سودانايل:
2025-02-16@14:11:16 GMT

حصار الفاشر يضغط على الجيش للعودة إلى منبر جدة

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

هناك توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة مشاورات داخل الدعم السريع وأخرى بالجيش للتوافق على خطوط عريضة بشأن انطلاق المباحثات

من يفقد الفاشر سيكون الطرف الأضعف في المفاوضات
الخرطوم- يواجه الجيش السوداني مأزقًا بشأن التعامل مع تعقيدات الوضع العسكري والسياسي عقب احتدام الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، وتزايد الضغوط الدولية عليه لدفعه نحو الاتجاه إلى طاولة المفاوضات عبر منبر جدة الأيام المقبلة.



وتشهد قرى ومناطق محيطة بالفاشر اشتباكات بين فريقي الجيش والدعم السريع وسط ترجيحات بإمكانية انتقالها إلى وسط المدينة قريبا، ما يشكل ضغطًا على قيادة الجيش التي تدرك أن فقدان الفاشر يعني أنها ستكون الطرف الأضعف في المفاوضات.

وبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان أخيرا ملف استئناف مفاوضات جدة لإنهاء الصراع في السودان، بالتزامن مع ضغوط يمارسها مبعوث الولايات المتحدة إلى السودان توم بيرييلو عبر التواصل مع أطراف عدة، لأجل التجهيز للمفاوضات المقبلة بين وفدي الجيش والدعم السريع.

وتكمن مشكلة مفاوضات منبر جدة في أن معالمها الرئيسية غير واضحة حتى الآن، ولم يتم تحديد موعد جديد لها بعد إرجاء الموعد المبدئي الذي كان مقررا في الثامن عشر من أبريل الماضي.

رفض قيادات الجيش للحلول السياسية يخفي حالة ارتباك تساعد الضغوط على الجيش للعودة إلى المفاوضات

ورغم الحديث عن إمكانية عقد مباحثات في الأسبوع الأول من مايو الجاري، وهو ما يبدو مستبعدا، إلا أن هناك توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة مشاورات داخل الدعم السريع وأخرى بالجيش للتوافق على خطوط عريضة بشأن انطلاق المباحثات.

وشارك توم بيرييلو في اجتماعات الآلية الموسعة للاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد بشأن السودان في أديس أبابا، الأربعاء، كما قدّم شهادته في اليوم نفسه حول الوضع في السودان أمام لجنة شؤون العلاقات الدولية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي.

وتشير المواقف المتشددة التي تتبناها قيادات في الجيش بشأن رفض الحلول السياسية إلى حالة ارتباك قد تدفع جهات دولية لممارسة ضغوط كبيرة على الجيش لحثه على العودة إلى المفاوضات، وما يدعم ذلك شعوره بالخطر المستمر من خسارة تموضعه في الفاشر التي ظلت بمعزل عن المعارك فترة طويلة.

وقد تكون العودة إلى طاولة المفاوضات حبل إنقاذ يساهم في أن تحافظ المؤسسة العسكرية السودانية على قدر من تماسكها، وتؤسس لحل سياسي يتوافق عليه الجميع للخروج من مأزق الحرب المستمرة، والاتجاه نحو بدء عملية جديدة واعدة.

ولم تستغرب دوائر سودانية لجوء قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان للتأكيد على رفض أيّ عملية سياسية إلا بعد انتهاء الحرب، وهو خطاب يهدف إلى كسب المزيد من الوقت وتجنب إلحاق المزيد من الخسائر بقواته.

وقال الجنرال البرهان أمام حشد من جنود الجيش في مدينة مروي، الثلاثاء، إنه “لن تكون هناك أيّ عملية سياسية إلا بعد أن تنتهي الحرب، ولن يكون هناك سلام إلا بعد خروج قوات الدعم السريع من المناطق التي احتلتها”.

وأشار عضو هيئة محامي دارفور نصرالدين يوسف إلى أن معارك الفاشر “سيكون لها أثر كارثي على المدنيين في السودان، لأنها تؤوي أكبر عدد من النازحين في دارفور، ما سيترك أضرارا جسيمة على الأوضاع الإنسانية، وسط حالة من الحشد والحشد المضاد، فالدعم السريع تعد العدة بشكل كبير وغير مسبوق لاقتحام المدينة، فيما يصر الجيش وحلفاؤه من الحركات المسلحة الدفاع عنها والتموضع داخلها بشكل له رمزيته ودلالاته المرتبطة بالتعامل مع المعركة كونها حاسمة للطرفين”.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدسنة يضغط بقوة على الجيش للذهاب إلى مفاوضات جدة، وبقراءة عسكرية بسيطة فإن غالبية المعارك التي ارتكنت على التحشيدات تحقق فيها الدعم السريع تقدمًا عسكريًا، ومن هذا الواقع تبقى إمكانية الذهاب إلى المفاوضات قوية، تزامنًا مع ضغط قوي تمارسه الولايات المتحدة، لم يكن بتلك الصورة خلال الفترة الماضية.

وشدد نصرالدين يوسف على أن دخول روسيا على الخط والإيحاء بالاصطفاف إلى جانب البرهان يضاعف من تعقيدات الوضع الراهن في السودان، حيث تبدو “كمن يصطاد في الماء العكر”، وهو ما يدفع واشنطن لتعظيم ضغوطها لتصبح أكثر قوة للعودة إلى المفاوضات وتفويت الفرصة على موسكو لإيجاد نفوذ لها في منطقة شرق السودان المطلة على البحر الأحمر، أو تحقيق مكاسب سياسية إذا قامت بدعم الجيش.

مشكلة مفاوضات منبر جدة تكمن في أن معالمها الرئيسية غير واضحة حتى الآن، ولم يتم تحديد موعد جديد لها بعد إرجاء الموعد المبدئي الذي كان مقررا في الثامن عشر من أبريل الماضي

ولدى العديد من الخبراء العسكريين في السودان قناعة بأن عجز الجيش عن استرداد المناطق التي وعد بطرد قوات الدعم السريع منها في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة ومناطق عديدة في الخرطوم، تجعله يضع في الحسبان عملية المكسب والخسارة عند الذهاب إلى طاولة المفاوضات.

كما أن ضعف الحركات المسلحة المختلفة التي يتحالف معها الجيش في الفاشر، مع انقساماتها وتشظي مكاتبها السياسية وقياداتها العسكرية، يؤكد أن الجيش قد يخسر معركة الفاشر، وسوف يكون مجبرا للتفكير في البحث عن مخرج آمن له.

وعبّرت الأمم المتحدة قبل أيام عن قلقها من هجوم وشيك لقوات الدعم السريع على عمق مدينة الفاشر، والتي تشكل مركزًا للمساعدات الإنسانية في إقليم دارفور، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة بها.

وأعلنت قوات الدعم السريع أنها تصدت لأكثر من 22 هجومًا من الجيش في الفاشر الفترة الماضية، مشيرة في حسابها على منصة إكس إلى أنها لم تهاجم وظلت في حالة دفاع عن النفس للتصدي لهجمات الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه.

وذكرت الأمم المتحدة أن الصراع بين قوات الجيش والدعم السريع أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وأجبر حوالي 7 ملايين على الفرار من منازلهم، بينهم 1.5 مليون لجأوا إلى تشاد ومصر وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع إلى المفاوضات فی السودان على الجیش الجیش فی منبر جدة

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يحبط هجوما للدعم السريع على محطة كهرباء

أعلن الجيش السوداني إسقاط 4 مسيّرات في الفاشر تابعة لـقوات الدعم السريع شنت فجر اليوم، الأحد، هجوما بالمسيّرات على محطة توليد الكهرباء بولاية النيل الأبيض، تزامنا مع الكشف عن نحو 900 جريمة اغتصاب ارتكبتها في ولاية الجزيرة خلال سيطرتها عليها.

وسبق أن أعلنت الفرقة السادسة مشاة في الجيش السوداني في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور أمس، السبت، أن سلاح الجو "تمكن خلال عدد من طلعاته التي نفذها في محيط المدينة وخارجها من تدمير 15 مركبة قتالية تتبع ميليشيا آل دقلو المتمردة، كانت قادمة من ولاية جنوب دارفور وتحمل عددا من عناصر الميليشيا المتمردة".

وعقب الهزائم التي لحقت بها في الفاشر والخرطوم، استهدفت قوات الدعم السريع محطة كهرباء "أُم دَبَاكر" بولاية النيل الأبيض جنوبي البلاد بمسيّرتين فجر اليوم، الأحد.

وقالت مصادر إعلامية إن الهجوم أدى إلى نشوب حريق ألحق أضرارا جزئية دون أن يصيب كامل أجزاء المحطة التي تعد من أكبر محطات الكهرباء بالسودان، ما أدى إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي في مناطق واسعة من ولاية النيل الأبيض.

يذكر أن المحطة تعرضت في وقت سابق إلى هجمات بالمسيّرات من قوات الدعم السريع، ففي يناير الماضي، تصدت المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني لنحو 7 مسيّرات أطلقتها قوات الدعم السريع، كانت تخطط للهجوم على محطة أم دباكر التحويلية التي تغذي ولايات النيل الأبيض وولايات إقليم كردفان بالكهرباء.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يحبط هجوما للدعم السريع على محطة كهرباء
  • بعد هزائمها في الفاشر والخرطوم .. الدعم السريع تستهدف محطة كهرباء في النيل الأبيض
  • الجيش يتهم الإمارات .. «مسيّرة» لـ «الدعم السريع» تلحق أضراراً كبيرة بمحطة كهرباء في السودان
  • قوات الدعم السريع ترحب بانطلاق المؤتمر الإنساني لدعم السودان
  • الجيش السوداني يصل اهم مناطق سكن واستقرار قوات الدعم السريع بالخرطوم
  • الجيش السوداني يوسع هجومه على قوات الدعم السريع في وسط الخرطوم
  • السودان.. مشاهد مروعة من زمزم بعد مداهمة قوات الدعم السريع
  • الدعم السريع تضرم النيران بأكبر مخيم للنازحين ودعوات أفريقية لوقف القتال بالسودان
  • قوات الدعم السريع تهاجم مخيما يعاني من المجاعة في السودان
  • الجيش السوداني يقصف مواقع للدعم السريع بالفاشر