أعلنت هولندا الأربعاء تخصيص 10 ملايين يورو لدعم المحتاجين في السودان عام 2024.

الخرطوم _ التغيير

ومنذ منتصف أبريل2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي، حربًا خلّفت نحو 15 ألف، قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.

وقالت السفارة الهولندية في بيان عبر فيسبوك: سيواجه السودان مجاعة وسط الصراع المستمر، ولدعم المحتاجين خصصنا 10 ملايين يورو للصندوق الإنساني للسودان (تابع لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية) في عام 2024 .

وأضاف البيان: يعمل هذا الصندوق بنشاط مع الجهات الفاعلة الدولية والمحلية لتوفير الإمدادات مثل الغذاء والمياه والمأوى للمجتمعات الضعيفة”.

وفي السياق، أفاد متحدث المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين بدارفور (غرب) آدم رحال، في بيان الأربعاء، أن استمرار الحرب حتى هذه اللحظة قضى على كل مناحي الحياة في دارفور.

وأوضح أن “الحالة الإنسانية والصحية والتعليمية في مخيمات النزوح انهارت، مع استمرار الحصار المفروض على المواطنين في مناطق دارفور خصوصًا من قبل طرفي النزاع”.

وذكر رحال أن “الحالة الإنسانية بمخيمات النازحين تزداد سوءًا لعدم توفر الغذاء مع شبح المجاعة وسوء التغذية الحاد، وانعدام الدواء”.

وزاد: “في مخيم رونتقاس بولاية وسط دارفور الوضع الإنساني ينهار يوميًا، وخلال الفترة بين 20 إلى 30 أبريل الماضي، سجلت 20 حالة وفاة بسبب سوء التغذية، بينهم أطفال ونساء حوامل ومسنون”.

والإثنين، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن تصاعد العنف يؤدي إلى تقييد المساعدات الإنسانية في دارفور غربي السودان.

وفي 18 أبريل، أعلنت الإمارات تعهدها بتقديم 100 مليون دولار أميركي لدعم السودان واللاجئين في دول الجوار.

إلى ذلك، تزايدت دعوات أممية ودولية إلى تجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء، بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية بالبلاد من أصل 18.

 

 

الوسوم100 يوم من الحرب الجوع دعم نازحين هولندا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: 100 يوم من الحرب الجوع دعم نازحين هولندا

إقرأ أيضاً:

متحف السلطان دينار.. من مركز ثقافي إلى هدف للحرب

الفاشر- تُعد مباني متحف السلطان علي دينار في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور غرب السودان، من المعالم التاريخية البارزة التي تجسد مراحل متعددة من تاريخ السلطان دينار، الذي حكم المنطقة منذ عام 1898 حتى 1961.

وقبل اندلاع الحرب في السودان، كان المتحف مركزا ثقافيا وتعليميا نشطا، يجذب الزوار من مختلف أنحاء البلاد والعالم. ويحتوي المتحف على مقتنيات أثرية قيمة، بالإضافة إلى برامج تعليمية ومعارض تعزز الوعي الثقافي، مما يجعله وجهة مميزة للمهتمين بالتاريخ.

ومع بدء الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023، أصبح مصير هذا المتحف ومحتوياته مهددا. وتم إغلاق أبوابه أمام الزوار في إجراء احترازي لحماية ممتلكاته القيمة، التي تعود لأكثر من 55 عاما منذ تأسيسه في عام 1970.

ورغم الجهود المبذولة للحفاظ عليه، لم ينجُ المتحف من تداعيات الحرب، حيث تعرض مؤخرا للقصف من قبل قوات الدعم السريع، مما أسفر عن أضرار جسيمة في مختلف أرجائه.

وفي حديثه مع الجزيرة نت، قال الربيع بحر الدين علي دينار، حفيد السلطان والوكيل الحالي لسلطان دارفور، إن المتحف تعرض لأضرار كبيرة نتيجة القصف المدفعي المستمر. وأوضح أن المباني والقطع الأثرية داخله تضررت، دون وجود إحصائيات دقيقة حول حجم الأضرار. وأشار إلى أن هذا الاستهداف سيؤثر بشكل كبير على مستقبل الموروث الثقافي في المنطقة، مما ينذر بفقدان المجتمع جزءا أساسيا من تاريخه وهويته.

إعلان

وأكد بحر الدين أن "التراث الثقافي ليس مجرد آثار، بل هو هوية وتاريخ للأجداد، ويجب أن يحميه الجميع بكل ما أوتي من قوة". وأعرب عن أسفه العميق لما يحدث، مشددا على أن الأجيال القادمة ستعاني من فقدان هذا الإرث إذا استمر الوضع على ما هو عليه.

ومن جانبه، دعا أمين الفكر والثقافة بمجلس السلطان علي دينار، الدكتور إبراهيم أبكر سعد، المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لحماية المواقع التاريخية والثقافية في البلاد. وحذر، في حديثه للجزيرة نت، من أن تدمير هذه المواقع يهدد السلام والاستقرار المجتمعي في المنطقة، مشيرا إلى أن مجلس السلطان بصدد رفع قضية دولية للجهات المعنية حول قصف المتحف في الفاشر.

ومن جهة أخرى، ذكر بيان صحفي صادر عن مكتب وكيل السلطان علي دينار أن قوات الدعم السريع قصفت المتحف الذي يضم آثارا ومقتنيات تاريخية بعدد من القذائف. وأكد البيان أن الخراب والتدمير طال المباني الأثرية والمقتنيات الثمينة، وأعرب عن أسفه لنقل هذا الخبر للجمهور المهتم بتاريخ المنطقة، كما أدان بأشد العبارات هذا التعدي غير المسبوق على ما تحتويه دارفور من آثار.

وفي مارس/آذار 2023، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) قصر ومتحف السلطان في مدينة الفاشر غرب السودان ضمن قائمة التراث العالمي. وأكدت مديرة اليونسكو آنذاك، السيدة إيرينا بوكوفا، أن القصر والتراث الثقافي يعدان عاملين مهمين للسلام والتنمية في المنطقة.

وُولد السلطان علي دينار في قرية "شوية" بدارفور، وشُيد قصره في أوائل القرن الـ20، تحديدا في عام 1905، ليكون مركزا للحكم والإدارة في سلطنة دارفور. وبعد وفاته، تم تحويله إلى متحف في عام 1977، ويحتوي على مجموعة من الآثار والمقتنيات التي تعود إلى فترة حكمه. وقد جرت عملية إعادة ترميمه مؤخرا بواسطة الحكومة التركية، ممثلة في الوكالة الرسمية "تيكا".

إعلان

ووفقا لقاسم عبد الله الفكي، المدير العام السابق لوزارة الثقافة والإعلام في شمال دارفور، فإن من أبرز المعروضات في المتحف كرسي السلطان، وهو هدية من الإمبراطورية العثمانية، بالإضافة إلى طبلين نحاسيين يُستخدمان في إعلان الحروب والأفراح، إلى جانب مجموعة من الأسلحة والمخطوطات الأثرية القديمة.

كما يحتوي المتحف على أختام السلطان وسيوف فضية وبنادق وملابس السلطان وعرشه، فضلا عن عملات فضية وأوانٍ مطلية بالذهب ومخطوطات إسلامية. وأكد الفكي، في حديثه للجزيرة نت، أن المتحف يعد الأول في دارفور والثاني في السودان بعد المتحف القومي.

View this post on Instagram

A post shared by الجزيرة (@aljazeera)

والسلطان علي دينار (1856-1916) هو آخر سلاطين مملكة الفور من قبيلة الكيرا في سلطنة دارفور بالسودان، حيث اتخذ مدينة الفاشر عاصمة له. وقد أسس مصنعا لصناعة كسوة الكعبة، وظل 20 عاما يرسل الكسوة إلى الكعبة في مكة المكرمة. كما يُنسب إليه حفر آبار على ميقات أهل المدينة للإحرام للحج والعمرة بالقرب من المدينة المنورة وتجديد مسجد ذي الحليفة.

وبحسب عبد الرحمن يوسف، حفيد السلطان، بدأ العمل في تشييد القصر الذي تحول لاحقا إلى متحف في عام 1871، واكتمل البناء في عام 1912، حيث قام ببنائه حرفيون أتراك وإغريق مستلهمين من الطراز المعماري الإسلامي. وأوضح للجزيرة نت أنه تم وضع بعض الهدايا والغنائم القيمة التي كانت تُهدى إلى السلطان من مختلف دول العالم. وبعد استشهاده، أصبح القصر مقرا للكولونيل كلي، قائد القوة البريطانية، ولاحقا تحول إلى مقر للمحافظين الوطنيين حتى عام 1976. وذكر أن القصر يُعد ثاني المتاحف في البلاد بعد المتحف القومي.

وتُعتبر "سلطنة الفور" آخر جزء من الدولة السودانية بالشكل الجغرافي الحديث، حيث تمكن الغزو الإنجليزي من إخضاعها في عام 1916 بعد معركة شرسة استبسل فيها السلطان دينار، والتي أودت بحياته وحياة الآلاف من جنوده.

إعلان

ومنذ بداية الحرب في السودان، تعرضت العديد من المواقع الأثرية والمقتنيات للسرقة والتلف، بما في ذلك المتحف القومي الذي يحتوي على آثار وتماثيل مهمة ومجموعات أثرية ذات قيمة تاريخية ومادية كبيرة. كما لحق الخراب بمتحف بيت الخليفة في مدينة أم درمان ومتحف نيالا في جنوب دارفور.

وفي بيان صدر مؤخرا، أكدت منظمة اليونسكو، التي تتخذ من باريس مقرا لها، أن التهديدات التي تواجه الثقافة في السودان قد وصلت إلى مستوى غير مسبوق. ودعت المنظمة إلى حماية التراث الثقافي من التدمير والاتجار غير المشروع، مشددة على ضرورة امتناع الأفراد العاملين في تجارة السلع الثقافية حول العالم عن حيازة الممتلكات الثقافية من السودان أو المشاركة في استيرادها أو تصديرها أو نقلها إلى أماكن أخرى.

مقالات مشابهة

  • 16 قتيلا في قصف للدعم السريع على مخيم يعاني المجاعة في دارفور  
  • باحثة سياسية: إدخال المساعدات الإنسانية لغزة يخفف وطأة المجاعة
  • إرتفاع عدد الضحايا السودانيين في دولة الجنوب إلى «16» قتيلاً
  • الحرب السودانية وتداعياتها الإنسانية !
  • قافلة مساعدات غذائية تصل ود مدني وسط خطر المجاعة بالسودان
  • المفوضية القومية لحقوق الإنسان تدين إستهداف المدنيين السودانيين بمدن جنوب السودان
  • حاكم ولاية جونقلي بدولة جنوب السودان محجوب بيل: مسؤوليتنا حماية المواطنين السودانيين في بلادنا
  • السودان: واحد من كل ثلاثة أطفال يواجهون سوء التغذية الحاد
  • برنامج الأغذية العالمي: واحد من كل 3 أطفال في السودان يواجه سوء التغذية الحاد
  • متحف السلطان دينار.. من مركز ثقافي إلى هدف للحرب