سودانايل:
2025-10-21@19:37:48 GMT

يسألونك عن القصيدة السونيت أو القصيرة

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

زهير عثمان حمد
يُعد السونيت نوعًا من الشعر يتميز ببنيته الفريدة والمحكمة، وهو يتألف عادة من 14 بيتًا شعريًا يُرتب فيها الشاعر أفكاره وعواطفه بشكل متناسق ومتوازن. في الأدب العربي المعاصر، يُعرف السونيت بعدة أسماء تعكس خصائصه وتأثيراته الثقافية، ومنها:القصيدة الإيطالية: تُشير إلى الأصول الإيطالية للسونيت وتأثير الأدب الإيطالي على هذا النوع من الشعر.

والقصيدة الصغيرة: يُستخدم هذا الاسم للدلالة على حجم السونيت الصغير نسبيًا مقارنةً بأشكال الشعر الأخرى. وكذلك القصيدة الحديثة: يُستخدم هذا الاسم للإشارة إلى التجديد والتطور الذي يشهده السونيت في العصر الحديث.
يمكن إعادة صياغة المقطع الذي قدمته بالشكل التالي ليتناسب مع الوزن والقافية العربية، مع الحفاظ على الخصائص الأساسية للسونيت:في الشعر العربي يُعلي السونيت قدره،بأبياته الأربعة عشرة يُزهر ويثمر.يُسمى "القصيدة الإيطالية" بفخر،
و"القصيدة الصغيرة" كما في الأدب يُذكر , يتناول الحب والطبيعة بالتأمل،ويُعبر عن الذات في صراع وجدل., بنظام إيقاعي يلتزم الشاعر،وبالقوافي والتفعيلات يُبدع ويُحل.في السونيت تتجلى الرومانسية،وتُغنى بالزمان والجمال بحكمة وفلسفة.تُستثمر السرد بأساليبه المتنوعة،كالمونولوج والحوار والمفارقة.
السونيت في الشعر العربي يتألق،
بهندسة القصيدة الحسبية يتمازج ويتداخل. وبالإيقاع الشعري يتحقق الجمال، وبالتفعيلة التي لا تتقيد بعدد، يتفرد ويتأصل. وشهد السونيت رحلة طويلة عبر التاريخ، بدءًا من إيطاليا في القرن الثالث عشر، حيث وُلد هذا النوع الشعري وترعرع. كانت هذه الفترة تمثل نقطة تحول حاسمة في الفكر الإنساني، حيث بدأ الانتقال من تمجيد الإله البطل إلى الإنسان العادي، ومن السلوك البطولي إلى السلوك الفردي العاطفي. وقد انعكس هذا التحول في السونيت، الذي يُعتبر أول شكل شعري غنائي يُكتب للقراءة الصامتة، مخاطبًا الوعي الذاتي والصراع الداخلي.

مع مرور الزمن، انتشر السونيت وتطور في الأدب الإنجليزي، حيث أصبح مرتبطًا بشكل وثيق بشعراء مثل ويليام شكسبير. وقد أثرت السونيتات الشكسبيرية بشكل كبير على الأدب العربي المعاصر، حيث استلهم الشعراء العرب منها في تكوين قصائدهم، مع الحفاظ على خصائص الشعر العربي من وزن وقافية.

في العصر الحديث، تُعد السونيت مرجعًا للقصيدة الحسبية، حيث تُظهر تأثيرها في الهندسة الإيقاعية والتفعيلات الشعرية. وقد تم تكريم هذا الشكل الشعري في أعمال مثل "ديوان السونيت" للشاعرة والباحثة الأمريكية فيليس ليفين، التي جمعت فيه أكثر من 600 سونيتة، تروي حكاية السونيت عبر العصور.

ويُعتبر الناقد الأمريكي بول أوبنهايمر من الذين أكدوا على أهمية السونيت في تاريخ الفكر والأدب الحديث، مشيرًا إلى أن ابتكار السونيت كان حدثًا رئيسيًا في بداية الفكر الحديث. وبهذا، يُظهر السونيت تأثيره العميق والمستمر في الأدب العالمي، مُحققًا تداخلًا بين الأشكال الشعرية والتعبير عن الذات والعواطف
لسونيت، بالفعل، شكل شعري يحظى بإعجاب كبير وقد لاقى اهتمامًا من النقاد العرب المعاصرين. على سبيل المثال، تناولت الناقدة الدكتورة نادية هناوي السونيت في شعر حسب الشيخ جعفر في كتابها “السونيت في شعر حسب الشيخ جعفر”، حيث قدمت رؤية نقدية جديدة ومختلفة حول هذا النمط الشعري. وتطرقت في دراستها إلى تجربة الشاعر حسب الشيخ جعفر مع السونيت الشكسبيري وكيف أضاف إلى الشعرية العربية المعاصرة جديدًا يكشف عن ممكنات هذا النوع الشعري.
كما تمت ترجمة “السونيتات الكاملة” لوليم شكسبير إلى العربية، مما يدل على الاهتمام المتزايد بهذا الشكل الشعري2. السونيت يُعتبر نمطًا شعريًا يتميز بتكثيف الألفاظ وابتسار الصور وتقديم الأفكار بشكل مركز ومؤثر، وهو ما يجذب النقاد والشعراء على حد سواء لاستكشاف إمكانياته الفنية والجمالية..
في الأدب العربي المعاصر، تم تبني السونيت وتكييفه ليتناسب مع خصائص الشعر العربي، مثل الوزن والقافية. الشعراء العرب استخدموا السونيت للتعبير عن مجموعة واسعة من الموضوعات، من الحب إلى القضايا الاجتماعية والسياسية. ومثال على ذلك هو الشاعر حسب الشيخ جعفر، الذي جرب نمط السونيت الشكسبيري في شعره، مما أضاف بُعدًا جديدًا للشعرية العربية المعاصرة. وقد تميزت قصائده بالتدوير والتفعيلات المتنوعة، وكذلك بالدلالات المكثفة والصور الشعرية المبتسرة.
السونيت في الأدب المعاصر يمكن أن يكون بمثابة جسر بين التقاليد الشعرية الكلاسيكية والحداثة، حيث يستمر الشعراء في استكشاف إمكانياته الفنية والتعبيرية. السونيت يُعد من أهم الأشكال الشعرية في التراث الأدبي، وله أهمية كبيرة لعدة أسباب

جبران خليل جبران، الشاعر والكاتب اللبناني الأمريكي، يُعتبر من أبرز الشخصيات الأدبية التي أثرت في الأدب العربي والعالمي. السونيت له أهمية خاصة في شعر جبران للأسباب التالية:التعبير عن العواطف: استخدم جبران السونيت كوسيلة للتعبير عن العواطف العميقة والمشاعر الإنسانية بطريقة مكثفة ومؤثرة.الأسلوب الفني: يتميز شعر جبران بأسلوبه الفني الرفيع واستخدامه للغة الشعرية الغنية، والسونيت يُعطيه الإطار المناسب لصياغة أفكاره بشكل جمالي.

التجديد الأدبي: ساهم جبران في تجديد الشعر العربي من خلال تبنيه لأشكال شعرية متنوعة مثل السونيت، مما أضاف تنوعًا وغنى للأدب العربي.التأثير الثقافي: أثرت سونيتات جبران في القراء والكتاب حول العالم، وساعدت في نشر الأدب العربي وتقديمه للثقافات الأخرى.

من خلال سونيتاته، قدم جبران خليل جبران رؤية فلسفية وروحية عميقة، وأظهر قدرته على استخدام هذا الشكل الشعري للتعبير عن موضوعات متنوعة تتراوح بين الحب والطبيعة والتأملات الروحية. وفي نهاية هذه السياحة التي حاولت فيها البحث عن هذا النوع من الكتابة الشعرية أيضا ركنت لتجريب كتابة القصيدة القصيرة

في حب الإله أجد سكوني
وفي ذكره يطمئن كياني
أسير على درب الهوى مفتوني
وقلبي يغني للحق ألحاني

أرى في كل الكون وجه حبيبي
وأسمع في صمت الليل أغاني
فكل الوجود بعيني يطيب
وكل الحياة تسبح بأماني

أحبك يا من هو الحب بعينه
ويا من إليه المشتاق يبني
فلا شيء يعدل حبك في سنينه
ولا شيء يسمو فوق هذا الجناني

فيا رب قد جئتك مستسلمًا
فخذ بيدي إلى روض الأماني

zuhair.osman@aol.com
//////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الأدب العربی الشعر العربی هذا النوع فی الأدب ی عتبر فی شعر

إقرأ أيضاً:

في حرير الكلمات.. رؤيةٌ إيرانيةٌ حول الأدب العُماني

طهران ـ "العُمانية": خصصت صحيفة "إيران" الرسمية صفحة كاملة حول تجليات الأدب العُماني والروايات العُمانية المترجمة إلى اللغة الفارسية؛ وذلك بمناسبة انتشار الترجمة الفارسية لرواية "حرير الغزالة" للروائية العُمانية جوخة الحارثية في إيران.

وقالت الكاتبة والمترجمة الإيرانية معاني شعباني في مقال مفصل لها تحت عنوان "في حرير الكلمات": "أتشرف بأن أكون قد حظيتُ بتجربة ثمينة في ترجمة عدد من الأعمال البارزة والمهمة من الأدب العُماني المعاصر، وقد منحتني هذه التجربة الثمينة فرصة استثنائية للتعرّف عن قرب إلى العالم الغني للأدب العُماني المعاصر، بلغته المحلية المميّزة، وبما يحمله من تفاصيل دقيقة عن حياة النساء العُمانيات، حيث تعمّقتُ في فهمها وتأملها بعمقٍ وتحليلٍ دقيق".

وأضافت: "خلال فترة عملي على هذه الأعمال، كنتُ أشعر دائمًا أن الكلمات والتعابير العُمانية تهبّ عليّ كنسيم لطيف ومنعش قادم من وراء المياه الزرقاء لخليج عُمان؛ نسيمٌ يحمل معه عبق البحر، وأسرار التاريخ، ونفحات حضور نساء بسيطات في ظاهرهنّ، لكنّهنّ ثابتات قويات الإرادة".

وتابعت: "لقد جعلتني هذه التجربة الفريدة أنظر إلى الترجمة نظرة مختلفة؛ لا باعتبارها مجرد نقل جافّ وآلي لمعاني الكلمات، بل كنافذة روحية منعشة تطلّ على عالم مفعم بالأسرار والجمال والاكتشافات الجديدة"، مؤكدة على أن إحدى السمات البارزة والمثيرة للتأمل في الأدب العُماني هي المزج الذكي بين بساطة التعبير وعمق المضمون، إلى جانب استخدام المفردات المحلية والأسماء الأصيلة ذات الجذور في البيئة العُمانية.

وأشارت إلى أن الكتّاب العُمانيون يبدعون عالمًا خياليًّا مفعمًا بالصمت المعبّر، والطبيعة البكر غير الملوّثة، وباتساع البحر اللامتناهي، وبالذكريات الجمعية العريقة؛ عالمٌ يقود القارئ إلى أصفى وأعمق التجارب الإنسانية في بساطتها وجوهرها، حيث إن اللغة في هذه الأعمال القيّمة ليست مجرد أداة لسرد الحكاية، بل هي وسيلة رقيقة وفاعلة تعكس العالم النفسي والروحي للمجتمع.

وفي حديثها عن مكانة الأدب العُماني في العالم العربي وإيران، تقول الكاتبة والمترجمة الإيرانية معاني شعباني: إن صوت الكتّاب العُمانيين بات مسموعًا بوضوح في أرجاء العالم العربي، فقد أضفى كتّاب مثل هدى حمد، وجوخة الحارثية، وزهران القاسمي على الأدب العربي هوية جديدة متعددة الأبعاد؛ هوية تتسم بالتفكر والإنسانية والعمق التأملي.

وتضيف أنه بالنسبة للقراء الناطقين بالفارسية، فإن التعرّف إلى هذه الأعمال يشكّل فرصة ذهبية لاكتشاف "الآخر القريب منّا" ذلك الذي نشارك معه الهمّ الإنساني رغم اختلاف اللغة والثقافة.

وختمت مقالها بالقول إن ترجمة "حرير الغزالة" لم تكن بالنسبة لها مجرّد عمل أدبي، بل كانت رحلة ثقافية مليئة بالمغامرة؛ رحلةٌ من لغة إلى أخرى، ومن نساء إلى نساء أخريات، ولقد أظهرت جوخة الحارثية من خلال أعمالها المتميزة كيف يمكن للأدب أن يتجاوز الحدود الجغرافية بسهولة، ليُعرّفنا إلى التجارب الإنسانية لثقافات أخرى وهي بأسلوبها البسيط وفكرها العميق تُذكّرنا بأن الحرية والحب والذاكرة قيم إنسانية عالمية.

من جهته أكد الصحفي الإيراني طه حسين فراهاني في مقال له تحت عنوان " الهوية، الحب، وأشياء أخرى" على أن رواية "حرير الغزالة" نالت تقديرًا واسعًا في إيران لما تتسم به من عمق أدبي وقدرة على تصوير تجارب المرأة، وأن هذه الرواية شأنها شأن سائر أعمال جوخة الحارثية، حيث تُعدّ مرآةً تعكس ملامح الحياة في سلطنة عُمان، من شوارع مسقط إلى البيوت الريفية التقليدية.

ويضيف فراهاني أنه من أبرز نقاط قوة الرواية قدرة المؤلفة على ابتكار شخصيات محلية الملامح، لكنها تحمل طابعًا إنسانيًّا عالميًّا، فعلى سبيل المثال، نضال غزالة من أجل التوفيق بين أدوارها كأمّ وزوجة وطالبة، هو تجربة يمكن لكثير من النساء حول العالم أن يجدن أنفسهن فيها.

وصرّح فراهاني أن جوخة الحارثية قدّمت من خلال أعمالها ولا سيّما روايتها "حرير الغزالة" الأدب العُماني إلى العالم، وعرّفت القرّاء على صوته المتفرّد ومجاله الإنساني العميق.

ووضح أنه في عالم أصبحت فيه الهجرة والتنقّل جزءًا من التجربة الإنسانية المعاصرة، تُحدث قصص النساء اللواتي يبحثن عن الهوية والوطن صدى خاصًا في النفوس، وتُجسّد الحارثية بمهارة ورهافة فنية هذه التجارب، وتدعو القارئ إلى التأمل في معنى "البيت" والانتماء.

واختتم مقاله قائلاً: "في زمن نحن أحوج ما نكون فيه إلى تعدّد الأصوات وتنوّعها، تمثّل رواية "حرير الغزالة" ومعظم الروايات العُمانية مثالاً لامعًا على قدرة الأدب في بناء الجسور بين الثقافات، وإظهار إنسانيتنا المشتركة رغم اختلاف الأمكنة واللغات.

جديرٌ بالذكر، أن سوق الكتب في إيران يشهد إقبالاً متزايدًا نحو قراءة واقتناء الروايات والنتاجات الأدبية العُمانية المترجمة إلى الفارسية، حيث أزاح دار "ققنوس" للطباعة والترجمة والنشر في الآونة الأخيرة الستار عن الترجمة الفارسية لرواية "حرير الغزالة" للكاتبة والروائية العُمانية جوخة الحارثية.

وتحمل الترجمة الفارسية للرواية العنوان ذاته باللغة العربية، وقامت بترجمتها من نسختها العربية إلى اللغة الفارسية الكاتبة والمترجمة الإيرانية "معاني شعباني" في 196 صفحة.

مقالات مشابهة

  • ضبط منادي سيارات تعرض لقائد سيارة في باب الشعرية بالقاهرة
  • في حرير الكلمات.. رؤيةٌ إيرانيةٌ حول الأدب العُماني
  • التربية أصل.. والأدب أثر
  • جبران: تأسيس مركز تدريب داخل شق التعبان للتأهيل على مجالات صناعة الرخام
  • «طرف ثالث والحارس وجواب يحيى» بمهرجان العروض القصيرة بأكاديمية الفنون
  • جبران: قانون العمل يترجم توجيهات القيادة السياسية لتحقيق التوازن بين طرفي العملية الإنتاجية
  • محمد جبران: قانون العمل الجديد يضمن الحد الأدنى لحقوق العمال
  • ملتقى سحم الثقافي يعلن عن جائزة سحم الثقافية في “القصة القصيرة جدا”
  • أمسية شعرية ساحرة تجمع جمهور الأدب في الأقصر مع الشاعر الكبير أحمد بخيت
  • أهالي شارع بورسعيد في باب الشعرية يستغيثون: «أعمدة الإنارة بتكهرب الناس»