انتفاضة الجامعات العالمية!
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
محمد بن رضا اللواتي
mohammed@alroya.net
لا شك أنَّ البيت الأسود الأمريكي الذي يحتضن حكومة الإرهاب والنفاق الأولى على وجه المعمورة يغلي كالمرجل هذه الأيام، وإلا فهل كان يحلم أن يومًا كهذا سيأتي على الولايات المتحدة؟ اليوم الذي يثور فيه الطلبة الأمريكان في أرقى جامعات العالم على المجازر الوحشية التي تجري أمام مرأى ومسمع العالم على أرض غزة؟ اليوم الذي يُناصر فيه طلبة هذه الجامعات الشعب الفلسطيني ويرفعون شعارات تُندد بالقتل الوحشي المُستمر؟
كلا!
لم يكن لأن يتسلل هكذا تصور في خيال أولئك القابعين في ذلك البيت الذي منظره بات أقبح ما رأته البشرية على الإطلاق.
ما أعجب أمر طوفان الأقصى؟!
فلقد كشف عمَّا لم تستطع السنون كشفه، وأزاح مساحيق الزيف عن وجوه ما كُنَّا نتخيل قبح مرآها. أما الحكومة الأمريكية راعية الإرهاب والنفاق العالميين، فلقد أظهر طوفان الأقصى وجهها القبيح بنحو غير مسبوق، ونسف شعاراتها الزائفة وبيعها للأحلام الديموقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان وأحرقته ونسفته في اليم نسفًا.
فلقد شاهد العالم العنف المقيت تجاه المتظاهرين من الطلبة، وأساتذة الجامعات المرموقة، كالذي رأيناه في تعامل الشرطة الأمريكية مع المرشحة الرئاسية "جيل ستاين"، والطريقة التي مارستها في اعتقال أستاذة في جامعة "ايموري"، وكيف انهال بالضرب على أستاذة الاقتصاد "كارولين فولين".
والمذهل في الأمر أن بائعي النفاق عبر الدول، كل من "كاميرون" و"بلينكن" ما توقفا عن بيعهما الكاذب، فذاك أخذ يوجه للحكومة العراقية نصائح لدعم الحُريات، وهذا الأخير في مُقابلة "لورا بيكر" معه من "بي بي سي" فرع الصين، وعندما سألته عن رفضه لتوريد الصين قطع غيار المعدات العسكرية لأوكرانيا، في حين تقوم حكومة الولايات المتحدة بتسليح إسرائيل مما يدمر مصداقيتها، لا سيما في حين تشهد غزة خسائر كارثية في الأرواح، ما يجعل الصين تصور الحكومة الأمريكية بالمنافقة؟ رد ليقول بأنه وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإننا نُريد أن نضمن أنها قادرة على الدفاع عن نفسها!
وكان هذا النفاق والكذب مفضوحاً بشكل سافر في مقطع مرئي لرئيس وزراء حكومة العدو الصهيوني وهو يزعم أنَّ الجماعات المعادية للسامية هي التي قد اقتحمت الجامعات الأمريكية، في حين يدير الحراك الثقافي الرافض لسياسات الصهاينة، اليهود أنفسهم مع زملائهم المحتجين.
لقد طوينا مرحلة معرفة المنافقين وطبيعة النفاق الصهيو-أمريكي الدموي، ويبدو أن جامعات العالم تريد أن تدشن مرحلة جديدة من النضال ضد الإرهاب العالمي، بإدخال الولايات المتحدة في ربيعها، تُرى ما موقف كل واحد منَّا في هذا الفصل غير المتوقع من صراع الحق والصدق بالباطل والكذب؟
يعجبني أن أختم هذه المقالة القصيرة بما نقلته الممثلة الأمريكية "سوزان ساندرون" عن "نابليون بونابرت" في كلمتها عشية مظاهرات نيويورك:
"الحرب هي عندما تخبرك الحكومة من عدوك، أما الثورة فهي عند اكتشافك من هو العدو"!
أبلغ حقيقة هي إخباره تعالى لنا بأنَّ نصره لرُسُله وكذلك للذين آمنوا غير مقتصر على الحياة الآخرة، وإنما يسري في الحياة الدنيا كذلك، قال في الآية رقم 51 من سورة غافر: "إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ".
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عبدالله آل حامد: استكشاف أحدث الاتجاهات العالمية في الابتكار والتكنولوجيا والإبداع
تكساس (وام)
أخبار ذات صلةحضر معالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، فعاليات مؤتمر «ساوث باي ساوث ويست» 2025 SXSW، الذي تستضيفه ولاية تكساس الأميركية، خلال الفترة من 7 إلى 15 مارس الجاري.
ويعتبر «مؤتمر SXSW» واحداً من أهم الأحداث العالمية في قطاع التقنية، والترفيه، والإعلام، والفنون التفاعلية، والأفلام والموسيقى، ويجمع بين الخبراء والمبتكرين من مختلف الصناعات لمناقشة أحدث الاتجاهات والتطورات.
ويقام المؤتمر سنوياً في أوستن، تكساس، ويشمل جلسات نقاشية، وعروضاً موسيقية، وعروض أفلام، الأمر الذي يجعله منصة حيوية للإبداع والتواصل بين رواد الأعمال والمبدعين حول العالم.
وشهد معاليه عدداً من الجلسات التي تناولت أبرز التطورات التكنولوجية وتأثيرها على المستقبل، من بينها جلسة تطرقت إلى «10 تقنيات رائدة ستغير العالم» واستعرضت قائمة بالتقنيات التي ستُحدث تحولاً كبيراً في أسلوب الحياة وطريقة العمل في المستقبل في مختلف القطاعات، مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات سريعة التعلم، والوقود النظيف للطائرات، والعلاجات الفعالة بالخلايا الجذعية. كما حضر معاليه جلسات حوارية، حول الأمن الرقمي والخصوصية في العصر الرقمي، وأخرى تناولت موضوعات متقدمة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، ومستقبل الذكاء الاصطناعي في قطاع الإبداع، ودور التقنيات الناشئة في تعزيز الاستدامة، إضافة إلى جلسات ركزت على التحولات الرقمية في قطاعي الصحة والإعلام والتعليم.
وأكد معالي عبدالله آل حامد، أن SXSW والفعاليات المصاحبة له يمثلان فرصة جيدة لاستكشاف أحدث الاتجاهات العالمية في مجالات الابتكار والتكنولوجيا والإبداع، الأمر الذي يتيح الفرصة لتبادل الأفكار والخبرات مع مشاركين ومؤسسات من مختلف دول العالم. وعلى هامش المؤتمر، قام معاليه بجولة في عدد من الأجنحة المشاركة، بدأها بزيارة جناح متحف المستقبل، وتعرف فيه على ما يقدمه المتحف من فعاليات وجلسات حوارية تستعرض رؤية دولة الإمارات لمستقبل قطاعات التكنولوجيا والاستدامة والثقافة، وغيرها.
وتابع معاليه عدداً من التجارب التفاعلية التي يقدمها الجناح والمرتكزة على استشراف الفرص، وتوظيف التكنولوجيا والاستعداد للمستقبل.
تحفة إبداعية
أشاد معالي رئيس المكتب الوطني للإعلام، بجناح المتحف الذي يبرز تحفة إبداعية تجمع بين التقنيات المتقدمة، والتجارب التفاعلية، والرؤى المستقبلية، عبر ما يقدمه من حوارات وأفكار وتجارب ملهمة تعكس فكر وفلسفة قيادتنا الرشيدة التي تؤمن بأن المستقبل يُصنع اليوم، وتجسد حرصها على تمكين العقول المبتكرة، لتعزيز مكانة الإمارات مركزاً عالمياً للمعرفة والاستدامة والتقدم العلمي.
كما تعرف معاليه، خلال زيارته عدداً من الأجنحة المشاركة، على أحدث الابتكارات والتقنيات المتقدمة والحلول الإبداعية والمشاريع المستقبلية التي تعرضها الشركات والمؤسسات العالمية المشاركة.