من المسكوت عنه في كواليس المفاوضات السرية مع مليشيا التمرد وكلاب صيدها والداعمين لها في المحافل الدولية والإقليمية أن تسحب المليشيا عصاباتها من منازل المواطنين والمرافق العامة داخل ولاية الخرطوم .. وأن تنسحب مليشيا التمرد من ولاية الجزيرة وتخوم ولايات سنار .. النيل الأبيض وكل ولايات كردفان الكبري ..

صفقة التسوية التي وافقت عليها مليشيا التمرد سكتت عن المكان الذي ستذهب إليه قوات مليشيا التمرد السريع والتي لم تفتح باب االنقاش حول المواقع التي تقترحها كواليس التفاوض السرية ..

لم يعد سراً.. فقد بادرت قيادات عليا من مليشيا التمرد بطلب لطرق أبواب سرية للتفاوض المباشر مع قيادة الجيش السوداني للتوصل إلي إتفاق يتم بموجبه نزع تيلة الحرب التي أشعلها التمرد السريع ووجد أن الحرب التي كان التمرد يظن انها نزهة قد احرقت ليس أصابعه وقضت علي كل قادة صفه الأول وحسب .. بل إنها قضت تماماً علي مستقبل مليشيا التمرد وحواضنه القبلية والإجتماعية ..

ولم يعد سراً ايضاً ان مليشيا التمرد السريع قد استشعرت الهزيمة النكراء علي المدي الطويل . وأيقنت أنها لن تكون علي واجهة الأحداث وكرسي السلطة .. سيكون هنالك بديل آخر يحل محلها .. هذا في أسوأ التوقعات إن لم يتم وقف الحرب التي أكلت حتي الآن كل الرصيد العسكري والمالي والأخلاقي والإجتماعي لمليشيا التمرد ..

ولم يعد سراً أيضاً أن الخروج من كدمول التمرد السريع سيكون خبراً عادياً في مقبل الأيام خاصة بعد القرارات الحاسمة لعدد من القبائل الكبيرة التي أمهلت أبناءها المنتمين لعصابة التمرد مهلة محددة للخروج النهائي من صفوف المليشيا وفي مقدمة هذه القبائل قبيلة الزغاوة ..

بالأمس قال الفريق البرهان كلمة ً لم يتوقف عندها الناس كثيراً .. كلمة تطرح سؤالاً عميقاً عن مستقبل عصابة التمرد السريع .. قال البرهان إنه علي مليشيا التمرد الخروج من منازل المواطنين والمواقع التي تحتلها وأن تبحث لها عن مواقع تجد فيها قبولاً ..

الفريق البرهان لم يحدد هذه المواقع .. ولم يتحدث عن شكل القبول الذي ينتظر عصابات التمرد ..

لاتوجد أي بقعة في السودان يمكن أن تقبل بمليشيات التمرد المنسحبة تحت ظلال السيوف أو غرف المفاوضات السرية .. ومن كان يظن أن دارفور هي الأرض التي يمكن أن تكون بديلاً مناسباً لإستيعاب مليشيا التمرد السريع فهو قطعاً لايعرف طبيعة الحاضر ولا صفحات كتاب التاريخ ..

دارفور ستكون جحيماً تحت أقدام التمرد السريع ..
لن تكون هنالك بقعة في السودان ستقبل بالقتلة والمغتصبين .. وعليهم استيعاب هذه الحقيقة داخل وخارج غرف تفاوضهم السري بعد أن أيقنوا أن هزيمتهم في الميدان باتت مسألة وقت .. وإن طال السفر ..

عبد الماجد عبد الحميد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ملیشیا التمرد السریع

إقرأ أيضاً:

أطراف الحرب السودانية ترحّب بفوز «ترامب» بالانتخابات الأمريكية

رحب طرفا الحرب السودانية، الأربعاء، بفوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسة الأمريكية.

وهنأ عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، “ترامب”، وأعرب في تغريدة على حسابه على منصة “أكس” عن تطلعه لبناء علاقات متطورة مع الولايات المتحدة”.

من جانبه، أكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، “استعداده للتعاون “الوثيق” مع الإدارة الأميركية الجديدة في أي جهود تهدف إلى تحقيق “سلام حقيقي في السودان يبنى على مبادئ الشمول والعدالة والاحترام المتبادل”.

هذا واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.

مقالات مشابهة

  • والي جنوب دافور: مستعدون وننتظر ساعة الصفر لكسر شوكة مليشيا الدعم السريع 
  • أطراف الحرب السودانية ترحّب بفوز «ترامب» بالانتخابات الأمريكية
  • الشرطة تكشف تفاصيل خطة أمنية وملاحقة “مليشيا” متواجدة في ولاية إقامة حكومة البرهان
  • اتهممها تسليح الدعم السريع..السودان يشكو تشاد لدى الاتحاد الإفريقي
  • مصر تعيش أجواء الهزيمة.. فما الحرب التي خاضتها؟
  • خاصة الطلاب.. السيسي يوجه بإزالة العقبات التي تواجه السودانيين في مصر
  • الرئيس السيسي يؤكد إلتزامه بحل كل العقبات التي تواجه السودانيين وخاصة شريحة الطلاب في مصر
  • السيسي يستقبل البرهان في القاهرة
  • جابر: الإمارات تزود التمرد بالسلاح علنًا وتؤجج الحرب في السودان
  • البرهان: نفخر بالنهضة التي حققتها مصر في جميع الخدمات الإنسانية