على مدار 10 دورات من عمر مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير لم يخذل صناع المهرجان جمهورهم على الإطلاق، على العكس بل تمكنوا -وما زالوا- من رفع سقف التوقعات دورة بعد دورة بطموحهم وعلى الرغم من ضعف الامكانيات المادية التي تواجه إقامة مهرجانهم، والذي يمنح نافذة قدرها أيام للجمهور المصري أن يتعرف على خصوصية المجتمع السينمائى السكندري وثرائه وارتباطه بالأفلام وعروضها، نتعرف من خلالها على تفاصيل الجهود الخارقة التي يبذلها رئيس المهرجان محمد محمود ومديره الفني موني محمود ومديره محمد سعدون وفرق عملهم لتذليل العقبات الخروج بدورة ناجحة تلو الأخرى، بلا أي انتظار لمردود ما سوي نشر الثقافة السينمائية والتفاعل الكبير الحاصل بين انماط واذواق مختلفة للجمهور المصري والعربي والعالمى.

 

خصوصية الدورة المنتهية للمهرجان كونها تحمل رقم 10 وتعد تكليل لنجاح وكفاح مجموعة من الشباب سنوات لبناء أسم وسمعة للمهرجان، والذي أصبح حاليا له مجموعة من المحبين يشتركون مع صناعه في دعمهم للفكرة والتعاطى معها من منطلق اهميتها الكبري، نجد هذا الدعم في الحضور المكثف للأفلام من الجمهور والرغبة الحقيقية في الاشتباك مع الصناع في نقاشات عن افلامهم وأفكارهم، ومع أرتفاع الجودة الفنية لأفلام هذه الدورة تكون المنافسة في ما بينهم على الجوائز قوية، وهذا ما عبرت عنه لجان التحكيم المتنوعة في اختياراتها والتى جاءت كما حال المهرجان تبحث عن التنوع ودعم الشباب وتقدير جهدهم وأعمالهم.

تفاصيل مسابقة الأفلام الروائية

 

تضمنت مسابقة الأفلام الروائية 17 فيلما من دول متعددة، اختارت افضل أفلامهم لجنتي تحكيم هما اللجنة الدولية ولجنة جمعية نقاد السينما المصريين، حيث منحت الأخيرة جائزتها التي تحمل اسم الناقد الراحل سمير فريد للفيلم البريطاني "النداء الأخير" والذي يقدم رؤية فنية وشاعرية لأم تعاني من فقدان أبنها بموته ومحاولتها الإنتحار، حيث يحمل حواره بذكاء اختزالًا يكشف الكثير من جوانب حياة هذه الأم وعلاقتها بأبنها في الدقائق القليلة التي جمعتهم في الفترة ما بين تنفيذها لإنتحارها وإنقاذها من قبل المسعفين، وهى الفترة التي استغلها مخرج الفيلم ليصنع مكانًا سحريًا يبدو كبرزخ تجتمع فيه الأم مع ابنها وتتطهر من ندمها على ما فات من علاقتهما.

 

ومع اختلاف طبيعة لجنتي التحكيم حيث كانت اللجنة الأخيرة مشكلة من نقاد سينمائيين فقط بينما ضمت لجنة المسابقة الدولية والمكونة من خمس سيدات: ناقدة وممثلة ومخرجتين وكاتبة سيناريو، ذهبت اللجنة الدولية باختياراتها إلى مساحات أخرى، حيث حصد فيلم "أم وقت الذروة" -الفلبين، سنغافورة- الجائزة الذهبية، وهو محاكاة ساخرة لبرامج الواقع التليفزيونية في إطار الكوميديا السوداء التي تصور مهانة عدد من الامهات في محاولاتهم المستميتة للأنضمام إلى برنامج واقع تليفزيونى يستغلهم للحصول على المقابل المادي الممنوح من البرنامج ككجائزة، ويتفوق الفيلم في العديد من العناصر منها تصميم المنتج والإخراج والتمثيل والسيناريو الذي لم يعتمد كثيرا على الحوار قدر ما اعتمد على أداء الممثلين الحركي والتعبيري. 

 

وعلى الرغم من أن عدد الأفلام التي حصدت الجوائز والتنويهات في هذه الفئة هم 5 أفلام، إلا أن المسابقة ضمت عدد أكبر من الأفلام المتفوقة فنيا منها فيلم "جناحا زرقاء اليمامة" -السعودية- والذي يعيد تناول أسطورة زرقاء اليمامة بشكل عصرى مرتبط بواقع حالى وفى الوقت ذاته بامكانيات قليلة، حيث لم يحتاج مخرجه سوى موقع للتصوير الخارجى ومكياج بسيط وحوار ذكى يبدو قادما من الماضى لكنه في الحقيقة يعبر عن التأثير المدمر للرجعيين والجهلة على مسيرة التطور والتقدم والاسلوب العلمى في إدارة الحياة.

 

ومن التنوع الواضح في المسابقة أيضًا وجود فيلم "إيجر، 1552" وهو فيلم تعليمى موجهه للمراهقين والأطفال للتوعية بتاريخ البلد المنتجة للفيلم وهى المجر، وعلى الرغم من تكرار الفكرة وهى وجود طالب متمرد يرفض الاستماع لمعلمة التاريخ ويقوده عناده إلى الدخول بشكل فانتازي إلى الحدث الذي لا يعتد باهميته ويلمس بنفسه مدى تأثيره، ليعود من الرحلة السحرية وقد تغير تماما، لكن تنفيذه ونقله للمعلومات داخل الحوار يجعله فيلما جيد الصنع، لا يصل لمستوى المنافسة على الجوائز لكن عرضه للجمهور كنموذج للتنوع وأمر هام تمت مراعاته من قبل الفريق الفنى للمهرجان.

المسابقة العربية

 

أما المسابقة العربية فقد ضمت 8 أفلام حصد نصفهم الجوائز والتنويهات، في مقدمتهم فيلم "غرفة صغيرة" -العراق- الذي فاز بالجائزة الذهبية، ويرسم بعذوبة شديدة وإثارة رحلة شقيقان (ولد وبنت) في بيع تابوت فاخر استاذنا أصحابه بعد دفن قريبهم في الحصول عليه ووافقوا، حيث يبيعا الزهور في المقابر لتوفير قوتهم اليومي ومساعدة والدهم المريض، ويعد بيع هذا التابوت الفاخر وسيلة لتحقيق أحلامهم وشراء ادوية والدهم، ويتحول هذا التابوت لمحل صراع بعد منازعة حارس المقابر لهم عليه، ومن وجهة نظر كل طرف من أطراف الصراع للتابوت تتضح تفاصيل شخصياتهم وأحلامهم وحياتهم.

 

وفى هذه المسابقة تحديدًا حصد فيلمان تفاعل معهم الجمهور لحد كبير أثناء عرضهم وقابل تترات نهايتهم بتصفيق قوى وممتد هما "كتير كول" - لبنان- و"إلى ريما" -مصر- وحصدا أيضا تنويهات لجنة التحكيم حيث حصل الأول على تنوية لمخرجته والثاني لابطاله، وهما بالطبع ليسا الأفلام الوحيدة التي حظت باستحسان الجمهور ولجان التحكيم، بل امتد خيط الجوائز واستحسان الجمهور لأفلام أخري متنوعة، ربما فاز بعضها بالجوائز لكن الأفلام الأخرى وصناعها حظوا بفرصة كبيرة وحقيقة في التفاعل بين ثقافات مختلفة وبمستويات تلقى متنوعة يحرص على وجودها دائمًا فريق عمل المهرجان.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مهرجان الاسكندرية للفيلم القصير رئيس المهرجان جمعية نقاد السينما رامي المتولي مهرجان الإسكندرية

إقرأ أيضاً:

إجمالى إيرادات الأفلام.. الحريفة على القمة والدشاش نمبر 2

يتنافس في الموسم الشتوي الحالي بدور العرض السينمائي، عدد من الأعمال السينمائية، هي: الدشاش، والبحث عن منفذ لخروج السيد رامبو، والحريفة 2، والهنا اللي أنا فيه، والهوى سلطان، وبضع ساعات في يوم ما. 

الحريفة 2 

واستطاع فيلم “الحريفة” أن يحقق إيرادات فى شباك التذاكر بلغت 128.689.190 جنيه، ليتراجع إلى المركز الرابع بعدما كان يتصدر شباك التذاكر.  

الفيلم يضم كوكبة من النجوم الشباب على رأسهم نور النبوي، وأحمد غزي، وكزبرة، ونور إيهاب، ودونا إمام، ونورين أبو سعدة، وسليم الترك.

العمل من تأليف إياد صالح وإخراج كريم سعد، ويشهد مشاركة عدد كبير من نجوم الفن كضيوف شرف، من بينهم آسر ياسين، وأحمد فهمي، وأسماء جلال، بالإضافة إلى الظهور المميز لنجم كرة القدم المعتزل مايكل أوين.

الدشاش

تمكن فيلم “الدشاش”، الذي يشهد عودة محمد سعد للسينما المصرية، من الاحتفاظ بتحقيق إيرادات عالية  بالسينمات.

وحقق فيلم “الدشاش”، من بطولة محمد سعد وزينة، إيرادات وصلت إلى 73.607.045 جنيه مصري.

"الدشاش" بطولة محمد سعد وزينة وباسم سمرة ونسرين أمين وخالد الصاوي ومريم الجندي ونسرين طافش وأحمد الرافعي وغيرهم، ومن تأليف جوزيف فوزي وإنتاج محمد رشيدي برودكشن وإخراج سامح عبد العزيز .

الهنا اللي أنا فيه

حقق الفيلم إيرادات بلغت 56.340.910 جنيه، ويشارك في بطولة الفيلم كل من كريم محمود عبد العزيز، ودينا الشربيني، وياسمين رئيس، وحاتم صلاح، ومريم الجندي، والطفلة دالا حربي، وهو من تأليف أيمن بهجت قمر وإخراج خالد مرعي.

6 أيام 

حقق الفيلم، إيرادات وصلت إلي 24.088.497 جنيه وهو من بطولة أحمد مالك، الذي يجسد شخصية يوسف، وآية سماحة التي تلعب دور عالية.

بضع ساعات في يوم ما

تمكن فيلم “بضع ساعات في يوم ما” من تحقيق إيرادات عالية بالسينمات المصرية ليلة أمس.

وحقق الفيلم الذي يقوم ببطولته محمد سلام وهشام ماجد إيرادات وصلت إلى 39.552.073 جنيه.

ويضم فيلم “بضع ساعات في يوم ما” عددا كبيرا من نجوم الفن، على رأسهم هشام ماجد ومي عمر وهنا الزاهد ومحمد سلام وأحمد السعدني ومحمد الشرنوبي وكريم فهمي ومايان السيد، وإنتاج أحمد السبكي، ومن تأليف محمد صادق، وإخراج عثمان أبو لبن.

البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو 

وتمكن فيلم “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو”، والذي يعد أولى بطولات عصام عمر فى السينما من تحقيق إيرادات متوسطة.

وحقق فيلم “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” إيرادات وصلت إلى 16.930.544 جنيه.

مقالات مشابهة

  • راغب علامة يتعرض لموقف محرج بسبب معجبة.. شاهدوا ما فعلته
  • رامي المتولي: إش إش من أكثر المسلسلات الطويلة تميزا.. وحكيم باشا الأنجح
  • اختتام بطولة السباحة للمجرى القصير بأبها
  • عمرو سلامة يثير الجدل بسبب إسماعيل يس.. الأسوأ في تاريخ السينما المصرية
  • براء عالم يعلق على تفاعل الجمهور مع “سعد” في شارع الأعشى .. فيديو
  • تألق محمود الليثي بحفل كامل العدد
  • مهرجان هوليوود للفيلم العربي يكرّم أحمد حلمي
  • اسكات المدافع، هل هو نصر مؤقت أم تحول حقيقي؟
  • هيرست: بإمكان إسرائيل حظر كل الأفلام.. الصوت الفلسطيني لن يُخمد
  • إجمالى إيرادات الأفلام.. الحريفة على القمة والدشاش نمبر 2