أطلقت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة مشاركتها في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثالثة والثلاثين، بجناح متميز يضم مجموعة واسعة من الفعاليات المعرفية، وباقة متنوعة من الإصدارات باللغتين العربية والإنجليزية، انطلاقاً من حرصها على نشر المعرفة وتعزيز الإبداع والابتكار، وتشجيع القراءة باعتبارها منهلاً رئيساً للعلم والمعرفة.


واستقبل جناح مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، حيث اطلع على “مؤشِّر المعرفة العالمي”، وقامت المؤسَّسة بإهداء معاليه كتاب “التسامح بين الفضائل”، أحد إصدارات برنامج دبي الدولي للكتابة، والذي أُقرَّ لطلاب الدراسات العليا في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.
وأكَّد سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أهمية مشاركة المؤسَّسة في فعاليات الدورة الحالية معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وذلك إيماناً بدورها في دعم مسيرة العلم ونشر المعرفة، وترسيخ ثقافة القراءة والاطلاع، وتحفيز الإبداع الأدبي والفكري.
وأضاف سعادته: “تأتي مشاركة المؤسَّسة في إطار سعيها الدائم لتعزيز التبادل المعرفي بين مختلف الدول العربية، وتوفير منصة واسعة لعشاق الكتب والباحثين للاطلاع على أحدث الإصدارات والإنتاجات الفكرية والأدبية. لافتاً سعادته إلى مشاركة المؤسَّسة ضمن جناح خاص يضم مجموعة واسعة من إصداراتها المتنوعة في مختلف المجالات، إضافة إلى تنظيم مجموعة من الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى نشر المعرفة وتحفيز الإبداع، مثل الندوات والمحاضرات وورش العمل، إلى جانب لقاءات مع كبار الكتاب والمفكرين العرب.”
ويحتضن جناح المؤسَّسة في القاعة رقم 10 – جناح رقم (D06) سلسلةً من الفعاليات ضمن مبادراتها المعرفية، فضمن مبادرة “بالعربي” التي أطلقتها المؤسَّسة عام 2013 بهدف تشجيع العرب على استخدام لغتهم الأم، قدَّم سعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جلسة معرفية بعنوان “الشعر والذكاء الاصطناعي” أوضح فيها أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية تتفوقان على العديد من دول العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، معتبراً أن الشعر سينجو من طفرة الذكاء الاصطناعي لأن من خواصه أنه ليس جامداً جمود الآلات، ومركزاً على أن أحد العوامل التي تميز البشر عن الآلات هي قدرتهم على الاستنتاج والاستنباط.
وتحت مظلة “حوارات المعرفة”، التي تنظِّمها المؤسَّسة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بهدف استعراض أفضل الممارسات والتجارب الدولية في التعامل مع التحديات البيئية وأزمات المياه والمناخ، وسُبُل تعزيز الاستثمارات الخضراء، عقدت جلسة نقاشية بعنوان “الذكاء الصناعي للجميع: الابتكار المراعي للشمولية” قدَّمتها ياسمين همدر، المتخصصة في سياسات الذكاء الاصطناعي في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وناقشت الجلسة الآثار السلبية لأنظمة الذكاء الاصطناعي، في الحياة الاجتماعية، وقدرة الآلة على تقليد السلوك البشري، كالتفكير والتعلم واتخاذ القرارات. كما ناقشت الجلسة قوة الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات العالمية الكبرى، كالقضاء على الفقر والجوع، ورصد الآفات، وإدارة الموارد المائية، والتكيُّف مع التغيُّر المناخي، والتماسك الاجتماعي، والحد من عدم المساواة بين المجتمعات والأفراد. كما استعرضت الورشة المبادئ الأساسية لإرساء أسس نهج قوامه حقوق الإنسان إزاء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والتي تشمل: التناسب وعدم إلحاق الأذى، والسلامة والأمن، والحق في الخصوصية وحماية البيانات، الجهات المعنية المتعددة، والحوكمة والتعاون القادران على التكيُّف، والمسؤولية والمساءلة، والشفافية والقابلية للشرح، والرقابة البشرية والحزم، والوعي ومحو الأمية، والإنصاف وعدم التمييز، ومبادئ حوكمة الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة.
كما احتضنت فعاليات “استراحة معرفة” إطلاق كتاب “أُنس تونس” من مخرجات ورشة كتابات السفر، للكاتبة ندى السيد معيط، حيث تحدثت مدربة الورشة الدكتورة وفاء المزغني ومديرة الجلسة الأستاذة لينا طراقجي حول أبرز المواضيع التي تم التطرق إليها في الكتاب.
وفي جلسة تعريفية، تحدَّث الدكتور خالد عبدالفتاح، مستشار حلول معرفية ورقمية في المؤسَّسة، عن محتويات “مركز المعرفة الرقمي” وأهميته في كونه أكبر المراكز الرقمية الحاضنة للمحتوى العربي، التي تواكب متطلبات العصر والأجيال الجديدة لنشر ونقل المعرفة العربية للعالم. والمساهمة بفاعلية في الحفاظ على مكانتها بين الثقافات والحضارات الأخرى، وبناء جسور التواصل مع مختلف الثقافات أينما كانت، من خلال نشر المعرفة والتراث من أكثر المصادر دقة. حيث يشكِّل المركز منصَّةً لأهم دور النشر العربية، ويتضمَّن أوَّلَ محرِّك بحث خاص بالمحتوى الرقمي العربي، الذي يسهِّل عملية الوصول للمعلومة، ما يوفِّر الوقت والجهد بأسلوب تصنيف متوافق مع المعايير العالمية في تنظيم المحتوى في البيئة الرقمية.
وفي اليوم الثاني للمعرض، واصلت المؤسَّسة استضافة النشاطات والفعاليات المعرفية المتميزة حيث احتضنت جلسة نقاشية بعنوان “أقل هدر، أقل كربون: حلول لأزمة المناخ”، ضمن “حوارات المعرفة” تحدثت فيها لارا حسين، شريكة مؤسِّسة ومنشئة تربة في “ذا وايست لاب” حول مشكلة هدر الطعام التي وصل حجمها إلى رقم مهول قدره مليار طن من النفايات الغذائية السنوية حول العالم.
وبيَّنت حسين أن المصدر الرئيسي لتلوث الأطعمة هو الانبعاثات الكربونية (الميثان وثاني أوكسيد الكربون)، إضافة إلى السموم الناتجة عن تلوث الماء والهواء والتربة، إلى جانب أن الطعام المدفون في مدافن النفايات يتحلل بمعدل بطيء للغاية ويطلق غازات ضارة غير مرغوب بها تسهم في تغير المناخ. وحثَّت حسين المؤسَّسات على إيلاء الأهمية لتطبيق ممارسات مسؤولة عند التخلص من النفايات العضوية، وتنفيذ إجراءات الفرز المناسب بحيث يمكن استخدام هذه المواد لإنتاج سماد صحي ومنتجات ثانوية أخرى، تفيد التربة والمزارع المحلية وتنعكس إيجاباً على نوعية الأغذية وعلى جودة المناخ بالمحصلة.
واستضاف مركز المعرفة الرقمي حواراً ملهماً مع الدكتور خالد عبد الفتاح، مستشار الحلول المعرفية والرقمية، بعنوان “مركز المعرفة الرقمي: المنصة والمحتوى والحلول”، تحدَّث فيه عن التحول إلى المحتوى الرقمي بصفته ضرورة حتمية في عالم اليوم وأحد أهم محددات المستقبل، داعياً إلى وضع خارطة طريق لإتاحة المحتوى الرقمي أمام شرائح أوسع من خلال البرامج والمنصات الرقمية وخاصة تلك التي تستهدف البرامج التعاونية والمفتوحة والمُترابطة وتركِّز على تقديم خدمات متكاملة، ومنبهاً إلى ضرورة تعزيز المحتوى الرقمي العربي وتطوير المنصات الحاضنة له. وقدَّمت هدى المرزوقي جلسة تعريفية حول جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاهُ الله، تكريماً لأصحاب الإنجازات المعرفية على مستوى العالم الذين قدموا إسهامات جليلة في مجال إنتاج المعرفة ونشرها، بهدف تشجيع المعنيين في مجال المعرفة وتحفيزهم على الإبداع والابتكار وتطوير مسارات نقل المعرفة وإنمائها حول العالم.
وكان لبرنامج دبي الدولي للكتابة حضوره المميز ضمن وقائع اليوم الثاني للمعرض، حيث استضاف جلسة بعنوان “الكتابة للأطفال: بوابة لعوالم جديدة وأحلام ممكنة”، بمشاركة كل من الدكتورة وفاء المزغني، مدربة في الكتابة الإبداعية، والأستاذة ري عبدالعال، مدربة كتابة قصص وخيال علمي للأطفال، والكاتبة ميثة المزروعي، بإدارة الكاتبة هدى حرقوص. كما شهد اليوم الثاني إطلاق “ورشة الرسم الفني لقصص الأطفال وتحديات الرسم” بمشاركة الكاتبة والرسامة فاطمة العامري.
وتحت مظلة “استراحة معرفة”، أُجريت جلسة حوارية مع مصطفى سعيد، الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب -فرع تحقيق المخطوطات – وورشة عمل حملت عنوان “كتابة المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي” قدمتها صانعة المحتوى الإبداعي الأستاذة أماني عباهرة.
بدوره، نظَّم قسم النشر والتوزيع ندوة نقاشية بعنوان “نموذج التطور الحكومي بدولة الإمارات” جمعت الدكتور عبدالله الدرمكي بحوار شيق مع الأستاذ مانع عبدالصمد المعيني للحديث عن التجربة الرائدة لدولة الإمارات على صعيد تطوير الخدمات الحكومية واعتماد نهج الابتكار كمحرك أساسي للعمل الحكومي.
واختتمت مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة فعالياتها لليوم الثاني في معرض أبوظبي الدولي للكتاب بجلسة حوارية غنية بعنوان “حوسبة اللغة العربية ومستقبل الترجمة الآلية من العربية وإليها” شارك فيها الأستاذ أسامة إبراهيم والأستاذ محمد العلي وتناولا فيها واقع الترجمة الآلية من وإلى العربية وآفاق تطويرها.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تنفِّذ برنامجاً زاخراً بالفعاليات والأحداث المعرفية، يشمل استضافة نخبة من رواد العلم والمعرفة والفنون على امتداد أيام معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يتواصل لغاية 5 مايو الجاري.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: معرض أبوظبی الدولی للکتاب الذکاء الاصطناعی المحتوى الرقمی

إقرأ أيضاً:

"اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي".. ندوة بمكتبة الإسكندرية

 شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم ندوةً بعنوان: "اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي"، نظمها مركز ومتحف المخطوطات التابع لقطاع التواصل الثقافي بالتعاون مع كلية التربية بجامعة الإسكندرية، ويأتي ذلك في إطار الاحتفال السنوي باليوم العالمي للغة العربية.

وافتتح الندوة الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية في حضور عدد من أساتذة اللغة العربية وعلومها والمتخصصين في برمجيات الحاسوب، وخلال الندوة تم مناقشة عدد من الموضوعات منها: استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير اللغة العربية، والذكاء الاصطناعي والتحولات في تعلم اللغات، والبلاغة الرقمية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي وتعليم العربية، وهندسة اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي، وبناء النماذج العربية اللغوية الكبيرة.

وخلال كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور أحمد زايد علي أهمية تلك الفعالية التي تتواكب مع ظروف العصر، وقال إن عنوان الندوة يعتبر اختيار موفق لأننا في زمن "الذكاء الاصطناعي" مما يجعل مصير الإنسان ووجوده في موقف تحدي. فهذا العنوان يأتي تماشيًا مع متطلبات العصر الرقمي وأدواته التي تتسم بكثير من النمو المتسارع.

وقال إن مكتبة الإسكندرية تشهد طفرة تكنولوجية لتقديم خدماتها المختلفة من أجل نشر الوعي الثقافي والعلمي مستخدمة التكنولوجيا الحديثة لنشر المعلومات العلمية والثقافية في جميع الربوع المصرية والإقليمية والغربية، كما أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يعد حاليًا أحد أهم الأولويات في جدول أعمال السياسات العامة لمعظم البلدان على المستويين الوطني والدولي.

وأشار أنه على الرغم من كون اللغة العربية أكثر اللغات انتشارًا، إلا أن نسبة مجمل المستخدمين لها لا تتخطي 3% على الشبكة العنكبوتية، مما أدي إلى حدوث فجوة رقمية تسعى المؤسسات الثقافية والعلمية للوصول لاكتشاف سبل لسدها.

وقال إن قضية ربط اللغة العربية بالذكاء الاصطناعي تعتبر من التحديات الأساسية التي ناقشها الكثير من خبراء اللغة، وأن هناك اهتمام في الوطن العربي بالذكاء الاصطناعي من جانب مؤسسات كثيرة تحت مسمي (حوسبة اللغة، إدخال اللغة إلى المنظومة الإلكترونية وضرورة ادخال اللغة إلى عالم الابتكار).

وأضاف زايد أن أدوات الذكاء الاصطناعي تفيد في تعليم اللغات بشكل عام واللغة العربية بشكل خاص من خلال برامج تعليمية. وقال إن من المتوقع أن يقوم الذكاء الاصطناعي في دعم مهارات القراءة والكتابة وخاصًا للأطفال من خلال برامج تحلل الأخطاء الإملائية والنحوية. بالإضافة إلى أنه يمكن أن يساعد في حفظ التراث الثقافي العربي من خلال فهرسة النصوص التاريخية. كما يؤثر في المجالات القانونية والتعليمية من خلال الترجمة وإنشاء المحتوي. مؤكدًا على أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت عاملًا محوريًا في تطوير وتعزيز اللغة العربية سواء عن طريق تحسين أساليب الترجمة أو بفضل الأنظمة القائمة على الفهم اللغوي والتي تدعم معالجة النصوص العربية، كما تحدث عن التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في فهم اللغة العربية بسبب تعقيداتها النحوية والصرفية وتعدد لهجاتها والتي تشكل حافزًا للبحث العلمي من أجل التطوير.

واختتم الدكتور أحمد زايد كلمته بأنه يجب الحذر في التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي بسبب عدم دقة بعض البيانات لأنها تكون أحيانًا موجهة لأغراض سياسية أو دينية، فيجب الحرص على أن نضع بعض الأخلاقيات أمامنا ونحن نتعامل مع أي مشكلة خاصة بنا كأفراد أو خاصه باللغة العربية.
 

 

inbound3615120093271438845 inbound5923717146019318423 inbound6118668553837756149

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد: روّاد العلوم والبحوث الطبية يطورون مخزون المعرفة البشرية
  • تحديات تواجه اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي.. قراءة
  • موعد انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب.. أين سيقام؟
  • حجز 99% من أجنحة معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025
  • حجز 99 % من أجنحة معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025
  • اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي.. ندوة بمكتبة الإسكندرية
  • اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي" في ندوة بمكتبة الإسكندرية
  • "اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي".. ندوة بمكتبة الإسكندرية
  • «محمد بن راشد للمعرفة» تختتم الدورة الـ 12 لـ «بالعربي»
  • «محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة» تختتم فعاليات مبادرة «بالعربي»