رأي اليوم:
2024-12-28@05:36:56 GMT

اتفاق الهجرة بين أوروبا وتونس..تساؤلات ومخاوف

تاريخ النشر: 31st, July 2023 GMT

اتفاق الهجرة بين أوروبا وتونس..تساؤلات ومخاوف

روما / جيادا زامبانو / الأناضول توصل الاتحاد الأوروبي منتصف يوليو/ تموز الجاري إلى اتفاق مع تونس طال انتظاره للتعاون على الحد من تدفق الهجرة غير النظامية إلى شواطئ أوروبا المطلة على البحر المتوسط. وجرى توقيع الاتفاق بعد اجتماع حاسم بين رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، ونظيرته الإيطالية جيورجيا ميلوني والرئيس التونسي قيس سعيد.

وبموجب الاتفاق، وافق الاتحاد الأوروبي على تقديم دعم مالي وتقني لتونس من أجل “ردع” الهجرة غير النظامية باتجاه أوروبا. بيد أن خبراء القانون الدولي والجماعات الإنسانية حذروا من أن الصفقة “يمكن أن تؤدي إلى انتهاكات جسيمة للحقوق، بدلا من المساعدة في حل القضايا المعقدة”. ووفقا للتفاصيل القليلة المعلنة، يهدف الاتفاق إلى منع المهاجرين غير النظاميين من الوصول إلى أوروبا، ولضمان عودة التونسيين الذين ليس لديهم إذن بالبقاء في أوروبا، إضافة إلى تسهيل عودة المهاجرين من جنسيات أخرى والذي انطلقوا صوب أوروبا من تونس إلى بلدان ثالثة. كما يتولى الاتحاد الأوروبي تمويل العودة “الطوعية” للمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى بلادهم عبر تونس. وكانت تونس رفضت أن تكون “مركز استقبال” للمهاجرين الأفارقة المرحلين من إيطاليا أو أي بلد أوروبي آخر، حيث يسمح للسلطات الأوروبية بإعادة المهاجرين غير النظاميين إلى البلدان التي انطلقوا منها، وصنفت نيجيريا والجزائر والسنغال والمغرب وتونس وغامبيا من بينها. مخاوف حقوقية وتعليقا على الاتفاق، أعربت عدة منظمات حقوقية عن مخاوفها حياله، وقالت إنه يأتي “وسط تقارير عن تصاعد حدة الانتهاكات ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء من قبل السلطات التونسية”. ووصفت إيف غيدي، مديرة مكتب المؤسسات الأوروبية في منظمة العفو الدولية، في بيان الاتفاق بأنه “غير حكيم، وتم توقيعه رغم الأدلة المتزايدة على ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على أيدي السلطات (التونسية)”. وقالت إن الاتفاق “سيؤدي إلى توسع خطير في سياسات الهجرة الفاشلة من الأساس”، مشيرة إلى أنه يعكس “قبول الاتحاد الأوروبي بالسلوك القمعي المتزايد للرئيس التونسي قيس سعيد وحكومته”. وأضافت غيدي: “في الوقت الذي كانت فيه تونس والاتحاد الأوروبي يستعدان لتوقيع الاتفاق، تركت السلطات التونسية مئات الأشخاص من بينهم أطفال عالقين على الحدود الصحراوية التونسية في البداية بدون ماء أو طعام أو مأوى”، واعتبرت غيدي أن الاتفاق يجعل الاتحاد الأوروبي “متواطئا” في المعاناة التي ستترتب عليه. وسبق لتونس أن رفضت اتهامات موجهة إليها بالإساءة للمهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء، وقالت وزارة داخليتها في بيان الخميس: “نرفض المزاعم التي من شأنها المساس بصورة تونس لغايات مشبوهة، وتوظيف بعض الأطراف لملف الهجرة غير الشرعية لغايات خاسرة”. من جهته، نفى الرئيس التونسي قيس سعيد تلك المزاعم، ورد على المنظمات التي اتهمت سلطات بلاده بسوء معاملة العالقين على الحدود، قائلا إنها تنشر “أخبارا كاذبة”. بدوره، قال كريستوفر هاين، أستاذ سياسة الهجرة واللجوء بجامعة لويس في روما، للأناضول، إن سريان الاتفاق مع تونس “لا يعني أنه سيحقق النجاح الذي تأمله مفوضية الاتحاد الأوروبي والحكومتان الإيطالية والهولندية”. وتساءل: “لماذا تم توقيع هذه الاتفاقية الآن في ظل وجود نظام ديكتاتوري في تونس، ومع اضطهاد مقلق للمعارضين بمن فيهم الصحفيون، إضافة إلى حظر البرلمان، وتركز جميع السلطات في يد الرئيس التونسي؟”، وفق تعبيره. فيما علق باولو إيفرات، أستاذ قانون الهجرة في جامعة تور فيرغاتا في روما، قائلا: “من خلال التفاصيل القليلة التي لدينا حتى الآن، يمكنني توقع الانتهاكات المحتملة لاتفاقية جنيف لحقوق الإنسان، ولتوجيهات الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة، وحتى التعارض مع الدستور الإيطالي”. ورأى كثيرون في مفاوضات إيطاليا مع تونس “محاولة دبلوماسية لإقناع المؤسسات الدولية وشركاء الاتحاد الأوروبي بتمويل حكومة سعيد وحكومات أخرى مماثلة، وغض الطرف عن الإجراءات المقيدة للحقوق المدنية”. كما اتهموا قادة الاتحاد الأوروبي بتجاهل معايير حقوق الإنسان الأساسية، بتركيز سياساتهم وتمويلهم على الاحتواء ومراقبة الحدود، بدلا من ضمان طرق آمنة وقانونية لأولئك الذين يحاولون مغادرة بلدانهم. وكانت رئيسة الوزراء الإيطالية أيدت موقف تونس بقوة حيال الهجرة غير النظامية، حيث تعهدت حكومتها اليمينية المتطرفة منذ فترة طويلة بوقف تدفقات الهجرة المتزايدة إلى الشواطئ الجنوبية لإيطاليا، في محاولة لإقناع شركاء الاتحاد الأوروبي بالحاجة المشتركة “للدفاع عن الحدود الأوروبية”. وأشادت ميلوني بالاتفاق، مشيرة إلى أنه يمكن أن يصبح “نموذجا” للاتفاقيات المستقبلية مع دول المغرب العربي الأخرى والقارة الإفريقية بأكملها. تونس نقطة انطلاق للمهاجرين في الأشهر الأخيرة، تجاوزت تونس ليبيا كنقطة انطلاق رئيسية في شمال إفريقيا لمن يبحثون عن الحماية في أوروبا. وتسببت النزاعات الأخيرة في ليبيا وتزايد عدم الاستقرار بتفاقم أعداد المهاجرين من جنوب الصحراء الوافدين إلى تونس لبدء طريق الهجرة غير النظامية باتجاه أوروبا. وليس المهاجرين من جنوب الصحراء وحدهم من يتوجهون إلى البحر المتوسط الخطير، حيث أن غياب الاستقرار السياسي وبطالة الشباب وارتفاع التضخم وارتفاع الأسعار تدفع أيضا أعدادًا متزايدة من التونسيين إلى أوروبا. وفي خطاب ألقاه في فبراير/ شباط الماضي، قال الرئيس التونسي إن المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى “يهددون هوية البلاد”. الفترة الأكثر دموية لجنة الإنقاذ الدولية وصفت الربع الأول من العام 2023، بأنه الفترة “الأكثر دموية” بالنسبة للمهاجرين غير النظاميين عبر البحر المتوسط منذ العام 2017. وعليه، طالبت اللجنة في بيان الاتحاد الأوروبي بتوسيع الطرق الآمنة وتعزيز عمليات البحث والإنقاذ في المتوسط، وجعل “حماية” الأشخاص وليس الحدود في قلب المفاوضات المستمرة كجزء من ميثاق الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة واللجوء”. من جهته، قال هارلم ديسير، النائب الأول لرئيس لجنة الإنقاذ الدولية في أوروبا: “لقد ثبت أن التضحية بحماية الضعفاء باسم الردع، أمر غير فعال ويتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية”. ووفقا لبيانات مفوضية الاتحاد الأوروبي، وصل ما لا يقل عن 45 ألف شخص إلى أوروبا من تونس منذ بداية عام 2023، ما يمثل زيادة كبيرة في عدد الوافدين عبر هذه الطرق في السنوات السابقة. واعترض خفر السواحل التونسي أكثر من 14 ألف شخص حاولوا الوصول إلى أوروبا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وهو ما يعادل أكثر من 5 أضعاف أولئك الذين خاضوا الرحلة ذاتها، في نفس الوقت من العام الماضي. وفي النصف الأول من العام 2023، تم الإبلاغ عن مصرع أو فقد أكثر من 600 شخص قبالة السواحل التونسية.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الهجرة غیر النظامیة الاتحاد الأوروبی من جنوب الصحراء المهاجرین من إلى أوروبا من العام

إقرأ أيضاً:

مجلس الوزراء يوافق على قرار جمهوري بشأن تعديل اتفاق إنشاء البنك الأوروبي لإعادة الإعمار

كتب- محمد أبو بكر:

ترأس الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، اليوم، اجتماع الحكومة الأسبوعي، لمتابعة عدد من الملفات المختلفة.

ووافق مجلس الوزراء في اجتماعه اليوم برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي على عدة قرارات، منها مشروع قرار رئيس الجمهورية بخصوص قراري مجلس محافظي البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، رقمي 259 و260 بشأن تعديل اتفاق إنشاء البنك، لتمكين التوسع الجغرافي لعملياته في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والعراق، لتعزيز نشاط البنك في التنمية الاقتصادية، وكذلك إزالة القيود القانونية على رأس المال الخاص بالعمليات العادية، من أجل حماية السلامة المالية والاستدامة للبنك.

اقرأ أيضا:

تفاصيل حالة الطقس حتى الإثنين: أمطار وصقيع ورياح على هذه الأماكن

الاستعلام عن استهلاك فاتورة الكهرباء لشهر ديسمبر 2024.. تعرف على الخطوات

هيئة الدواء تُصحح 3 شائعات بشأن لقاحات الأطفال.. وتوجه نصائح للأسر

الدكتور مصطفى مدبولى قرار جمهوري إنشاء البنك الأوروبي لإعادة الإعمار

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: الهيئة الوطنية للإعلام تحظر استضافة العرافين والمُنجمين الأخبار المتعلقة الحكومة توافق على منحة إسبانية لتحسين جودة المياه أخبار بدء اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي أخبار بعد إصابته بالدوار.. مجلس الوزراء يصدر بيانًا بشأن الحالة الصحية لمدبولي أخبار

مقالات مشابهة

  • باحث سياسي: الاحتلال مستمر في خروقاته منذ اتفاق وقف إطلاق النار
  • باحث: الاحتلال مستمر في خروقاته بلبنان ولم يتوقف منذ اتفاق وقف إطلاق النار
  • المغرب…استعدادات أمنية مكثفة لمواجهة تدفق المهاجرين غير النظاميين في رأس السنة
  • بعد حادث دولو.. التفاصيل الكاملة حول الخلافات الجديدة بين الصومال وإثيوبيا
  • مقتل عشرات المهاجرين أثناء توجههم إلى إسبانيا
  • حصيلة مأساوية: أكثر من 10 آلاف شخص لقوا حتفهم في 2024 خلال محاولة الوصول إلى إسبانيا
  • وزير الخارجية: نحتاج إلى التشاور والتنسيق مع دولة شقيقة مثل تونس
  • مجلس الوزراء يوافق على قرار جمهوري بشأن تعديل اتفاق إنشاء البنك الأوروبي لإعادة الإعمار
  • نتنياهو يتهم حماس بتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • الوزراء يوافق على تعديل اتفاق إنشاء البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية