أكد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس أن بلاده تتفهم بشكلٍ عميق المشاكل والتحديات التي يواجهها لبنان، فتداعيات هذه التحديات والمشكلات تؤثر على قبرص مباشرة وكذلك على الاتحاد الأوروبي. ولفت خريستودوليدس إلى أنّ النزاع الطويل في سوريا له اثار سلبية متزايدة على لبنان وشعبه، وقال: "في حين نشيد بالحكومة اللبنانية لاستضافة عدد كبير من اللاجئين السوريين منذ اكثر من 12 عاماً، فإننا ايضا وفي الوقت نفسه ندرك تماماً التحديات الكبيرة والضخمة التي يرتبها هذا الوجود على الاقتصاد والمجتمع".
كلام خريستودوليدس جاء خلال مؤتمر صحفي مشترك عُقد اليوم في السرايا الحكومي مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فوديرلاين. وجاء هذا المؤتمر عقب اجتماع ولقاء موسع أجراه ميقاتي مع فوديرلاين وخريستودوليدس تمحور بشكل أساسي حول ملف أزمة النازحين السوريين في لبنان. وفي كلمته، قال الرئيس القبرصي: "نشكر الرئيس ميقاتي على حسن الاستقبال الذي يتميز به لبنان، لبنان وقرص جاران قريبان ونتشاطر علاقات ثنائية حارة وحميمة، وانا اشعر وكأنني في بلدي، ويشرفني ان أكون جزءً من هذا اليوم التاريخي لأنه يوم تاريخي بالفعل واشعر بسرور كبير انه بعد إجراء مشاورات ذات صلة ان اكون هناك مع الرئيسة فندرلاين وان نعلن عن حزمة شاملة للبنان وللشعب اللبناني". وأردف: "لقد ذكرت رئيسة المفوضية ان الحزمة تتضمن مساعدات للشعب اللبناني وللجيش اللبناني والاجهزة اللبنانية وايضا لمكافحة التهريب وإدارة الحدود ومراقبتها وللاقتصاد اللبناني وغير ذلك، انا على ثقة بان هذه الحزمة التي نعلنها اليوم سوف تعزز قدرة السلطات اللبنانية على مواجهة التحديات المختلفة بما في ذلك مراقبة الحدود البرية والبحرية وضمان سلامة المواطنين وأيضا مكافحة تهريب الأشخاص ومتابعة مكافحة الإرهاب". أضاف: "اود ان اشكر العزيزة ارسولا على قيادتك وان استشرافك وعملك الحاسم كانا اساسيين لضمان ترجمة هذه الحزمة على ارض الواقع وعلى الاعلان عنها بسرعة لان التطورات في منطقتنا تحتم على الاتحاد الأوروبي الاستجابة في وقت حساس جدا، دعوني أكون واضحا ان الزيارة اليوم والإعلان ليسا مهمين فقط من ناحية المحتوى بل انهما مهمان ايضا لناحية الرمزية، فاليوم ان الرئيسة ارسولا هي أول رئيسة للمفوضية تزور لبنان، اذا هناك رمزية لهذه الزيارة وهي ان الاتحاد الأوروبي حاضر بفاعلية وسوف يستمر بحضوره ودعمه للبنان، واليوم نحن نأخذ خطوة بالغة الأهمية لنجعل لبنان اقوى، كما اننا نتخذ خطوة مهمة من اجل ان نعزز الروابط اكثر بين الاتحاد الأوروبي للبنان حتى نتمكن من معالجة المشاكل بشكل افضل للتحديات المشتركة. ان قبرص وانا شخصيا كنت من اقوى الداعمين لتعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ولبنان واليوم يسرني ويسعدني ان نكون ماضين قدما في هذا الاتجاه". تابع: "نظرنا الى قربنا الجغرافي فقد استغرقت الرحلة 25 دقيقة، ان قبرص تفهم بشكل عميق المشاكل والتحديات التي يواجهها لبنان، فتداعيات هذه التحديات والمشكلات تؤثر على قبرص مباشرة وكذلك على الاتحاد الأوروبي، ان النزاع الطويل في سوريا له اثار سلبية متزايدة على لبنان وشعبه، وفي حين باننا نشيد بالحكومة اللبنانية لاستضافة عدد كبير من اللاجئين السوريين منذ اكثر من 12 عاماً فاننا ايضا وفي الوقت نفسه ندرك تماما التحديات الكبيرة والضخمة التي يرتبها هذا الوجود على الاقتصاد والمجتمع، واود ان اؤكد لكم ان جهود لبنان لا تؤخذ كأنها تحصيل حاصل وأريد ان أؤكد ان ايضا انه لا يمكننا ان نستمر في العمل وكأن كل شيء على ما يرام، ان هذه المسألة والمشكلة طويلة ويجب معالجتها بشكل فعال وحاسم وشامل، دعوني ان اكون وضحاً ان الوضع الحالي ليس مستداما للبنان ولقبرص وللاتحاد الأوروبي، ولم يكن مستداما لسنوات ولكن التطورات خلال الاشهر الأخيرة أجبرتنا على السعي الى حلول فورية، وأوافق تماما انه يجب علينا ان نعمل بشكل أوثق وبشكل اكثر موسع مع شركائنا ومع مفوضية اللاجئين لكي نناقش مسألة العودة الطوعية ولكن ليس فقط ذلك، فان الوضع في بعض المناطق في سوريا يجب اعادة النظر فيه، انا اكرر ان هذا اليوم هو يوم تاريخي من المهم ايضا ان نقر ان الوضعية الحالية لا يمكن ان تكون مستدامة وبان السلام والازدهار والاستقرار في لبنان سيتحقق ان وفينا بالتزاماتنا جميعا". وأكمل: "أشدد في هذا السياق على أهمية العمل بشكل فعال لنعيد إطلاق النقاشات من أجل التوصل إلى خلاصات اولويات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ولبنان، وأيضا تسهيل التعاون على المستويين التشغيلي والفني بين لبنان ووكالة "فرونتسك"، وأيضا تنفيذ الإصلاحات الضرورية والعميقة بما يتلاءم مع مطالبات صندوق النقد الدولي، وأيضا لمعالجة المسائل المتعلقة بالمساءلة والأهم أننا في قبرص سنستمر في ان نكون داعمين لجهود لبنان . فقبرص ستدعم جهود لبنان من أجل انتخاب رئيس جديد، وهذا التطور سيشكل رسالة قوية سياسية ورمزية للتغيير وللمضي قدما، وأنا متأكد بأن لبنان سيقوم بما عليه ونحن سنقوم بما علينا". وأردف: "إن لبنان أكثر سلاماً واستقراراً وأكثر ازدهارا أساسي لكل منطقة شرق المتوسط والجوار القريب والاتحاد الأوروبي نفسه، وأنا مؤمن كثيرا بلبنان وقد زرته الكثير من المرات عندما كنت وزيرا للخارجية والان كرئيس للجمهورية، وأنا أؤمن تمام الإيمان بلبنان وبالقدرة التي لا حدود لها لشعبه. فللبنان وقبرص علاقات تاريخية وقد دعما بعضهما البعض في تجاوز الصعوبات والإضرابات في منطقتنا، وأنا متأكد بأننا سنفعل ذلك مجدداً معاً". وختم: "يعود الينا جميعا ان نجعل هذه بداية جديدة مليئة بالأمل وواعدة للبنان وأنا متأكد بأنها ستكون حاسمة لمستقبل أفضل للبنان والاتحاد الأوروبي، ويمكنكم الاعتماد علينا وعلى اورسولا وعلى الجيران".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية:
الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
أول زعيم في العالم يهنئ ترامب ويطلق عليه لقب "الرئيس المنتخب"
هنأ رئيس السلفادور نجيب بوكيلة، منذ قليل اليوم الأربعاء، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، على فوزه لانتخابات الرئاسة الأمريكية أمام المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
ونشر بوكيلة صورة له مع دونالد ترامب وكتب على منصة إكس: "تهنئة للرئيس المنتخب للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب بارك الله فيك ووفقك".
وأعلنت شبكة “فوكس نيوز” الأميركية، قبل قليل الأربعاء، فوز المرشح لرئاسة الولايات المتحدة عن الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، في ولاية بنسلفانيا، وبالتالي اقتحام البيت الأبيض فعليا.
كما أعلنت وكالة رويترز للأنباء انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وفي وقت سابق، تم الإعلان بالفعل عن فوز المرشح الجمهوري في الولايات الرئيسية الأخرى والآن قلب الإعلان الموازين.
ووفقا لوسائل الإعلام فأن الرجل الذي يقف وراء هذا النصر، الملياردير إيلون ماسك، غرد على شبكة X بعد الإعلان: "المستقبل سيكون رائعا".
وأوضحت الشبكة الأمريكية فقد حصل الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري على 267 صوتا فيما حصلت نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس على 216 صوتا.
وبحسب شبكة "فوكس نيوز" إذا فاز هناك، فهذا يعني حصوله على الـ 270 اللازمة الناخبين وسيتم انتخابه رئيسا مرة أخرى.
ويوجد في ولاية بنسلفانيا 9 ملايين يحق لهم الانتخاب، وتمتلك بنسلفانيا 19 صوتًا من إجمالي 538 صوتًا داخل المجمع الانتخابي، ولذلك فإن من يفوز بهذه الولاية يكون قد قطع شوطًا مهما في حصد المزيد من الأصوات الانتخابية والاقتراب من البيت الأبيض.