روسيا تمد يدها.. ماذا تنتظر القيادة السودانية؟
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
1هل ستحدث زيارة مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف إلى بورتسودان فرقا.؟. اذا لم تعي القيادة السودانية المأزق الذي يوجهها الآن وسيواجهها فى مستقبل الأيام فإن تلك الزيارة ستكون هباء منثورا ولن تحصد منها الدبلوماسية السودانية أي نجاحات مستقبلية.
لا شك أن قيادة الدولة الآن تدرك التعقيدات الدولية وتقاطع المصالح وتضاربها فى السودان مما يجعل الصراع بين اللاعبين الإقليميين والدوليين صراعاً صفرياً، وللأسف السودان يقف في هذا الصراع منفرداً ليس له أي حليف، وطوق العزلة حولة يشتد يومياً وكل الدول حوله فتحت أسواق مواقفها السياسية والدبلوماسية للبيع والشراء، ماعدا إريتريا ومصر.
في ظل هذا الحصار المضروب حول السودان تمتد يد روسيا للسودان، وهي أصلاً مفرودة منذ الأيام الأخيرة للرئيس البشير، ولكن الدولة لا زالت تمانع في تطوير تلك العلاقة ومصافحة مصالحها. هل يمكن لروسيا أن تلعب دوراً كبيراً في دعم السودان (خالي) حلفاء.؟ إذا لم تتلكأ القيادة السودانية في تعزيز العلاقات السودانية يمكن لروسيا أن تفعل الكثير.
2
معلوم أن زيارة مبعوث الرئيس الروسي جاءت في أعقاب تطورات وتوترات شهدتها العلاقات بين روسيا والسودان مؤخراً. فلقد امتنعت روسيا في آخر جلسة لمجلس الأمن بتاريخ 8 مارس 2024 عن التصويت لقرار مجلس الأمن (2724) الذي يدعو إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية في السودان خلال شهر رمضان الماضي وسعي جميع أطراف الصراع إلى التوصل لحل مستدام عبر الحوار.
آنا ايفستيغنيفا، نائبة الممثل الدائم لروسيا لدى الأمم المتحدة فسرت الامتناع عن التصويت على مشروع القرار، وقالت إن بلادها دعت مراراً الأطراف السودانية إلى وقف الأعمال القتالية.
كانت هذه رسالة أولى دفعت بها روسيا إلى السودان للفت نظر السودان حول ما يمكن أن يتطور إليه موقفها وهذا الموقف لولا أن رسالة قوية وصلت من داخل موسكو من أصدقاء للسودان بضرورة تدارك الأمر لكان قد حدث إجماع في مجلس الأمن ضد السودان، (صوتت 14 دولة لصالح القرار 2724). وقتها سارع الرئيس البرهان باستدعاء السفير الروسي المقيم ببورسودان ليؤكد على العلاقات المتينة بين البلدين وأرسل رسالة تطمين للقيادة الروسية. ومن ثم قرر الرئيس البرهان إيفاد مبعوث لروسيا في ذات الاتجاه لرأب الصدع في العلاقات السودانية الروسية وكانت زيارة السيد مدير المخابرات العامة العامة السيد مفضل لروسيا في الأسبوعين الماضيين والتي أعقبها فورا وصول مبعوث الرئيس بوتين إلى بورتسودان وإجراء سلسلة من اللقاءات المهمة مع القيادة السودانية.
3
ماذا يُقلق روسيا ويجعل علاقتها تتوتر مع السودان حالياً؟. يقلقها عدم الوضوح وعدم النظر إلى تلك العلاقة ببعد استراتيجي. روسيا ترغب في حلف استراتيجي مع السودان ليس لأنها تبحث عن موطئ قدم في البحر الأحمر – وهو ذو أهمية قصوى لها – ولكن لأنها تنافس الآن فرنسا في غرب أفريقيا وتنزع مستعمراتها السابقة، وهي تنافس في شرق أفريقيا وتبحث عن قاعدة في جيبوتي أو أرض الصومال ونجحت مؤخراً في توثيق علاقاتها من اريتريا (وخاصة بعد إقامة مناوراتها العسكرية، أعلن السفير الروسي في إريتريا إيغور موزغو، أواخر مارس/آذار 2023، عقد مناورات بحرية تشارك فيها الفرقاطة الروسية “المارشال شابوشنيكوف” مع البحرية الإريترية، معيداً إلى الأضواء جهود بلاده المتواصلة خلال السنوات الماضية للحصول على موطئ قدم على شاطئ البحر الأحمر). والسبب معلوم، إذ يعد البحر الأحمر معبراً حيوياً لصادراتها من الطاقة، إذ شكل النفط الروسي 74% من حركة النفط الذي يمر عبر قناة السويس في النصف الأول من عام 2023 ارتفاعاً من 30% عام 2021. هذا التنافس الشرس هو الذي دفع أفريكوم (القيادة العسكرية للجيش الأمريكي في أفريقيا) لوضع اجهاض إقامة قاعدة عسكرية روسية ضمن أربع أولويات لها بحسب تصريح قائدها في العام 2021.
في ظل هذا التنافس والصراع تهتم روسيا بتطوير علاقاتها مع السودان ليس فقط من أجل انشاء قاعدة عسكرية ولكن لأسباب تتعلق بجملة مجريات الصراع الدولي فى القارة الأفريقية، وبمناسبة القاعدة فلقد تفهمت روسيا موقف السودان الذي أعلنه ابراهيم جابر حين قال إن الاتفاق الذي جرى حول القاعدة غير ملزم لأن البرلمان لم يجزه. لم تحتج روسيا أو تقطع علاقاتها بل ظلت لفترة طويلة تجهض مشاريع القرارات الأوروبية والأمريكية ضد السودان في مجلس الأمن.
شيء آخر يقلق روسيا ويوتر العلاقات بينها والسودان، وهي العلاقات المبهمة مع أوكرانيا، روسيا تشكك في هذه العلاقة وما إذا ما كانت أوكرانيا تسعى لعزل روسيا عن أفريقيا وخاصة أن موقف الدول الأفريقية في الحرب الروسية الأوكرانية كانت أقرب لروسيا من أوكرانيا.
كشفت تقارير متواترة عن علاقات عسكرية بين السودان وأوكرانيا وهو ما أزعج الروس أيضاً. وبالطبع لا يمكن أن تفرض روسيا مواقفها على السودان لكن مطلوب أن تتسم خطواته وعلاقاته بالشفافية التي عبرها يمكن طمأنة الأصدقاء والحلفاء المحتملين. لا يمكن دائماً اللعب على الحبلين في العلاقات الدولية، على السودان أن يوازن مصالحة جيداً وخاصة هو في خضم هذه العزلة الدولية. في ميزان المصالح روسيا تملك الرغبة فى علاقات استراتيجية مع السودان وهي مستعدة لدفع الثمن، روسيا تملك إفساد أو موقف معادي من الدول المتربصة بالسودان داخل مجلس الأمن وما أكثرها، روسيا تملك القدرة على التزود بالسلاح مقابل الذهب الذي تسعى الآن لشرائه من كل الدول الأفريقية مما جعلها تمتلك أكبر11 احتياطياً في العالم. روسيا تخلت عن فاغنر أو لجمتها وغيرت سياستها وأصبح تقريباً أداة من أدوات السياسة الخارجية الروسية وتشتغل بها الآن فى غرب أفريقيا و تكاد تسيطر بها على دول كاملة.
هل للسودان خيارات كثيرة تتيح له المناورات في الساحة الدولية بغرض تعظيم مصالحه وكبح جماح أعدائه؟. للأسف لا…ليس للسودان بعد الله من دول داعمة سوى دول قطر إريتريا ومصر (المحدودة الحركة والحرية الآن). وليس لنا من صليح فاعل فى العالم سوى روسيا والصين إلى حد ما. فإذا كان متاحاً لك في مثل هذه الظروف حليف مثل روسيا وفي هذا الزمان الأغبر فلما التفكير الكثير؟! من العبث انتظار أن ترضى عنك أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي التي تشن فى كل يوم عدواناً جديداً على السودان أرضاً وشعباً بتبنيها التمرد ودعمه سياسياً وعسكرياً، والتغطية على جرائمه والعجز عن لجم الداعمين بالمال والسلاح.
عادل الباز
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القیادة السودانیة مجلس الأمن مع السودان
إقرأ أيضاً:
في معركة القيادة والطموح .. الغرب يتراجع والشرق يتقدم
في تقرير جديد صادر عن شركة "أمروب" العالمية للاستشارات القيادية والبحث التنفيذي، تكشف الدراسة عن فجوة كبيرة بين طموحات المهنيين في الدول الغربية مقارنة بنظرائهم في دول "الجنوب العالمي" مثل الهند والصين والبرازيل.
اعلانوهذه الفجوة لا تتعلق فقط بمدى أهمية العمل في حياة الأفراد، بل تمتد لتشمل ساعات العمل، والرغبة في القيادة، والسعي وراء النجاح المهني.
وتشير نتائج التقرير إلى أن 92% من المهنيين في الهند و87% في البرازيل يستمتعون بالعمل، بينما تنخفض هذه النسبة بشكل ملحوظ في ألمانيا (71%) والولايات المتحدة (69%) والمملكة المتحدة (68%). ويُظهر التقرير أن الهند والصين والبرازيل لا يكتفون بالاستمتاع بالعمل، بل يعتبرونه ركيزة أساسية لتحقيق حياة ناجحة، حيث أكد 84% من المشاركين في الهند أن النجاح المهني شرط لحياة جيدة، مقارنة بـ43% فقط في ألمانيا و40% في فرنسا و37% في بولندا.
التقرير الكامل لأمروبومن اللافت أيضًا أن استعداد المهنيين للعمل لساعات طويلة يكشف عن فجوة أخرى بين الشرق والغرب. ففي الصين والهند، تصل نسبة من يبدون استعدادهم للعمل لأكثر من 40 ساعة أسبوعيًا إلى 46% و42% على التوالي، بينما تنخفض هذه النسبة إلى 29% في المملكة المتحدة و16% فقط في فرنسا. ومع ذلك، فإن التوازن بين الحياة والعمل يبدو أفضل في الهند (73%) والصين (59%) مقارنة بألمانيا (49%) وفرنسا (45%).
ويثير التقرير تساؤلًا مهمًا حول طموحات القيادة، حيث تظهر الدول الغربية نقصًا واضحًا في الرغبة لتولي المناصب القيادية أو تأسيس الشركات. ففي الهند، يطمح 76% من المشاركين لإدارة شركة أو إطلاق مشروع خاص، تليها البرازيل بنسبة 66%، بينما تنخفض النسبة بشكل حاد في فرنسا (37%) وألمانيا (36%). ولا تقتصر هذه الفجوة على القطاع المهني فحسب، بل تمتد إلى السياسة، التي جاءت في مرتبة متدنية كخيار مهني في معظم الدول، حيث أكد 51% أن الاستقرار المالي هو الأولوية الرئيسية، بينما أبدى 19% فقط اهتمامهم بإحداث تأثير إيجابي من خلال العمل السياسي.
وتعليقًا على النتائج، قالت "أنيكا فارين"، رئيسة "أمروب" العالمية: "الفجوة الواضحة في طموحات القيادة بين الشرق والغرب تثير مخاوف جدية حول مستقبل الاقتصادات والمجتمعات. إذا افتقدنا إلى الطموح القيادي، فمن الذي سيتولى تشكيل المستقبل؟ تدفعنا النتائج لإعادة التفكير في كيفية إحياء شغف القيادة والعمل، ليس فقط على المستوى المؤسسي، بل أيضًا على المستوى الوطني".
Relatedدول الاتحاد الأوروبي تتخلص سنويا من ملايين الملابس البلاستيكية المضرة وترسلها إلى الدول الناميةمشكلة ديون الدول النامية في 5 نقاطغوتيريش يحذر من تسارع نمو ديون الدول النامية وتحولها إلى "كارثة تنموية"والتقرير، الذي شمل 8,000 مشارك من ثماني دول، قدم نظرة شاملة حول أولويات العمل لدى المهنيين في الفئات العمرية المختلفة، مما يوفر فهمًا أعمق لتوجهات العمل والقيادة عالميًا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في أوروبا.. تعرف على أغنى الدول وأفقرها دراسة: كلما اتّسعت الفجوة بين الأغنياء والفقراء.. زاد معدل الوفيات جراء الفيضانات البرلمان الأوروبي يوافق على توجيه بشأن شفافية الأجور وسد الفجوة بين الجنسين عمالالشرق الأوسطعلم الاجتماعالولايات المتحدة الأمريكيةتنمية اقتصاديةأوروبااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. إسرائيل تحدّث خطتها الأمنية في غزة وكاتس يتوعد الحوثيين: "سنلاحق قادتهم في كل مكان باليمن" يعرض الآن Next جنود مصريون في القرن الإفريقي.. ما أسباب مشاركة القاهرة في بعثة حفظ السلام في الصومال؟ يعرض الآن Next حريق في برج إيفل.. إجلاء السياح وإغلاق المعلم الشهير مؤقتًا يعرض الآن Next بين عواصف الشتاء وغارات إسرائيل.. نازحون فلسطينيون يكافحون من أجل البقاء في خيام مهترئة في النصيرات يعرض الآن Next سفينة شحن روسية تحمل شحنات أسلحة إلى سوريا تغرق في البحر الأبيض المتوسط اعلانالاكثر قراءة بعد ثلاثة أيام.. العثور على ركاب الطائرة المفقودة في كامتشاتكا أحياء مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز هل بدأ انتقام إسرائيل من أردوغان وهل أصبحت تركيا الهدف المقبل للدولة العبرية؟ فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادسوريابشار الأسدروسياشرطةإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةحكم السجندونالد ترامبالحرب في أوكرانيا حريقالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024