سودانايل:
2025-03-13@00:34:02 GMT

حصار الفاشر يضغط على الجيش للعودة إلى منبر جدة

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

هناك توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة مشاورات داخل الدعم السريع وأخرى بالجيش للتوافق على خطوط عريضة بشأن انطلاق المباحثات

من يفقد الفاشر سيكون الطرف الأضعف في المفاوضات
الخرطوم- يواجه الجيش السوداني مأزقًا بشأن التعامل مع تعقيدات الوضع العسكري والسياسي عقب احتدام الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، وتزايد الضغوط الدولية عليه لدفعه نحو الاتجاه إلى طاولة المفاوضات عبر منبر جدة الأيام المقبلة.



وتشهد قرى ومناطق محيطة بالفاشر اشتباكات بين فريقي الجيش والدعم السريع وسط ترجيحات بإمكانية انتقالها إلى وسط المدينة قريبا، ما يشكل ضغطًا على قيادة الجيش التي تدرك أن فقدان الفاشر يعني أنها ستكون الطرف الأضعف في المفاوضات.

وبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان أخيرا ملف استئناف مفاوضات جدة لإنهاء الصراع في السودان، بالتزامن مع ضغوط يمارسها مبعوث الولايات المتحدة إلى السودان توم بيرييلو عبر التواصل مع أطراف عدة، لأجل التجهيز للمفاوضات المقبلة بين وفدي الجيش والدعم السريع.

وتكمن مشكلة مفاوضات منبر جدة في أن معالمها الرئيسية غير واضحة حتى الآن، ولم يتم تحديد موعد جديد لها بعد إرجاء الموعد المبدئي الذي كان مقررا في الثامن عشر من أبريل الماضي.

رفض قيادات الجيش للحلول السياسية يخفي حالة ارتباك تساعد الضغوط على الجيش للعودة إلى المفاوضات

ورغم الحديث عن إمكانية عقد مباحثات في الأسبوع الأول من مايو الجاري، وهو ما يبدو مستبعدا، إلا أن هناك توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة مشاورات داخل الدعم السريع وأخرى بالجيش للتوافق على خطوط عريضة بشأن انطلاق المباحثات.

وشارك توم بيرييلو في اجتماعات الآلية الموسعة للاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد بشأن السودان في أديس أبابا، الأربعاء، كما قدّم شهادته في اليوم نفسه حول الوضع في السودان أمام لجنة شؤون العلاقات الدولية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي.

وتشير المواقف المتشددة التي تتبناها قيادات في الجيش بشأن رفض الحلول السياسية إلى حالة ارتباك قد تدفع جهات دولية لممارسة ضغوط كبيرة على الجيش لحثه على العودة إلى المفاوضات، وما يدعم ذلك شعوره بالخطر المستمر من خسارة تموضعه في الفاشر التي ظلت بمعزل عن المعارك فترة طويلة.

وقد تكون العودة إلى طاولة المفاوضات حبل إنقاذ يساهم في أن تحافظ المؤسسة العسكرية السودانية على قدر من تماسكها، وتؤسس لحل سياسي يتوافق عليه الجميع للخروج من مأزق الحرب المستمرة، والاتجاه نحو بدء عملية جديدة واعدة.

ولم تستغرب دوائر سودانية لجوء قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان للتأكيد على رفض أيّ عملية سياسية إلا بعد انتهاء الحرب، وهو خطاب يهدف إلى كسب المزيد من الوقت وتجنب إلحاق المزيد من الخسائر بقواته.

وقال الجنرال البرهان أمام حشد من جنود الجيش في مدينة مروي، الثلاثاء، إنه “لن تكون هناك أيّ عملية سياسية إلا بعد أن تنتهي الحرب، ولن يكون هناك سلام إلا بعد خروج قوات الدعم السريع من المناطق التي احتلتها”.

وأشار عضو هيئة محامي دارفور نصرالدين يوسف إلى أن معارك الفاشر “سيكون لها أثر كارثي على المدنيين في السودان، لأنها تؤوي أكبر عدد من النازحين في دارفور، ما سيترك أضرارا جسيمة على الأوضاع الإنسانية، وسط حالة من الحشد والحشد المضاد، فالدعم السريع تعد العدة بشكل كبير وغير مسبوق لاقتحام المدينة، فيما يصر الجيش وحلفاؤه من الحركات المسلحة الدفاع عنها والتموضع داخلها بشكل له رمزيته ودلالاته المرتبطة بالتعامل مع المعركة كونها حاسمة للطرفين”.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدسنة يضغط بقوة على الجيش للذهاب إلى مفاوضات جدة، وبقراءة عسكرية بسيطة فإن غالبية المعارك التي ارتكنت على التحشيدات تحقق فيها الدعم السريع تقدمًا عسكريًا، ومن هذا الواقع تبقى إمكانية الذهاب إلى المفاوضات قوية، تزامنًا مع ضغط قوي تمارسه الولايات المتحدة، لم يكن بتلك الصورة خلال الفترة الماضية.

وشدد نصرالدين يوسف على أن دخول روسيا على الخط والإيحاء بالاصطفاف إلى جانب البرهان يضاعف من تعقيدات الوضع الراهن في السودان، حيث تبدو “كمن يصطاد في الماء العكر”، وهو ما يدفع واشنطن لتعظيم ضغوطها لتصبح أكثر قوة للعودة إلى المفاوضات وتفويت الفرصة على موسكو لإيجاد نفوذ لها في منطقة شرق السودان المطلة على البحر الأحمر، أو تحقيق مكاسب سياسية إذا قامت بدعم الجيش.

مشكلة مفاوضات منبر جدة تكمن في أن معالمها الرئيسية غير واضحة حتى الآن، ولم يتم تحديد موعد جديد لها بعد إرجاء الموعد المبدئي الذي كان مقررا في الثامن عشر من أبريل الماضي

ولدى العديد من الخبراء العسكريين في السودان قناعة بأن عجز الجيش عن استرداد المناطق التي وعد بطرد قوات الدعم السريع منها في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة ومناطق عديدة في الخرطوم، تجعله يضع في الحسبان عملية المكسب والخسارة عند الذهاب إلى طاولة المفاوضات.

كما أن ضعف الحركات المسلحة المختلفة التي يتحالف معها الجيش في الفاشر، مع انقساماتها وتشظي مكاتبها السياسية وقياداتها العسكرية، يؤكد أن الجيش قد يخسر معركة الفاشر، وسوف يكون مجبرا للتفكير في البحث عن مخرج آمن له.

وعبّرت الأمم المتحدة قبل أيام عن قلقها من هجوم وشيك لقوات الدعم السريع على عمق مدينة الفاشر، والتي تشكل مركزًا للمساعدات الإنسانية في إقليم دارفور، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة بها.

وأعلنت قوات الدعم السريع أنها تصدت لأكثر من 22 هجومًا من الجيش في الفاشر الفترة الماضية، مشيرة في حسابها على منصة إكس إلى أنها لم تهاجم وظلت في حالة دفاع عن النفس للتصدي لهجمات الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه.

وذكرت الأمم المتحدة أن الصراع بين قوات الجيش والدعم السريع أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وأجبر حوالي 7 ملايين على الفرار من منازلهم، بينهم 1.5 مليون لجأوا إلى تشاد ومصر وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع إلى المفاوضات فی السودان على الجیش الجیش فی منبر جدة

إقرأ أيضاً:

مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف الدعم السريع الأبيض لليوم السابع

أدى القصف إلى مقتل امرأة في حي ود الياس غربي مدينة الأبيض، فيما سادت حالة من الذعر بين سكان الحي جراء صوت الانفجار وسقوط المقذوف.

الأبيض: التغيير

لقيت امرأة مصرعها وأصيب آخرون إثر قصف قوات الدعم السريع لمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان- غربي وسط السودان، لليوم السابع على التوالي.

وشهدت الأبيض أمس الثلاثاء، قصفاً مدفعياً من قبل قوات الدعم السريع لليوم السادس، استهدف أحياء سكنية متفرقة، حيث سقطت أكثر من خمس قذائف.

وتعيش المدينة ظروفا صعبة في ظل تطور العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع المعيشية في وقت يطالب فيه المواطنون بتدخل عاجل لرفع المعاناة وتوفير الاحتياجات الأساسية.

وقال شاهد عيان لـ(التغيير)، إن قوات الدعم السريع قصفت مدينة الأبيض اليوم الأربعاء لليوم السابع على التوالي.

وأضاف أن مقذوفاً سقط في حي ود الياس غربي المدينة ما أدى إلى مقتل امرأة وإصابة آخرين.

وأشار الشاهد إلى تصاعد الدخان الكثيف في المنطقة، مؤكداً أن صوت الانفجار وسقوط المقذوف أحدث حالة من الهلع بين سكان الحي.

ومع اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى منتصف ابريل 2023م، شهدت المدينة مواجهات عسكرية دامية بين طرفي القتال ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وسط المدنيين جراء القصف العشوائي المتبادل.

ومنذ 15 أبريل الماضي تحاول قوات الدعم السريع فرض سيطرتها الكاملة على الأبيض فيما يواصل الجيش حماية قيادة الفرقة الخامسة مشاة والمواقع الاستراتيجية الواقعة بالمنطقة.

ويوم السبت الماضي، اتهمت شبكة أطباء السودان، قوات الدعم السريع بتنفيذ قصف متعمد منذ الصباح وحتى المساء بطريقة موجهة حول مواقع وثكنات المدنيين والمرافق العامة لإصابة أكبر عدد من المدنيين، مما أدى إلى مقتل 5 أشخاص بينهم أم وأطفالها وإصابة 4 آخرين جراء قصف صاروخي.

وتتمتع المدينة بموقع استراتيجي في غرب البلاد حيث تضم أكبر سوق لمحصول الصمغ العربي على مستوى العالم وأسواقا أخرى للمحاصيل والماشية إلى جانب ارتباطها بطريق الصادرات الرابط بين ولايات غرب السودان المختلفة.

الوسومالأبيض الجيش الدعم السريع السودان حرب 15 ابريل 2023م شبكة أطباء السودان شمال كردفان

مقالات مشابهة

  • السودان.. مقتل طفلتين وإصابة 8 بجروح خطيرة بقصف الدعم السريع في مدينة الأبيض
  • مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف الدعم السريع الأبيض لليوم السابع
  • الجيش السوداني يبسط سيطرته على أماكن استراتيجية في الفاشر
  • الجيش السوداني يعلن سيطرته على مواقع إستراتيجية في الفاشر
  • الجيش السوداني يكشف تفاصيل الوضع الميداني في الفاشر بعد هجوم بري واسع
  • «47 مركبة و100 طائرة مسيرة».. الجيش السوداني يلحق خسائر فادحة لميليشيا الدعم السريع
  • قائد الجيش السوداني يضع شرطا صارما للسلام مع الدعم السريع
  • الجيش السوداني يبتدر عملية عسكرية كبيرة لاستعادة آخر جسر في الخرطوم من الدعم السريع
  • قوات الدعم السريع تقصف الفاشر والمالحة وأنباء عن قتلى ومصابين
  • الجيش السوداني يكشف أسباب التصعيد في نيالا بين فصائل قوات الدعم السريع