البابا فرنسيس لكهنة الرعايا: كونوا بناةً لكنيسة إرسالية وسينودسية
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ارسل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان اليوم الخميس ، رسالة إلى كهنة الرعايا بمناسبة اختتام لقائهم الدولي من أجل السينودس توقف فيها عند ثلاث دروب لا بد من اتباعها ألا وهي: التعرف على بذار الروح القدس لدى المؤمنين، اللجوء إلى التمييز داخل الجماعة وإقامة شركة بين الكهنة والأساقفة وقال إن الهدف من هذا اللقاء الدولي هو الاصغاء إلى كهنة الرعايا.
الوثيقة التي سلمها البابا إلى كهنة الرعايا خلال لقائه بهم صباح الخميس جاءت بمثابة رسالة يوجهها أب إلى أبنائه مدركاً تماماً الجهود التي يقومون بها ويحثّهم فيها على متابعة السير إلى الأمام من أجل خير الكنيسة والرسالة المدعوين إلى القيام بها. ضيوف البابا هم ثلاثمائة كاهن قدموا من مختلف أنحاء العالم وشاركوا على مدى الأيام الثلاثة الماضية في اللقاء الذي عُقد في روما حول موضوع "كهنة الرعايا من أجل السينودس"، نظمته أمانة سر السينودس بالتعاون مع الدوائر الفاتيكانية المعنية بالإكليروس والكرازة بالإنجيل والكنائس الشرقية.
سلط البابا في رسالته الضوء على ضرورة وجود كنيسة سينودسية تحتاج إلى رعاتها وقال إن هذا الأمر لن يتحقق بدون سعي كهنة الرعايا إلى حمل جميع الأشخاص المعمدين على جعل إعلان الإنجيل عنصراً يميز حياتهم. وتمنى الحبر الأعظم أن يرى رعايا تتضمن تلامذة مرسلين ينطلقون ويعودون مفعمين بالفرح، وتتضمن جماعات تتميز بالصلاة والتمييز والحماسة الرسولية. ومن الأهمية بمكان أن يتم الإصغاء إلى الروح القدس وإعلان الكلمة واللقاء كجماعة وكسر الخبز معا. وأضاف الحبر الأعظم أن الرب الذي دعانا وقدسنا يدعونا اليوم إلى أن نصغي إلى صوت روحه وأن نسير في الاتجاه الذي يدلنا عليه. لذلك – تابع يقول – أدعوكم إلى أن تقبلوا دعوة الرب يسوع هذه لتكونوا كهنة رعايا، وبناة كنيسة سينودسية مرسلة، وأن تلتزموا بحماسة في هذه المسيرة.
هذا ثم أوصى البابا ضيوفه بأن يقطفوا الثمار التي ينمّيها الروح القدس وسط الشعب وكتب أنه واثق بأن الكهنة يمكنهم بهذه الطريقة أن يميطوا اللثام عن كنوز كثيرة مخبأة، ولا يجدون أنفسهم وحيدين في مهمة الكرازة بالإنجيل، ويختبرون فرح الأبوّة التي تُبرز لدى الرجال والنساء قدرات ثمينة. وفي هذا السياق دعا فرنسيس إلى ممارسة "الحوار مع الروح القدس" الذي ساعد مسيرة السينودس، وقال إن التمييز هو عنصر أساسي في العمل الرعوي لكنيسة سينودسية لأنه ينير واقع الحياة الكنسية ويتعرف على المواهب، ويوزع بحكمة الأدوار والمهام ويخطط – في ضوء الروح القدس – لمسارات رعوية، متخطياً البرمجة البحتة للأنشطة.
لم تخل رسالة البابا إلى كهنة الرعايا من الحديث عن أهمية الأخوة والمقاسمة مع الأخوة الكهنة والأساقفة وقال بهذا الصدد: لا يمكننا أن نكون آباء حقيقيين إذا لم نكن أولا وقبل كل شيء أبناء وأخوة. ولسنا قادرين على تحقيق الشركة والمشاركة في الجماعات الموكلة إلينا إذا لم نعيشها أولا فيما بينا". ولفت إلى أن هذا الخيار قد يبدو صعباً لكنه في الواقع ليس كذلك لأنه بهذه الطريقة فقط نتمتع بالمصداقية، وعملنا لا يؤدي إلى التفريط بما سبق أن بناه الآخرون.
في ختام الرسالة حثّ البابا فرنسيس كهنة الرعايا على توجيه الأنظار نحو الدورة الثانية للجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة والتي ستلتئم في شهر تشرين الأول أكتوبر المقبل، وشدد على ضرورة أن يصبح الكهنة مرسلين للسينودسية حتى في خدمتهم اليومية.
وقال: أدعو الذين شاركوا في اللقاء الدولي أن يكونوا مرسلين سينودسيين ويحفزوا التأمل في تجديد خدمة كاهن الرعية بأسلوب سينودسي وإرسالي. وبعد أن أكد البابا أنه يرافق الكهنة منحهم بركاته الرسولية ومؤكدا أنه يحتاج إلى صلواتهم ثم أوكلهم إلى شفاعة العذراء مريم التي تقود إلى من هو الطريق والحق والحياة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الروح القدس
إقرأ أيضاً:
تفاصيل عظة البابا فرنسيس بمناسبة يوبيل الشمامسة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأس المطران رينو فيزيكيلا ناب عميد دائرة البشارة صباح اليوم الأحد ٢٣ فبراير في بازيليك القديس بطرس، ونيابة عن البابا فرنسيس، قداسا إلهيا لمناسبة يوبيل الشمامشة، وقرأ العظة التي كان البابا فرنسيس قد أعدها لهذه المناسبة.
وانطلق البابا في عظته من قراءة اليوم وكتب أنه يمكن اختصار ما يرويه لنا الإنجيل بكلمة واحدة: المجانية. وأراد قداسته التأمل في المجانية باعتبارها بعدا أساسيا للحياة المسيحية ولخدمة الشمامسة
وتابع أن هذا التأمل يشمل ثلاثة عناصر هي المغفرة والخدمة بدون مقابل والشركة.
في حديثه عن العنصر الأول أي المغفرة قال البابا فرنسيس إن إعلان المغفرة هو أحد الواجبات الأساسية للشماس، وهذا عنصر لا غنى عنه بالنسبة لأية مسيرة كنسية وهو شرط لكل تعايش بشري.
وسلط هنا الضوء على تشديد يسوع على ضرورة المغفرة وأهميتها حين قال "أحبوا أعداءكم". وتابع البابا أنه ومن أجل النمو معا وكي نتقاسم الأنوار والظلال، النجاحات والإخفاقات، من الضروري أن نغفر وأن نطلب المغفرة واستعادة العلاقات وألا نستبعد من محبتنا حتى من يسيء إلينا أو يخوننا.
وشدد قداسته على أن عالما لا نحمل فيه للخصوم سوى الكراهية هو عالم بلا رجاء وبلا مستقبل، عالم مصيره أن تمزقه الحروب والانقسامات والثأر بشكل لا نهاية له مثلما ومع الأسف نشهد اليوم أيضا على مستويات عديدة وفي مناطق مختلفة من العالم. المغفرة بالتالي تعني، حسبما واصل قداسة البابا، أن نُعد للمستقبل بيتا مضيافا وآمنا وذلك في أنفسنا وفي جماعاتنا. وتوقف الأب الأقدس في هذا السياق عند خدمة الشماس والتي تحمله إلى ضواحي العالم، وقال إن على الشماس أن يرى وأن يُعَلم الآخرين أن يروا الآخرين جميعا، حتى مَن يخطئ أو يسبب ألما، كأخوات وأخوة جُرحوا في نفوسهم، ما يجعلهم وأكثر من أي شخص آخر في حاجة إلى المصالحة والإرشاد والمساعدة.
تحدث البابا بالتالي عن انفتاح للقلب حدثتنا عنه القراءة الأولى اليوم، أي من سفر صموئيل الأول، والتي تسرد ما أظهره داود من محبة أمينة وسخية إزاء شاول مَلِكه ولكن أيضاد مضطهده (راجع 1 صم 26، 2. 7ـ9. 12ـ13. 22ـ23).
وذكَّر البابا بأن هذا ما يتحدث عنه نص آخر وذلك في إشارة إلى ما جاء في أعمال الرسل (راجع 7، 60) حول مغفرة اسطفانس لمن رجموه. ونرى هذا في المقام الأول، تابع البابا فرنسيس، في يسوع، المثال لكل خدمة شماسية، والذي وعلى الصليب تجرد من ذاته وصولا إلى بذل حياته من أجلنا، فقد صلّى يسوع من أجل مَن صلبوه وفتح باب الفردوس للص اليمين.
انتقل قداسة البابا فرنسيس إلى العنصر الثاني الذي أراد التأمل فيه مع الشمامسة أي الخدمة بدون مقابل، فقال إن الإنجيل يصف لنا هذا بعبارة بسيطة لكنها واضحة جدا: "أَحِسِنوا وأَقرِضوا غَيرَ راجينَ عِوَضاً" (راجع لو 6، 35). وأضاف البابا أن هذه الكلمات تحمل عبق الصداقة، أي أولا صداقة الله لنا ثم صداقتنا نحن، وشدد قداسته على أن هذا بالنسبة للشماس ليس عنصرا ثانويا في تصرفه بل هو بعد أساسي لكيانه. فالشماس يتكرس ليكون في خدمته "نحاتا" و"رساما" لوجه الآب الرحوم وشاهدا لسر الله الثالوث.
وأراد البابا فرنسيس هنا تسليط الضوء على أن يسوع في الكثير من مقاطع الإنجيل يتحدث عن نفسه من هذا المنظور، فقد فعل هذا متحدثا إلى فيلبس بعد أن غسل أرجل التلاميذ حين قال: "من رآني رأَى الآب" (راجع يو 14، 9). وأيضا حين قال بعد أن أسس الإفخارستيا "فأَنا بينَكم كالَّذي يَخدُم" (راجع لو 22، 27). وذكَّر البابا بأن يسوع قد تحدث عن هذا من قبل وذلك حين كان التلاميذ يتجادلون فيما بينهم حول مَن هو الأكبر، فقد قال لهم: "فأَنَّ ابنَ الإِنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس" (راجع مر 10، 45).
وجه البابا فرنسيس كلماته بعد ذلك إلى الشمامسة قائلا لهم إن العمل المجاني الذي يقومون به كتعبير عن تكريسهم الذات لمحبة المسيح هو بالنسبة لهم الإعلان الأول للكلمة، ينبوع الثقة والفرح لمن يلقاكم. وواصل البابا فرنسيس داعيا الشمامسة إلى أن يرافقوا هذا العمل قدر الإمكان بالابتسام وبدون تذمر وبلا تطلع إلى اعتراف بفضلهم، في دعم متبادل وذلك أيضا في العلاقة مع الأساقفة والكهنة كتعبير عن كنيسة تعمل بالتزام من أجل النمو في خدمة الملكوت في تثمين لكل درجات الخدمة.
وهكذا سيصبح عملكم المنسجم والسخي، تابع البابا فرنسيس حديثه إلى الشمامسة، جسرا يربط المذبح بالطرقات، والافخارستيا بحياة الناس اليومية، وستكون محبتكم ليتورجيتكم الأجمل، وليتورجيتكم خدمتكم الأكثر تواضعا.
أما في حديثه عن العنصر الثالث أي كون المجانية ينبوع الشركة فقال البابا فرنسيس إن العطاء بدون مقابل يوحد ويخلق روابط، وذلك لأنه يُعبِّر عن ويغذي كونًا معًا لا هدف له سوى هبة الذات وخير الأشخاص. وذكَّر قداسته هنا بالقديس لورنسيوس والذي وحين طالبه مضطهدوه بتسليم كنوز الكنيسة أشار إلى الفقراء قائلا: ها هي كنوزنا. وتابع ابابا فرنسيس أن هكذا تُبنى الجماعة، بأن نقول للأخ وللأخت بالكلمات وقبل كل شيء بالأفعال سواء بشكل شخصي أو كجماعة: أنت هام بالنسبة لنا، نحن نحبك، نريد أن تشترك في مسيرتنا وفي حياتنا.
وقال البابا للشمامسة: هذا ما تفعلون أنتم حين تكونون في الخدمة مستعدين لتوسيع عائلاتكم لتشمل مَن هم في عوز حيثما تعيشون. وواصل البابا حديثه إلى الشمامسة قائلا إن رسالتهم، التي تأخذهم من المجتمع لتعيدهم إليه مجددا وتجعله بشكل أكبر دائما مكانا مستقبلا ومفتوحا للجميع، هي واحد من أفضل أشكال التعبير عن كنيسة سينودسية في خروج.
وفي ختام العظة التي أعدها لمناسبة يوبيل الشمامسة، والتي قرأها اليوم الأحد 23 فبراير نائب عميد دائرة البشارة المطران رينو فيزيكيلا مترئسا القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس، أشار البابا فرنسيس إلى نيل البعض اليوم السيامة الشماسية، فقال إنهم هكذا لن يُرفعوا بل هم ينزلون لأن السيامة تعني النزول، أن نصير صغارا، أن ننزل وأن نتجرد. واستعار قداسته هنا كلمات بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس حين تحدث عن الإنسان الأرضي الذي نتركه من خلال الخدمة لنكون في المحبة إنسانا من السماء (راجع 1 قور 15، 45ـ49). دعا الأب الأقدس بعد ذلك إلى التأمل فيما نُقْدم على القيام به موكلين أنفسنا إلى مريم العذراء وإلى القديس لورنسيوس شفيع الشمامسة، فليساعدانا على أن نعيش كل خدمة بقلب متواضع وممتلئ بالمحبة، وعلى أن نكون في المجانية رسل مغفرة وخداما بدون مقابل للأخوة وبناة شركة.