مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
اهتم كتاب الصحف المصرية الصادرة، صباح اليوم الخميس، بعدد من الموضوعات.
فمن جانبه، قال الكاتب الصحفي وحيد عبد المجيد، في مقاله الصادر صباح اليوم، الخميس، بصحيفة “الأهرام”، إن قَمعُ المُحتجين في أمريكا على محاولة إبادة غزة ليس عابرًا، بل جزء من ممارسات منهجية تدق مسمارًا جديدًا فى نعش ما كان يُعرف بالديمقراطية فى الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن النظام السياسى الأمريكى يتحول منذ سنوات، وسرَّعت مشاركة الإدارة الأمريكية فى العدوان على غزة هذا التحول الذى يقود إلى حالة أسوأ.
وأضاف الكاتب أن التحذير من هذا النمط من أنماط الديكتاتورية كان مصاحبًا تقريبًا لبناء وانتشار الديمقراطية التمثيلية فى الغرب، ومحاولات تقليدها فى بلدان أخرى فى العالم، مشيرا إلى أن هذا التحذير لم يعبر عن مخاوف فقط، بل كان دالا على معضلة هيكلية فى الديمقراطية التمثيلية حين تنصرف الأحزاب الحاكمة وساستُها المنتخبون باعتبارهم مُفوَّضين تفويضًا كاملا حتى موعد الانتخابات التالية، ويصبح الناخبون أى الأغلبية الساحقة متفرجين على أخطاء أو خطايا أو كوارث لا يجدون سبيلا لوقفها بدعوى أن هذه هى الديمقراطية.
ورأى الكاتب أنه ورغم أن دورية الانتخابات أتاحت فرصًا للتصحيح، فقد حدث هذا أحيانًا بعد فوات الأوان. كما أن تحول الانتخابات إلى عملية احترافية برع فيها ساسة قادرون إما على تزييف الوعى العام، أو الحصول على تمويل ضخم لحملاتهم الانتخابية، أضعف فرص التصحيح.
وأكد أن الخلل فى الديمقراطية التمثيلية، بنائى وليس وظيفيًا فقط، لأنها تنطوى فى بنيتها على ظاهرة ديكتاتورية الأقلية. غير أن ما يحدث الآن فى أمريكا أبعد من ذلك.. فالأقليةُ الطاغية تُصادر أهم ما حافظ على الشكل الديمقراطى للنظام السياسى، وهو الحريات العامة وفى مقدمتها حرية التعبير.
فيما تناول الكاتب عبد المنعم سعيد، في مقاله المنشور بصحيفة “الأهرام” ما أعلنه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، من استهداف 145 مليار دولار للصادرات المصرية مع حلول عام 2030.
وقال إن الإعلان لافت للنظر باعتباره جزءا مهما من حزمة الإجراءات الاقتصادية التي اتخذت أولا لتجاوز الأزمة التي تعرض لها الاقتصاد المصري لأسباب خارجية وداخلية؛ وثانيا بلوغ الأهداف التي حددتها «رؤية مصر 2030»؛ وثالثا باعتبارها تتويجا للفترة الرئاسية الجديدة. الرقم يمثل قرابة ثلاثة أمثال مستوى التصدير الحالي والبالغ 53 مليار دولار؛ ولكنه لا يكفى الاحتياجات المصرية لتحقيق انطلاقة في الإنتاجية المصرية وقدرتها على التصدير.
وأكد أن الإعلان أيضا يعود بنا إلى إعلانات حددت هدف 100 مليار دولار للتصدير، ولكن ما نراه حاليا بالغ التواضع بتحقيق نصف ما هو مأمول، وهو الذي يمثل نقطة البداية للهدف الجديد. الأمر على هذا النحو يتطلب المزيد من التفاصيل التي توضح استراتيجية الدولة المصرية، ليس فقط لتحقيق هذا الهدف وإنما أكثر من ذلك تحقيق الاستدامة لمعدلات متسارعة من النمو لتحقيق المرغوب.
وأشار إلى أن الوصول إلي هذا الإنجاز ممكن ما دامت أن القاعدة الإنتاجية المصرية للسلع والخدمات سوف تنمو بنفس الحجم والسرعة خلال المرحلة المقبلة، وهو ما لن يتأتى دون تركيز كبير على الاستثمارات الجديدة التي تقبل على فرص متاحة وأكثر تنافسية لدينا عن دول أخرى تشاركنا الإقليم، ولكنها تسبقنا في هذا المجال.
بينما اقترح الكاتب الصحفي محمد أبو الحديد، في مقاله الصادر صباح اليوم، الخميس، بصحيفة “الجمهورية” تحت عنوان "رسالة للقمة العربية القادمة"، أن يكون البيان المشترك الذى صدر أمس الأول، الثلاثاء، فى ختام لقاء القمة بالقاهرة بين الرئيس السيسي وأمير دولــة الكويت الشقيقة، ليكون وثيقة رئيسية يتم الــبــنــاء عليها، والإضــافــة إليها كمشروع للبيان الختامى الذى يصدر عن القمة العربية القادمة التى تستضيفها مملكة البحرين الشقيقة هذا الشهر.
ولفت الكاتب إلى أن زيارة أمير الكويت لمصر أول أمس، هى الأولى له منذ توليه قيادة الدولة، وعــادة ما تتسم لقاءات القمة الثنائية بين مصر والكويت ـ على قلتها ـ بطبيعة خاصة، وثقل مميز، داخل الإطــار العام للعلاقات المصرية الخليجية والعربية بصفة عامة، وهذه ملاحظة شخصية من واقع متابعتى لهذه اللقاءات.
وأشار إلى أن سبب اقتراحه يرجع إلى أن العرف السياسى والدبلوماسى جرى على أن تتغلب الصياغات الدبلوماسية على لغة البيانات المشتركة للقاءات القمة، حيث يتم الاكتفاء ببيان الأطر العامة للقضايا التى جرى تناولها فى المباحثات ومواقف الدولتين تجاهها دون تفصيل كبير.
ورأى الكاتب أن البيان المصرى الكويتى جاء مختلفاً، سواء فى تحديد القضايا التى تناولتها مباحثات الــزعـيـمين، وهـو تحـديد اتـسم بالوضوح والشمول، أو فــى صياغة المــوقــف المشترك للبلدين تجاه كــل مــن هــذه القضايا، وهى صياغة استخدمت لغة مباشرة، ومفردات محددة، وتفصيلات دقيقة، موضحا أن مباحثات الزعيمين تناولت ـ وفقاً للبيان المــشــتــرك: القضية الفلسطينية مــن خلال الحرب العدوانية الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى فى غزة ـ الأزمــة الليبية ـ الأزمة السودانية ـ قضية الأمن المائى المصرى تسوية القضايا العالقة بين دولتي الكويت والعراق عــن دعم ًالشقيقتين، هذا بالطبع، فضلا العلاقات الثنائية المصرية الكويتية والتعاون المشترك فى كافة المجالات.
وأشار إلى أن ما لفت انتباهه، هو أن «البعد القومى العربي» كان حاضراً فى صياغة الموقف المشترك لمصر والكويت فى هذه القمة وبيانها الختامي، بل كــان هو الخيط الواضح الذى نسج منه هذا الموقف.
وأكد الكاتب انه وفى هذا الإطــار يمكننا أن نحمى معاً إقليمنا ومصالحنا، فليس مطلوباً أن ندخل فى حروب، أو نتورط فى صراعات مسلحة داخل أو خارج إقليمنا العربي، إلا في حالة الحرب على الإرهاب فقد وضع البيان المشترك بين مصر والكويت الأسس السياسية للتعامل العربى مع القضايا الإقليمية والدولية، وهى كما جاء فى نصه: «التنسيق الوطيد بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وضــرورة تغليب ثقافة الــســلام والــحــوار والتسوية الدبلوماسية للنزاعات والخلافات فى منطقة الشرق الأوســـط، فى سبيل تحقيق التنمية والتعايش السلمى بين دول المنطقة، بما يتسق مع قيم التسامح واحترام سيادة الــدول على أراضيها وعدم التدخل فى شئونها الداخلية». ومن يتفق معنا على هذه الأســس ويلتزم بها بــه.. بعد إنهاء الاحــتــلال الإسرائيلي ًفأهلا لفلسطين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة 1967عــلــى حـــدود الــرابــع مــن يــونــيــو وعاصمتها القدس الشرقية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. دمى الراحلين
#دمى_الراحلين
من أرشيف الكاتب #احمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 13 / 1 / 2018
رسامة يابانية اسمها “أيانو تسوكيمي” عادت إلى قريتها “ناجارو” جنوبي اليابان بعد غياب طويل وغربة أجبرتها على الانقطاع عن أخبار مسقط رأسها وجيرانها الطيبين، عادت لتفتش الحواري وتزور الحوانيت وتدق الأبواب فوجدت جل سكان قريتها قد هاجروا أو ماتوا ولم يتبق منهم سوى 37 شخصا فقط.. رفضت الفنانة “أيانو” الفكرة، ولم تتخيل أن تفرغ قريتها الوادعة من أبنائها تلك القرية التي كانت تعج بأصوات الناس وضحكاتهم وكانت تملأ أجسادهم مقاعد المقاهي وزوايا الحارات..
كانت تريد استرجاع الأيام لتراهم من جديد، لكن الزمان مثل ماء النهر لا يعود إلى الوراء أبدا.. ولأنها ترفض فكرة الغياب تماما وتريدهم كما كانت في طفولتها وشبابها، وبسبب اشتياقها إلى نظرات وقوام نفس المؤنسين الذين اعتادت عليهم.. دأبت “أيانو” على صناعة الدمى.. لقد اعتكفت سنوات طويلة وهي تصنع دمى قطنية تشبه الذين غابوان بنفس الملامح؛ ذات الوجه والطول والعيون والعلامات الفارقة.. في مقاومة ذكية منها لفكرة الموت والغياب..
لقد صنعت “أيانو” أكثر من ثلاثمائة وخمسين دمية لثلاثمائة وخمسين شخصا رحل عن قريته أو مات.. كانت تصر على أن تُجلس الدمى في أماكنها المعتادة، فتحت البيوت المغلقة وأجلست كائنات القطن في مقاعدها كما كانت قبل الغياب على الكرسي نفسه أو قرب الشرفة في المطبخ وعلى سرير الشفاء، كما فتحت المقاهي من جديد لأجساد الزبائن القدامى كي يطردوا الغبار ويشغلوا المكان والطاولات فيخافهم الظلام وتشعل المصابيح ضوءها مرحبة بالعائدين من رحلة النسيان الطويلة.
صنعت “أيانو” دمى عائلتها واسترجعت الأم والأب والأشقاء من غيابهم كما أحبت أن تراهم هي، بعافية دون مرض أو علة أو ضعف وقالت ابقوا هنا قريبين أحبكم كما أنتم حتى لو كانت جلودكم من قماش وقلوبكم من قطن، فأنا أحبكم كما أنتم انظروا إلي بعيون الخرز فهي أحَن علي من عيون الوحشة المحدقة بي ليل نهار..على الأقل وإن لم أنجح في دفق الحياة فيكم فأنتم قادرون على إعادة الحياة فيّ، انظروا، ها أنتم ترتدون ملابسكم و تدفئون أماكنكم وتحيون شرايين البيت من جديد، تشاركونني الليل الطويل، لا تدعونني أحلل الأصوات بميزان الرعب، أنتم تتقاسمون معي صوت الرعد وصوت الريح الذي يتسلل إلى غرفتي من الشبّاك الخشبي، كل ما أحتاجه منكم هو وجودكم، ولو كان وجودا شكليا، أشكو لكم عندما تضيق بي الدنيا أو تأتيني الأزمات على شكل طرود جماعية، لا بأس إن كنتم لا تسمعونني يكفي أنني أراكم وأسمعكم، احتكاكي بقطن أطرافكم يسعدني ويسمعني أصواتكم البعيدة هناك في الموت والغربة، هل ثمة فرق بين الموت والغربة ؟؟ كلاهما غياب أيها الخالدون..
يا لها من فكرة عبقرية يا “أيانو”..ليتنا نملك مهارة يديك لنسترجع من نحب، نصنع دمى لمن غادرونا، نعتني الابتسامة ذاتها، ولون البشرة وتجاعيد اليدين، ليتنا نستطيع أن نصنع حضنا أبويا أو رائحة لثوب الأم نلوذ بهما بقية العمر، ليتنا نستطيع أن نصنع ركبة من صوف نغفو عليها عندما يداهمنا إعصار الخوف، ليتنا نعيد تشكيل آبائنا لتكتمل العائلة من جديد، نعيدهم إلى أماكنهم الخالية، نجلس حولهم، نضع وسائدنا بالقرب منهم، نبارك الأحفاد في أحضانهم، نجتمع ثانية دون رتابة أو انشغال بهواتفنا النقّالة، تدور أحاديثنا بحضرتهم نناولهم فناجين القهوة بأيديهم كما كان، وعندما تحين ساعة النوم نشعل “النوّاسة” ونتركهم يأخذون قسطا من الراحة ثم نودّعهم بعبارة “تصبحون على خير”..
دمى القطن أكثر حياة من الصور المعلقة على الجدران.. هنا “في الدمى” ترى ظلا للجسد وتلمس حيّزا في المكان وهذا إنجاز كبير وتقليص لوحشة الموت.. ما الموت إلا اختفاء الظل وشغور المكان.. نحن بحاجة إلى تسخيف الغياب والاحتفاء بالحياة من جديد حتى لو كان الكيان من “دمى” والوجود مستعارا.. لو دققنا بوجودنا سنكتشف أنه مستعار أيضا ونحن مجرد كيانات لحمية وضعت في أماكن يجب ألا تغادرها.
آه يا “أيانو” لو أنني أملك مهارة يديك لصنعت لنفسي من قماش الشوق وقطن الغياب “أمّا ووطنا” فأنا مشتاق لدفء حضنهما بعدما انسلا من فراشي وغابا..
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#172يوما
#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي