قرى البترون تواجه عشوائية النزوح: الأهالي يبادرون والأجهزة تتحرّك
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
على عكس مختلف الملفات اللبنانية المجمّدة، قفزت أزمة النازحين السوريين الى الأولويات في الأسابيع الأخيرة بحيث شهدت حراكاً داخلياً وخارجياً ترافق مع تعاميم وتوصيات الجهات المعنية للحد من الفوضى وتنظيم النزوح. هذه القضية أخذت ابعاداً ثقافية، اجتماعية وسياسيّة في مختلف المناطق، خاصّة في الشمال اللبناني، إذ برزت مبادرات أهلية تحثّ على التسريع في إيجاد حلول لتواجد النازحين بشكل عشوائي في القرى.
نقمة كبيرة وقلق متزايد
تفاعل كبير تشهده قرى قضاء البترون مع ملف النزوح، في ظلّ الاجتماعات الأمنية المستمرّة للتنسيق مع مخاتير وبلديات القضاء، اذ ازدادت النقمة على التواجد العشوائي للنازحين بين المنازل وبرزت المساعي الأهلية والفردية لتدارك خطر "الصدامات" خاصّة مع ارتفاع منسوب الشحن والتحريض ضد ما اعتبره البعض "احتلال مبطّن" و"تهديد للوجود". وبعد المستجدات المتعلّقة بالملف في بلدات بساتين العصي، كفرحلدا، بيت شلالا وكوبا، تلاقى عدد من أهالي كفيفان في عريضة رفعوها الى محافظ الشمال رمزي نهرا وقائمقام البترون روجيه طوبيا مطالبين بـ"التدخل السريع والحازم لإجلاء النازحين من قريتهم ووضع حدّ للتفلّت الحاصل وذلك بعد موجة السرقات الأخيرة".
ويروي أحد أهالي القرية لـ"لبنان 24"، أن عدد النازحين السوريين ارتفع في الفترة الأخيرة، معتبراً أن "الوضع مقلق، فالسرقات تتكاثر في المنطقة ونحن لا ندري خلفية من يسكن من النازحين في قريتنا، خاصة في الخيم الموجودة هنا والتي نخشى من أن يكون قاطنوها من مالكي الأسلحة واصحاب السوابق".
ويلفت الأخير في حديثه الى أن "النازحين باتوا أكثر تمكّناً من ذي قبل، فهم الآن يمتلكون سيارات للتنقل بعدما كان الأمر يقتصر على الدراجات النارية"، ويقول: "النازحون عمّال مياومون، فكيف تمكّنوا من استئجار منازل وتملّك سيارة في وقت يعاني منه اللبناني من شتّى انواع الأزمات و"بالكاد مقلّع"؟! ويضيف: "لا نطالب بإخلاء المنازل والخيم في القرية إلّا خوفاً من حدوث اشكالات بين أهالي القرية جرّاء تواجدهم، ففي حين يكتسب البعض القليل من الأهالي مردوداً مادياً من تأجير النازحين للمنازل والخيم، يرى البعض الآخر أن تواجدهم المتزايد وبصورة قد تكون غير شرعية يشكّل تحدياً كبيراً للسكان وينبئ بخطر، خاصّة أنهم عانوا كثيراً خلال فترة "الوصاية السورية" ولم تمحَ بعد ذكريات تلك المرحلة من أذهانهم".
إنقسام وحديث عن تدخّل سياسي
العريضة التي بادر عدد من الأهالي بإعدادها، جامعين تواقيع سكّان القرية من مختلف الانتماءات السياسية والدينية، لاقت استنكاراً لدى العديد ممن اعتبروا أنها "شعبوية وخلقت انقاسماً في القرية"، حتّى أن الأمر وصل للاستعانة بجهات سياسية من باب الكيديات، وفقاً لما قاله أحد اهالي كفيفان لـ"لبنان 24".
ويشير الرجل الخمسيني، الذي وقّع على العريضة، الى أنّ ما حصل كان "رد فعل متوقّع من الذين يستفيدون من تواجد النازحين وهم نفسهم من رفضوا التوقيع على العريضة"، مؤكداً أن "لا خلاف بين أهالي القرية بل الكلّ متوافق على ضرورة تنظيم تواجد النازحين والحديث عن حصول انقسام فهو لغاية بنفس يعقوب".
"لبنان 24" تواصل مع مختار قرية كفيفان، سامي رزق، لاستيضاح حقيقة ما يجري، خاصة بعد ما أشيع عن تدخّل سياسي حصل أثناء حضور الجهات الأمنية الأسبوع الماضي الى القرية. ويقول رزق انه "تمّ احصاء النازحين السوريين الموجودين في القرية وأنه أشرف على ذلك"، مؤكداً أن "الجولة على المنازل والخيم لم تستثن أحداً".
ويلفت المختار الى أن "عملية الاحصاء انطلقت في وقت سابق، اذ خصصت 4 أيام في صالون الكنيسة ليحضر النازحون المتواجدون لدينا لتسجيلهم، لكن البعض لم يتجاوب مع دعواتنا"، لافتاً الى أن "عددا كبيرا من المتواجدين بلا اقامة".
وعن "الكبسة الأمنية"، يقول رزق أنه "تبيّن خلال تفقدنا للمنازل والخيم ان حولى 50% من ساكنيها غير شرعيين ومنهم بلا إقامات أو لم يستكملوا أوراقهم القانونية".
أمّا عن العريضة وما أحدث من بلبلة عن أهدافها وغاية مقدّميها، فيؤكّد المختار رزق والذي وقّع عليها من دون ختمها، أن "من حقّ أهالي القرية رفع عريضة لكن المطالب يجب أن تكون ضمن ضوابط وليس بالأسلوب العشوائي الذي حصل فليس المطلوب طرد كل النازحين "نحن منّا هيك"، مشدداً على أن "من يملك أوراقاً قانونية يمكنه البقاء انما على "غير الشرعيين" تصحيح امورهم".
المختار لم يتطرق في كلامه الى ما أشيع عن تدخّل "التيار الوطني الحر"، غير أن "لبنان 24" وفي محاولة لكشف التفاصيل والقطب المخفية، تواصل مع المسؤول عن ملف البلديات في قضاء البترون، عضو المجلس السياسي في "التيار"، طوني نصر الذي نفى ما يشاع، مشيراً الى أنه "لدى مراجعته بالعريضة، طلب من الحاضرين تقديم ملاحظاتهم على المبادرة لمن أجراها وتحسينها بالتوافق".
ويقول نصر: "ليكون تحرّك اهالي كفيفان مفيداً وغير شعبوياً، المطلوب ان يمسك مختار القرية بالمبادرة وان يقف الى جانبه جميع الاهالي ووفقاً للقوانين المرعية الإجراء سنكون كلّنا الى جانبه"، مؤكداً أن "التيار سيقف الى جانب هذه المبادرات في مختلف قرى القضاء انما على الأهالي ان يكونوا على توافق في ما بينهم".
ويتابع: "نفضّل التعامل مع الجهات الرسمية وليس الافرقاء وسنساعد كل مختار او بلدية لتنفيذ التعاميم والتوصيات المتعلقة بالنزوح". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: أهالی القریة لبنان 24 الى أن
إقرأ أيضاً:
“نقاط صفر وصفراء”.. قائد الجيش اللبناني يقدم روايته عن تنفيذ “شيطيت 13” الإسرائيلية “إنزال البترون”
لبنان – لا تزال عملية إنزال البترون التي نفذها الجيش الإسرائيلي وخطف خلالها المواطن اللبناني عماد أمهز، في صدارة الاهتمام الأمني والسياسي والشعبي.
وفي هذا السياق، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بمقر الرئاسة الثانية في عين التينة قائد الجيش العماد جوزف عون حيث جرى عرض للمستجدات الأمنية والعسكرية والميدانية في ضوء مواصلة إسرائيل عدوانها على لبنان كما ناقش عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الملف ذاته، حيث أطلعهما على نتائج التحقيق الأولي الذي تقوم به قيادة الجيش في شأن عملية الخطف التي حصلت في البترون.
ووفقا لمصادر مطلعة، حمَل قائد الجيش معه إلى السراي الحكومي وعين التينة نتائج ما سجله الرادار فجر الجمعة وقد تبين أن القوة البحرية لم ترصد أي خرق بحري على طول الشاطىء.
كما لم تتبلغ السلطات اللبنانية من القوات الألمانية العاملة ضمن قوات “اليونيفيل” بوجود أي تحرك مريب قبل وأثناء عملية الإنزال والاختطاف.
وفيما تنتظر قيادة الجيش توضيحات من قيادة القوات الدولية حول أسباب عدم وجود تحذيرات مسبقة، لفت قائد الجيش إلى أن التحقيقات ستستمر حتى معرفة جميع الملابسات المرتبطة بالحادثة الخطرة، لكنه عبر عن شعوره بالاستياء من الحملة الممنهجة ضد الجيش وقيادته والتي تتهمه بالتقصير.
واعتبر جوزيف عون أن التشكيك في مناقبية المؤسسة العسكرية في هذه الظروف الخطرة يدعم أهداف إسرائيل التي تريد غرس الفتنة في لبنان.
رواية الجيش عن الإنزال
ووفقا للمعلومات، شرح قائد الجيش صعوبة كشف أفراد الكومندوس البحري، وأشار إلى وجود 10 رادارات بحرية في لبنان وأن هناك زوايا قريبة من الشاطئ، ونقاطا معينة يعجز الرادار عن التقاطها.
وأكد الجيش أن الزوارق الصغيرة التي لا تحوي جهاز تعقب ومعلومات والتي تبحر بسرعة معينة يعجز الرادار عن التقاطها أيضا.
كما أن الرادار يلتقط القوارب والمراكب والسفن ويشير إليها بنقاط صفر على الخريطة إلا أن سرعة الموج وارتفاعه يؤديان إلى اختفاء ثم ظهور النقاط الصفراء باستمرار، ما يؤدي إلى إعطاء الرادار إنذارات خاطئة وملتبسة.
التشويش على الرادار؟
وبحسب التقرير الاولي للجيش، فان قوة “شيطيت 13” وصلت عبر البحر، لكن عند الحدود استخدمت قوارب صغيرة مثل قوارب الصيادين التي لا تتمتع بجهاز يلتقطه الرادار، وتوجه عناصر الفرقة إلى الشاطئ قرب مرفأ الصيادين، وتحديدا من الزاوية التي لا يستطيع الرادار التقاطهم فيها، ونفذوا عملية الإنزال.
وأشارت صحيفة “الديار” إلى أنه تم التشويش على الرادار ما عطل عمله.
المصدر: “الديار اللبنانية” + وكالة الأنباء اللبنانية