سواليف:
2024-12-25@18:49:22 GMT

اغتيال الفاصلة المنقوطة من صفحات اللغة العربية

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

اغتيال #الفاصلة_المنقوطة من صفحات #اللغة_العربية

أ.د رشيد عبّاس

من بين الضربات التي تلقتها اللغة العربية, ضربة #اغتيال الفاصلة المنقوطة من صفحات اللغة العربية, والمتتبع لهذه العلامة يكاد لا يلمحها هذه الأيام في فنون الأدب العربي الممتدة عبر صفحات اللغة العربية, مع يقيني أن المؤامرة كانت وما زالت تُحاك لجميع علامات الترقيم المعروفة لدى الجميع, إلا انهم استفردوا بهذه العلامة أولاً, وذلك من اجل ابعاد جميع هذه العلامات لاحقاً عن جمل وفقرات ونصوص لغتنا العربية الجميلة, وبالتالي ضياع فهم معاني ودلالات ومقاصد ما هو مكتوب عند القارئ والمستمع.

نتساءل هنا, ما الذي يغيظ أولئك العابثين في #علامات_الترقيم؟ أيغيظهم تنظيم النص وتجميله وتحسين عرضه على القارئ, أم يغيظهم تفسير معاني الكلمات وتوضيح المقصود منها, أم يقلقهم تجنب إهدار الوقت في فهم النصوص ومعرفة مواضع السكون والفصل, أولئك العابثون في علامات الترقيم لا يروق لهم جمالية النص وجعل التعبيرات أكثر دقة ودلالة وصدق من خلال هذه العلامات اللطيفة الجميلة.

مقالات ذات صلة بالقانون … القوائم المحلية … صراع وجود بلا حدود . 2024/05/02

لقد عرضت الكاتبة الأمريكية (إيميلي تيمبل) في مقالتها “علامات الترقيم التي أحَبها وكَرهها مجموعة من الكتّاب المشهورين”, والتي ركزت فيها على الفاصلة المنقوطة, فمن الذين كرهوا الفاصلة المنقوطة كرها مطلقاً كل من: الكاتب دونالد بارثيملي, والكاتب إدوارد آبي, والكاتب كيرت فونيجت, وذلك لإعاقتها وتقييدها للنصوص, في حين أن هناك بعض الكتّاب الذين احبوها مثل: الكاتبة لورين أويلر, والكاتب ابراهام لينكُلن, والكاتبة أروسولا كي لي غوين, والكاتب كليرمسعود, وذلك لبيانها مقاصد النصوص.

نقول للذين يتربصوا بعلامات الترقيم بشكل عام, والفاصلة المنقوطة بشكل خاص, أن علامات الترقيم هي حركات تستعمل في تنظيم الكتابة وفي الفصل بين كلمات أو أجزاء من الجملة توضع في النصوص المكتوبة؛ بهدف تنظيمه وتيسير قراءته وفهمه, فإذا ما رأينا نصّاً خالياً من علامات الترقيم, فإننا سنكون حتماً أمام ضياع المعنى.. فلا يُعرف انتهاء الفقرة من مواضع الاستفهام من التعجب, فجمال اللغة يكمن في  علامات الترقيم.     

  لقد باتت أيادي بعض الكتّاب تمتد نحو علامة التعجب كخطوة ثانية بعد أن اغتال هؤلاء الفاصلة المنقوطة من بين علامات الترقيم الأخرى وتركوا أهمية مكانتها بين كل عبارتين فأكثر بينهما ارتباط في المعنى دون استخدامها, وتركوا أيضاً أهمية مكانتها بين الجمل المعطوفة بعضها على بعض, إذا كان بينهما معنى مشترك, وتناسوا عن قصد مكانتها قبل المفردات المعطوفة التي بينها مقارنة أو مشابهة أو تقسيم أو تعديد وما شابه ذلك, نعم.. لقد أوغر هؤلاء صدورنا منها وسحبوها من بين كل جملتين.. الثانية منها سبباً في الأولى أو العكس, وحرّضوا فينا عدم الوقف المتوسط في الكلام من خلالها, وقللّوا من أهمية وضعها بين الجمل الطويلة والتي تُشكل في مجموعها معنى تام.

اعتقد جازماً أن خلوّ كتابة النصوص من علامات الترقيم سيؤدي حتماً إلى عناء في فهمها, وإلى غموض واضطراب في الكلام, وتداخل الألفاظ والجمل وخلطها, وتغيير في المعنى, وعدم التمييز بين كلام الكاتب والكلام المنقول؛ ومع ذلك نجد اليوم بعض الكتّاب يدعوا إلى التحرر من كتابتها أو عدم مراعاتها وجعل النصوص خاليه من قيودها على حد تعبيرهم, متناسين أن مهارة استخدام علامات الترقيم من أهم المهارات التي ينبغي على كتّاب المحتوى تعلمها واستخدامها وممارساتها.

إلى أولئك الذين تغافلوا عن علامات الترقيم أقول لهم: كيف نعبّر عن مشاعرنا؟ وكيف ننهي خطابنا المكتوب؟ وكيف نقتبس من الآخرين بعض النصوص؟ وكيف نتعجب من موقف ما؟ وكيف لنا أن نتوقف وقفة مؤقتة أو طويلة؟  وكيف نقوم بعملية التخصيص؟ وكيف نربط الجمل الطويلة فيما بينها في النصوص؟

تحية لـ(زينب فوّاز) رحمها الله المفكرة والكاتبة اللبنانية والملقبة بدرة الشرق, على اعتبارها أو من تحدث عن ضرورة وأهمية إدخال علامات الترقيم على اللغة العربية عام 1910م, وتحية إجلال وإكبار للعلامة المصري (أحمد زكي باشا) رحمه الله والملقب بشيخ العروبة, على اعتباره أول من أدخل علامات الترقيم على نصوص الكتابة العربية وطوّرها من اللغات الغربية عام 1912م وأسماها الترقيم, مع معارضة بعض المفكرين والكتّاب العرب له وقتها حفاظاً على قدّسية اللغة وأصولها على حد قولهم.   

سنُحيي ذكرى اغتيال الفاصلة المنقوطة من على صفحات اللغة العربية, سنُحيي ذلك من خلال الدعوة إلى إعادة كتابتها في النصوص, مؤكدين هنا أن الفاصلة لم ولن تنوب عن الفاصلة المنقوطة في النصوص, وسنُجددُ ولاءنا وانتماءنا لجميع علامات الترقيم دون التقليل من اهمية أي منها.

ما أجمل التعجب حين نلمحها في قصيدة (لن أبكي) لفدوى طوقان, وما أروع الاستفهام حين يفاجئُنا في رواية (قصة مدينتين) للكاتب تشارلز ديكنز, وما أجرأ النقطة حين توقفنا في مقالة (الغرفة المظلمة) لآركي نارايان, وما أكرم الفاصلة المنقوطة حين تربط جملتين تفرقا.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: اللغة العربية اغتيال فی النصوص

إقرأ أيضاً:

اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي" في ندوة بمكتبة الإسكندرية

شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم ندوةً بعنوان: "اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي"، نظمها مركز ومتحف المخطوطات التابع لقطاع التواصل الثقافي بالتعاون مع كلية التربية بجامعة الإسكندرية، ويأتي ذلك في إطار الاحتفال السنوي باليوم العالمي للغة العربية.

وافتتح الندوة  الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية في حضور عدد من أساتذة اللغة العربية وعلومها والمتخصصين في برمجيات الحاسوب، وخلال الندوة وناقش عدد من الموضوعات منها، "استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير اللغة العربية، والذكاء الاصطناعي والتحولات في تعلم اللغات، والبلاغة الرقمية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي وتعليم العربية، وهندسة اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي، وبناء النماذج العربية اللغوية الكبيرة".

وأكد  "زايد" علي أهمية تلك الفعالية التي تتواكب مع ظروف العصر، وقال إن عنوان الندوة يعتبر إختيار موفق لأننا في زمن "الذكاء الاصطناعي" مما يجعل مصير الإنسان ووجوده في موقف تحدي  فهذا العنوان يأتي تماشيًا مع متطلبات العصر الرقمي وأدواته التي تتسم بكثير من النمو المتسارع.

وتابع:  إن مكتبة الإسكندرية تشهد طفرة تكنولوجية لتقديم خدماتها المختلفة من أجل نشر الوعي الثقافي والعلمي مستخدمة التكنولوجيا الحديثة لنشر المعلومات العلمية والثقافية في جميع الربوع المصرية والإقليمية والغربية، كما أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يعد حاليًا أحد أهم الأولويات في جدول أعمال السياسات العامة لمعظم البلدان على المستويين الوطني والدولي.

وأشار "زايد"  أنه على الرغم من كون اللغة العربية أكثر اللغات انتشارًا، إلا أن نسبة مجمل المستخدمين لها لا تتخطي 3% على الشبكة العنكبوتية، مما أدي إلى حدوث فجوة رقمية تسعى المؤسسات الثقافية والعلمية للوصول لاكتشاف سبل لسدها مردفًا إن قضية ربط اللغة العربية بالذكاء الاصطناعي تعتبر من التحديات الأساسية التي ناقشها الكثير من خبراء اللغة، وأن هناك اهتمام في الوطن العربي بالذكاء الاصطناعي من جانب مؤسسات كثيرة تحت مسمي "حوسبة اللغة، إدخال اللغة إلى المنظومة الإلكترونية وضرورة ادخال اللغة إلى عالم الابتكار".

وأضاف "زايد" أن أدوات الذكاء الاصطناعي تفيد في تعليم اللغات بشكل عام واللغة العربية بشكل خاص من خلال برامج تعليمية، وإنه من المتوقع أن يقوم الذكاء الاصطناعي في دعم مهارات القراءة والكتابة وخاصًا للأطفال من خلال برامج تحلل الأخطاء الإملائية والنحوية. بالإضافة إلى أنه يمكن أن يساعد في حفظ التراث الثقافي العربي من خلال فهرسة النصوص التاريخية كما يؤثر في المجالات القانونية والتعليمية من خلال الترجمة وإنشاء المحتوي.

وأفاد "زايد" بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت عاملًا محوريًا في تطوير وتعزيز اللغة العربية سواء عن طريق تحسين أساليب الترجمة أو بفضل الأنظمة القائمة على الفهم اللغوي والتي تدعم معالجة النصوص العربية، كما تحدث عن التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في فهم اللغة العربية بسبب تعقيداتها النحوية والصرفية وتعدد لهجاتها والتي تشكل حافزًا للبحث العلمي من أجل التطوير واختتم:  "يجب الحذر في التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي بسبب عدم دقة بعض البيانات لأنها تكون أحيانًا موجهة لأغراض سياسية أو دينية'.


 

IMG-20241224-WA0101

مقالات مشابهة

  • تحديات تواجه اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي.. قراءة
  • نقابة المهندسين تحتفل باليوم العالمي للغة العربية
  • افتتاحية.. لحظة اللغة العربية الفاصلة
  • سفارتنا بالقاهرة تحتفل باليوم العالمي للغة العربية
  • اعتقال متهم بقرصنة صفحات مسؤولين عراقيين وبيع معلوماتهم في بغداد
  • مراجعة اللغة العربية للصف الثاني الثانوي الترم الأول 2025
  • اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي.. ندوة بمكتبة الإسكندرية
  • اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي" في ندوة بمكتبة الإسكندرية
  • احتفالية بالقاهرة تبرز إسهام العمانيين في خدمة اللغة العربية
  • اللغة العربية هوية