الاتحاد الأوربي يتحرك لمواجهة "التوغل الروسي" في مواقع التواصل الاجتماعي
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
يتوجس الاتحاد الأوربي من سعي روسيا لملء البرلمان الأوربي بأعضاء موالين لها عن طريق استخدام موقع « فايسبوك » في ترويج أخبار تؤثر على سير الانتخابات سيما أن « فايسبوك » يضم أكثر من 250 مليون مستخدم نشط شهريًا.
ونبه وزير أوربا الفرنسي، جان نويل بارو، إلى تعرض البلاد للقصف من قبل الدعاية الروسية من خلال « مناورات متعمدة لتعطيل النقاش العام والتدخل في حملة الانتخابات الأوربية ».
وحسب صحيفة الغارديان البريطانية، فقد منح الاتحاد الأوربي مالك « فايسبوك » خمسة أيام فقط لتقديم شروحات حول كيفية حذف الأخبار الكاذبة والمواقع المزيفة، وإيقاف الإعلانات الممولة من الكرملين.
وقال تييري بريتون، مفوض السوق الداخلية الأوربي، « إن نزاهة الانتخابات تمثل أولوية تنفيذية »، مشيرا إلى أن المفوضية الأوربية ستسرع في الرد إذا لم يقم « فايسبوك » بتصحيح المشكلات خلال الأسبوع.
وبدأت المفوضية الأوربية إجراءات رسمية ضد شركة « ميتا » مع اقتراب موعد الانتخابات التي ستجرى في جميع أنحاء أوربا في الفترة من 6 إلى 9 يونيو المقبل.
ويتحفظ المسؤولون الأوربيون في إعطاء أمثلة محددة، « لكن بعضها صارخ، بما في ذلك الإعلانات المدفوعة من قبل عملاء أجانب ».
ويقول مسؤولون بالتكتل الأوربي إنه « من الخطأ بالأساس أن يجني « فايسبوك » الأموال من هذا الأمر، وأن أدوات الإبلاغ عن المحتوى غير القانوني أو المشبوه ليست مرئية بدرجة كافية ».
ويقول المسؤولون إن الأمر لا يعني أن « فايسبوك » « لا يفعل أي شيء »، بل إن الإجراءات المطبقة ضعيفة ومبهمة وغير فعالة بما فيه الكفاية.
وبموجب القوانين الجديدة الشاملة بموجب قانون الخدمات الاجتماعية، والتي دخلت حيز التنفيذ في غشت، يمكن للاتحاد الأوربي فرض غرامات على شركات التواصل الاجتماعي تصل إلى 6 في المائة من إيراداتها أو حظرها من الاتحاد تمامًا.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الأوربية تتنافس الأحزاب الكبرى في بلدان الاتحاد عبر الحملات الانتخابية على استقطاب أكبر عدد ممكن من الناخبين للحفاظ على عدد مقاعدها في البرلمان أو للحصول على مكاسب جديدة.
وتواجه هذه الأحزاب تحديات كبيرة حيث تشير استطلاعات الرأي إلى صعود مدوٍّ للأحزاب اليمينية المتطرفة. كلمات دلالية الاتحاد الأوروبي البرلمان اليمين روسيا
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي البرلمان اليمين روسيا
إقرأ أيضاً:
وسائل “التباعد” الاجتماعي
كم مرة جلست مع أصدقائك أو أبنائك وبدأت تتحدث عن فيديو رايته على أحد التطبيقات، وقبل أن تكمل أول جملة قاطعك أحدهم وأكمل لك بقية الفيديو.
إن هذه التطبيقات تحاصرنا بمحتوى قليل منا من ينجو من أن تفرض عليه مواضيع بعينها. ويحس الإنسان أننا ندور في دائرة مغلقة فيها نفس المحتوى.
قليل من يختار بدقة من بين المحتوى المعروض وحتى يبحث عن محتوى يستفيد منه في عمله وحياته بصفة عامة، بل وأصبحت هذه المنصات هي مصدر المعلومات الأول وتكاد تكون المصدر الأوحد للمعلومات للكثيرين.
وأصبح الكثير يتبادل مقاطع متنوعة ابتداء من مقاطع الطبخ إلى العناية بالإطفال وانتهاء بمقاطع تقدم نصائح للعمل والتجارة غير مقاطع الإعلانات الترويجية.
قد يقول البعض إن هذه سمة العصر، ففي السابق كان الناس يعتمدون على الكتب للحصول على المعلومات ثم أصبح التلفزيون والراديو. ونحن الآن في عصر الإنترنت.
نعم لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي المصدر الأول للمعلومات لقطاع كبير من الناس. وكثير من الشباب والأطفال من يقضي الساعات وهو يتنقل بين مقاطع الفيديو دون أحساس بالزمن. وأصبح مدمنًا على التنقل بين المنصات المختلفة، وبالتالي يصبح الوقت الذي يمضيه الإنسان أمام هذه الشاشات أهم من الأنشطه الأخرى مثل الرياضة أو القراءة أو حتى قضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء. بل ولا ينتهي يوم أحدهم إلا والجوال في يديه وقد ينام والمقاطع مستمرة على جواله ويظن الآخرون أنه لايزال مستيقظ.
قد يلجأ البعض إلى هذه المنصات ليخفف ضغوط العمل والحياة وتكون وسيلة للهروب من المشاكل. ولكن بعض الدراسات وجدت أن مخ الإنسان يوحي للشخص بأن هذه الفترات هي فترات تزداد فيها السعادة ولذلك تدفعه للبحث عن المزيد، وهنا يبدأ الإدمان، الذي يظهر بوضوح لو قطعت خدمة الإنترنت لسبب أو لآخر. عندها تجد ثورة عارمة لا تهدأ إلا إذا عادت خدمة الإنترنت.
ومن مشاكل منصات التواصل الاجتماعي أن الإنسان يجد نفسه منساقًا للتقليد واتباع أحدث ظواهر المؤثرين ويخاف أن يوصف بأنه متأخرًا عن باقي أقرانه، فمن قصات الشعر الغريبة إلى البنطلونات الممزقة أو التحديات التى تنتشر بين الناس كل فترة.
ومن الغرائب أن وسائل التواصل الاجتماعي التي بدأت كوسيلة للتواصل بين الأصدقاء والأهل أصبحت سبباً للتباعد بين الناس، فكم من عائلة تجتمع في مكان واحد ولكن كل فرد مشغول بشاشة الهاتف. وقد يسود الصمت لفترة طويلة لا يقطعها إلا تعليق أحدهم على المقطع الذي يتابعه.
مع الأسف، فإن هذه الوسائل تدفع الإنسان إلى العيش في عالم افتراضي بدلًا من أن يعيش الحياة الحقيقية. أما بالنسبة للأطفال فالوضع أخطر، فهي تحرمهم من الأنشطة الجماعية والبدنية وتدفعهم للعزلة كما أنها تؤثر على صحة الأطفال حسب آخر الأبحاث العالمية. ولذلك نجد أنهم في الغرب يمنعون أبنائهم من استخدام الأجهزة المحمولة أغلب الأوقات. هذا غير المحتوي الذي يحس معه الإنسان أنه مراقب من قبل هذه الشاشات، فهو ما أن يتحدث عن أي سلعة مثل سيارة أو هاتف إلا ويجد جميع المقاطع التى تروج للسيارات والهواتف تعرض عليه.
ولا أنسى أني كنت أتحدث يوماً مع أبنائي حول موضوع القروض السكنية، وما أن فتحت جوالي إلا وجدت إعلانات عن جهات توفر قروضًا لامتلاك السكن.