عقد المهرجان العالمي “إشراقات”، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ثلاث جلسات ركزت على تعزيز القيم الإنسانية وفي مقدمتها التسامح لدى الأجيال الجديدة على المستويين المحلي والعالمي، عبر الرسائل الهادفة التي تدعو إلى احترام الاختلاف، والتمتع بالمرونة والتعاطف، ودعم قدرات ومهارات الطلاب، من خلال التواصل مع الآخر، وتسليط الضوء على أهمية التعاطف والتعايش والأخوة الإنسانية في تلاحم المجتمع.

وركزت أولى جلسات “إشراقات” على الرواية العربية ودورها في الاحتفاء بالهوية والقيم الإنسانية، واستضافت الروائي والشاعر الأردني الفائز بجائزة البوكر عن روايته “دفاتر الوراق” جلال برجس، في جلسة أدارها عبير حامد وأحمد شلبي.

وثمن جلال برجس، ما تقدمه المؤسسات الثقافية والمعرفية في الإمارات والسعودية من دعم سخي للآداب والفنون سواء عبر الأنشطة الثقافية أو الجوائز الكبيرة التي تقدمها سنويا وهو ما انعكس إيجابا على المشهد الثقافي العربي بشكل عام على مستوى المبدع والجمهور أيضا، مؤكدا أن للكاتب دورا مهما في طرح الأسئلة وتعزيز قيم الحرية والهوية والإنسانية من خلال رؤية تحترم واقع الإنسان العربي، وتطرح عليه الأسئلة الصعبة، وتحمله على التفكير.

وأشاد برجس، بمهرجان “إشراقات” الذي يركز على دور المعرفة ومن يقوم عليها من الكتاب والمبدعين في تعزيز القيم الإنسانية لدى الإنسان العربي والمجتمعات العربية، مؤكدا أن عددا كبيرا من الشعراء نجحوا في كتابة الرواية، ليس على صعيد اللغة فقط وإنما على صعيد اقتناص الفكرة الاستثنائية أيضاً، مستذكرا قول ميرلو بونتي، حين أكد انه ليس هناك من رواية استثنائية إن لم تكن في المحصلة شعراً، ما يعني هنا شعرية الحدث وليس اللغة.

واستضافت الجلسة النقاشية الثانية، الدكتور عبدالله الشرهان، المتخصص في مجال رسوم الكرتون والقصص المصورة، وعضو مجلس الإدارة في جمعية الناشرين الإماراتيين، بينما أدارت الجلسة الدكتورة لمياء توفيق.

وقال الشرهان، خلال الجلسة، إنه يسعى دائما إلى صناعة الدهشة لدى الطفل والتي تحمل العديد من القيم بين ثناياها فتحمل القيم الأخلاقية والتسامح والتعايش وقبول الاختلاف بصورة لا تعتمد النصح، وإنماء الموقف والقصة والصورة في حد ذاتها، مشيرا إلى قصة يرويها حول عالم عديم اللون، حيث كل شيء بلا لون، غير أن وصول مخلوقين فريدين، لكل منهما لونه المميز، يقلب الأمور رأساً على عقب، ويساعد سكان هذا العالم على فهم جمال تقبل الاختلافات والتعايش في وئام.

وقال: عندما أضع قصتي كرسام بين يدي أي فنان تشكيلي، أترك له الحرية مع كل شخصياتها، مؤكدا أن اهتمامه بعالم القصص المصورة، ينطلق من أنه يعيش دائماً التجارب الطفولية مع أطفاله، لأن التفاصيل تمنح الكاتب والرسام وجهة نظر يمكن أن يقدمها ليستفيد منها مع الصغار.

وتناولت الجلسة النقاشية الثالثة، أهمية التحفيز للكبار والصغار، وقدمها الكاتب كريستيان وليم، الذي أكد أنه يعمل بالتعاون مع زوجته مع في مجال تحفيز وتنمية القدرات لدى قطاعات واسعة من طلاب المدارس والجامعات، معربا عن اعتزازه بالمشاركة في مهرجان “إشراقات” الذي أتاح له الفرصة للتواصل مع جمهور معرض أبوظبي الدولي للكتاب؛ لمشاركتهم أفكاره وخبرته وأهم السبل المبتكرة الأكثر تأثيرا، والتي تمكن الكبار والصغار معا من القيم الإيجابية والإنسانية كي يتعاملوا بها وتشكل أسلوب حياتهم، من خلال استخدام العديد من الأساليب السهلة والمحفزة للطاقات البشرية، ومشيرا إلى الدور المهم للقصص والمواقف الإيجابية في عملية التحفيز.

وأشاد وليم بالأهداف النبيلة لمهرجان “إشراقات” وما يحمله من قيم سامية كالتسامح والتعايش والاخوة الإنسانية، التي تعد ضرورية للغاية للإنسان في هذا العالم الذي يموج بالصراعات، والتحديات وتباين الأفكار والرؤى.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مهرجان فنون العلا يحتفي بالإرث الغني للخط العربي

البلاد – العلا

ينظّم مهرجان فنون العُلا بالتعاون مع مؤسسة خولة للفن والثقافة فعالية فريدة من نوعها تسلّط الضوء على الإرث الثقافي الغني لفن الخط العربي.

وتضم الفعالية ثلاثة أقسام رئيسية تعكس جماليات الخط العربي وأصالته، حيث يقدّم قسم “الخط في طنطورة” عملًا تركيبيًا مميزًا من تصميم سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، مستوحى من عملها البارز “الحياة”، الذي يعبر عن الجمال الفني العميق للخط العربي بلمسة معاصرة.

ويتضمن قسم “الخط جاليري” معرضًا فرديًا للفنان غالب حويلا، يعرض فيه أعماله المستوحاة من الخط العربي بتقنيات مبتكرة، كما يضم معرضًا جماعيًا يُبرز إبداعات عدد من الفنانين مثل: وسام شوكت وعبدالله عكار، إضافةً إلى التصاميم الطباعية لإبراهيم زكي، وغيرهم، في استعراض شامل لجماليات هذا الفن العريق.

ويأتي قسم “بيت الخط” ليُقدم تجربة مميزة تجمع بين الفنون اليومية وفخامة التصميم، لاكتشاف منتجات مزينة بالخط العربي، بما في ذلك عباءات فاخرة، وأثاث مصمم بأسلوب فني من قبل ساندرا هابر وهبة، ومجوهرات مبتكرة بتعاون مشترك بين ساندرا وعزة القبيسي.

ويضم المهرجان منزلًا تاريخيًا تم تحويله إلى متجر داخلي يُبرز الطابع الثقافي المميز للعُلا، مما يمنح الزوار تجربة فريدة تمزج بين التاريخ والفن.

يذكر أن المهرجان يهدف إلى إبراز جماليات الخط العربي بطرق تجمع بين التراث والمعاصرة، مما يعكس دور العُلا كمركز للإبداع الفني والثقافي.

مقالات مشابهة

  • مهرجان فنون العلا يحتفي بالإرث الغني للخط العربي
  • مبادرة “تراحم” الإنسانية توجه دعوة للمنظمات الداعمة والمحسنين لدعم برنامجها الرمضاني
  • وزير التعليم: التربية الإيجابية فلسفة مجتمعية تهدف إلى تنشئة الأفراد على القيم الإنسانية
  • إكتساح جماهيري لعمر العبداللات في “مهرجان أمواج العقبة”
  • سعود بن صقر يفتتح النسخة الـ13 من مهرجان “فن رأس الخيمة”
  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • بالفيديو.. تعرف على “محمد الضّيف” مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني
  • الحكومة ترفض إدراج “الديباجة” في مشروع قانون الإضراب
  • “السلاح الإسرائيلي” الذي أظهرته القسام أثناء تسليمها رهينة بجباليا..!
  • نهيان بن مبارك يكرم خريجي برنامج “مستقبلي” الذي نظمه صندوق الوطن