جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-24@03:37:37 GMT

انتفاضة الجامعات العالمية!

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

انتفاضة الجامعات العالمية!

محمد بن رضا اللواتي

mohammed@alroya.net

 

لا شك أنَّ البيت الأسود الأمريكي الذي يحتضن حكومة الإرهاب والنفاق الأولى على وجه المعمورة يغلي كالمرجل هذه الأيام، وإلا فهل كان يحلم أن يومًا كهذا سيأتي على الولايات المتحدة؟ اليوم الذي يثور فيه الطلبة الأمريكان في أرقى جامعات العالم على المجازر الوحشية التي تجري أمام مرأى ومسمع العالم على أرض غزة؟ اليوم الذي يُناصر فيه طلبة هذه الجامعات الشعب الفلسطيني ويرفعون شعارات تُندد بالقتل الوحشي المُستمر؟

كلا!

لم يكن لأن يتسلل هكذا تصور في خيال أولئك القابعين في ذلك البيت الذي منظره بات أقبح ما رأته البشرية على الإطلاق.

لقد فشلت مخططاتهم الطويلة الأمد في تمييع المجتمع الأمريكي ثقافيا وأخلاقيا وروحيا، ورغبتهم العارمة في إيصاله إلى مستوى أدنى من المجتمعات الحيوانية بإفشاء المثلية فيه، وإذا بهم يفيقون على منظر لم يشهده تاريخهم المنحط في لعق دماء الأبرياء ونزف خيرات البلدان، لم يشهده ما بعد 1968، فالأخلاق لا تزال حيَّة، والثقافة هي التي تتصدى اليوم، إنها تأبى أن تستمر حكومة الإجرام الأولى في العالم في سفكها للدماء وارتكابها للمجازر باسمهم.

ما أعجب أمر طوفان الأقصى؟!

فلقد كشف عمَّا لم تستطع السنون كشفه، وأزاح مساحيق الزيف عن وجوه ما كُنَّا نتخيل قبح مرآها. أما الحكومة الأمريكية راعية الإرهاب والنفاق العالميين، فلقد أظهر طوفان الأقصى وجهها القبيح بنحو غير مسبوق، ونسف شعاراتها الزائفة وبيعها للأحلام الديموقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان وأحرقته ونسفته في اليم نسفًا.

فلقد شاهد العالم العنف المقيت تجاه المتظاهرين من الطلبة، وأساتذة الجامعات المرموقة، كالذي رأيناه في تعامل الشرطة الأمريكية مع المرشحة الرئاسية "جيل ستاين"، والطريقة التي مارستها في اعتقال أستاذة في جامعة "ايموري"، وكيف انهال بالضرب على أستاذة الاقتصاد "كارولين فولين".

والمذهل في الأمر أن بائعي النفاق عبر الدول، كل من "كاميرون" و"بلينكن" ما توقفا عن بيعهما الكاذب، فذاك أخذ يوجه للحكومة العراقية نصائح لدعم الحُريات، وهذا الأخير في مُقابلة "لورا بيكر" معه من "بي بي سي" فرع الصين، وعندما سألته عن رفضه لتوريد الصين قطع غيار المعدات العسكرية لأوكرانيا، في حين تقوم حكومة الولايات المتحدة بتسليح إسرائيل مما يدمر مصداقيتها، لا سيما في حين تشهد غزة خسائر كارثية في الأرواح، ما يجعل الصين تصور الحكومة الأمريكية بالمنافقة؟ رد ليقول بأنه وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإننا نُريد أن نضمن أنها قادرة على الدفاع عن نفسها!

وكان هذا النفاق والكذب مفضوحاً بشكل سافر في مقطع مرئي لرئيس وزراء حكومة العدو الصهيوني وهو يزعم أنَّ الجماعات المعادية للسامية هي التي قد اقتحمت الجامعات الأمريكية، في حين يدير الحراك الثقافي الرافض لسياسات الصهاينة، اليهود أنفسهم مع زملائهم المحتجين.

لقد طوينا مرحلة معرفة المنافقين وطبيعة النفاق الصهيو-أمريكي الدموي، ويبدو أن جامعات العالم تريد أن تدشن مرحلة جديدة من النضال ضد الإرهاب العالمي، بإدخال الولايات المتحدة في ربيعها، تُرى ما موقف كل واحد منَّا في هذا الفصل غير المتوقع من صراع الحق والصدق بالباطل والكذب؟

يعجبني أن أختم هذه المقالة القصيرة بما نقلته الممثلة الأمريكية "سوزان ساندرون" عن "نابليون بونابرت" في كلمتها عشية مظاهرات نيويورك:

"الحرب هي عندما تخبرك الحكومة من عدوك، أما الثورة فهي عند اكتشافك من هو العدو"!

أبلغ حقيقة هي إخباره تعالى لنا بأنَّ نصره لرُسُله وكذلك للذين آمنوا غير مقتصر على الحياة الآخرة، وإنما يسري في الحياة الدنيا كذلك، قال في الآية رقم 51 من سورة غافر: "إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل تسجل انبعاثات الكربون العالمية مستوى قياسيًا في 2024؟!

قال علماء: إن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، بما يشمل تلك الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، تتجه لتسجيل مستوى قياسي مرتفع هذا العام لينحرف العالم أكثر عن مساره الهادف لتجنب المزيد من الظواهر المناخية المتطرفة المدمرة.

وجاء في تقرير ميزانية الكربون العالمية، الذي نشر خلال قمة المناخ كوب29 في أذربيجان، أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية ستصل إلى 41.6 مليار طن في عام 2024، ارتفاعا من 40.6 مليار طن في العام الماضي.

وأغلب هذه الانبعاثات ناتج عن حرق الفحم والنفط والغاز. وذكر التقرير أن هذه الانبعاثات ستبلغ 37.4 مليار طن في عام 2024، بزيادة 0.8 بالمائة عن عام 2023.

أما الجزء المتبقي فناتج عن استخدام الأراضي، وهو فئة تشمل إزالة الغابات وحرائق الغابات. وأشرفت جامعة إكستر البريطانية على إعداد التقرير بمشاركة ما يزيد عن 80 مؤسسة.

وقال بيير فريدلينجستين المؤلف الرئيسي للدراسة، وهو عالم مناخ بجامعة إكستر: إنه بدون خفض فوري وحاد للانبعاثات على مستوى العالم «فسوف نبلغ مباشرة حد 1.5 درجة مئوية، وسنجتازه ونستمر في ذلك».

ووافقت البلدان بموجب اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 على محاولة الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية بأكثر من 1.5 درجة مئوية لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.

ويتطلب هذا خفضا حادا للانبعاثات كل عام من الآن وحتى عام 2030 وما بعده.

وبدلا من تحقيق ذلك، ارتفعت انبعاثات الوقود الأحفوري على مدى العقد الماضي فيما هبطت انبعاثات استخدام الأراضي خلال هذه الفترة. إلا أن الجفاف الشديد في منطقة الأمازون هذا العام تسبب في اندلاع حرائق الغابات لتزيد انبعاثات استخدام الأراضي السنوية 13.5 بالمائة إلى 4.2 مليار طن.

وقال بعض العلماء: إن هذا التقدم البطيء يعني أن تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية لم يعد واقعيا.

وقال الباحثون: إن بيانات الانبعاثات لهذا العام أظهرت أدلة على قيام بعض البلدان بالتوسع سريعا في استخدام الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.

لكن التقدم كان غير متساوٍ بشكل صارخ إذ انخفضت انبعاثات الدول الصناعية الغنية، بينما استمرت انبعاثات الاقتصادات الناشئة في الارتفاع.

واندلعت التوترات بين الدول في كوب29 حول من يجب أن يقود انتقال العالم بعيدا عن الوقود الأحفوري، الذي ينتج حوالي 80 بالمائة من الطاقة العالمية.

واتهم إلهام علييف رئيس أذربيجان الدولة المضيفة للمؤتمر الدول الغربية بالنفاق لأنها تلقي العظات على الآخرين في وقت لا تزال فيه من كبار مستهلكي ومنتجي الوقود الأحفوري.

ومن المتوقع أن تنخفض انبعاثات الولايات المتحدة، أكبر منتج ومستهلك للنفط والغاز في العالم، بنسبة 0.6 بالمائة هذا العام في حين ستنخفض انبعاثات الاتحاد الأوروبي 3.8 بالمائة.

وفي الوقت نفسه، تتجه انبعاثات الهند للارتفاع 4.6 بالمائة هذا العام مدفوعة بالطلب المتزايد على الطاقة بسبب النمو الاقتصادي.

وستسجل انبعاثات الصين، أكبر مصدر للانبعاثات وثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم اليوم، ارتفاعا طفيفا نسبته 0.2 بالمائة. وقال الباحثون: إن انبعاثات الصين من استخدام النفط ربما بلغت ذروتها، مع الإقبال على السيارات الكهربائية.

ومن المتوقع أيضا أن ترتفع الانبعاثات من الطيران والشحن الدوليين 7.8 بالمائة هذا العام مع استمرار تعافي السفر الجوي من انخفاض الطلب خلال جائحة كوفيد-19.

مقالات مشابهة

  • هل تسجل انبعاثات الكربون العالمية مستوى قياسيًا في 2024؟!
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • "العربي للدراسات": حكومة نتنياهو ارتكبت أكبر جريمة أخلاقية في العصر الحديث
  • خبير: الحكومة الأمريكية تتحرك لمواجهة احتكار السوق بشأن بيع كروم
  • خبير ذكاء اصطناعي: الحكومة الأمريكية تتحرك لمواجهة احتكار السوق بشأن بيع كروم
  • خبير تكنولوجي: الحكومة الأمريكية تتحرك لمواجهة بيع جوجل كروم
  • هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها خلال حكم ترامب الثاني المرتقب؟
  • مجلس الأمن الذي لم يُخلق مثله في البلاد!
  • وزير الاستثمار: الحكومة تعمل على إزالة التحديات التي يواجها مجتمع الأعمال
  • جامعة المنوفية تحتل المركز الـ16 دوليا في الإنتاج العلمي للباحثين