حصيلة نصف الولاية الحكومية: تناقضات وأسئلة عالقة
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
لم يتأخر رئيس الحكومة، لدى تقديمه حصيلة حكومته في نصف ولايتها الأسبوع الماضي أمام مجلسي البرلمان، عن التعبير عن ارتياحه لما تم إنجازه. علاوة على ذلك، فهو يعتقد أن الإنجازات « تجاوزت كل التوقعات ». دون تحديد ما إذا كان يقصد توقعات الحكومة أم توقعات المواطنين. إنه فرق شاسع!
لقد كان هناك تحيز منهجي في الخطاب المقدم أمام البرلمان، مما يحول دون قراءته بشكل صحيح.
هناك قيود منهجية أخرى في تقرير منتصف الولاية الحكومية تكمن في كونه كميًا أكثر منه نوعيًا. وبالتالي، فإن الأرقام، على الرغم من أهميتها، ليست كافية في حد ذاتها لتعكس الواقع، وخاصة مشاعر السكان. فأن تعرب الحكومة عن رضاها عن نتائجها، هذا أمر طبيعي، ولكن هذا لا يكفي لإقناع وكسب دعم المواطنين « المستهدفون » بالسياسات العمومية. فالحكومة موجودة من حيث المبدأ لخدمة المواطنين وإسعادهم. لنأخذ مثالا واحدا فقط، وهو تعميم الحماية الاجتماعية الذي يشكل بالفعل « مشروعا ثوريا » وكنا السابقين إلى الاعتراف به. ما يهم المواطن، قبل كل شيء، هو سهولة الولوج إلى علاج ذو جودة ومعاملة إنسانية في المؤسسات الصحية، التي يفضل أن تكون عمومية. ومن دون أي جدل، يجب أن نعترف أننا للأسف بعيدون عن تحقيق هذا الهدف. للحصول على العلاج، يجب أن يكون لديك الإمكانيات المادية الكافية والذهاب إلى عيادة خاصة. علاوة على ذلك، وهو رقم نود أن نأخذ رأي الحكومة فيه: أكثر من 80% من الإنفاق على الصحة يعود بالنفع على القطاع الخاص! إن تسليع الصحة ينمو بسرعة البرق.
بالإضافة إلى ذلك، بالكاد تم تناول بعض القضايا، أو تم تجنبها بلباقة. وهذا هو الحال بالنسبة لإشكالية الشغل والبطالة. لقد فشلت سياسة الحكومة في هذه القضية الاجتماعية الحاسمة في ضمان كرامة المواطنين وازدهار البلاد. إن البرامج التي كثرت الضجة حولها لم تحقق التأثير المطلوب. والأرقام التي قدمتها الحكومة مشكوك في صحتها. وهكذا، تشير التقديرات إلى أن برنامج « أوراش »، الذي تم تمويله بميزانية قدرها 4.5 مليار درهم، قد خلق 221 ألف منصب شغل! أرقام وهمية لا وجود لها في إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط. واعترفت الحكومة أن الأنشطة غير الفلاحية خلقت في المتوسط 116 ألف منصب شغل خلال سنتي 2022 و2023 مقارنة بمتوسط 58 ألف منصب شغل بين 2010-2015 و66 ألف منصب شغل في المتوسط بين 2016-2021. وهذا أمر صحيح، لكنها نسيت أن تشير إلى كون ذلك يعود بالأساس إلى خلق 164 ألف منصب شغل في سنة 2022 في الخدمات التي هي في الأساس وظائف هشة ومن أجل البقاء. فكيف يمكننا إذًا تفسير الارتفاع المهول في معدل البطالة سنة 2023 إلى مستوى لم يسبق تسجيله خلال العقدين الأخيرين؟
ولحل هذا اللغز، تعتزم الحكومة، التي تفتقر بشكل واضح إلى الإلهام، الاستعانة بخدمات مكتب دراسات أجنبي، ويتعلق الأمر بماكينزي ،McKinseyوهذا المكتب نفسه الذي وضع « مخطط المغرب الأخضر » الشهير الذي ندفع تكاليفه اليوم!
ولكن دعونا نوضح أننا لسنا من حيث المبدأ، أو بسبب الشوفينية، ضد اللجوء إلى الخبرات الأجنبية. بل على العكس من ذلك، عندما نفتقر إلى الخبرة في مجال متطور، فلا مشكلة في اللجوء إلى المساهمة الأجنبية. وقد مرت بهذا الأمر جميع الدول، بما في ذلك العملاق الصيني. ولكن في مجال مثل التشغيل، وكذلك الفلاحة وغيرها، تتمتع بلادنا بمهارات لا تقل عن نظيراتها الأجنبية. وكل ما نحتاجه في هذا المجال هو استراتيجية من صنع المغاربة وبمعية المغاربة ومن أجل المغاربة.
وللتذكير، قمنا بإعداد استراتيجية وطنية للتشغيل في سنة 2015 والتي اعتبرتها منظمة العمل الدولية واحدة من أفضل الاستراتيجيات في منطقة مينا (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا). وهو عمل قام به مجموعة من المغاربة والأكاديميين والممارسين، وبأشراك الفرقاء الاجتماعيين والوزارات الرئيسية المعنية بالتشغيل. هذه الاستراتيجية، التي ناقشها مجلس الحكومة واعتمدها في ذلك الوقت (2 يوليوز 2015)، متاحة على المواقع الإلكترونية لمنظمة العمل الدولية ووزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات (MIEPEEC). وبطبيعة الحال، لا يكفي إعداد استراتيجيات جيدة، وهو مجال نتميز فيه، بل يجب أيضًا تنفيذها. وبالتالي فإن استراتيجية التشغيل الوطنية لا تحتاج إلا إلى التحديث والتحيين وقبل كل شيء إلى التطبيق الفعلي.
ومن ثمة، فإن الاستعانة بمكتب دراسات أجنبي أمر غير مبرر اقتصاديا وغير مقبول سياسيا. إن مثل هذا الفعل يشكل ازدراء لذكائنا الجماعي وعدم الثقة في المهارات العلمية التي تعج بها جامعاتنا وإداراتنا. دون أن ننسى مساهمة مغاربة العالم. إن المغاربة وحدهم هم القادرون على تقديم الحلول المناسبة لمشاكلنا. فرجاءً السيد رئيس الحكومة، لا تهدروا الأموال العمومية لإثراء مكاتب الدراسات الأجنبية التي لا تحقق أي قيمة مضافة. بل مجرد عروض PowerPoint بالألوان، يعرف المغاربة تقديمها بشكل أفضل. وكل ذلك برؤية وطنية وروح المواطنة الصادقة. (ترجمه للعربية عبد العزيز بودرة)
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: ألف منصب شغل
إقرأ أيضاً:
رمضان في المغرب.. تقاليد عريقة وروحانية متجددة
يعد شهر رمضان في المغرب واحدًا من أكثر الفترات التي يترقبها المواطنون في هذا البلد العريق، حيث يضفي الشهر الفضيل جوًا من السكينة الروحية والتواصل الاجتماعي.
وتتميز أجواء رمضان في المغرب بجو من التفاؤل، يتسم بالمحبة والكرم والتعاون بين أفراد المجتمع، ويُحتفى به من خلال مزيج من الطقوس الدينية والتقاليد الشعبية التي تجسد التراث المغربي المتنوع.
رمضان في مصر.. عبق التاريخ وروحانية لا مثيل لها رمضان 2025 في تونس.. أجواء روحانية وطقوس تقليدية تنبض بالحياة الاستعدادات لرمضان في المغربيبدأ المغاربة الاستعداد لشهر رمضان قبل أيام من وصوله، حيث تزين الأسواق المغربية بالأضواء والفوانيس، وتكتظ المحلات التجارية بمختلف أنواع المواد الغذائية التي تُعد جزءًا من المائدة الرمضانية.
يحرص الناس على شراء التمور، المكسرات، وعصائر الفواكه الطبيعية، كما يتجه البعض إلى الأسواق المحلية للحصول على الكسكس والحريرة، وهي من أشهر الأطباق المغربية في رمضان.
في ليلة رؤية الهلال، تشهد المدن المغربية أجواء احتفالية خاصة، حيث يتجمع الناس في الشوارع والمساجد للاحتفال بقدوم الشهر الكريم، وتطلق بعض المدن الألعاب النارية تعبيرًا عن الفرح.
رمضان في المغرب.. تقاليد عريقة وروحانية متجددةكما يتوافد المغاربة إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، حيث يكون الجو روحانيًا للغاية، ويُعبّر عن الإيمان والطمأنينة.
الزي التقليدي في رمضانيتزين المغاربة في رمضان بملابس تقليدية تعكس تراثهم العريق، ويحرصون على ارتداء الجلباب المغربي، الذي يُعتبر من أهم القطع التي يلبسها الرجال في المناسبات الدينية.
يتميز الجلباب بتصميمه التقليدي الذي يعكس الطابع المغربي الأصيل أما النساء، فهنّ يرتدين القفطان المغربي الشهير، وهو فستان طويل مزخرف ومطرز بشكل يدوي، ويعتبر أحد أكثر الأزياء شهرة في المناسبات الرمضانية.
رمضان في المغرب.. تقاليد عريقة وروحانية متجددةكما يتميز زي رمضان في المغرب بالألوان الزاهية والتطريزات التي تضفي طابعًا مميزًا يعكس الفخامة والكرم الذي يميز هذا الشهر الكريم.
أشهر الأكلات المغربية في رمضانيشتهر المطبخ المغربي بتنوعه الغني بالأطباق الشهية التي لا تخلو منها مائدة إفطار مغربية في رمضان، من أبرز الأطباق الرمضانية التي لا غنى عنها في المغرب:
- الحريرة: وهي حساء مغربي تقليدي يتكون من الطماطم، العدس، الحمص، اللحم والتوابل الخاصة، ويعد من أشهر الأطباق التي تُقدم في رمضان.
- الطاجين: أحد الأطباق المغربية المميزة التي تُحضر من اللحوم والخضروات، وقد يُضاف إليها الفواكه المجففة مثل التمر أو المشمش.
- البسطيلة: وهي فطيرة محشوة باللحم المفروم والدجاج أو السمك، وتُخبز في الفرن حتى تصبح ذهبية.
- السلو: هو نوع من الحلويات الرمضانية التي يتم تحضيرها من الدقيق المحمص والمكسرات والعسل، ويُعتبر من المأكولات التقليدية التي يتناولها المغاربة بعد الإفطار.
- الشباكية: من أشهر الحلويات الرمضانية المغربية، يتم تحضيرها من العجين المقلي والمغطى بالعسل والسكر.
- التمور والعصائر: تعتبر التمور جزءًا أساسيًا من الإفطار المغربي، كما يُحرص على تقديم عصائر طبيعية مثل عصير التمر الهندي والبرقوق.
يتسم رمضان في المغرب بجو روحي مميز، حيث تتعدد الطقوس الدينية التي تمارس في هذا الشهر. من أبرز هذه الطقوس:
- صلاة التراويح: تُعتبر صلاة التراويح من أبرز العبادات في رمضان، حيث تكتظ المساجد بالمصلين، وتُقام صلوات التراويح جماعيًا في أجواء روحانية عظيمة.
- قراءة القرآن: يحرص المغاربة على تلاوة القرآن الكريم خلال الشهر الفضيل، وتُقام العديد من المسابقات القرآنية في مختلف المساجد.
- إحياء ليلة القدر: هي إحدى ليالي رمضان التي يوليها المغاربة اهتمامًا خاصًا، حيث يخصصونها للصلاة والدعاء طلبًا للمغفرة.
- التكافل الاجتماعي: يُعتبر رمضان فرصة لتعزيز روح التضامن بين أفراد المجتمع، حيث تُنظم موائد الرحمن لتوزيع الطعام على المحتاجين، وتُوزع الزكاة والصدقات.