شبكة اخبار العراق:
2024-07-01@16:45:13 GMT

الفلسفة.. تفكير في الراهن

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

الفلسفة.. تفكير في الراهن

آخر تحديث: 2 ماي 2024 - 12:18 محازم رعد  واحدة من أهم وظائف الفلسفة هو أن تولي الراهن اهتمامها عبر تسليط انظارها نحو اهتمامات الناس والصعوبات التي يعاني منها الواقع، مستفيدةً من أدواتها وتاريخها ونظرها تجاه الواقع لتبحث فيه عن حلول ومعالجات. وهناك من عرف الفلسفة على أنها “عبارة عن مجموعة من المشكلات والمحاولات لحلها”.

إذن الفلسفة كما هي نظر في الاسئلة الوجودية الكبرى لتحقيق رؤية كونية عن العالم والكون والحياة، كذلك هي بحث في الواقع يستهدف ايجاد حلول للمشكلات التي تؤرق الفرد والمجتمع.وقد قيل إنها “روح عصرها وبنت بيئتها” أي المعبر عن الواقع الذي ترتبط به، وتنشأ أفكارها منه، وحينئذ لا تشذ الفلسفة عن امآل وهموم الناس فتكون الأفكار التي تتمخض عنها أفضل ترجمان لطبيعة تفكير الناس وتحكي اهتماماتهم والافصاح عما يأملونه.فاذا أردنا أن نعرف طبيعة المشكلات التي عانى منها مجتمع ما في مرحلة من التاريخ ما علينا إلا النظر في المسائل والأفكار التي انتجها فلاسفة تلك البيئة أو الجغرافيا في ذلك التاريخ، فنعرف نوع المشكلات ومدى تأثيرها والمساحة التي شغلتها وارقت الإنسان ودفعته للبحث عن اجابات وحلول لها، فنتجت عنها منظومة من الأفكار صارت سردية فلسفة فيما بعد.وهكذا كانت الفلسفة في التاريخ حاضرة في الأسواق وفي الساحات العامة، وهكذا كان سقراط يحاور المارة في شوارع اثينا يطرح عليهم الاسئلة فيجيبونه كانت الفلسفة تنتمي للواقع وتنطلق منه لنحت مفاهيمها فتكون عندئذ ترجمان حقيقي لذلك الواقع والمجال الذي انبلجت منه أفكارها ومفاهيمها ولا تكون غريبة عنه.إن مشكلات البيئة والكوارث الطبيعية والتصحر والجفاف وحرب المياة بين الدول والتفكير في امكانية دفع تلك الاخطار المحتملة عن الناس، وكذلك التفكير في تغطية حاجات الناس من الغذاء وتوفير فرص العمل والسهر على تحقيق ما يحفظ حياتهم ويمكنهم من عيش حياة كريمة، كذلك سؤال السياسية والبحث عن أفضل اشكال الحاكمية والنظم للتجمعات البشرية موضوعة للبحث الفلسفي أن شكل النظام وطريقة الحكم الانسب وتوفير مفاهيم سياسية تؤطر الواقع وتلبي حاجة الإنسان السياسية آيضاً من اهتمامات الفلسفة ويقع على عاتقها مسؤولية انجاز تلكم الموضوعات.كذلك أن التفكير في المحاذير التي يعاني منها مناخ اجتماعي من المجتمعات كالتفكير في خطر تعاطي المخدرات والممنوعات وانتشار الجريمة والابتزاز الالكتروني وخطر التسرب المدرسي كلها يصدق عليها انها تفكير فلسفي راهن. وهذه المسائل كلها اسئلة راهنة تعمل الفلسفة بمعية تخصصات أخرى على انتاج اجابات عنها.أذن الفلسفة تفكير في الراهن وفي الاهتمامات التي يعيشها الناس وتشغل حيزاً كبيراً من تفكيرهم وتؤرقهم وتسلب عنهم راحة الذهن.إن ما يعاب على جملة من النخب أنهم يتنكرون للواقع ويتنصلون من المسؤوليات التي من المفروض أنها تقع في صميم عملهم “الاخلاقي على أقل التقديرات” وأنهم منعزلون في أبراجهم العاجية لا يؤثرون في واقعهم وبيئاتهم ولا يتأثرون بها.والحقيقة أنه ما المثقف إلا من يشغل دوراً في المجال العام ويفكر فيه بحثاً عن حلول لمشكلاته، ولهذا قيل أن الفلسفة منعزلة عن الواقع ومستقيلة من أداء دورها وتحقيق مسؤوليتها.ومن صحيح القول إن الفلسفة صناعة للمشكلات التي يعج بها الواقع، فهذه المشكلات التي تدهش عقل الإنسان وتدعوه للتفكير فيها بحثاً عن حلول لها مصدر من مصادر الفلسفة، فكل جواب وكل حل لمشكلة أنما هو في الأساس فكرة ومفهوم حققه العقل الإنساني وصار معرفة فلسفية تفيد كخبرة في التاريخ، وتجربة جاهزة للمستقبل ومعرفة بالتاريخ الذي نشأت في فلسفة من الفلسفات.وحري بنا أن نتفهم إن الفلسفة لا يمكن أن تنتج تأثيراً فورياً يغير الحالي للعالم، كما يرى مارتن هايدغر إلا أنها تعمل باستمرار على انتاج حلول ومقاربات لاسعاف الواقع، بما يمكنه من تجاوز أزماته الراهنة، أو الفات نظره اليها وتنبيهه إلى خطورتها لتعميم الحذر الدائم والقلق الذي هو أحد عوامل بعث التفكير وانشغال العقل في البحث عن معالجات الذي بدوره سيفضي إلى انتاج فلسفة تضاف إلى مجموعة الفلسفات الأخرى.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: تفکیر فی

إقرأ أيضاً:

حول الأوضاع في السودان ونقد موقف حكومة الأمر الواقع

زهير عثمان حمد
حقيقة الأوضاع وتحذيرات القادة مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، حذر مؤخرًا من مخاطر انهيار السودان التي لن تقتصر على البلد وحده، بل ستمتد تأثيراتها إلى دول الجوار وأبعد من ذلك. رسم عقار صورة قاتمة أمام احتمال نهاية الحرب بتفكك الدولة أو انهيارها، مشيرًا إلى أن السودان، بموقعه الجغرافي وامتداداته الديمغرافية، قد يصبح بوابة لدوامة من الفوضى في المنطقة. وأكد أن الفوضى المحتملة ستعني خلق بؤر توتر تجعل المنطقة أرضًا خصبة للجريمة المنظمة، وتجارة المخدرات، والاتجار بالبشر، بالإضافة إلى زيادة كبيرة لأنشطة القرصنة البحرية.
نقد موقف حكومة الأمر الواقع ورفضها للتفاوض
أعتبر هذه التصرفات بداية لنوبة بكاء طويلة وهزيمة كاملة لهؤلاء القادة. إن رفضهم للتفاوض من أجل السلام يُعد موقفًا غير مسؤول يساهم في تعميق الأزمة. كان من الممكن لخطة مالك عقار أن تكون بداية لسلام مستدام، ولكن رفض الحكومة الحالية لكل المبادرات يُعقد الأمور ويزيد من معاناة الشعب السوداني.
المراحل الثلاثة لخطة الحل
1. وقف الأعمال العدائية:
o الفصل بين القوات المتحاربة والاتفاق على آليات الانسحاب ومواقع التمركز.
2. الجانب الإنساني:
o التركيز على الاستجابة للحاجات المستعجلة ومواجهة حالات سوء التغذية التي تحدق بملايين السودانيين.
3. دمج القوات:
o بحث مصير دمج القوات، مع التركيز على فرز السودانيين من غيرهم ضمن قوات الدعم السريع، ومناقشة التحديات المتعلقة بالدول التي قدم منها الأجانب.
انتقاد الدور الأجنبي
أنتقد بشدة الدور الأجنبي في صياغة الاتفاقات، وأؤكد أن الحل والتوافق لن ينجح سوى إن كان بين السودانيين أنفسهم. يجب علينا تجنب الأخطاء التي ارتكبت في 44 اتفاقًا سياسيًا عبر تاريخ السودان الحديث، خاصة ما تعلق منها بالدور الأجنبي والإملاءات الخارجية.
الإشارة الرمزية للأدوار الخارجية
أشير إلى أن بعض القادة العسكريين لا يملكون السيطرة على قواتهم، والدليل على ذلك هو التجاوزات التي ترتكبها هذه القوات والتي لا يمكن أن تصدر عن جهات من المفترض أن تكون حريصة على أمن مواطنيها. الكلمة الأخيرة تعود إلى الجهات الداعمة لهذه القوات. وأنتقد دور بعض الأطراف الخارجية في الحرب الحالية، وأوضح أن العديد من دول الجوار مقتنعة بضرورة إنهاء الحرب ولكنها لا تجرؤ على التصريح علنًا بذلك بسبب المصالح الاقتصادية والاستثمارات المتدفقة من تلك الجهات الخارجية.
دعوة للتحول التاريخي
أدعو إلى ضرورة إنجاز تحول تاريخي في السودان ينقله من “سجن مفتوح لإثنيات مختلفة” إلى دولة تفرض احترامها على جميع المواطنين. ويجب أن نتعامل بحذر مع التقارير التي تؤكد انتشار 36 مليون قطعة سلاح في السودان، مما يمثل قنبلة موقوتة قد تهدد مستقبل البلاد في أي لحظة.
أقدم تحذيرًا واضحًا ومفصلًا عن المخاطر التي تواجه السودان وأدعو إلى ضرورة التفاوض والعمل على توفير الظروف المناسبة لإنهاء الحرب. كل شيء متاح أمام القادة، ولا تزال فرصة التفاوض من أجل السلام قائمة قبل الانهيار التام.

 

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • حول الأوضاع في السودان ونقد موقف حكومة الأمر الواقع
  • مراحل تحوُّل المشكلات إلى أزمات خانقة
  • أسعار زيت الزيتون في ارتفاع بسبب تغير المناخ مع بطء في العثور على حلول
  • من متغيِّرات الكنيسة.. إلى إلغاء إرهابية الحزب!
  • مختبر افتراضي في تعليم الرياضيات
  • صراع الأفكار
  • تغير المناخ يرغم منتجي زيت الزيتون على البحث عن حلول
  • في الليلة الثانية لميدفست في وجه بحري.. ميرفت أبو عوف: مناقشة المواضيع وتغيير الواقع يكون أسهل من خلال الأفلام
  • منتجو زيت الزيتون يبحثون عن حلول بمواجهة تغير المناخ
  • الأنبا باخوم يلتقي أسر كنيسة العذراء بشبرا