لم يكن أحد يتخيل يومًا أن تنتفض الجامعات الأمريكية دفاعًا عن الفلسطينيين وحقوق الإنسان، وأن تؤكد مجموعة من الطلاب استعدادها للتضحية بمستقبلها من أجل القضايا الإنسانية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

الذي يحدث في أمريكا ليس أمرًا هينًا، وليست احتجاجات عابرة تُنظِّمها فئات لها مطالب خاصة؛ بل هم طلاب بأرقى الجامعات وأشهرها، حلموا كثيرًا بالوصول إلى مقاعد الدراسة في هذه الجامعات وأنفق عليهم أولياء أمورهم آلاف الدولارات لكي يصلوا إلى ما وصولوا إليه الآن، آملين أن يكونوا بعد ذلك من قادة المجتمع والسياسة، لكنهم اليوم يُضحون بهذه الأحلام في سبيل الدفاع عن حرية الآخرين وعن حقوقهم في الحياة والعيش الكريم.

لقد وضع طلاب الجامعات الأمريكية الإدارة الأمريكية في مأزق كبير، بأن كشفوا زيف الشعارات الأمريكية حول حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، وها هي في أول اختبار حقيقي تنتهك حقوق الإنسان وتعتدي على الطلبة وتفض اعتصاماتهم بالعنف وتعتقل المئات منهم، كما اعتقلت عددا من أستاذة الجامعات وهددت كل المشاركين في هذه المظاهرات بتوقيع جزاءات تأديبية تصل إلى فصلهم.

إنَّ وعي الشعوب بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر ليس كما قبله، وبالتالي فإنَّ أمريكا بعد هذا الحدث الذي هزّ العالم كله لن تكون أمريكا بعد ذلك، في ظل الوعي الكبير الذي تمتلكه هذه الفئة المهمة من المجتمع الأمريكي باعتبارهم جيل المستقبل وقادة الغد.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رئيس أمريكا الذي تسيره المؤسسات

كتب: رياض محمد

منذ عقود ونحن نسمع عبارة "الرئيس في الولايات المتحدة ليس بامكانه تغيير سياسات الدولة الامريكية لان المؤسسات الامريكية هي التي تدير هذه السياسات..."

وغالبا ما يلي هذه العبارة كلام عن اللوبي اللاسرائيلي وعن المال والشركات الكبرى وفي السنوات القليلة الماضية برزت عبارة الدولة العميقة.

ما جرى في الولايات المتحدة خلال الـ 9 أيام الماضية يثبت مدى سخافة هذه الخرافات الراسخة. 

الرئيس في الولايات المتحدة له صلاحيات هائلة وبامكانه تغيير السياسات بل تغيير وجه امريكا والعالم!

تأمل في مايلي: 

- سحب الولايات المتحدة من الاتفاقات الدولية مثل معاهدة باريس للمناخ او من المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية.

- اغلاق الحدود وانهاء برامج اللجوء واعلان حالة الطوارئ في الحدود واستخدام الجيش والطائرات العسكرية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين.

- انهاء كل برامج التنوع والشمول الموجهة للاقليات والفئات المهمشة وانهاء كل الدعم الفدرالي للتحول الجنسي. 

- اصدار العفو عن اي مجرم بما في ذلك 1500 ممن اقتحم الكونغرس.

- تعليق كل المساعدات الامريكية لدول العالم - وهناك دول ومجتمعات كاملة تعيش على هذه المساعدات.

- زيادة التعريفات الكمركية على سلع اي دولة اجنبية.

- انهاء كل برامج حماية البيئة واطلاق انتاج النفط والغاز الى الحد الاقصى.

- وقف جميع المنح الحكومية. 

- اقالة اي موظف حكومي.

- انهاء الحماية لشخصيات معينة بسبب عملها الحكومي السابق.

- انهاء الترخيص الامني الذي يسمح لشخصيات معينة بالاطلاع على المعلومات السرية.

هذه مجموعة من ما فعله ترامب خلال 9 أيام فقط.

والحقيقة ان صلاحيات الرئيس الامريكي بما في ذلك تغيير السياسات كانت واضحة لنا منذ عام 1993، منذ ذلك العام وبانتخاب كلينتون ليليه بوش الابن ثم باراك اوباما ثم دونالد ترامب ثم جو بايدن ستجد ان كل رئيس غير السياسات الداخلية والخارجية بشكل جذري او شبه جذري. 

بوش الابن ذهب الى العراق واوباما انسحب منه وركز على افغانستان. بوش الابن تحدث عن حملة صليبية ضد الارهاب في حين خاطب اوباما العالم الاسلامي في جامعة القاهرة. 

اوباما ارسل رسائل سرية للخامنئي وترامب فرض عقوبات الضغط الاقصى على ايران. 

اسرائيل كانت ضد انتخاب اوباما لكنه فاز رغما عن اللوبي الاسرائيلي مرتين. 

اسرائيل كانت مع اعادة انتخاب ترامب لكن بايدن فاز رغما عن اللوبي الاسرائيلي. 

شركات التأمين الصحي التي تجني المليارات من الامريكيين رفضت قانون التأمين الصحي الشامل لكن اوباما قدمه وشرع في عهده واصبح نافذا. 

لهذا يا عزيزي عندما تسمع احدهم يقول "الرئيس في امريكا لا يحكم لان الدولة تقودها المؤسسات والشركات الكبرى واللوبي الاسرائيلي" انفجر ضاحكا في وجه هذا العبقري!

مقالات مشابهة

  • تحت شعار “عظمة المشروع وعدالة القضية”.. أمن محافظة صعدة ينظم فعالية إحياءً لذكرى سنوية الشهيد القائد
  • مسير وتدريب قتالي لخريجي دورات التعبئة من طلاب الجامعات الأهلية في مديرية الثورة بالأمانة 
  • دعم طلاب جامعة بنها غير القادرين بـ120 ألف جنيه من «التحالف الوطني»
  • التزام حكومي واستجابة سريعة.. مصر تتحرك لحماية طلاب المنح الأمريكية بعد تعليق التمويل
  • تحرك حكومي سريع لحماية طلاب المنح الأمريكية.. إشادة بدور الجامعات المصرية
  • ترامب يستعد لإعلان قرار يهم طلاب الجامعات المتعاطفين مع حماس
  • رئيس أمريكا الذي تسيره المؤسسات
  • «التعليم العالي»: حل مشكلة الطلاب المقيدين على منح الوكالة الأمريكية
  • «الأعلى للجامعات» يبحث موقف طلاب منح الوكالة الأمريكية للتنمية بعد تعليق برامجها عالميًا
  • النائبة عايدة نصيف: تصريحات ترامب بشأن تصفية القضية الفلسطينية مرفوضة