حصار الفاشر يضغط على الجيش للعودة إلى منبر جدة
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
هناك توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة مشاورات داخل الدعم السريع وأخرى بالجيش للتوافق على خطوط عريضة بشأن انطلاق المباحثات
من يفقد الفاشر سيكون الطرف الأضعف في المفاوضات
الخرطوم- يواجه الجيش السوداني مأزقًا بشأن التعامل مع تعقيدات الوضع العسكري والسياسي عقب احتدام الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، وتزايد الضغوط الدولية عليه لدفعه نحو الاتجاه إلى طاولة المفاوضات عبر منبر جدة الأيام المقبلة.
وتشهد قرى ومناطق محيطة بالفاشر اشتباكات بين فريقي الجيش والدعم السريع وسط ترجيحات بإمكانية انتقالها إلى وسط المدينة قريبا، ما يشكل ضغطًا على قيادة الجيش التي تدرك أن فقدان الفاشر يعني أنها ستكون الطرف الأضعف في المفاوضات.
وبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان أخيرا ملف استئناف مفاوضات جدة لإنهاء الصراع في السودان، بالتزامن مع ضغوط يمارسها مبعوث الولايات المتحدة إلى السودان توم بيرييلو عبر التواصل مع أطراف عدة، لأجل التجهيز للمفاوضات المقبلة بين وفدي الجيش والدعم السريع.
وتكمن مشكلة مفاوضات منبر جدة في أن معالمها الرئيسية غير واضحة حتى الآن، ولم يتم تحديد موعد جديد لها بعد إرجاء الموعد المبدئي الذي كان مقررا في الثامن عشر من أبريل الماضي.
رفض قيادات الجيش للحلول السياسية يخفي حالة ارتباك تساعد الضغوط على الجيش للعودة إلى المفاوضات
ورغم الحديث عن إمكانية عقد مباحثات في الأسبوع الأول من مايو الجاري، وهو ما يبدو مستبعدا، إلا أن هناك توقعات بأن تشهد الأيام المقبلة مشاورات داخل الدعم السريع وأخرى بالجيش للتوافق على خطوط عريضة بشأن انطلاق المباحثات.
وشارك توم بيرييلو في اجتماعات الآلية الموسعة للاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد بشأن السودان في أديس أبابا، الأربعاء، كما قدّم شهادته في اليوم نفسه حول الوضع في السودان أمام لجنة شؤون العلاقات الدولية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي.
وتشير المواقف المتشددة التي تتبناها قيادات في الجيش بشأن رفض الحلول السياسية إلى حالة ارتباك قد تدفع جهات دولية لممارسة ضغوط كبيرة على الجيش لحثه على العودة إلى المفاوضات، وما يدعم ذلك شعوره بالخطر المستمر من خسارة تموضعه في الفاشر التي ظلت بمعزل عن المعارك فترة طويلة.
وقد تكون العودة إلى طاولة المفاوضات حبل إنقاذ يساهم في أن تحافظ المؤسسة العسكرية السودانية على قدر من تماسكها، وتؤسس لحل سياسي يتوافق عليه الجميع للخروج من مأزق الحرب المستمرة، والاتجاه نحو بدء عملية جديدة واعدة.
ولم تستغرب دوائر سودانية لجوء قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان للتأكيد على رفض أيّ عملية سياسية إلا بعد انتهاء الحرب، وهو خطاب يهدف إلى كسب المزيد من الوقت وتجنب إلحاق المزيد من الخسائر بقواته.
وقال الجنرال البرهان أمام حشد من جنود الجيش في مدينة مروي، الثلاثاء، إنه “لن تكون هناك أيّ عملية سياسية إلا بعد أن تنتهي الحرب، ولن يكون هناك سلام إلا بعد خروج قوات الدعم السريع من المناطق التي احتلتها”.
وأشار عضو هيئة محامي دارفور نصرالدين يوسف إلى أن معارك الفاشر “سيكون لها أثر كارثي على المدنيين في السودان، لأنها تؤوي أكبر عدد من النازحين في دارفور، ما سيترك أضرارا جسيمة على الأوضاع الإنسانية، وسط حالة من الحشد والحشد المضاد، فالدعم السريع تعد العدة بشكل كبير وغير مسبوق لاقتحام المدينة، فيما يصر الجيش وحلفاؤه من الحركات المسلحة الدفاع عنها والتموضع داخلها بشكل له رمزيته ودلالاته المرتبطة بالتعامل مع المعركة كونها حاسمة للطرفين”.
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدسنة يضغط بقوة على الجيش للذهاب إلى مفاوضات جدة، وبقراءة عسكرية بسيطة فإن غالبية المعارك التي ارتكنت على التحشيدات تحقق فيها الدعم السريع تقدمًا عسكريًا، ومن هذا الواقع تبقى إمكانية الذهاب إلى المفاوضات قوية، تزامنًا مع ضغط قوي تمارسه الولايات المتحدة، لم يكن بتلك الصورة خلال الفترة الماضية.
وشدد نصرالدين يوسف على أن دخول روسيا على الخط والإيحاء بالاصطفاف إلى جانب البرهان يضاعف من تعقيدات الوضع الراهن في السودان، حيث تبدو “كمن يصطاد في الماء العكر”، وهو ما يدفع واشنطن لتعظيم ضغوطها لتصبح أكثر قوة للعودة إلى المفاوضات وتفويت الفرصة على موسكو لإيجاد نفوذ لها في منطقة شرق السودان المطلة على البحر الأحمر، أو تحقيق مكاسب سياسية إذا قامت بدعم الجيش.
مشكلة مفاوضات منبر جدة تكمن في أن معالمها الرئيسية غير واضحة حتى الآن، ولم يتم تحديد موعد جديد لها بعد إرجاء الموعد المبدئي الذي كان مقررا في الثامن عشر من أبريل الماضي
ولدى العديد من الخبراء العسكريين في السودان قناعة بأن عجز الجيش عن استرداد المناطق التي وعد بطرد قوات الدعم السريع منها في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة ومناطق عديدة في الخرطوم، تجعله يضع في الحسبان عملية المكسب والخسارة عند الذهاب إلى طاولة المفاوضات.
كما أن ضعف الحركات المسلحة المختلفة التي يتحالف معها الجيش في الفاشر، مع انقساماتها وتشظي مكاتبها السياسية وقياداتها العسكرية، يؤكد أن الجيش قد يخسر معركة الفاشر، وسوف يكون مجبرا للتفكير في البحث عن مخرج آمن له.
وعبّرت الأمم المتحدة قبل أيام عن قلقها من هجوم وشيك لقوات الدعم السريع على عمق مدينة الفاشر، والتي تشكل مركزًا للمساعدات الإنسانية في إقليم دارفور، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة بها.
وأعلنت قوات الدعم السريع أنها تصدت لأكثر من 22 هجومًا من الجيش في الفاشر الفترة الماضية، مشيرة في حسابها على منصة إكس إلى أنها لم تهاجم وظلت في حالة دفاع عن النفس للتصدي لهجمات الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه.
وذكرت الأمم المتحدة أن الصراع بين قوات الجيش والدعم السريع أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وأجبر حوالي 7 ملايين على الفرار من منازلهم، بينهم 1.5 مليون لجأوا إلى تشاد ومصر وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع إلى المفاوضات فی السودان على الجیش الجیش فی منبر جدة
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يضيق الحصار على الدعم السريع ويقترب من القصر الرئاسي
السودان – أعلن الجيش السوداني، امس الأحد، سيطرته على مواقع استراتيجية وسط الخرطوم، ليضيق الحصار على قوات “الدعم السريع” في القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية وسط العاصمة.
وقال الجيش السوداني في بيان، إن “قوات سلاح المدرعات دحرت مليشيا الدعم السريع في محور نادي الأسرة (في حي الخرطوم 3)، وجسر المسلمية وأبراج النيلين وموقف شروني (محطة مواصلات) وسط الخرطوم”.
وأضاف البيان، أن “قوات الجيش تتقدم بثبات مسنودة بالشعب السوداني في وسط الخرطوم”.
من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبدالله في بيان مقتضب: “قواتنا تحرز تقدما مهما بوسط الخرطوم”.
ونشر الجيش مقاطع مصورة عبر صفحته على فيسبوك، لقواته وهي تنصب كمينا لعناصر من قوات الدعم السريع.
وقال إن “العناصر كانت تحاول الهروب من حصار وسط الخرطوم، وتمكنت قوات الجيش من تحييد كل العناصر الهاربة حيث لم ينج منهم أحد”.
** محور ولاية الخرطوم:
وبتقدم الجيش وسط الخرطوم، يضيق الخناق ويفرض على قوات الدعم السريع التي تسيطر على القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية بوسط الخرطوم حصارا من جميع الاتجاهات.
وبسيطرة الجيش على محطة شروني وأبراج النيلين وجسر المسلمية، تكون قواته قد أغلقت الطرق المؤدية إلى وسط الخرطوم جنوبا، واقتربت من القصر الرئاسي بمسافة لا تتجاوز 1.4 كيلو متر، وفق مراسل الأناضول.
وكانت قوات الجيش سيطرت في الأيام الماضية على محطة جاكسون وكبري (جسر) الحرية عند المدخل الجنوبي الغربي لوسط الخرطوم.
كما اقتربت قوات الجيش من الوصول إلى قيادة الجيش من الناحية الغربية لوسط الخرطوم، حيث باتت تبعد عنها مسافة كيلو متر.
وحتى الساعة 18:05 (ت.غ)، لم يصدر تعليق من الدعم السريع بهذا الخصوص، إلا أن قائد قواتها محمد حمدان دقلو “حميدتي” أكد، في تسجيل مصور السبت، أن قواته لن تخرج من العاصمة الخرطوم أو من القصر الرئاسي الذي تسيطر عليه منذ اندلاع الحرب.
وفي وقت سابق الأحد، أفاد سلاح المدرعات للجيش السوداني، عبر صفحته على فيسبوك، بأن “قواته دخلت أبراج النيلين (بنايات سكنية تجارية شاهقة)، وقد استلمت جسر المسلمية وسط الخرطوم”.
وأضاف أن “قوات سلاح المدرعات أحكمت سيطرتها أيضاً على موقف شروني (أكبر محطة مواصلات) وسط الخرطوم”.
** محور ولاية سنار:
وأعلن الجيش السوداني، الأحد سيطرته على منطقة أبو عريف المهمة بولاية سنار (جنوب شرق) بعد معارك مع قوات الدعم السريع.
وأفاد الجيش السوداني في بيان، بأن قواته “استعادت السيطرة على منطقة أبو عريف بولاية سنار، ودحرت مليشيا الدعم السريع، وكبدتها خسائر كبيرة، وتطارد الفلول الهاربة”.
ومنطقة “أبوعريف” تقع أقصى الجنوب الغربي لولاية سنار، ويحدها من الجنوب ولاية أعالي النيل بدولة جنوب السودان.
واستطاع الجيش استعادة سيطرته على معظم ولاية سنار وعاصمتها سنجه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة “الدعم السريع” لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الازرق.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر بالكامل على “مدينة بحري” شمالا، ومعظم أنحاء “مدينة أم درمان” غربا، و75 بالمئة من عمق “مدينة الخرطوم” التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال قوات “الدعم السريع” في أحياء شرق المدينة وجنوبها.
ويخوض الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” منذ أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
الأناضول
Previous الأمم المتحدة تعبر عن قلقها إزاء العدوان الأمريكي على اليمن Related Postsليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results