصي من فكرة عدم زواجك إلى حد الآن بسبب الإعاقة، فلو كان الأمر كذلك، فما تأخر زواج الكثيرات من الفتيات الجميلات اللواتي لا يعاني من شيء..؟، الزواج رزق مقسوم من رب السماء يسوقه سوقا متى شاء.
أعلم أن كل فتات ما إن تصل إلى مرحلة عمرية معينة تبدأ ترسم أحلام بالارتباط، وتأسيس أسرة سعيدة، لكن لا يجب أن تعتبري أن باب الزواج هو الباب يدخلك عالم السعادة، ثم لا تركزي فقط في حياتك على إعاقتك، حاولي أن تكتشفي مواطن أخرى للجمال في ذاتك، وأبرزيها بحسن الأخلاق والحياء، فلن يراك الناس جميلة إلا إن رأيت أنت إلى نفسك بعين الرضا والقبول، غذي عقلك ومشاعرك بالجمال والحب، ولا تعلقي تأخر زواجك بإعاقة يدك، واترك التفكير في أشياء هي قدر من الله، وبدل التذمر تضرعي لله بالدعاء فهو يغير القضاء والقدر، امضي متفائلة لتحقيق أهدافك وطموحاتك، وكوني دوما متألقة بأخلاقك، وفقك الله وسدد خطاك أخيتي.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
فرصة للتغيير
هو شهر القرآن وشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وهو شهر الهداية والتوبة، وشهر الصبر وموسم العبادة ورفع رصيد الآخرة.
إنه بحق فرصة لمن وعى أنه كذلك، وإنه محطة لمن أراد التأسيس لبداية جديدة يغادر فيها مطامع الأنانية ومنزلقات التبرير لكل السلوكيات العبثية في حياته، وإلا فإنه يضاف إلى سلسلة من الفرص الضائعة للجاهل الغافل.
وهو فرصة لتجديد العلاقة مع الله سبحانه، وفيه تتوفر الانعطافة الأهم في حياة العبد المسلم، حيث يصير العنوان الأبرز في سلوكه هو الالتزام، ومتى تحقق ذلك كان التوفيق في الحياة الدنيا والاقتراب من جنة الآخرة.
يهدر الكثير من المسلمين للأسف هذه الفرصة منذ اللحظة الأولى لدخول الشهر المبارك، حيث يغيب عنهم عقد العزم بأن يكون شهر الصوم بداية جديدة لحياة تجعل من العمل في مرضاة الله عنوان ما تبقى من العمر، ثم يتجسد الإهدار في التعامل مع الشهر كسلوك يقتصر غالباً على الامتناع عن الطعام والشراب وحسب، فيغيب عنهم الشعور بروحانيته والاتصال بالله برغبة وأمل، ليبقى اليوم الرمضاني كباقي أيام العام باستثناء الصوم. مثل هذا المسلم غالباً لا يغير الشهر شيئاً في سلوكه، وهذه مسألة مؤسفة تنُم عن غفلة قد تودي بصاحبها إلى الهلاك.
يأتي ذلك بطبيعة الحال من عدم إدراك لقيمة هذه الفرصة وأثر استغلالها على النحو الصحيح، وعدم الإدراك بدوره يأتي من إهمال التأمل، ويكفي التأمل لما جاء عن هذا الشهر وأثره في القرآن الكريم حيث يبين لنا مفاتيح التغيير لحياتنا ويقودنا إلى طريق كسب رضا الله والنجاة من عذابه، ليرتقي العبد المسلم بسلوكه وتفاعله مع الشهر الاستثنائي الذي يصبّ إجمالا في خير ومنفعة المسلمين…
وانتهاز فرصة الشهر لكسب رضا الله، لا يقتصر على الصيام، فكل منظومة الأعمال الصالحة يترجم الالتزام بها الحرص على بلوغ مزايا الشهر وما بعده، من آثار تظهر في الدنيا وتُسجل في الآخرة.
فحُسن التعامل مع الآخرين والمواساة والقيام بأعمال الإحسان وهي من أعظم القربات والصبر، من مظاهر هذا الشهر، وهي في الوقت ذاته مؤشرات على تطور أرواحنا بحيث تصير بعدها أقرب إلى فعل الخير والتزام تلك الأخلاقيات الحميدة التي علمنا إياها ديننا الإسلامي.
البعض للأسف الشديد يتعامل مع هذا الشهر كموسم لجني المال لما يوفره الشهر من فرصة للحصول على المال سواء من خلال الأعمال الاستثنائية المرتبطة به، أو من خلال المساعدات، فيصير فيه التزامهم جزءاً من الروتين المتغير المصاحب لهذا الشهر، وهو إهدار لا يُحسد عليه صاحبه.
والبعض يدخل الشهر بنفسيته المريضة ويخرج منه على نفس الحال، ثم تراه يُصر على أنه قد قام الشهر بالشكل الذي أراد الله، إلا أن النتيجة تتجلى مع اللحظة الأولى لانتهاء الشهر، حيث يصير مجرد محطة اعتيادية يأتي كل عام بخصائصه كفصول السنة. كيف لا وهو الذي لم يستغل الفرصة لتهذيب روحه ولمراجعة نفسه وترويضها على التزام سلوك الإنسان الراجي لعفو الله ومغفرته.