الخيارات الصعبة.. هل فشلت إسرائيل في استعادة قوة الردع؟
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
منذ تأسيس إسرائيل فإنها تعتمد على استراتيجية "الردع"، إذ يجب أن ينظر إليها على أنها خطيرة جدا ولا يمكن إزعاجها أبدا، ولكن هذه الاستراتيجية قد لا تنجو من التوترات الحالية.
رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرييل شارون، قال في أحد تصريحاته سابقا، إن الردع هو "السلاح الرئيسي للبلاد.. أي الخوف منا"، فيما قال الجنرال الإسرائيلي، موشيه ديان، "إن إسرائيل يجب أن ينظر لها على أنها كلب مسعور.
ووفق تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي ما وقع في السابع من أكتوبر الماضي، وضع هذه الاستراتيجية على المحك إذ أصبح هناك "ضرورة وجودية غير مسبوقة لإعادة بناء قوة الردع في إسرائيل، والتي تتضاءل بشكل متزايد منذ انسحابه من لبنان في عام 2000".
ويشرح التقرير أن حرب إسرائيل في غزة "رد فعل إسرائيلي لا بد أن يكون بنفس القدر، وهو نوبة من العنف لا مثيل لها من حيث النطاق والشدة"، مذكرا بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأن "الجيش الإسرائيلي سيهاجم حماس بقوة لم يسبق لها مثيل".
مبنى مدرسة مدمر في جنوب قطاع غزة / أرشيفيةولكن بعد أشهر من الحرب الضارية "فشلت العروض الإسرائيلية غير المسبوقة للقوة العسكرية في غزة، والجهود المرتبطة بها في أماكن أخرى في المنطقة في استعادة الردع الإسرائيلي" بحسب تقرير للمجلة.
ويبرر التقرير الذي أعده، سجاد صفائي، وهو باحث في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا في ألمانيا، السبب الأساسي في "الفشل" بأن "النصر العسكري الكبير وإصابة حماس بالضرر الحاسم، لا يزال بعيد المنال.. وبدلا من ذلك تثير الهجمات البرية التي تشنها القوات الإسرائيلية إدانة دولية، كما أدت معدلات الخسائر المرتفع إلى حد مثير للقلق في والتي أصابت الجيش الإسرائيلي، ما يثير مخاوف سابقة بشأن ضعف القوات البرية الإسرائيلية".
وأضاف أن ما يحدث "لم يوصل أي رسالة قوة إلى أعداء إسرائيل، وخاصة حزب الله".
ومنذ بدء الحرب في غزة، تسببت اشتباكات في شمال إسرائيل مع حزب الله إلى الدفع بأكثر من 80 ألف مدني إسرائيلي بعيدا عن الحدود، ما يعني أن حزب الله استطاع فرض شروط الاشتباك الخاصة به من خلال إنشاء منطقة عازلة داخل إسرائيل.
ما تواجهه إسرائيل "يشكل إهانة خطيرة للردع الإسرائيلي"، بحسب التقرير، مستشهدا بتصريحات لواء احتياط في الجيش الإسرائيلي، غيرشون هكوهين التي وصف فيها سلوك الجيش الإسرائيلي في الشمال بأنه "محرج".
ناهيك عن أن الحفاظ على استراتيجية الردع قائمة، أصبح أكثر صعوبة من أي وقت مضى خاصة مع "الرؤوس الحربية الإيرانية التي حلقت فوق سماء إسرائيل"، وهو ما جعل من "هالة إسرائيل التي لا تقهر تهتز بشدة".
سيناريوهات أمام إسرائيل المباحثات بشأن الاتفاق السعودي الأميركي الإسرائيلي تأثرت باندلاع الحرب في غزةويشير التقرير إلى أن قادة إسرائيل قد يجدون أنفسهم أمام عدة سيناريوهات، بأن يجبروا على "تكثيف جهودهم لإعادة بناء قوة الردع في حرب واسعة النطاق مع حزب الله، رغم أن احتمالات النجاح ستكون ضئيلة من دون مشاركة قوية للولايات المتحدة في هذه الحرب".
وبهذا ستصعد إسرائيل من العمليات العسكرية في غزة، ما يعني زيادة الانتقادات الدولية والعزلة، أو الدفع نحو تطوير أنظمة دفاع جوي من الجيل التالي، تتضمن تقنيات متطورة.
ويلفت التقرير إلى أن ذلك قد يشكل تحفيزا للتحرك نحو المزيد من السبل الدبلوماسية كوسيلة لتأمين السلام والاستقرار الدائمين، مضيفا أنه من الواضح حتى الآن أن "محاولة إسرائيل لاستعادة أمنها لم تقترب بعد من الانتهاء منها".
الحرب في غزة أسفرت عن مقتل آلاف الأشخاص وقف إطلاق الناروفي الوقت الذي قد يكون خيار التوسع في استراتيجية الردع الإسرائيلي مطروحا أمام قادة إسرائيل، يؤكد تحليل نشرته مجلة فورين أفيرز أن هناك خيارا آخر بإعلان إسرائيل وقف إطلاق النار بشكل أحادي في غزة، وهو ما سيشكل "فرصة لقلب الطاولة على حماس وإيران" ويعزز من توجهات إسرائيل بالتطبيع مع السعودية.
ويؤكد التحليل الذي أعداه دينس روس، وهو مبعوث أميركي سابق إلى الشرق الأوسط، وشغل مناصب عليا في مجال الأمن القومي الأميركي، بالتعاون مع ديفيد ماكوفسكي وهو باحث في معهد واشنطن ومدير مشروع كوريت للعلاقات العربية الإسرائيلية، أن "إسرائيل أمام فرصة سانحة في عام بالغ الصعوبة.. وهو ما ينطبق بالقدر ذاته على الولايات المتحدة" بإظهار القدرة على "تحمل الحرب بين إسرائيل وحماس والفوضى التي أوجدها وكلاء إيران، وإيجاد شرق أوسط أكثر استقرارا".
واشنطن: حماس لم ترد على مقترح "الفرصة الأخيرة" أفاد البيت الأبيض، الأربعاء، بأن حركة حماس الفلسطينية لم ترد - حتى الآن - على مقترح لهدنة تفضي لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين بقطاع غزة، حسبما ذكر مراسل قناة "الحرة".ويشدد بأن العلاقات بين الرئيس الأميركي، جو بايدن ونتانياهو قد تصبح أكثر توترا، لكن اتفاق التطبيع الذي تتوسط فيه واشنطن بين إسرائيل والسعودية هو أهم شيء "يمكنه أن يغير مسار العلاقات"، إذ يدرك بايدن الحاجة إلى تقدم سياسي ذي مصداقية للفلسطينيين قبل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق التطبيع، ولهذا على نتانياهو أن يتعامل مع قاعدته السياسية التي تعارض قيام الدولة الفلسطينية، وتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، وهو ما لا يمكن القيام به من دون وقف لإطلاق النار.
هذه الخيارات ستكون صعبة من الناحية السياسية على نتانياهو، ولكن الضغوطات التي تضعها إسرائيل في غزة لم تفض إلى إطلاق سراح الرهائن، والتهديد بعملية واسعة في رفح لا يمكن أن تتم إلا بإجلاء نحو 1.5 مليون فلسطيني وضمان حصولهم على مكان أمن فيه غذاء وماء ودواء، في عملية إجلاء قد تستغرق نحو ستة أسابيع أو أكثر.
وفي ضوء هذه الحقائق بحسب التحليل، ينبغي على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار، والسماح للمنظمات الإنسانية تخفيف الأوضاع في غزة، ومعالجة المخاوف الدولية، ووضع آلية أفضل لدخول المساعدات، وتوزيعها، ما يعني إعادة تركيز انتباه العالم إلى "تعنت حماس ومحنة الرهائن الإسرائيليين، ما من شأنه المساعدة في تغيير السرد المتشكك الذي يسيطر على الرواية الإسرائيلية على المستوى الدولي ويقلل الضغط عليها لإنهاء الحرب من دون قيد أو شرط".
و"ببساطة" على حد تعبير كانت التحليل، وقف إطلاق النار الإسرائيلي من جانب أحادي لمدة أربعة إلى ستة أسابيع من شأنه أن يوجد فرصة استراتيجية لتطبيع العلاقات مع السعودية، وتحويل التحالف الإقليمي الضمني الذي ظهر بعد هجوم إيران على إسرائيل إلى واقع أكثر جدية.
بلينكن يزور معبرا إسرائيليا مع غزة لتفقد المساعدات جال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء في معبر كرم أبو سالم الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة لتفقد عبور شاحنات المساعدات، وفق مراسل وكالة فرانس برس، بعد أن دعا إسرائيل إلى بذل المزيد لمساعدة القطاع.وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن الأربعاء إنه لم يطلع بعد على خطة للهجوم الذي تتوعد إسرائيل بشنه على رفح تتضمن حماية للمدنيين، وجدد التأكيد على أن واشنطن لا يمكنها دعم مثل هذا الهجوم.
وعقد بلينكن، الأربعاء، اجتماعا في القدس على مدار ساعتين ونصف مع نتانياهو، وبعد ذلك كررت إسرائيل موقفها بأن عملية رفح ستمضي قدما رغم الموقف الأميركي وتحذير الأمم المتحدة من أنها ستؤدي إلى "مأساة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار حزب الله لا یمکن وهو ما فی غزة
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: ما الذي يمنع اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل وإيران؟
حذرت صحيفة نيويورك تايمز من أن العالم يحبس أنفاسه مع احتمال تفجر الصراع بين إسرائيل وإيران في أي وقت، وذكرت أن ما يقرب من شهر قد انقضى منذ هاجمت إسرائيل قواعد إيران العسكرية، ولا يزال العالم يترقب كيف سترد طهران.
وتتساءل الصحيفة، في تقرير لمراسلتها في روما، لارا جايكس، عن الأسباب التي تمنع القوتين في الشرق الأوسط من الدخول في حرب أوسع نطاقا بدت للوهلة الأولى أنها على وشك الانفجار.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الحرس الثوري الإيراني: مواجهتنا مع إسرائيل لها امتداد دوليlist 2 of 2إعلام إسرائيل يتساءل: متى سترد إيران؟ وكيف؟end of listوربما كان المحللون يتوقعون، منذ وقت ليس ببعيد، أن أي ضربة مباشرة من إيران على إسرائيل، أو من إسرائيل على إيران، ستؤدي إلى اندلاع حريق فوري، إلا أن الأمور لم تسر على هذا النحو.
كواليسوذكرت الصحيفة أن أحد أسباب ذلك التحركات الدبلوماسية المحمومة "خلف الكواليس" من الولايات المتحدة ودول عربية.
ومع ذلك، فإن تبادل الهجمات "المدروسة والمحدودة" بين إسرائيل وإيران تنذر أيضا بحرب "صدمة وترويع" بينهما، قد تكون لها عواقب وخيمة ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل على معظم دول العالم.
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن جوليان بارنز داسي، مدير شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قوله إن طبيعة الهجمات المتبادلة تشي -على ما يبدو- بأن الدولتين تدركان مدى خطورة نشوب حرب إقليمية أشد ضراوة، ترغب كلتاهما -على الأرجح- في تفاديها.
واستدرك أن ذلك لا يعني أن النهج الحالي يخلو من مزالق، فهو "مسار محفوف بمخاطر جمة وغير مستدام، سرعان ما قد يخرج عن السيطرة".
التصعيد تدريجياوأضاف أن إسرائيل ربما تتعمد التدرج في التصعيد بنية القيام، في نهاية المطاف، بشيء أوسع نطاقا وأكثر حسما.
ورغم كل ذلك، فإن نيويورك تايمز ترى أن الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل لا تشبه كثيرا الحرب المعروفة باسم الصدمة والترويع التي تُستخدم فيها القوة النارية الماحقة والتكنولوجيا المتفوقة والسرعة لتدمير قدرات العدو المادية وإرادته في المقاومة، وهو مدلول أطلقه لأول مرة خبيران عسكريان أميركيان عام 1996.
ولعل أبرز مظاهر الصدمة والترويع التي لا تنسى -حسب الصحيفة- تلك التي تجلت في وابل الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة في بداية غزوها العراق عام 2003، وحربها على أفغانستان عام 2001.
وتعتقد الصحيفة أنه سيكون من الصعب تنفيذ حرب "الصدمة والترويع" في الصراع الدائر حاليا في الشرق الأوسط، ذلك أنه يستدعي إشراك قوات برية وتزويدها بعتاد بري وجوي وبحري أكثر مما قد ترغب إسرائيل أو إيران في نشره عبر مئات الأميال التي تفصل بينهما.
الصدمة والترويعولا تزال الأوساط العسكرية تتداول في إذا ما كان هجوم "الصدمة والترويع" قابلا للتطبيق. وهذا ما ناقشه رئيس هيئة الأركان المشتركة المتقاعد، الجنرال الأميركي مارك ميلي، والرئيس التنفيذي السابق لشركة غوغل، إريك شميت، في مقالهما التحليلي الذي نشرته مجلة فورين أفيرز أغسطس/آب الماضي.
وفي ذلك المقال، كتب الاثنان أن عصر حروب الصدمة والترويع، "التي كانت واشنطن قادرة فيها على القضاء على خصومها بقوة نيران قاهرة، قد ولى"، وأن الأسلحة ذاتية التشغيل والذكاء الاصطناعي يغيران طبيعة الحرب.
وقد رد محللان في مركز الدراسات الإستراتيجية التابع للبحرية الملكية البريطانية، الشهر الماضي، على المقال المذكور بأن حرب الصدمة والترويع تتطور ولم تنتهِ، واستدلا على ذلك بهجوم إسرائيل على حزب الله في لبنان عبر أجهزة النداء واللاسلكي المفخخة.
ووفقا لتقرير نيويورك تايمز، فإن تبادل الهجمات الأشهر الماضية بين إسرائيل وإيران جعل المسؤولين حول العالم في حالة تأهب لحرب إقليمية أوسع نطاقا. وبعد ساعات من الضربات، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي إن بلاده قررت خلق "معادلة جديدة" في صراعها المستمر منذ سنوات مع إسرائيل.
مخاطرغير أن فرزان ثابت، وهو محلل متخصص في السياسة الإيرانية والشرق أوسطية في معهد جنيف للدراسات العليا في سويسرا، صرح للصحيفة الأميركية بأن وابل الهجمات الصاروخية المنضبطة يبدو أنه يشير إلى نوع جديد من الحروب.
لكنه حذر أيضا من الأسوأ ربما يحدث حتى الآن، إذ أشارت إيران مؤخرا إلى أنها مستعدة لضرب مصادر الطاقة الرئيسية في إسرائيل -بما في ذلك حقول الغاز ومحطات الطاقة ومحطات استيراد النفط- في حال استُهدفت بنيتها التحتية المدنية.
ويعتقد ثابت أن إيران "تحاول أن تكون لها الكلمة الأخيرة"، بمعنى أنها "تريد أن تُظهر لشعبها وللرأي العام الإقليمي أنها فعلت شيئا، لكنها لا تريد تصعيد الصراع".
ومع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب للسلطة، فإن نيويورك تايمز تتوقع على نطاق واسع أن ينتهج سياسة خارجية مواتية لإسرائيل، و"يحشد صقورا مناوئين لإيران في حكومته"، مما قد ينقل الحرب بين إيران وإسرائيل إلى مضمار جديد.