سودانايل:
2025-03-25@22:09:06 GMT

إنا أعطيناكِ النيل

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

أبوذر بابكر
abuzar_mohd5@hotmail.com

إنا أعطيناكِ النيل

نبيل موفق
يا سليل الفراديس
هكذا طفق يناديكبن يوسف، وأنت تهمس وحي السحر في قلب الخرطوم، لا في أذنها ليخرج الوحي فرحا ليقول

قد أعطيناكِ الأزرق، أعطيناكِ الأبيض
وقفل راجعا صوب سماوات العطاء
ترى متى التقيا ؟

قدسية الميلاد:

ترى متى التقيا ؟
وأيهما حل بهذه الديار قبل قرينه ؟

لا يهم فهما الآن قرينان حميمان، يتكئ أحدهما على كتف الآخر في حميمية سافرة تمتزج في لهاة كل منهما أغنيات بطعم الطين ونكهة الشمس الصبية التى تفتح في كل صباح نافذتها الذهبية وتومئ بعينيها لتعلن افتتاح سيمفونية الضياء أهى غواية ام هداية ؟ تلك التى تخرج من بين القلب والروح لتسيح في الطرقات غير آبهة بهتاف الطير وبسملة العابرين.


يهمس الأزرق وهو مبتسم في سعادة مشرعة، عن أن الإله وفي لحظة تجل خضراء، اهدى الأرض طفلة خضراء الدم واسعة العينين وتخير لحظة ذلك القران الأبدى المقدس لتكون باحة لرقصها، وبعد سبعة أيام من تلك اللحظة المعطرة، أسمت نفسها "توتى"
ربما استشرافا لمقدم اؤلئك القوم بعد حين من الشوق، انصاف آلهة لا يأبهون كثيرا بنبوءات الوقت قدرما يعشقون خضرة الأرض ويقال في اساطير العاشقين، أن كل واحد منهم، يحمل نهره الخاص تحت جلده تحسبا لكل مواسم الجفاف المحفوظة عمدا في كتب الوجل ومراسيل اليباس قررت أن تسمى نفسها ذلك الإسم وكان القرينان شاهدى مسرة لا يملان النظر الى عينيها، وكأنهما مستودعان لأسرار الملائكة كأنهما مأوى القادمين العاشقين، يهمس الأزرق في كل أمسية بتلك الحكاية، ولا يمل الأبيض سماعها بل ينتظر بفارغ الحب أن تنتهى ليبدأ هو في سرد اسفار السنين البيضاء التى لا تعشق سوى اللون الأسود فالأسود سيد الألوان وإمامها الوقور.
ترى متى التقيا؟
سرمدية العناق:
أبدية اللقاء

يقال أنهما وحين حانت ساعة اللقاء، ارتديا حللا مزينة بأسماء "الجروف" الحسنى كناية عن بطر المحبة فيهما وتعطرا بما تبقى من رائحة الطين السماوى، ذلك الذى أتى في رفقة الأسماء حين هبوطها من عروشها البعيدة استحالت العروق شوارعا نبتت فيها أشجار المودة وتمايلت على جنباتها سنابل الحب تشهر تقاويم السنين وتؤسس ممالك الحياة الحياة في نسختها التى نقحتها ريشة الخالق ذات لقيا، ذات قران جاء القوم واندغموا مع حراس العرس يمينا وشمالا، ونادى مناد أن حى على البقاء، حى على المحبة والنماء حضروا جميعا ليباركو ذلك القران البهيج، زرعوا الصلوات في جسد الإبتهال وغرسوا الأغنيات عميقا في مهجة المكان ومثل حبات مسبحة لا تمل من الصعود وهى تتأبط سامق الدعاء، ومن النزول وهى تدندن ببذخ وعلو الأسماء كرت السنون وتسابقت الأيام صوب مشرق الأرواح ومقاعد القلوب المحتشدة بماء لا يظمأ بعده شهيق الأرض وزفير السماء ثم جاء من قلب الجزيرة نور يسعى جلس ما بين القرينين وبدأ في تلاوة اوراد الحضور وأناشيد الحبور المضيئ، جلست الأشجار مثل "حيران" تحتضن "ليحان" اخضرارها المكين وبدأت تهتف: مدد مدد مدد يا خشن، مدد مدد مدد يا ارباب، وبدأ الأرباب يؤذن في العالمين، فأتوه من كل فج عميق، من كل موئل رحيب وتشكل جنين المحبة في رحم الأرض، ليخرج بعد حين يكلم الناس في الأرض

وضحك القرينان حتى ظهرت نواجذ موجهما، وتعانقا في وصل ينهض من الأرض ليلامس بوابات السماء، يخبر العابرين ويمد لهم نارهم، دفئا وضياء وتجسد الحضور، ثم نمت واستطالت غرسة الشغف الصبية وتفتحت فيها وردة اللقاء تداعبها الشمس في كل صباح وتكتب على خديها تذكارا صباحيا بهيا، تصحو الشارع والدروب ثم تحلق عاليا لتهمس أسرار العابرين في اذن الغيمة، وتقفل عائدة من جديد لتمضى عميقاً في خبايا الموئل الجديد بدت أقدام الخلق مثل أجنحة تلغى تماما لهف الخطوات لتتحول إلى احتضان الهواء وهى على يقين بأن الخطوات لا تقنع بما ييسره التراب من مواطئ حياة ما الذى يجرى هناك إذا؟ في قلب التيه المسيطر وفي ما يسيل من فم الوقت من تزاحمت الأكتاف لتغمر عجلة الزمان وتروض وحشة المكان.
تفتحت وردة النداء جرت مياه القرينين تعمد الأرض وتصادق السماء، سرت في اوردة القادمين العابدين العابرين العاشقين، وبدت كل الدروب وكأنها تفضى وتقود إلى قلب ال "يونيون جاك"
ومن عجب فإنها تقودك إلى قلبه، حيث يجلس في وقار "الجامع الكبير"، هكذا أرادها من لا تغيب شمس الكون عما ملكت يمين سطوتهم أرادوها خريطة وربما لوحة تمجد تلك الحسناء التى لا تغيب شمس شبابها، ثم "تسودن" بطريقة غائرة المعنى، روح المكان وجسده.
أربعة شوارع، كل واحد منها يبدأ من مفتتح الجهات الأربع، ليقود الى قلب المعنى هكذا أرادوا وهكذا فعلوا كان شارع "فيكتوريا" يبدأ مسيره من أمام القصر، وهو في المبتدأ قصر، لا يهم ساكنه، سواء كانوا ثلة من "باشوات" أتوا على حين غرة وفي رحالهم كل شئ ماعدا المحبة أو كان غوردون أو هوراشيو كتشنر أو من جاء بعدهم، هو قصر، ثم تنتهى مسيرة "فكتوريا" عند نصب كان في هيئته مثل مركب لم يوسع الصانع فيه براح الجلوس، وفي وسطه مسلة قصيرة المعنى تمجد قتلى حروب التى غابت شمسها الآن، بما فيهم أولئك "المشلخين" أفقيا ورأسيا، ثم يقف بعدها سور السكة الحديد في وجهك، وما عليك سوى أن تقفز من فوقه ليسرى جسدك، في الجهات الأربع أيضا

هكذا أريد أيضا للمعنى أن يتجسد
فإنا قد اعطيناه النيل يا خرطوم  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مصر والولايات المتحدة تستعرضان الوضع في غزة

استعرض بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري وستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، اليوم الاثنين، تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
تناول المسؤولان، في اتصال هاتفي، الجهود المشتركة التى تقوم بها مصر والولايات المتحدة وقطر لإطلاق سراح الرهائن والتوصل إلى التهدئة وخفض التصعيد وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة وتنفيذه.
كما تم التأكيد على مواصلة العمل المشترك من أجل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بحيث تصبح المنطقة خالية من الصراعات والحروب، وتجسيد رؤية الإدارة الأميركية بضرورة إنهاء أكثر من 70 عاما من الصراع فى المنطقة.
من جانب آخر، أحاط الوزير عبد العاطي المسؤول الأميركي علما بعملية التحديث والتطوير الشاملة في مصر التى تتم بقيادة رئيس الجمهورية والإنجازات العديدة التى تحققت فى هذا الاطار على مدار السنوات الأخيرة، وفي ضوء ما تعكسه المؤشرات الكلية الإيجابية للاقتصاد المصري، والذى كان محل إشادة من المؤسسات الدولية المختلفة وعلى رأسها صندوق النقد الدولي.
من جانبه، أثنى ويتكوف على العلاقات الوثيقة التى تربط البلدين الصديقين وعلى الدور المهم والمحوري الذي تضطلع به مصر في سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، مشيدا بدورها مع قطر في محاولة التوصل إلى حل يضمن إطلاق سراح الرهائن وتثبيت وقف إطلاق النار فى القطاع.

أخبار ذات صلة الأمم المتحدة تعلن تقليص وجودها في غزة طحنون بن زايد يختتم زيارته الرسمية لواشنطن المصدر: د ب أ

مقالات مشابهة

  • رسالة من المحبة والتعايش بين الأديان.. الراهب ثاؤفيلس الأورشليمي يشارك في إفطار الصائمين
  • بفانوس وصليب.. كنيسة العذراء وأبو سيفين عبد القادر تنظم إفطار المحبة
  • تحت عنوان إفطار المحبة.. كنيسة العذراء و أبو سيفين بعبد القادر تنظم إفطار جماعي في الإسكندرية
  • مصر والولايات المتحدة تستعرضان الوضع في غزة
  • في أجواء من المحبة.. مطرانية حماة وتوابعها للروم الأرثوذكس تقيم مأدبة إفطار رمضانية
  • محافظ الإسماعيلية يشهد حفل تكريم الفائزين بمسابقة «جسور المحبة» للقرآن الكريم |صور
  • شكر وتقدير من جمعية راهبات الصليب لزيارة المطران إياد الطوال
  • هاجر.. المهاجرة إلى روح الله
  • مفتي الديار المصرية ومحافظ الإسماعيلية يشهدا حفل تكريم الفائزين بمسابقة جسور المحبة للقرآن الكريم
  • الأوبرا تطفئ أنوارها في «ساعة الأرض».. صور