“نهب الموارد والجبايات”.. تقرير يكشف بالأرقام والتفاصيل من أين تأتي ثروة المجلس الانتقالي؟
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
الجديد برس:
لطالما أرجعت الحكومة الموالية للتحالف التدهور الاقتصادي المتواصل في مناطق سيطرتها إلى ما تسميه “شح الإيرادات”، وخاصة بعد توقف صادرات النفط منذ نوفمبر ٢٠٢٢، غير أن هذه الرواية تكذبها الحقائق التي تكشف عن جانب من النهب والعبث الذي تتعرض له الموارد من قبل الفصائل المسلحة المسيطرة على الأرض، ناهيك عن الجبايات غير القانونية، والتي أرهقت المواطن والمستثمر على السواء، وأسهمت بشكل كبير في تفاقم الأزمة الاقتصادية، وحرمت الخزينة العامة من مئات المليارات تذهب إلى حسابات خاصة لهذه الفصائل، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الموالي للإمارات، الذي يسيطر على محافظة عدن، التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة لها، وهي تضم أهم المنشآت الاقتصادية كالميناء والمطار، ومراكز الشركات التجارية، بالإضافة إلى محافظات لحج وأبين وأجزاء واسعة من محافظتي حضرموت وشبوة النفطيتين.
وخلال السنوات الماضية تضاعف حجم الجبايات التي يفرضها المجلس الانتقالي على المؤسسات الإيرادية والمنشآت التجارية العامة والخاصة، وكذا القطاعات التجارية والخدمية الأخرى، بالإضافة إلى الاستقطاعات من الإيرادات الحكومية كالجمارك والضرائب وغيرها. ومن خلال هذا التقرير سنحاول تقديم مقاربة تلقي الضوء على ما تتعرض له الموارد العامة من نهب ممنهج من قبل المجلس الانتقالي، وكذا الجبايات غير القانونية التي يستحوذ عليها المجلس، الأمر الذي يسهم في مواصلة التردي الاقتصادي، دون أدنى اعتبار لانعكاسات ذلك على الأوضاع المعيشية لملايين المواطنين.
ومنذ سيطرته على عدن والمحافظات المجاورة لها في العام ٢٠١٩، أنشأ المجلس الانتقالي لجنة اقتصادية خاصة به، وهي التي تقوم بفرض الجبايات والاستقطاعات من الموارد العامة، وعلى رأسها إيرادات الموانئ والضرائب والجمارك والقطاع النفطي وقطاع النقل، والقطاعات التجارية والخدمية العامة والخاصة.
وتشير معلومات حصل عليها موقع “البوابة الإخبارية اليمنية” من مصادر خاصة، فإن حجم الأموال التي يجنيها المجلس الانتقالي، من خلال الاستقطاعات من الموارد العامة، والجبايات التي يفرضها على القطاعات الخدمية والتجارية العامة والخاصة، يقدر بأكثر من 250 مليار ريال سنوياً، من مختلف القطاعات الاقتصادية والإنتاجية والخدمية في مناطق سيطرته.
الجبايات في الطرقاتوتصدرت الجبايات التي تفرضها النقاط الأمنية والعسكرية التابعة للانتقالي، والتي تنتشر على امتداد الطرقات الرئيسية في محافظات عدن ولحج وأبين، قائمة الأموال التي يجنيها المجلس بطريقة غير قانونية، ويستحوذ عليها لحسابه الخاص، حيث تقدر هذه الجبايات غير القانونية بمبلغ (93,150,000,000).
وتنتشر عشرات النقاط التابعة للمجلس الانتقالي في المحافظات الثلاث، وتفرض مبالغ كبيرة على شاحنات النقل الثقيل التي تنقل البضائع القادمة من ميناء عدن إلى بقية المحافظات، وكذا بقية الناقلات وحافلات النقل والأجرة بين المحافظات، وإلى دول الجوار، حيث يصل ما يتم دفعه لهذه النقاط من قبل شاحنات النقل الثقيل إلى أكثر من 150 ألف ريال عن الناقلة الواحدة، ناهيك المبالغ التي يتم جباياتها من وسائل النقل الأخرى وحافلات نقل الركاب، والمركبات الخاصة.
وتؤكد المعلومات أن الانتقالي يجني مئات الملايين شهرياً من خلال الجبايات التي يفرضها على كل ناقلات النفط والغاز التي تخرج من عدن إلى بقية المحافظات، وعلى سبيل المثال، فإن نقطة العلم، المدخل الشرقي لعدن، التي تمر عبرها ما بين 40)ـــ (50شاحنة يومياً، تقوم بفرض جبايات مالية قدرها (50) ألف ريال على كل شاحنة محملة بالبضائع بإجمالي مبلغ ( 67.5 ) مليون ريال شهرياً فيما قرر المجلس إلزام سائقي الشاحنات الداخلة إلى المدينة بدفع ( 15) ألف ريال.
وفي محافظتي لحج وأبين، تفيد المعلومات بأن إجمالي الجبايات التي يفرضها الانتقالي عبر نقاطة المنتشرة على امتداد الطرقات الرئيسية في المحافظة، يقدر بـ (7 مليارات و 95 مليون ريال) شهرياً، حيث يصل المبلغ الذي تتم جبايته على الشاحنة الواحدة إلى ( 430) ألف ريال موزعة على ثمان نقاط وهي ( العند ــ الزيتونة ــ الوطنية ــ ميزان ــ المملاح ــ العسكرية ــ نقيل الخلاء ــ العر ــ السر ) ويمر عبرها (550 ) شاحنة نقل ثقيل يومياً قادمة من ميناء عدن وتبدأ من مبلغ (50) ألف ريال على كل شاحنة وصولاً إلى (150) ألف ريال.
وطالما أثيرت قضية الجبايات غير القانونية التي يفرضها المجلس الانتقالي على وسائل النقل المختلفة في مناطق سيطرة، ونظم السائقون إضرابات واعتصامات عدة، وتقدموا بشكاوى إلى الجهات المعنية في الحكومة، إلا أنهم لم يلقوا أي استجابة، حيث تستمر نقاط الانتقالي في فرض تلك الجبايات، ومنع المرور إلا بتسليمها.
من الميناء تبدأ الحكايةورغم الجبايات التي يفرضها الانتقالي عبر نقاطه المنتشرة على الطرقات في مناطق سيطرته، إلا أن هذه ليست البداية، فحكاية الجبايات على البضائع والسلع الواردة إلى البلاد تبدأ من ميناء عدن (ميناء كالتكس وميناء المعلا)، حيث تفرض سلطات الانتقالي مبلغ 50 ألف ريال على كل حاوية بضائع، وأكثر من 100 ألف ريال على كل شاحنة تخرج من الميناء، حيث يبلغ إجمالي تلك الجبايات قرابة 20 مليار ريال سنوياً.
وتؤكد المعلومات أنه على مدى سنوات، بلغ المتوسط اليومي لعدد الحاويات الخارجة من ميناء كالتكس من (600) إلى (700) حاوية، حيث تقوم سلطات الانتقالي بإجبار التجار على دفع مبلغ 50 ألف ريال يمني عن كل حاوية، في حين أن المتوسط اليومي لعدد القاطرات الخارجة من ميناء المعلا يتراوح بين (400) إلى (500) قاطرة، تدفع كل قاطرة منها مبلغ 50 ألف ريال يمني.
وبحسب المعلومات، فإن متوسط ما يتحصل عليه الانتقالي من هذه الجبايات غير القانونية شهرياً، هو مبلغ (975) مليون ريال من الحاويات في ميناء كالتكس، و(675) مليون ريال من ميناء المعلا ويصل المبلغ الاجمالي إلى( 1.650.111.000) شهرياً.
وذكرت المعلومات أن إجمالي ما حصل عليه الانتقالي من هذه الجبايات غير القانونية في الشهور الثلاثة (يوليو ــ أغسطس ــ سبتمبر) 2021م، بلغ نحو 5 مليارات ريال.
وكانت اللجنة الاقتصادية التابعة للمجلس الانتقالي أصدرت تعميماً في 30 يناير 2022م، برفع مبلغ الجبايات على المواد الخام إلى (102) ألف ريال للشاحنة الواحدة، يتم تحصيلها في بوابه الميناء.
المشتقات النفطيةوبرغم الأزمة الاقتصادية، والأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنون، جراء فشل الحكومة في إدارة الملف الاقتصادي، وتغول الفساد، ونهب الموارد، إلا أن استقطاعات المجلس الانتقالي لم تستثن حتى المشتقات النفطية، التي تعد من المواد والسلع الأساسية، التي يفترض في مثل هذه الظروف إلغاء ومنع أي استقطاعات عليها، وإعفائها من الضرائب والجمارك تخفيفا للعبء المعيشي الذي يعانيه المواطنون.
وتفيد المعلومات التي حصل عليها موقع “البوابة الإخبارية اليمنية”، بأن إجمالي الاستقطاعات التي يفرضها الانتقالي على المشتقات النفطية المستوردة عبر ميناء عدن يصل إلى (86.7) مليار ريال سنوياً، موضحة أن الانتقالي يقوم باستقطاع (14) ريال عن كل لتر من المشتقات النفطية عند وصولها الميناء و(9) ريالات عند تخزينها في منشآت مصافي عدن.
وإيضاحاً للصورة، ذكرت المعلومات أن إجمالي ما تم استقطاعه من قبل الانتقالي وفقا للآلية السابقة في الميناء والمصافي خلال ثلاثة أشهر هي (يوليو وأغسطس وسبتمبر) من العام 2021م بلغ (21.7) مليار ريال يمني.
ضريبة القاتتحتل ضريبة القات المرتبة الثالثة من حيث حجم الجبايات التي يقوم المجلس الانتقالي بتحصيلها والاستحواذ عليها بصورة غير قانونية، حيث تقدر المعلومات إجمالي ما يجنيه المجلس الانتقالي من ضرائب القات بمبلغ (54) مليار ريال سنوياً.
وتضيف المعلومات أن ما يتحصل عليه الانتقالي من ضرائب القات يومياً، يتراوح ما بين ( 100 إلى 200) مليون ريال، مشيرة إلى أن تلك الضرائب لا يتم تحصيلها بسندات رسمية، ما يجعلها عرضة للنهب المباشر، على خلاف الجبايات في القطاعات الأخرى، والتي تتم بسندات خاصة بالانتقالي، صادرة عن لجنته الاقتصادية.
شركات ومصانع الإسمنتوضمن بند ابتكره المجلس الانتقالي لابتزاز المنشآت الاقتصادية الخاصة، رسوماً غير قانونية، بمسمى “الدعم العسكري والأمني” يجني المجلس مليارات الريالات من الشركات والمؤسسات الخاصة، في مناطق سيطرته، وعلى رأسها شركات الإسمنت ( الوحدة ــ الوطنية ــ أستار ) التي تتخذ من محافظات عدن ولحج وأبين مقراً لها، حيث تشير المعلومات إلى أن إجمالي ما يتحصله الانتقالي من هذه الشركات الثلاث يصل إلى قرابة ٣ مليارات ريال سنوياً.
ويفرض المجلس الانتقالي استقطاعات لصالحه تحت هذا البند بمقدار 100 ريال على كل كيس إسمنت عبوة 50 كيلوغراما، وفق ما تبينه وثائق وخطابات رسمية من المجلس الانتقالي إلى هذه الشركات بالاستقطاع المذكور، ويتم توريد المبالغ المتأتية من هذا الاستقطاع إلى حسابات خاصة في شركة القطيبي.
ووفقاً لبيانات المجلس الانتقالي استقطع خلال الفترة الزمنية من شهر يونيو وحتى شهر سبتمبر من عام 2021م مبلغ( 619.416.400) ريال يمني من شركة أسمنت الوحدة في محافظة أبين ومصنع الوطنية في محافظة لحج.
وبصورة شهرية، يقوم المجلس الانتقالي باستقطاع مبلغ (60) مليون ريال يمني من مصنع سيسكو عدن، ومبلغ (24) مليون ريال من مصنع المكلا ريسوت عدن، حيث بلغ استقطاع المجلس الانتقالي في شهر يوليو وأغسطس وسبتمبر من العام 2021م حوالي (252) مليون ريال يمني.
*نقلاً عن موقع “البوابة الإخبارية اليمنية”
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الجبایات غیر القانونیة المجلس الانتقالی المشتقات النفطیة ملیار ریال سنویا فی مناطق سیطرته الانتقالی من المعلومات أن ملیون ریال میناء عدن إجمالی ما ریال یمنی من میناء من قبل
إقرأ أيضاً:
إطلاق تقرير “تمكين أصوات الشباب في سياسة المناخ العربية”
أطلق مجلس الشباب العربي للتغيير المناخي، التابع لمركز الشباب العربي، وبالشراكة مع فريق رائدة الشباب للمناخ لمؤتمر COP28 ، تقرير “تمكين أصوات الشباب في سياسة المناخ العربية”.
ويسلط التقرير الضوء على المساهمة الفاعلة للشباب العربي في العمل المناخي مع تحديد الفجوات الملحة في تفاعلهم مع سياسات المناخ، ويسهم في تعزيز المشاركة الفعالة للشباب العربي، وإنشاء منصة جامعة للعمل المشترك بين الشباب المتخصصين في ملف التغير المناخي وبالتنسيق المباشر مع صناع القرار في جميع أنحاء المنطقة العربية.
كما أطلق المجلس أول وحدة تعليمية في سلسلة من المبادرات المناخية بعنوان “نموذج بناء القدرات: فهم واستخدام تقرير السياسة”، بهدف تعزيز مهارات الشباب في التفاعل مع السياسات المناخية.
وتقدم الوحدة الأولى مقترحات لزيادة مشاركة الشباب في السياسات المناخية في الدول العربية، وتعزيز دورهم في العمل المناخي، مع التركيز بشكل خاص على السياق الخاص بـ “مؤتمرات الشباب للمناخ”.
وقال معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، نائب رئيس مركز الشباب العربي، إن إطلاق هذا التقرير يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز تفاعل الشباب العربي مع سياسات المناخ، ويُسهم في بناء قيادات شبابية عربية قادرة على قيادة العمل المناخي في المستقبل وتنفيذ مبادرات مناخية أكثر تأثيراَ في المجتمعات.
وأضاف إنه من خلال برامج مجلس الشباب العربي للتغير المناخي، يتم العمل على تزويد الشباب بالمهارات الأساسية لمواجهة التحديات المناخية الإقليمية وضمان مشاركتهم الفاعلة وتأثيرهم في النقاشات العالمية حول السياسات والقضايا المناخية المختلفة.
من جانبها أكدت معالي شما بنت سهيل المزروعي وزيرة تمكين المجتمع، رائدة الشباب للمناخ لمؤتمر الأطراف COP28، أن الشباب العربي يشكلون جوهر مستقبل المنطقة، ويتميزون بطاقتهم وابتكارهم في مواجهة التحديات المناخية التي يواجهها العالم اليوم.
وأشارت إلى أنه مع استضافة منطقتنا لمؤتمرين متتاليين للأطراف COP28 وCOP29، كان لا بد من توجيه طاقاتهم وقدراتهم بما يحقق نتائج ملموسة في ملف المناخ، ويعد هذا التقرير خطوة محورية في معالجة التحديات التي تواجه الشباب، كما يقدم إطارا واضحاً لإطلاق قدرات الشباب الكبيرة، وذلك بالتعاون مع الجهات الإقليمية الرائدة، ونحن على ثقة بأن أصوات الشباب ستسهم في إحداث تغيير حقيقي ومؤثر في مجتمعاتهم.
من جهته أكد معالي الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصري، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، أن الإطار الشامل الذي قدمه التقرير يعكس منظومة إستراتيجية متكاملة بين مختلف القطاعات، ويجسد التزاماً حقيقياً بمشاركة الشباب في تطوير حلول مناخية تعكس التحديات والفرص الخاصة في منطقتنا العربية.
وأشار إلى أهمية تعزيز الجهود بين الأجيال لتحقيق الأهداف المناخية المشتركة، لافتا إلى أن إنشاء مجالس شبابية دائمة ضمن الهيئات المناخية يمثل قيمة كبيرة لتحقيق هذا الهدف، حيث يضمن التفاعل المستمر ويسهم في تطوير برامج التوجيه بين الأجيال لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة بين صانعي القرار والشباب الناشطين في مجال المناخ.
من ناحيتها قالت معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد – رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية، إن الإطار الإستراتيجي الذي يعتمده التقرير يمكن أن يفتح إمكانيات كبيرة في تعزيز تفاعل الشباب العربي مع السياسات المناخية، من خلال تحديد المجالات الرئيسية للتنمية، واتخاذ خطوات عملية نحو حلول قابلة للتنفيذ، يمكنها أن تحقق قفزة نوعية في مشاركة الشباب في السياسات المناخية في المنطقة بأكملها.
ويواصل مركز الشباب العربي عمله المستمر بتمكين الأجيال القادمة وتفعيل مشاركة الشباب العربي في القضايا البيئية، ولا سيما من خلال مبادرة مجلس الشباب العربي للتغير المناخي (AYCCC)، بالتعاون مع صناع القرار وشركائه الإستراتيجيين في المنطقة، بما يؤسس لمنظومة تكون فيها أصوات الشباب جزءًا أساسيًا في صياغة وتنفيذ التوجهات الإقليمية والعالمية نحو العمل المناخي المستدام.وام