جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-07@02:41:57 GMT

انتفاضة الجامعات العالمية!

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

انتفاضة الجامعات العالمية!

محمد بن رضا اللواتي

mohammed@alroya.net

 

لا شك أنَّ البيت الأسود الأمريكي الذي يحتضن حكومة الإرهاب والنفاق الأولى على وجه المعمورة يغلي كالمرجل هذه الأيام، وإلا فهل كان يحلم أن يومًا كهذا سيأتي على الولايات المتحدة؟ اليوم الذي يثور فيه الطلبة الأمريكان في أرقى جامعات العالم على المجازر الوحشية التي تجري أمام مرأى ومسمع العالم على أرض غزة؟ اليوم الذي يُناصر فيه طلبة هذه الجامعات الشعب الفلسطيني ويرفعون شعارات تُندد بالقتل الوحشي المُستمر؟

كلا!

لم يكن لأن يتسلل هكذا تصور في خيال أولئك القابعين في ذلك البيت الذي منظره بات أقبح ما رأته البشرية على الإطلاق.

لقد فشلت مخططاتهم الطويلة الأمد في تمييع المجتمع الأمريكي ثقافيا وأخلاقيا وروحيا، ورغبتهم العارمة في إيصاله إلى مستوى أدنى من المجتمعات الحيوانية بإفشاء المثلية فيه، وإذا بهم يفيقون على منظر لم يشهده تاريخهم المنحط في لعق دماء الأبرياء ونزف خيرات البلدان، لم يشهده ما بعد 1968، فالأخلاق لا تزال حيَّة، والثقافة هي التي تتصدى اليوم، إنها تأبى أن تستمر حكومة الإجرام الأولى في العالم في سفكها للدماء وارتكابها للمجازر باسمهم.

ما أعجب أمر طوفان الأقصى؟!

فلقد كشف عمَّا لم تستطع السنون كشفه، وأزاح مساحيق الزيف عن وجوه ما كُنَّا نتخيل قبح مرآها. أما الحكومة الأمريكية راعية الإرهاب والنفاق العالميين، فلقد أظهر طوفان الأقصى وجهها القبيح بنحو غير مسبوق، ونسف شعاراتها الزائفة وبيعها للأحلام الديموقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان وأحرقته ونسفته في اليم نسفًا.

فلقد شاهد العالم العنف المقيت تجاه المتظاهرين من الطلبة، وأساتذة الجامعات المرموقة، كالذي رأيناه في تعامل الشرطة الأمريكية مع المرشحة الرئاسية "جيل ستاين"، والطريقة التي مارستها في اعتقال أستاذة في جامعة "ايموري"، وكيف انهال بالضرب على أستاذة الاقتصاد "كارولين فولين".

والمذهل في الأمر أن بائعي النفاق عبر الدول، كل من "كاميرون" و"بلينكن" ما توقفا عن بيعهما الكاذب، فذاك أخذ يوجه للحكومة العراقية نصائح لدعم الحُريات، وهذا الأخير في مُقابلة "لورا بيكر" معه من "بي بي سي" فرع الصين، وعندما سألته عن رفضه لتوريد الصين قطع غيار المعدات العسكرية لأوكرانيا، في حين تقوم حكومة الولايات المتحدة بتسليح إسرائيل مما يدمر مصداقيتها، لا سيما في حين تشهد غزة خسائر كارثية في الأرواح، ما يجعل الصين تصور الحكومة الأمريكية بالمنافقة؟ رد ليقول بأنه وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإننا نُريد أن نضمن أنها قادرة على الدفاع عن نفسها!

وكان هذا النفاق والكذب مفضوحاً بشكل سافر في مقطع مرئي لرئيس وزراء حكومة العدو الصهيوني وهو يزعم أنَّ الجماعات المعادية للسامية هي التي قد اقتحمت الجامعات الأمريكية، في حين يدير الحراك الثقافي الرافض لسياسات الصهاينة، اليهود أنفسهم مع زملائهم المحتجين.

لقد طوينا مرحلة معرفة المنافقين وطبيعة النفاق الصهيو-أمريكي الدموي، ويبدو أن جامعات العالم تريد أن تدشن مرحلة جديدة من النضال ضد الإرهاب العالمي، بإدخال الولايات المتحدة في ربيعها، تُرى ما موقف كل واحد منَّا في هذا الفصل غير المتوقع من صراع الحق والصدق بالباطل والكذب؟

يعجبني أن أختم هذه المقالة القصيرة بما نقلته الممثلة الأمريكية "سوزان ساندرون" عن "نابليون بونابرت" في كلمتها عشية مظاهرات نيويورك:

"الحرب هي عندما تخبرك الحكومة من عدوك، أما الثورة فهي عند اكتشافك من هو العدو"!

أبلغ حقيقة هي إخباره تعالى لنا بأنَّ نصره لرُسُله وكذلك للذين آمنوا غير مقتصر على الحياة الآخرة، وإنما يسري في الحياة الدنيا كذلك، قال في الآية رقم 51 من سورة غافر: "إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي حول رؤية ترامب لقطاع غزة: ستار يخفي تفكيك الحكومة الأمريكية

غزة – نشر كاتب إسرائيلي مقالا شرح فيه أسباب إطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخطته بشأن قطاع غزة.

وقال الكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال في مقال بموقع “واللاه” العبري إن الجميع يتحدث اليوم عن اقتراح دونالد ترامب بشأن الاستيلاء على غزة ونقل 1.8 مليون فلسطيني، لكن الحقيقة أن هذا هو بالضبط ما يريده ترامب وهو: تحويل الأنظار عن ما يحدث في واشنطن.

ويوضح أن كل شيء يسير وفقًا لخطة ستيف بانون، مستشار ترامب السابق، الذي وصف استراتيجيته الإعلامية بأنها “إطلاق النار بأسرع معدل”، حيث قال: “نظرًا لأن وسائل الإعلام تتكون من أشخاص أغبياء، فلا يمكنها التركيز إلا على شيء واحد، لذا علينا أن نغرقهم بسيلٍ من الأخبار المثيرة، وسيفقدون السيطرة على ما هو مهم حقًا.. بانج، بانج، بانج، ولن يتعافوا”.

ويتابع الكاتب الإسرائيلي أنه لهذا السبب، يلقي ترامب بمقترحات غير واقعية مثل شراء غرينلاند، واحتلال بنما، ونقل الفلسطينيين إليها، لأنه يعلم أن وسائل الإعلام ستنشغل بهذه العناوين، بدلًا من التركيز على التغييرات الجذرية التي تحدث داخل الحكومة الفيدرالية الأمريكية.

ويشرح أنه بينما تنشغل وسائل الإعلام برؤية ترامب لغزة، يجري في واشنطن تفكيك منهجي وسريع للحكومة وأجهزة الاستخبارات الأمريكية.

ويقول إنه خلال الأسبوعين الماضيين، سيطر إيلون ماسك وفريقه على أنظمة البيانات المالية الأمريكية، ألغوا بروتوكولات أمنية حساسة، وطردوا مسؤولين كبارًا، وأغلقوا وكالة حكومية كاملة بميزانية تساوي 0.25% فقط من ثروة ماسك الشخصية.

ويوضح أنه في المقابل، لجأت ست وكالات حكومية إلى المحاكم التي أصدرت مذكرات توقيف ضد ماسك وترامب، لكن ذلك لم يوقف خطة الملياردير الطموح، الذي يواصل تفكيك المؤسسات الفيدرالية، مدفوعًا بأيديولوجيته التحررية الجديدة وسعيه لزيادة سلطته وثروته بطريقة غير مسبوقة.

ويحذر الكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال من أن إحدى أخطر التطورات تتمثل في الهجوم على وكالات الاستخبارات الأمريكية. فقد أرسلت إدارة ترامب رسائل بريد إلكتروني إلى جميع موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية، تعرض عليهم التعويض مقابل الاستقالة، في خطوة تهدف إلى إضعاف الأجهزة الأمنية.

ويتابع أن الأمر لا يتوقف عند ذلك، بل يطالب ترامب الآن بكشف هويات العملاء الفيدراليين الذين حققوا في أحداث اقتحام الكونغرس في 6 يناير 2021، مما يعرضهم وعائلاتهم لخطر جسيم، وفقًا لأوامر قضائية تحاول وقف ذلك.

ويشير إلى أنه حتى داخل البيت الأبيض نفسه، هناك مسؤولون لا يعلمون ما الذي سيفعله ماسك لاحقًا. فقد نقلت نيويورك تايمز عن مصادر داخلية أن ماسك يتمتع بمستوى من الاستقلالية لا يمكن لأحد السيطرة عليه، وهو ما يجعله الرئيس الفعلي، بينما ترامب يوفر له الغطاء السياسي.

ويؤكد داسكال أن ما يحدث اليوم في واشنطن ليس مجرد صراع سياسي، بل هو إعادة تشكيل جذرية للحكومة الأمريكية، قد تؤثر ليس فقط على مستقبل الولايات المتحدة، ولكن أيضًا على الأمن العالمي، بما في ذلك إسرائيل.

ويختم أنه إذا كان ترامب وماسك يمضيان في تنفيذ رؤيتهما المتطرفة، فإن العالم سيواجه عصرًا جديدًا من الفوضى السياسية، حيث تتحكم الشركات الكبرى في الدول، وتُفكك الحكومات لمصلحة القلة الأكثر ثراءً.

المصدر: موقع “واللاه” العبري

مقالات مشابهة

  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3
  • رابطةُ العالم الإسلامي تعزي في ضحايا حادثة إطلاق النار التي وقعت في مدينة أوربرو بمملكة السويد
  • ترامب المصارع أو التجسيد المفضوح للإمبريالية الأمريكية
  • كاتب إسرائيلي حول رؤية ترامب لقطاع غزة: ستار يخفي تفكيك الحكومة الأمريكية
  • منظمة التجارة العالمية تؤكد تلقيها شكوى من الصين بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية
  • الصين تقدم شكوى لمنظمة التجارة العالمية بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية (تفاصيل)
  • مدير الأمن الداخلي بجوبا: سنلتزم بالاتفاق الذي وقعناه بمراقبة من الحكومة السودانية
  • تطورات أزمة طلاب المعونة الأمريكية بعد قرار ترامب.. فيديو
  • مجلس الدولة يودع حيثيات رفض معادلة البورد الأمريكية بماجستير الصيدلة
  • الإطار يؤكد على إبقاء القوات الأمريكية في العراق وعدم التعامل مع حكومة الشرع الإرهابية