سودانايل:
2025-01-18@06:03:47 GMT

إنا أعطيناكِ النيل

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

أبوذر بابكر
abuzar_mohd5@hotmail.com

إنا أعطيناكِ النيل

نبيل موفق
يا سليل الفراديس
هكذا طفق يناديكبن يوسف، وأنت تهمس وحي السحر في قلب الخرطوم، لا في أذنها ليخرج الوحي فرحا ليقول

قد أعطيناكِ الأزرق، أعطيناكِ الأبيض
وقفل راجعا صوب سماوات العطاء
ترى متى التقيا ؟

قدسية الميلاد:

ترى متى التقيا ؟
وأيهما حل بهذه الديار قبل قرينه ؟

لا يهم فهما الآن قرينان حميمان، يتكئ أحدهما على كتف الآخر في حميمية سافرة تمتزج في لهاة كل منهما أغنيات بطعم الطين ونكهة الشمس الصبية التى تفتح في كل صباح نافذتها الذهبية وتومئ بعينيها لتعلن افتتاح سيمفونية الضياء أهى غواية ام هداية ؟ تلك التى تخرج من بين القلب والروح لتسيح في الطرقات غير آبهة بهتاف الطير وبسملة العابرين.


يهمس الأزرق وهو مبتسم في سعادة مشرعة، عن أن الإله وفي لحظة تجل خضراء، اهدى الأرض طفلة خضراء الدم واسعة العينين وتخير لحظة ذلك القران الأبدى المقدس لتكون باحة لرقصها، وبعد سبعة أيام من تلك اللحظة المعطرة، أسمت نفسها "توتى"
ربما استشرافا لمقدم اؤلئك القوم بعد حين من الشوق، انصاف آلهة لا يأبهون كثيرا بنبوءات الوقت قدرما يعشقون خضرة الأرض ويقال في اساطير العاشقين، أن كل واحد منهم، يحمل نهره الخاص تحت جلده تحسبا لكل مواسم الجفاف المحفوظة عمدا في كتب الوجل ومراسيل اليباس قررت أن تسمى نفسها ذلك الإسم وكان القرينان شاهدى مسرة لا يملان النظر الى عينيها، وكأنهما مستودعان لأسرار الملائكة كأنهما مأوى القادمين العاشقين، يهمس الأزرق في كل أمسية بتلك الحكاية، ولا يمل الأبيض سماعها بل ينتظر بفارغ الحب أن تنتهى ليبدأ هو في سرد اسفار السنين البيضاء التى لا تعشق سوى اللون الأسود فالأسود سيد الألوان وإمامها الوقور.
ترى متى التقيا؟
سرمدية العناق:
أبدية اللقاء

يقال أنهما وحين حانت ساعة اللقاء، ارتديا حللا مزينة بأسماء "الجروف" الحسنى كناية عن بطر المحبة فيهما وتعطرا بما تبقى من رائحة الطين السماوى، ذلك الذى أتى في رفقة الأسماء حين هبوطها من عروشها البعيدة استحالت العروق شوارعا نبتت فيها أشجار المودة وتمايلت على جنباتها سنابل الحب تشهر تقاويم السنين وتؤسس ممالك الحياة الحياة في نسختها التى نقحتها ريشة الخالق ذات لقيا، ذات قران جاء القوم واندغموا مع حراس العرس يمينا وشمالا، ونادى مناد أن حى على البقاء، حى على المحبة والنماء حضروا جميعا ليباركو ذلك القران البهيج، زرعوا الصلوات في جسد الإبتهال وغرسوا الأغنيات عميقا في مهجة المكان ومثل حبات مسبحة لا تمل من الصعود وهى تتأبط سامق الدعاء، ومن النزول وهى تدندن ببذخ وعلو الأسماء كرت السنون وتسابقت الأيام صوب مشرق الأرواح ومقاعد القلوب المحتشدة بماء لا يظمأ بعده شهيق الأرض وزفير السماء ثم جاء من قلب الجزيرة نور يسعى جلس ما بين القرينين وبدأ في تلاوة اوراد الحضور وأناشيد الحبور المضيئ، جلست الأشجار مثل "حيران" تحتضن "ليحان" اخضرارها المكين وبدأت تهتف: مدد مدد مدد يا خشن، مدد مدد مدد يا ارباب، وبدأ الأرباب يؤذن في العالمين، فأتوه من كل فج عميق، من كل موئل رحيب وتشكل جنين المحبة في رحم الأرض، ليخرج بعد حين يكلم الناس في الأرض

وضحك القرينان حتى ظهرت نواجذ موجهما، وتعانقا في وصل ينهض من الأرض ليلامس بوابات السماء، يخبر العابرين ويمد لهم نارهم، دفئا وضياء وتجسد الحضور، ثم نمت واستطالت غرسة الشغف الصبية وتفتحت فيها وردة اللقاء تداعبها الشمس في كل صباح وتكتب على خديها تذكارا صباحيا بهيا، تصحو الشارع والدروب ثم تحلق عاليا لتهمس أسرار العابرين في اذن الغيمة، وتقفل عائدة من جديد لتمضى عميقاً في خبايا الموئل الجديد بدت أقدام الخلق مثل أجنحة تلغى تماما لهف الخطوات لتتحول إلى احتضان الهواء وهى على يقين بأن الخطوات لا تقنع بما ييسره التراب من مواطئ حياة ما الذى يجرى هناك إذا؟ في قلب التيه المسيطر وفي ما يسيل من فم الوقت من تزاحمت الأكتاف لتغمر عجلة الزمان وتروض وحشة المكان.
تفتحت وردة النداء جرت مياه القرينين تعمد الأرض وتصادق السماء، سرت في اوردة القادمين العابدين العابرين العاشقين، وبدت كل الدروب وكأنها تفضى وتقود إلى قلب ال "يونيون جاك"
ومن عجب فإنها تقودك إلى قلبه، حيث يجلس في وقار "الجامع الكبير"، هكذا أرادها من لا تغيب شمس الكون عما ملكت يمين سطوتهم أرادوها خريطة وربما لوحة تمجد تلك الحسناء التى لا تغيب شمس شبابها، ثم "تسودن" بطريقة غائرة المعنى، روح المكان وجسده.
أربعة شوارع، كل واحد منها يبدأ من مفتتح الجهات الأربع، ليقود الى قلب المعنى هكذا أرادوا وهكذا فعلوا كان شارع "فيكتوريا" يبدأ مسيره من أمام القصر، وهو في المبتدأ قصر، لا يهم ساكنه، سواء كانوا ثلة من "باشوات" أتوا على حين غرة وفي رحالهم كل شئ ماعدا المحبة أو كان غوردون أو هوراشيو كتشنر أو من جاء بعدهم، هو قصر، ثم تنتهى مسيرة "فكتوريا" عند نصب كان في هيئته مثل مركب لم يوسع الصانع فيه براح الجلوس، وفي وسطه مسلة قصيرة المعنى تمجد قتلى حروب التى غابت شمسها الآن، بما فيهم أولئك "المشلخين" أفقيا ورأسيا، ثم يقف بعدها سور السكة الحديد في وجهك، وما عليك سوى أن تقفز من فوقه ليسرى جسدك، في الجهات الأربع أيضا

هكذا أريد أيضا للمعنى أن يتجسد
فإنا قد اعطيناه النيل يا خرطوم  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

«النيل للإعلام بالفيوم» ينظم ندوة حول دور الخطاب الديني في تعزيز الأمن الفكري

نظم مركز النيل للإعلام بالفيوم التابع لقطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات ندوة اليوم، بالتعاون مع مديرية أوقاف الفيوم تحت عنوان الخطاب الديني وتعزيز الأمن الفكري، وذلك ضمن حملة اتحقق قبل ما تصدق، والتي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي، تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس القطاع.

وتهدف الحملة للتصدي للشائعات والحملات التي تستهدف زعزعة الأمن القومي وزعزعة الثقة في المؤسسات الوطنية، والتشكيك في الانجازات القومية والتي يتم تنفيذها من خلال مراكز النيل والإعلام على مستوى الجمهورية بحضور الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، واللواء أسامة أبو الليل مساعد مدير أمن الفيوم السابق، ومحمد هاشم مدير مركز النيل، وحنان حمدي مدير البرامج بالمركز ، والشيخ يحيى محمد مدير الدعوة بأوقاف الفيوم، والشيخ محمد خورشيد مدير إدارة أوقاف مركز الفيوم وبمشاركة عدد كبير من الأئمة والعاملين بأوقاف الفيوم.

أهمية التصدي للشائعات

بدأت الندوة بالتقديم لموضوع اللقاء بكلمة حنان حمدي والتي أكدت خلاها على أهمية حملة اتحقق قبل ما تصدق والتي تستهدف التصدي للشائعات والحملات تستهدف زعزعة الأمن القومي في ظل التحديات الإقليمية والعالمية الراهنة التي تستوجب توحيد الجهود الداخلية وتعزيز التماسك المجتمعي لمواجهة تلك التحديات والتأكيد على ضرورة التحرى وعدم تصديق كل ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وضرورة الحصول على المعلومة من مصادرها الرسمية الموثوقة.

رفع الوعي والتثقيف لكل شرائح المجتمع

وأشار محمد هاشم إلى الدور الفاعل لقطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للإستعلامات في رفع الوعي والتثقيف لكافة شرائح المجتمع من خلال اللقاءات والندوات والحلقات النقاشية كأحد أهم الوسائل الاتصالية التي تقوم بها مراكز النيل والإعلام على مستوى الجمهورية، مؤكدًا على أهمية المرحلة الراهنة التي تستوجب من الجميع التصدي لحروب الشائعات التي تنال من وحدة وتماسك المجتمع.

مناهضة كافة أشكال التطرف في الفكر

ومن جانبه أكد الدكتور محمود الشيمي على الدور الفاعل للأئمة والخطباء في المساجد في تصحيح المفاهيم المغلوطة ومناهضة كافة أشكال التطرف في الفكر والتأكيد على وسطية الإسلام، موضحًا أن قضية الشائعات حاربها الإسلام وحذر منها كما جاء في قوله سبحانه وتعالى يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، وذلك لما للشائعات من آثار في إحداث الفتنة والوقيعة داخل المجتمعات.

وشدد على ضرورة التحري وعدم الانسياق وراء بعض الشائعات المغرضة التي تستهدف وحدة الصف.

أهمية الخطاب الديني في ثقافة المجتمع

وذكر أن الخطاب الديني من أهم القضايا في حياة المسلمين اليوم خاصة في ظل الغزو الثقافي، ومظاهر الاختراق وبث الأفكار والمفاهيم المغلوطة عن الإسلام، مع وجود ما يسمى بعصر السموات المفتوحة، ووسائل الاتصال الحديثة عبر شبكات الإنترنت، والذي أفرز الكثير من الحملات المعادية التي تستهدف وحدة وتماسك الوطن، وبث الكثير من الشائعات لخدمة هذا الغرض.

وأفاد بأن الخطاب الديني المعاصر يساهم في بناء الفكر والوعي ويسهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة ومناقشة القضايا الحياتية من منظور ديني وسطي، مؤكدًا على أن الدولة المصرية والقيادة السياسية تهتم بتعزيز الفكر الوسطي ودعم المؤسسات الدينية في مواجهة التحديات الفكرية الراهنة تجنبًا للانحراف والغلو والتشدد.

مقالات مشابهة

  • رئيس "النيل للصناعات النسيجية" لـ "الوفد": مصر تمتلك مقومات جذب الاستثمارات
  • ياسر العطا من النيل الازرق..السودانيون في صفوف “الجنجويد” سنجلبهم لطاعة الدولة
  • النيل الأزرق تستقبل ياسر العطا واللبيب وعدد من القادة العسكريين
  • دعامة شرق النيل وبحري جهزوا روحكم فالجحيم بانتظاركم
  • 11 يناير.. يوم ماجد توَّجته المكرمات
  • الاتحاد الاوروعربي للجوماتيك يمنح مدير عام ضرائب اقليم النيل الأزرق العضوية الفخرية
  • النيل للإعلام بالفيوم يناقش دور الخطاب الديني في تعزيز الأمن الفكري
  • «النيل للإعلام بالفيوم» ينظم ندوة حول دور الخطاب الديني في تعزيز الأمن الفكري
  • النيل للإعلام بالفيوم يناقش "دور الخطاب الدينى فى تعزيز الأمن الفكرى"
  • يتصدرها الحرب ومياه النيل.. وزير الخارجية يعقد جلسة مباحثات مع نظيره السوداني