تظاهرات أمام وزارة التجارة البريطانية وشركات تصنيع الأسلحة لوقف دعمها لـ”إسرائيل”
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
الجديد برس:
تظاهر مئات البريطانيين، الأربعاء، أمام وزارة التجارة وشركات تصنيع الأسلحة لوقف تصدير السلاح إلى “إسرائيل”، بسبب عدوانها المستمر على قطاع غزة.
وتجمع متظاهرون بريطانيون في موقع شركة “BAE Systems” في غلاسكو، وذلك في عيد العمال، استجابةً لدعوات إلى عرقلة تدفق الأسلحة إلى “إسرائيل”.
وتُعد شركة “BAE Systems” إحدى شركات الأسلحة الرائدة في المملكة المتحدة، حيث تنتج 15% من المكونات المطلوبة لطائرات “F-35″، والتي سبق أن استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في أثناء قصفه قطاع غزة.
وتقوم الشركة أيضاً ببناء سفن فرقاطة من النوع “26”، والتي سيجري تزويدها بالدروع التي تم تطويرها في “إسرائيل”، بحسب صحيفة “ذا ناشيونال” الاسكتلندية.
ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين قوله: “نحن نقوم بفرض الحظر بأنفسنا، وبذلك نجلب التضامن الاسكتلندي لشعب فلسطين الذي عانى من أهوال وإذلال خلال 75 عاماً من الاحتلال”.
بدورها، قالت جوستين، وهي نقابية من غلاسكو: “لقد رأينا عمالاً في جميع أنحاء المملكة المتحدة يشاركون في أعمال التضامن مع فلسطين، بما في ذلك التبرع بالمال والوقت والموارد، وبناء العلاقات واتخاذ إجراءات مباشرة”.
وتابعت: “في عيد العمال هذا، نفكر بشكل خاص في زملائنا العمال في فلسطين، الذين شوه الاحتلال والإبادة الجماعية الحالية حياتهم”.
كما أكدت أن “إغلاق مصانع الأسلحة يضر بأرباح أصحاب العمل والمساهمين”.
????HAPPENING NOW: over 1,000 workers blockading UK Trade Department in London & BAE Systems’ arms factories in Scotland, Wales & Lancashire.
“If arms company bosses & Britain’s political elite won’t impose an arms embargo, we, the workers, will continue enforcing it from below”???????? pic.twitter.com/Q7TyEz2Vu6
— Georgie Robertson (@_GeorgieBlaise) May 1, 2024
وتتعالى الأصوات في الغرب، في مؤسسات رسمية وغير رسمية، من أجل وقف تسليح “إسرائيل” بسبب عدوانها على قطاع غزة، وارتكابها حرب الإبادة فيه.
وكشفت صحيفة “إندبندنت” البريطانية، عن أحدث أرقام لحجم الأسلحة التي تصدرها المملكة المتحدة إلى “إسرائيل”، أن المملكة سمحت بتصدير سلع عسكرية بقيمة 57 مليون جنيه إسترليني تقريباً إلى “تل أبيب” في الفترة من 2022 إلى يونيو 2023.
وبيّنت الصحيفة أن هذه الأرقام لا تشمل التراخيص “المفتوحة” التي لا تحد من كمية أو قيمة الصادرات، مشيرة إلى أن المملكة المتحدة تزود “إسرائيل” بما يصل إلى 15% من قيمة طائراتها من طراز F-35 التي تستخدم في الغارات الجوية.
ومنتصف شهر مارس الفائت، كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن أكثر من 130 برلمانياً بريطانياً وقعوا رسالة موجهة إلى وزير الخارجية ديفيد كاميرون تدعوه إلى الضغط فوراً على الحكومة لإيقاف مبيعات الأسلحة لـ”إسرائيل”، وتسلط الضوء على الإجراءات التي اتخذتها دول أخرى.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: المملکة المتحدة
إقرأ أيضاً:
استقطاب حاد في بريطانيا بعد طرد إسرائيل نائبتين برلمانيتين
لندن- أعاد منع إسرائيل برلمانيتين بريطانيتين عن حزب العمال من دخول أراضي الضفة الغربية لتقصي الحقائق وترحيلهما قسرا إلى لندن، الجدل في الساحة السياسية البريطانية بشأن حدود العلاقة مع تل أبيب.
وفي الوقت الذي رص فيه أزيد من 70 نائبا برلمانيا وأعضاء في الحكومة الصفوف في بهو البرلمان تضامنا مع البرلمانيتين العائدتين إلى لندن، عاد الاستقطاب السياسي ولغة التحريض ليخيم على مواقف السياسيين البريطانيين بعد أن أطلقت زعيمة حزب المحافظين كيمي بادينوك تصريحات أبدت فيها تفهما غير مشروط للقرار الإسرائيلي.
خطاب تحريضيوقالت بادينوك في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن إسرائيل "تملك حق السيادة على أراضيها" و"حق اختيار من يعبر حدودها"، مشيرة إلى أن منع نواب عن حزب العمال من دخول إسرائيل ليس مستغربا ولكنه أيضا تطور لافت.
وانتقدت زعيمة المحافظين الأصوات المعارضة للسياسات الإسرائيلية والمؤيدة للقضية الفلسطينية داخل البرلمان، وقالت إنهم "غالبا ما يُنتخبون بأصوات المسلمين"، متهمة إياهم بتحويل البرلمان البريطاني إلى "مسرح لنظريات المؤامرة والدعاية المضللة لصالح حركة حماس".
ولم يتأخر رد وزير الخارجية في حكومة حزب العمال البريطاني ديفيد لامي على تلك التصريحات، حيث استهجن دعم طرد إسرائيل البرلمانيتين البريطانيتين، متسائلا إن كان حزب المحافظين سيقدم على اتخاذ الموقف نفسه بشأن منع نواب من الحزب من دخول الصين.
إعلان إهانةوفي خطاب أمام مجلس العموم البريطاني حاولت البرلمانية ابتسام محمد -التي تعرضت للترحيل من قبل السلطات الإسرائيلية- أن تضع التصرفات الإسرائيلية في سياق أوسع، حيث وصفت ما تعرضت له بـ"مواجهة دبلوماسية" مع بريطانيا ومحاولة لفرض الرقابة على نوابها البرلمانيين ومنعهم من انتقاد إسرائيل التي "لا ينبغي أن تصبح دولة فوق المساءلة والقانون".
وانزاحت أيضا أصوات أخرى داخل حزب المحافظين عن المواقف المتشددة لقيادته السياسية المحرضة على المؤيدين للفلسطينيين، إذ اتفق الوزير في حكومة الظل المحافظة ريدشالد فولر مع خصوم حزبه الذين يرون في السلوك الإسرائيلي تحديا لتقاليد العمل البرلماني البريطاني، مشددا في مقابلة صحفية على أن حرية البرلمانيين يجب أن تحترم ويجب الدفاع عن الديمقراطية لأنها "ليست دائما مضمونة".
ويرى كريس دويل رئيس مجلس التفاهم العربي البريطاني -الجهة التي نظمت زيارة البرلمانيتين البريطانيتين ضمن وفد برلماني للاطلاع على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ودعم المشاريع الإنسانية- أن معاملة السلطات الإسرائيلية للبرلمانيتين تحول غير مسبوق في تاريخ العلاقة بين الديمقراطية البرلمانية البريطانية مع دولة حليفة للمملكة، وقد يفتح الباب أمام تجاوزات أخطر.
وأضاف دويل -في حديثه مع الجزيرة نت- أن إسرائيل تحاول مصادرة حق البرلمانيين في تقصي الحقائق وتشكيل آراء ومواقف مبنية على ما يرصدونه على أرض الواقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تضخ إليها بريطانيا سنويا مساعدات لتمويل مشاريع تنموية وإغاثية، في حين يتعرض سكانها الأصليون بشكل متواصل لأسوأ أنواع الانتهاكات.
سجال
هذا الانقسام في الرؤى بشأن حجم الدعم للقضية الفلسطينية ينسحب أيضا على حزب العمال الذي تتسع الهوة بين قيادته السياسية وقواعده الحزبية بشأن الموقف من حرب الإبادة في غزة.
إعلانويحاول زعيم الحزب كير ستارمر قائد جناح الوسط، النأي بالحزب عن توجيه انتقادات حادة لإسرائيل، في حين يستمر في التحفظ على وصف ما يقع في غزة بالإبادة الجماعية، رافضا اتخاذ موقف أكثر حسما بشأن حظر الأسلحة لإسرائيل.
بالمقابل يصر برلمانيون عن "العمال" محسوبون على جناح أقصى اليسار وآخرون مستقلون في مقدمتهم رئيس الحزب السابق جيرمي كوربن منذ أسابيع، على جعل البرلمان البريطاني في قلب الجهود الدولية للضغط من أجل وقف حرب الإبادة على غزة.
حسابات انتخابيةوتتزامن عودة السجال السياسي بشأن دعم سياسات إسرائيل ضد الفلسطينيين وملاحقة النشطاء المناهضين لإسرائيل، مع قرب إجراء انتخابات محلية في عدد من المقاطعات البلدية البريطانية مطلع الشهر المقبل، يحاول فيها كل من حزب المحافظين وحزب الإصلاح المتطرف استغلال ورقة القرب من إسرائيل لاستقطاب أنصار اليمين، في حين يسعى حزب العمال جاهدا لاستمالة أصوات الأقليات المسلمة الغاضبة من دعمه المتواصل لحرب الإبادة في غزة.
في هذا السياق يرى كامل حواش الرئيس السابق للجنة التضامن مع فلسطين في بريطانيا، أن ردود الفعل الصادرة عن الحكومة البريطانية تندرج في سياق التصدي الحزبي لخصم انتخابي وتقع ضمن دائرة السجال السياسي التقليدي بين العمال والمحافظين، ولكنها أيضا محاولة لجسر الهوة مع الجالية المسلمة التي يتنامى في أوساطها السخط من مواقف الحكومة تجاه الحرب على غزة.
وقال حواش، العضو السابق في حزب العمال البريطاني، الذي عاش تجربة مماثلة عام 2017 بعد منعه من قبل السلطات الإسرائيلية من دخول الأراضي المحتلة، إن إسرائيل تحاول تحدي حلفائها أيضا وترهيبهم، ولا ترغب في أن يوثق أحد جرائمها في غزة والضفة الغربية أو أن يكون شاهدا عليها.
وأضاف للجزيرة نت أنه في الوقت الذي يمثل فيه السلوك الإسرائيلي إهانة للعمل البرلماني، تكتفي الحكومة بالتنديد دون أن تمتلك بعد الجرأة السياسية لاتخاذ خطوات ملموسة من قبيل استدعاء السفير الإسرائيلي في لندن أو طرده، تأكيدا على أن حرية النواب البرلمانيين في التعبير خط أحمر لا يمكن انتهاكه حتى من قبل حليف كإسرائيل.
إعلان