فقد 5 ملايين من العاملين في القطاعين الخاص والعام وظائفهم. ووصل عدد الذين شردتهم الحرب أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ

التغيير: تقرير

يحتفل العالم مطلع مايو من كل عام باليوم العالمي للعمال، ويأتي احتفال هذا العام والسودان يواجه ظروفا استثنائية جراء اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع منتصف أبريل من العام الماضي.

وبحسب إحصائية غير رسمية فقد 5 ملايين من العاملين في القطاعين الخاص والعام وظائفهم. ووصل عدد الذين شردتهم الحرب أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ.

بصمة العمال

تاريخيا أسهمت نضالات القطاعات العمالية بالسودان في تشكيل الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالبلاد، آخرها ثورة ديسمبر التي أوضحت مقدرة وتأثير تنظيمات العمال على تحريك الشارع من خلال تجمع المهنيين السودانيين.

وتعتبر صورة قطار عطبرة الذي حركته تنظيمات العمال من نهر النيل   إلى ميدان الاعتصام بالخرطوم أحد أيقونات الثورة السودانية.

معاناة وتدمير

تأسف بيان للحزب الشيوعي السوداني بمناسبة عيد العمال على أوضاع العمال في البلاد بسبب الحرب التي أفقرت الملايين من جماهير الشعب السوداني.

أوضح البيان أن الحرب أدت لتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والأمنية، وزادت معاناة العاملين والكادحين جراء فقدان الآلاف لعملهم بعد قصف وتدمير المصانع ومواقع الإنتاج الخدمي وتدمير الإنتاج الخدمي والزراعي والبنيات التحتية، كما أدت للارتفاع المستمر في الأسعار وتدهور قيمة الجنية السوداني، بجانب تعطيل العام الدراسي، والأسواق والبنوك، بالإضافة لتراجع الخدمات الصحية وعدم فتح ممرات الإغاثة الآمنة لوصولها للمتضررين، فضلا عن انفراط عقد الأمن جراء نهب الدعم السريع والجيش لعربات ومنازل المواطنين واحتلالها.

وأشار البيان  لقطع خدمات الكهرباء والماء والاتصالات والإنترنت، والاعتقالات للسياسيين والناشطين في لجان المقاومة والخدمات.

رؤية جديدة

فيما ناقش الاجتماع العام الأول لتنسيقية المهنيين والنقابات، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تنظيم عمل التنسيقية لتكون أكثر فاعلية داخل تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية “تقدم”.

وأكد الاجتماع على رؤية المهنيين والنقابات في القضايا المتعلقة بعملية إيقاف الحرب وإحلال السلام.

وبحسب البيان الختامي، ناقش الاجتماع الترتيبات التنظيمية المتعلقة بعمل التنسيقية إلى جانب اعتماده الميثاق النقابي بعد إجازة النظام الأساسي واللائحة العامة لتنسيقية المهنيين والنقابات.

ووقف الاجتماع على أوضاع العمال والحرفيين والمهنيين ومنسوبي النقابات على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والأوضاع الإنسانية في ظل الحرب.

ضرر

يقول الباحث الاقتصادي عبدالله محمد الأمين لـ «التغيير» إن كافة الموظفين في القطاعين العام والخاص والأعمال الحرة تضرروا من الحرب بما فيهم أولئك الموجودين في الولايات الآمنة، مشيرا إلى أن تعريف العامل يدخل فيه أي شخص يتقاضى مرتبا، لافتا إلى أن أصحاب الأعمال اليدوية والحرفيين والمعلمين من أكثر الفئات تضررا حيث يبلغ عدد المعلمين  500 ألف معلم ومعلمة لم يصرفوا كامل حقوقهم بجانب الموظفين والعمال الآخرين.

مساواة

وأكد الأمين أن الحرب ساوت اقتصاديا بين جميع فئات العمال سواء الذين يعتمدون علي الأعمال اليدوية الشاقة أو أولئك الذين يؤدون أعمالا مكتبية فالجميع يعاني من ويلات الحرب، مشيرا إلى أن غالبية موظفي الدولة والقطاع الخاص اتجهوا لتجارة الرصيف على الشوارع لتأمين قوت يومهم.

وامتدح عبدالله الدور الكبير للمغتربين الذين سدوا جزءا كبيرا من احتياجات أهلهم.

وأشار عبدالله إلى أهمية توزيع مشاريع التنمية والخدمات على الولايات عقب إيقاف الحرب لافتا إلى أن أي توقيع للسلام من شأنه أن يضخ الحياة في كافة شرائح العمال المتعطشين لعملية البناء والتعمير المرتقبة كما أنها ستوقف العطالة الحكومية المقنعة بتحويلها إلى عمالة حقيقية تحرك عجلة الإنتاج.

 

الوسومالمعلمين السودانيين تجمع المهنيين حرب الجيش والدعم السريع عمال السودان عيد العمال قطار عطبرة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: المعلمين السودانيين تجمع المهنيين حرب الجيش والدعم السريع عمال السودان عيد العمال

إقرأ أيضاً:

نصف مليون جندي و8 ملايين طن من القنابل.. لماذا هُزمت أميركا في فيتنام

لقد كانت تلك اللحظة من صباح 30 أبريل/نيسان 1975، آخر ما يفصل أكبر قوة عسكرية في العالم عن اعتراف صامت وغير معلن، لكنه مدو وصاخب في الوقت نفسه، بالهزيمة في أوضح صورها.

 ومع إقلاع المروحية الأميركية الأخيرة مبتعدة عن سايغون بمن أمكنها حملهم، أُسدل الستار على واحدة من أطول الحروب في القرن الـ20، لتنهي الولايات المتحدة صفحة دامية في تاريخها وسط مرارة وانكسار، لم تعرف لهما مثيلا منذ تأسيسها.

ورغم مرور نصف قرن على مشاهد سايغون، لا تزال الحرب الفيتنامية واحدة من أكثر الحروب الحديثة تناولا بالدراسة، ومحور عديد من الأدبيات العسكرية، التي سعت إلى تفكيك أسباب فشل قوة عظمى بحجم الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية، وإخضاع خصم أقل منها بكثير رغم الفارق الهائل في الإمكانات والموارد ورغم سنوات الحرب الطويلة.

ومع أن الروايات الأميركية فرضت هيمنتها على مجريات التأريخ والتحليل في ما يخص تلك الحرب، فإن ذلك لم يمنع من اعتبارها نموذجا ملهما لحركات التحرر عبر العالم، ودرسا بليغا في كيفية انتصار طرف محدود الموارد على خصم متفوق عسكريا وتقنيا واقتصاديا.

 ويعد هذا الدرس مهما بشكل خاص بالنظر إلى حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، التي تخوض فيها المقاومة الفلسطينية والشعب الغزي الأعزل مواجهة ضد الآلة العسكرية الإسرائيلية المتفوقة المدعومة من قبل الولايات المتحدة والقوى الغربية.

لقد طرحت حرب فيتنام سؤالا جوهريا عن سر هزيمة الولايات المتحدة في تلك الحرب، وهي هزيمة ثبت أن أسبابها تتجاوز الأخطاء العسكرية البحتة إلى سوء فهم أميركي متأصل للواقع الذي دارت فيه الحرب وانفصال معرفي جسيم عن الواقع. لقد خاضت واشنطن حربا على عدو لم تفهمه، في بيئة لا تدرك تعقيداتها، بحسب ما عبرت عنه الصحفية الأميركية الحاصلة على جائزة "بوليتزر" فرانسيس فيتزجرالد، في كتابها "حريق في البحيرة..

الفيتناميون والأميركيون في فيتنام"، حين وصفت مأساة "الغربة المعرفية" الأميركية تلك بقولها: "إن الأميركيين تاهوا بغباء في تاريخ شعب آخر".

عدّاد الجثث ولعل أول مظاهر الغياب المعرفي يتجسد في فشل أميركا في استيعاب الطبيعة الخاصة للحرب التي خاضتها، حيث واجه جيشها تمردا مسلحا وحرب عصابات طويلة النفس، استحال خلالها الحسم عبر معركة فاصلة واحدة أو من خلال احتلال عاصمة العدو، وفق الأنماط التي اعتادت عليها الجيوش النظامية.

ومما زاد من تعقيد المهمة أن الفيتناميين نجحوا في المزج بين تكتيكات حرب العصابات والقتال التقليدي المنظم عبر مراحل مدروسة، إلى جانب بذل جهود دبلوماسية، للاستفادة من اضطرابات الجبهة الداخلية الأميركية وانقسامات القوى الكُبرى (استفاد الثوار الفيتناميون من الدعم السوفياتي)، بما أتاح لهم تعظيم مكاسبهم في الميدان والسياسة معا. في المقابل، وفي مواجهة ضبابية الميدان، لجأت القيادة العسكرية الأميركية إلى سلسلة من التكتيكات والإستراتيجيات التجريبية، لكنها سرعان ما أثبتت قصورها.

منها اعتمادها عمليات "البحث والتدمير" الاستنزافية، القائمة على تمشيط الأدغال والقرى واستخدام القوة النارية غير المتماثلة لسحق الخصوم، مع تكثيف القصف الجوي لقطع خطوط الإمداد القادمة من الشمال عبر لاوس وكمبوديا.

 وبالتوازي مع ذلك، ابتكرت القيادة الأميركية مقياسا إحصائيا غريبا لقياس التقدم العسكري، عُرف بـ"عدّاد الجثث"، استند لفرضية أن تكبيد المقاومة أكبر قدر من الخسائر البشرية سوف يؤدي في النهاية إلى إنهاكها وكسر إرادتها.

وشملت الممارسات الأميركية أيضا تكتيكات الحرب النفسية، مثل إلقاء ملايين المنشورات واستخدام مكبرات الصوت المحمولة جوّا، لبث رسائل التهديد والذعر في صفوف الفيتناميين.

لكن تبقى أكثر ممارسات الحرب النفسية الأميركية إثارة للجدل هي ما عُرف باسم "عملية الأرواح المتجولة" وتضمنت قيام القوات الأميركية ببث تسجيلات لأصوات بشرية مذعورة ومشوهة، تحاكي أصوات أرواح متخيلة، بغرض إثارة الخوف والارتباك في صفوف الفيتناميين وتقويض معنوياتهم، وإجبار مقاتلي "الفيت كونغ" على الفرار مستغلة اعتقادهم في معاناة الأرواح التي لا تُدفن بشكل لائق.

كانت فيتنام حقلا لتلك التجارب الأميركية وغيرها، لكن رغم تنوع الأساليب، فإن الواقع الميداني ظل عصيا على الأميركيين، فعدّاد الجثث، على سبيل المثال، سرعان ما تحوّل إلى فخٍّ قاتل، إذ دفع الوحدات الأميركية إلى السعي المحموم وراء تحقيق أرقام مرتفعة للقتلى بأي طريقة، حتى لو كان ذلك بارتكاب المذابح في صفوف المدنيين، مما عزز من كراهية السكان المحليين للجيش الأميركي وأفقده فُرص التعاون معهم وكسب ولائهم.

ومن جهة أخرى، شجّعت هذه السياسة على المبالغة المتعمدة وتقديم أرقام مضخمة للقتلى من جانب القادة الميدانيين، بهدف إظهار التفوق أمام القيادة العليا، مما أوحى مرارا باقتراب النصر الحاسم، لكن مع كلّ تعبئة جديدة وتعويض لتلك الخسائر البشرية من جانب المقاومة الفيتنامية، كان يبدو أن "عداد الجثث" يرتد بتأثير معنوي سلبي داخل الوحدات الأميركية، في الوقت الذي يزيد فيه من عزيمة الثوار وتصميمهم.

 القصف الجوي الأميركي على فيتنام أثبت فشله في تحقيق الأهداف الإستراتيجية والعملياتية (غيتي) اختبار إرادة لا اختبار أسلحة وعلى غرار إخفاق الإستراتيجيات البرية، أثبت القصف الجوي الأميركي أيضا فشله في تحقيق الأهداف الإستراتيجية والعملياتية.

فعلى الرغم من نصف مليون جندي أمريكي أرسلهم الرئيس ليندون جونسون إلى فيتنام، وإسقاط أكثر من 8 ملايين طن من القنابل، بما يتجاوز أضعاف ما استخدم في الحرب العالمية الثانية (أسقط الحلفاء حوالي 2.7 مليون طن من القنابل خلال سنوات الحرب)، فإن ذلك لم ينجح في خنق المقاومة أو قطع خطوط الإمداد الحيوية.

في غضون ذلك، استمر تدفق المقاتلين والعتاد عبر طريق "هو تشي منه" الأسطوري، حتى إن الإحصاءات الأميركية نفسها أقرت بارتفاع عدد المتسللين من الشمال إلى الجنوب، من نحو 35 ألف مقاتل عام 1965 لما يقرب من 90 ألفا عام 1967 لدرجة أن تكلفة تدمير مستودع مؤن واحد صارت باهظة، قياسا بقدرة الفيتناميين على تعويضه سريعا عبر شبكة إمداداتهم الفعالة والمموهة جيدا.

تزامن هذا الفشل ومشكلة تكتيكية أعمق، فمثلما لم تعرف هذه الحرب خطوط إمداد مكشوفة، لم تكن أيضا تحتوي جبهات محددة قابلة للاستهداف، فهي بالأساس حرب عصابات، يظهر خلالها الخصم مثل طيف كي يضرب ثم يختفي، وسط تضاريس يعرفها كراحة يده وبين سكّان بلده وحاضنته الاجتماعية القوية.

وقد أفضى ذلك في الأخير إلى فشل مبدأ "البحث والتدمير"، الذي تبناه الجنرال وليام ويستمورلاند، قائد القوات الأميركية في فيتنام في الفترة 1964-1968، حين اكتشف الأميركيون أن مواقع العدو لا تبقى فارغة بعد انسحابه، إذ سرعان ما يعود إليها الفيتناميون لاستئناف معادلة الكر والفر، وزرع الكمائن والفخاخ الأرضية، قبل الاختفاء مثل الأشباح في الأدغال أو التسلل إلى شبكة الأنفاق السرية، فور استشعار الخطر.

ومع تعاظم الخسائر والإحباط، اضطرت القيادة الأميركية إلى التخلي عن إستراتيجية "البحث والتدمير"، واعتماد مبدأ "التطهير والاحتفاظ" بدلا منها، ويركز هذا المبدأ على تأمين المواقع عوضا عن مطاردة المقاتلين الأشباح، وتزامن ذلك مع تولي الجنرال كريتون أبرامز القيادة الأميركية في فيتنام خلفا لويستمورلاند

مقالات مشابهة

  • «حماة الوطن» بالخارج : بناء الجمهورية الجديدة لا يتحقق إلا بسواعد أبنائها العاملين
  • وزير قطاعات الأعمال :العمال ركيزة أساسية في دفع عجلة الإنتاج والتطوير
  • “سار” تنقل أكثر من 3.3 ملايين راكب وتشحن 7.4 ملايين طن خلال الربع الأول من 2025
  • «الزراعة» تصدر أكثر من 700 ترخيص لأنشطة ومشروعات الإنتاج الحيواني والداجني
  • الزراعة: إصدار أكثر من 700 ترخيص لأنشطة الإنتاج الحيواني والداجني خلال أبريل
  • هل نجح الفيتناميون الذين فروا إلى أميركا في التعايش؟
  • حزب “المصريين”مهنئًا العمال بعيدهم: يبذلون دورًا وطنيًا في دفع عجلة الإنتاج
  • نصف مليون جندي و8 ملايين طن من القنابل.. لماذا هُزمت أميركا في فيتنام
  • وزير الخارجية: مصر تستضيف على أراضيها أكثر من 10 ملايين لاجئ
  • رئيس الوزراء: نستهدف استلام أكثر من 4 ملايين طن قمح محلي هذا العام