عبد الله حمدوك.. متلازمة الفشل والعمالة ..!!
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
طلب (يونتامس) واسهم في انهيار الاقتصاد واضاع الانتقالية ودعم التمرد..
بدأ بشعبية جارفة الا ان سجله احتشد بالكثير من الخيبات
اسفر عن وجهه الحقيقي في أكتوبر 2019 عندما طلب البعثة الاممية..
اسهم بشكل مباشر فى ارتفاع اسعار العملات والانهيار الاقتصادي
يتزعم تنسيقية تقدم التي برزت كظهير سياسي للجنجويد
تقرير _ محمد جمال قندول
لم يرتبط رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك في اذهان السودانيين فقط بتزعمه ل(مجموعة تقدم) المنصنفة كظهير سياسي للتمرد ولكن ايضا للرجل سجل سابق من الخيبات ارتبط بها مع السودانيين رغم انه حظي بشعبية جارفة جعلت المواطنين يعبرون في زمان سابق عن حبهم لرئيس الوزراء السابق بعبارة (شكرا حمدوك) قبل ان يتغير كل شي خلال فترة زمنية وجيزة.
البداية
وصل عبد الله حمدوك لمنصب رئيس الوزراء في أغسطس 2019 بعد اتفاق المكون العسكري والمدني بالاتفاق الشهير (الوثيقة الدستورية) ولم يكن هذا التاريخ اول ظهور لاسم الرجل المنحدر من بوداي كردفان فقد اعتذر حمدوك عن منصب وزير المالية في بدايات ذات العام وتحديدا في حكومة معتز موسي حيث جاء اعتذاره والذي تزامن مع متغيرات سياسية صورته في اذهان السودانيين بالمعارض للانقاذ لتمر اشهر قليلة ويذهب حكم البشير ويكتب للرجل دخول التاريخ كاول رئيس وزراء يحظي بسند شعبي كبير ولكنه فشل خلال فترة تقلده المنصب والتى شكل خلالها حكومتين.
البعثة الاممية
في أكتوبر 2019 كان اول ظهور للوجه الحقيقي لحمدوك حينما اقدم الرجل علي طلب البعثة الاممية المعروفة اختصارا باليونتامس حيث باشرت مهامها في بدايات 2020 وكانت احدي اسباب الحرب وذلك بعد تصرفات وتوجهات المبعوث الاممي بيرتس فولكر وتدخله في الشأن السياسي حتي اوصل البلاد لحالة احتقان عالية كان ختامه حرب الخامس عشر من ابريل بل وتورط المبعوث الاممي.
ولكن الحكومة بعد الحرب تداركت ذلك الامر عبر وزارة الخارجية التي تقدمت بطلب سحب البعثة وقد حدث ذلك بعد جهود حثيثة من الحكومة السودانية.
المدمرة كول
واسهم الرجل بشكل مباشر فى ارتفاع اسعار العملات والانهيار الاقتصادي حينما دفع للحكومة الأمريكية 335 مليون دولار وذلك لتعويضات المدمرة كول حيث أسهم ذلك في تجاوز الدولار حاجز 250 جنيها لاول مرة في التاريخ ويرجع ذلك انذاك لشراء العملة الحرة من السوق الاسود.
ورغم دفع ثمن العقوبات لواشنطن الا ان ذلك لم يفلح في تقدم العلاقات بينها والخرطوم كما كانت تطمح قوي الثورة والاوساط الشعبية وهو امر كان بمثابة انذار للشعب لتقييم حمدوك وحكومته والتي توالي الفشل في عهدها بزيادة المرتبات بنسبة 50٪ في خطوة كان لها أثر مباشر فى انهيار الاقتصاد وتردي المشهد.
اجراءات البرهان
ومضت خطوات الفشل في عهد حمدوك لتكتب فاصلا جديدا في اكتوبر من 2021 حينما اقدم القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان بما اشتهرت حينها بإجراءات البرهان التصحيحية والتى انتهت بفض الشراكة مع المكون المدني وعزل حمدوك من منصبه قبل ان يعيده بعد اسبوعين لمنصبه وفق (اتفاق البرهان حمدوك) ولكن التوقيع بين الرجلين لم يصمدا كثيرا وانهار بعد اسبوعين َغادر الرجل َمنذ ذلك الزمان لم يزر السودان حتي قيام الحرب حينما ظهر متجولا مع قوي قحت بالدول ومن ثم انتخابه من ذات المكونات رئيسا لتنسيقية تقدم والتي برزت كظهير سياسي داعم لاطروحات التمرد.
تقرير _ محمد جمال قندول
الكرامة
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ثورة يحبّها الأعداء… إلى حين!
زوايا
حمّور زيادة
في ذكراها السادسة (ديسمبر/ كانون الأول 2018 – ديسمبر 2024)، تنافس أعداء الثورة السودانية في التسابق الى نسبتها لأنفسهم. ما عدا الاسلاميين الذين أطاحتهم الثورة، وظلوا يردّدون انها انقلاب داخلي وخيانة أمنية بتنسيق دولي. أما الجيش، الذي ظلّ، منذ استقلال السودان في العام 1956، عدواً لكل الأنظمة الديمقراطية، وقامت كل الثورات السودانية ضد حكمه، فقد هنأ الشعب بالثورة المجيدة، ويؤكّد أن الجيش (قامت ضد حكمه الثورة، ثم استمرّت رافضة إدارته الفترة الانتقالية، ثم رافضة انقلابه على الشراكة مع المدنيين) سيكون حارساً لها، حتى تبلغ أهدافها!
هذا خطاب سيستمر فيه الجيش حتى يؤسّس لشرعيته الجديدة التي يكتسبها بالحرب، فالآن لم يعد هناك من يسائله عن انقلاب 25 أكتوبر (2021) الذي قطع به طريق التحوّل الديمقراطي. لذلك احتفل الجيش بوضع لافتة عليها صور أعضاء مجلس السيادة الحالي، وكُتب عليها "شرعية مية المية" (!)، من دون أن يسأل من أين أتت شرعية مجلس السيادة الحالي، بعد أن فضّ قائداه، عبد الفتاح البرهان ومحمد أحمد دقلو (حميدتي)، الشراكة مع المكوّن المدني، وانهارت عملياً الوثيقة الدستورية التي جعلت فترة رئاسة البرهان المجلس مؤقتة حتى نوفمبر/ تشرين الأول 2021. قبل أن يحولها بعد الانقلاب إلى رئاسة دائمة ونافذة، فهو يعين أعضاءً في المجلس ويقيلهم!
هذه الشرعية التي قتلتها بنادق البرهان وحميدتي في أكتوبر ،2021 وما تلاه من شهور، هي ما يتمسّك بها الجيش مؤقتاً حتى تكتمل شرعية حكمه بالحرب، فبعد النصر تصبح شرعية حرب 15 ابريل هي ما تجبّ أي شرعية، وما تسقط أي جريمة.
أما قوات الدعم السريع التي نشأت يداً باطشة للنظام، واستخدمها الجيش والحركة الإسلامية في كل مراحل جرائم إقليم دارفور ثم الخرطوم، وعرضها للايجار والارتزاق في دول الجوار، متكسبين من وحشيتها، فتعلن أنها ملتزمة بالثورة واهدافها! وأنها تقاتل لأجل الحرية والسلام والعدالة.
بعيداً عن أن لدى الحركة الاسلامية نافذين في "الدعم السريع"، كانوا ولا يزالون خصوما للثورة، ويرونها انقلاباً ومؤامرة، ظلّ قائد "الدعم السريع" (حميدتي) نفسه عدوّاً لها ويعتبرها مجرّد فوضى تسمح له بالوصول إلى حكم البلاد، فبالنسبة للرجل الطموح القادم إلى السلطة عبر رهانات متهورة بدأت في بوادي دارفور، لم تكن الثورة إلا مجرّد اضطرابات وتفكك قبضة القوى المسيطرة. وبعملية حساب سريعة، وجد أن فرصته في الصعود وسط حالة الارتباك والفوضى ستكون أكبر منها لو انحاز لقائده وسيده البشير. قفز حميدتي سريعاً من قارب البشير، فأغرقه. ثم وجد نفسه مطلب العسكريين ومقصد رجائهم، كما حكى قائد الجيش، البرهان، في فترة حلفه مع الرجل.
هكذا بدا لحميدتي ان الثورة استنفدت اغراضها، فما بال هؤلاء الناس في الميادين والشوارع؟ هكذا لجأ إلى ما يعرفه دوماً. القمع، والمزيد من القمع. لم يسامح الثورة قط أنها من نادت بدمج الجيوش. وبعد أن أجبر على التوقيع على الاتفاق الإطاري لام أحد قادة قوى الحرية والتغيير أمام الجميع: "لولاكم لما كان الجيش أو غيره يتكلم عن دمج الدعم السريع". لذلك لن يسامحها ما بقي حلمه حياً، فلولاها لأثمرت لقاءات قادة الادارات الأهلية واللافتات الفخمة التي تصفه برجل السلام وتبرّعاته للمهنيين والمجتمعات المحلية مع سعادة الجيش بالتحالف معه، وتنافس عدد من كبار الضباط على تحيته، والعمل تحت إمرته. بينما جرت إقالة ضباطٍ عديدين رفضوا تعاظم نفوذ الرجل الذي حلم في 2017 بامتلاك قوات جوية! كان ذلك كله ليثمر سلطة تأتيه طائعة فيصبح كما يلقبه اتباعه "أمير البلاد". لكن ثورة ديسمبر كان لها حلم مختلف، بدولة مدنية ديمقراطية حديثة. ولم يكن الرجل يفهم لماذا ترفض الثورة الإدارات الأهلية، بينما هناك عمدة لمدينة لندن! كانت هذه معضلة تحيّره، وتحدث عنها في مخاطبة عامة. لذلك ينتظر غالباً نصراً لا يجيء ليعلن نفسه بطلاً لثورة 15 إبريل، كما يردّد الإعلاميون التابعون له.
لكل المتضرّرين من ثورة ديسمبر حكايتهم الخاصة. لكن جميعهم يتفقون على أن الاحزاب السياسة سرقتها من الشعب، وأنهم سيردونها للشعب! حتى الزعيم القبلي الذي أغلق الميناء الرئيسي للبلاد، وكبّدها الخسائر وأذلها في تنسيق مع المكون العسكري لإسقاط حكومة عبدالله حمدوك، حتى لهذا الزعيم حكايته عن الثورة التي طالب فيها الثوار في الشوارع بالبرهان وحميدتي ليحكما، ويسأل مستنكراً: من أين جاءت الأحزاب؟
... هكذا يتنافس عليها المتنافسون. بينما تفرّقت بأبنائها السبل والمواقف. وانهار الوطن الذي حلمت به الثورة. وأصبح مستقبله بين بندقيتي البرهان وحميدتي! حرب المكوّن العسكري الذي انقلب على المدنيين ليصحّح مسار الثورة.
نقلا عن العربي الجديد