مسؤول أممي: الوضع في الفاشر كارثي ومناطق كثيرة في دارفور تقف على حافة المجاعة
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
حوار- مسؤول أممي: الوضع في الفاشر كارثي ومناطق كثيرة في دارفور تقف على حافة المجاعة
نقلا عن موقع الأمم المتحدة:
وصف طوبي هارورد، نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان (دارفور) الوضع في مدينة الفاشر بأنه كارثي، مشيرا إلى أن العديد من المناطق في دارفور تقف الآن على حافة المجاعة. وحذر من أن اندلاع أي قتال بين الأطراف المتحاربة من أجل السيطرة على الفاشر ستكون له تداعيات مدمرة على المدنيين المقيمين هناك.
وأعرب طوبي هارورد عن خشيته من أن يعيد التاريخ نفسه بعد مرور 21 عاما على الصراع "الذي أدى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي في دارفور وانهيار فسيفساء المجتمعات المحلية".
ودعا العالم إلى عدم السماح بتكرار التاريخ، مشددا على ضرورة أن يجمع الوسطاء الأطراف المتحاربة ومؤيديهم على طاولة المفاوضات وأن يضعوا حدا للحرب. وأكد على ضرورة أن تتوقف معاناة المدنيين الأبرياء بعد أكثر من عام من الحرب.
من منطقة فرشنا في شرقي تشاد، بعد اختتامه زيارة لدارفور، تحدث طوبي هارورد لأخبار الأمم المتحدة مستهلا حديثه بوصف الوضع في مدينة الفاشر:
طوبي هارورد: الوضع الإنساني في الفاشر والمحليات المحيطة بعاصمة شمال دارفور كارثي. وشهدت الأسابيع الماضية تدهورا كبيرا في الوضع الأمني حول الفاشر، بما في ذلك تزايد عمليات القتل التعسفي والسرقة ونهب الماشية، والحرق الممنهج لقرى بأكملها في المناطق الريفية، وتصاعد القصف الجوي على أجزاء من المدينة، وتشديد الحصار حول الفاشر. وقد أدى ذلك إلى وقف قوافل المساعدات الإنسانية وخنق التجارة الحيوية. ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل متزايد مثل الغذاء والمياه والوقود، مما يعرض أعدادا كبيرة من الناس لخطر الجوع والمرض.
يحدث هذا على خلفية التقارير الأخيرة الصادرة عن المنظمات غير الحكومية مثل أطباء بلا حدود، ومنظمة التضامن الدولية، ومنظمة الإغاثة الدولية التي تحدثت عن تصاعد الجوع في أجزاء من الولاية، بما في ذلك معسكر زمزم في الفاشر. ومن الصحيح أن نقول إن بعض المناطق المحيطة بالفاشر وأماكن أخرى في دارفور تقف الآن على حافة المجاعة.
تدرك الأمم المتحدة وشركاؤها أنه يجب علينا بذل كل ما في وسعنا لتوسيع نطاق أنشطتنا في الولاية. نحن ملتزمون بإعادة تأسيس تدخل إنساني قوي في الفاشر للاستجابة للوضع وفقا للموارد المتاحة، وتسهيل إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية حسب احتياجات السكان في جميع أنحاء الولاية، أينما يعيشون وبغض النظر عمن يسيطر على المنطقة. ومع ذلك، نحن بحاجة إلى بيئة هادئة ومواتية إذا أردنا الاستجابة بفعالية على الأرض، وهذا غير موجود في الوقت الحالي.
أخبار الأمم المتحدة: ما أهمية مدينة الفاشر بالنسبة للطرفين في سياق الصراع الحالي؟
طوبي هارورد: الفاشر أو كما تعرف بـ فاشر السلطان هي عاصمة ولاية دارفور الكبرى. وهي المدينة الوحيدة في دارفور التي تقع تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية وحلفائها ويبلغ عدد سكانها حوالي 1.5 مليون نسمة. ويشمل ذلك حوالي 800,000 نازح فروا إلى المدينة من جميع أنحاء ولايات دارفور الخمس خلال حرب دارفور السابقة في الفترة 2003-2005 وخلال الحرب الأخيرة منذ أبريل 2023.
إذا اندلع قتال بين الأطراف المتحاربة من أجل السيطرة على المدينة، فستكون لذلك تداعيات مدمرة على المدنيين المقيمين هناك. وستفقد أعداد كبيرة من المدنيين حياتهم. بسبب تاريخ الفاشر وخلفيته وطبيعته، يأتي المدنيون الذين يعيشون في المدينة من جميع مجتمعات دارفور - الفور، الزغاوة، الدادينقا، البرتي، البرقد، التنجر، الميدوب، التكارير، الزيادية، المغاربة، هوارة، جوامعة، أولاد ريف، والرزيقات وغيرها. وجميع هذه المجتمعات أعضاء محترمون في النسيج الاجتماعي لفاشر السلطان.
سيكون هناك ضحايا من كل المجتمعات المحلية في دارفور - المجتمعات العربية والمجتمعات الأفريقية - إذا تقاتلت الأطراف المتحاربة من أجل السيطرة على الفاشر. إن إراقة دماء أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء في الفاشر من شأنه أن يؤدي إلى هجمات انتقامية في ولايات دارفور الخمس وخارج حدود دارفور. وأخشى أن يشهد العالم التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى بعد مرور 21 عاما على الصراع الذي أدى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي في دارفور وانهيار فسيفساء المجتمعات المحلية، هناك خطر من تكرار ذلك مرة أخرى. ويجب على العالم ألا يسمح بتكرار التاريخ.
أخبار الأمم المتحدة: هل للأمم المتحدة وجود حاليا في دارفور؟
طوبي هارورد: تم إجلاء الموظفين الدوليين التابعين للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية من دارفور بعد اندلاع الحرب في نيسان/ أبريل من العام الماضي. واصل العديد من الموظفين السودانيين المحليين الشجعان تنفيذ البرامج في ظل ظروف صعبة للغاية. وقد أعادت العديد من المنظمات غير الحكومية الدولية إنشاء مكاتب لها داخل دارفور ووسعت برامجها. تقوم الأمم المتحدة بتقديم المساعدة الإنسانية إلى الأشخاص الأشد ضعفا الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية منذ آب/أغسطس من العام الماضي؛ ومع ذلك، فقد تم تقييد أنشطتنا بسبب الاشتباكات العسكرية في الأجزاء الوسطى من البلاد والقيود المفروضة على التحركات عبر الحدود من تشاد.
قمت مؤخرا بزيارة الفاشر لمناقشة الوضع الإنساني مع جميع الأطراف، ولإقامة تواجد معزز للأمم المتحدة في المدينة، وإزالة العوائق والانسدادات على طول طرق / ممرات مهمة للمساعدات من بورتسودان في الشرق ومن الطينة على الحدود مع تشاد.
ورحبت جميع الأطراف بالزيارة، وتمكنت من حل العوائق على طول طرق المساعدات وتمكنت الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية من إيصال إمداداتها. وقد شجعني كثيرا استعداد الأطراف لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بدعم من الأمم المتحدة باعتبارها جهة ميسّرة محايدة.
وللأسف، تصاعدت التوترات الأوسع بين الأطراف خلال فترة عيد الفطر، مما أجبر الأمم المتحدة وبعض الشركاء الآخرين في المجال الإنساني على مغادرة المدينة.
ومع ذلك، فأنا متفائل بأنه عندما يستقر الوضع الأمني، ستتمكن الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني من استئناف عملنا في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن. يجب على جميع الأطراف الالتزام بإعلان جدة والقانون الإنساني الدولي والسماح للجهات الفاعلة الإنسانية بالوصول إلى جميع المناطق التي يوجد بها الأشخاص الأشد ضعفا الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.
أخبار الأمم المتحدة: تتحدث تقارير عديدة عن أن الناس يموتون جوعا في دارفور. هل لدى الأمم المتحدة أي خطط طارئة لمواجهة ذلك؟
طوبي هارورد: تلتزم الأمم المتحدة بتوفير الغذاء والتغذية والدواء والمساعدات الإنسانية الأخرى للأشخاص الأشد ضعفا في ولايات دارفور الخمس. ومع ذلك، فإننا نواجه تحديين: لا يمكننا توفير حجم ونطاق المساعدات الإنسانية المطلوبة ما لم يكن لدينا المزيد من الموارد المالية لشراء وتخزين المساعدات على الأرض قبل موسم الأمطار، ولا يمكننا الوصول إلى الأشخاص الأشد ضعفا الذين يحتاجون إلى المساعدات ما لم تكن لدينا إمكانية الوصول التي توفرها الأطراف المتحاربة.
ونأمل أن يتم حل التحدي الأول الذي يواجهنا من خلال الوفاء بالتعهدات التي صدرت عن مؤتمر باريس للمانحين الأخير. أما بالنسبة لإمكانية الوصول، فإننا ندعو الأطراف والدول التي لها نفوذ عليها إلى منحنا إمكانية وصول المساعدات الإنسانية التي نحتاجها للاستجابة بفعالية والتخفيف من آثار المجاعة المتوقعة.
أخبار الأمم المتحدة: ظلت الأمم المتحدة تنادي وتدعو باستمرار إلى التهدئة وحماية المدنيين لكن يبدو أن أطراف النزاع غير مستعدة لذلك. ما قراءتك لهذا الوضع؟
طوبي هارورد: تدعو الأمم المتحدة إلى وقف التصعيد وحماية المدنيين منذ اندلاع الأزمة في البلاد قبل أكثر من عام. ومع ذلك، فإن هذه الدعوات لا تجد آذانا صاغية. الأطراف المتحاربة منشغلة بتحقيق مكاسب عسكرية على الأرض بدلا من إيجاد طرق لوقف القتال. ولسوء الحظ، فإن الجنود والمقاتلين وأفراد الميليشيات الذين يقاتلون على الأرض لا يفكرون في القانون الدولي الإنساني ومفاهيم مثل حماية المدنيين.
السبب الثاني وراء عدم استماع الأطراف لنداءات وقف التصعيد هو أن الصراع أصبح دوليا بشكل متزايد مع مشاركة دول أخرى ودعم جانب أو آخر. وهذا يؤدي إلى أن يصبح الصراع أكثر تعقيدا. يصبح من الصعب التوسط أو حل حرب تنخرط فيها العديد من الجهات الفاعلة الدولية. ومن الضروري أن يجمع الوسطاء الأطراف المتحاربة ومؤيديهم على طاولة المفاوضات وأن يضعوا حدا للحرب. وبعد أكثر من عام من الحرب التي لا معنى لها، يجب أن تتوقف معاناة المدنيين الأبرياء.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المساعدات الإنسانیة أخبار الأمم المتحدة على حافة المجاعة فی الفاشر على الأرض العدید من الوضع فی ومع ذلک
إقرأ أيضاً:
«الأغذية العالمي» يحذر من عرقلة الجهود الإنسانية في السودان
برنامج الأغذية العالمي، كشف أن أزمة السيولة في السودان أثرت على توزيعات البرنامج النقدية والعينية لأكثر من أربعة ملايين شخص.
التغيير: وكالات
حذر برنامج الأغذية العالمي من أن تصاعد القتال والعرقلة التعسفية للقوافل الإنسانية يعيقان حركة المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، فيما تحاول الوكالة الأممية توسيع مساعداتها لملايين الأشخاص في جميع أنحاء السودان.
وقال البرنامج في بيان الخميس- بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة، إنه يهدف إلى مضاعفة عدد الأشخاص الذين يدعمهم في البلاد بمقدار 3 مرات ليصل إلى سبعة ملايين شخص، مضيفا أن أولويته القصوى هي تقديم المساعدة المنقذة للحياة للمواقع “التي تواجه المجاعة أو تتأرجح على شفاها”.
ومنذ إطلاق موجة واسعة النطاق من المساعدات الغذائية في أواخر عام 2024، تمكن البرنامج من الوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها، بما في ذلك مخيم زمزم في شمال دارفور وجنوب الخرطوم وجبيش في غرب كردفان.
كما وصل البرنامج هذا الشهر إلى ود مدني في ولاية الجزيرة بعد أن أصبحت المدينة آمنة بما يكفي لدخول الشاحنات. وقد تلقى أكثر من 2.5 مليون شخص شهريا مساعدات غذائية وتغذوية في الربع الأخير من عام 2024، بما في ذلك العديد منهم لأول مرة منذ بدء الصراع.
وفي هذا السياق، قال مدير مكتب السودان بالإنابة أليكس ماريانيلي: “حققنا اختراقات كبيرة في توصيل المساعدات إلى المناطق التي صعب الوصول إليها في الأشهر الثلاثة الماضية، لكن لا يمكن أن تكون هذه أحداثا لمرة واحدة. نحن بحاجة ماسة إلى الحصول على تدفق مستمر من المساعدات للأسر في أكثر المناطق تضررا، والتي كانت أيضا الأكثر صعوبة في الوصول إليها”.
وأشار البرنامج إلى أن قافلة مكونة من 40 شاحنة تقريباً متجهة إلى مناطق تعاني بالفعل أو معرضة لخطر المجاعة في دارفور استغرقت وقتا أطول بثلاث مرات للوصول إلى وجهتها بسبب تدخلات قوات الدعم السريع- التي احتجزت القافلة لأسابيع مرتين ووضعت متطلبات الحصول على الموافقات والتفتيشات الجديدة ومطالب إضافية.
كما أن أزمة السيولة في السودان أثرت على توزيعات البرنامج النقدية والعينية لأكثر من أربعة ملايين شخص، حيث تأخرت لأكثر من شهر بسبب نقص الأوراق النقدية الكافية لدفع أجور الحمالين لتحميل الشاحنات. وقد أدت الجهود الأخيرة التي بذلها البنك المركزي السوداني ووزارة المالية لتخفيف الأزمة وزيادة توافر النقد إلى استئناف عمليات البرنامج تدريجيا.
ودعا برنامج الأغذية العالمي جميع الأطراف على الأرض في السودان إلى إزالة جميع الحواجز والعقبات غير الضرورية التي تمنع الاستجابة الإنسانية الكاملة لأزمة الجوع المتزايدة في السودان. وشدد على ضرورة احترام حياد واستقلال العاملين في مجال الإغاثة والعمل الإنساني، وضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها والتي ضربتها المجاعة.
جدير بالذكر أن السودان يواجه وضعا إنسانيا كارثيا حيث يواجه حوالي 24.6 مليون شخص- ما يقرب من نصف سكان البلاد- انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وهناك 27 منطقة في مختلف أنحاء السودان تعاني من المجاعة أو معرضة لخطر المجاعة، في حين يعاني أكثر من ثلث الأطفال في المناطق الأكثر تضررا من سوء التغذية الحاد، وهو ما يفوق بكثير عتبة إعلان المجاعة.
الوسومالدعم السريع السودان انعدام الأمن الغذائي برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة دارفور مدني ولاية الجزيرة