رأي اليوم:
2025-04-10@21:15:35 GMT

اتفاق الهجرة بين أوروبا وتونس..تساؤلات ومخاوف

تاريخ النشر: 31st, July 2023 GMT

اتفاق الهجرة بين أوروبا وتونس..تساؤلات ومخاوف

روما / جيادا زامبانو / الأناضول توصل الاتحاد الأوروبي منتصف يوليو/ تموز الجاري إلى اتفاق مع تونس طال انتظاره للتعاون على الحد من تدفق الهجرة غير النظامية إلى شواطئ أوروبا المطلة على البحر المتوسط. وجرى توقيع الاتفاق بعد اجتماع حاسم بين رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، ونظيرته الإيطالية جيورجيا ميلوني والرئيس التونسي قيس سعيد.

وبموجب الاتفاق، وافق الاتحاد الأوروبي على تقديم دعم مالي وتقني لتونس من أجل “ردع” الهجرة غير النظامية باتجاه أوروبا. بيد أن خبراء القانون الدولي والجماعات الإنسانية حذروا من أن الصفقة “يمكن أن تؤدي إلى انتهاكات جسيمة للحقوق، بدلا من المساعدة في حل القضايا المعقدة”. ووفقا للتفاصيل القليلة المعلنة، يهدف الاتفاق إلى منع المهاجرين غير النظاميين من الوصول إلى أوروبا، ولضمان عودة التونسيين الذين ليس لديهم إذن بالبقاء في أوروبا، إضافة إلى تسهيل عودة المهاجرين من جنسيات أخرى والذي انطلقوا صوب أوروبا من تونس إلى بلدان ثالثة. كما يتولى الاتحاد الأوروبي تمويل العودة “الطوعية” للمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء إلى بلادهم عبر تونس. وكانت تونس رفضت أن تكون “مركز استقبال” للمهاجرين الأفارقة المرحلين من إيطاليا أو أي بلد أوروبي آخر، حيث يسمح للسلطات الأوروبية بإعادة المهاجرين غير النظاميين إلى البلدان التي انطلقوا منها، وصنفت نيجيريا والجزائر والسنغال والمغرب وتونس وغامبيا من بينها. مخاوف حقوقية وتعليقا على الاتفاق، أعربت عدة منظمات حقوقية عن مخاوفها حياله، وقالت إنه يأتي “وسط تقارير عن تصاعد حدة الانتهاكات ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء من قبل السلطات التونسية”. ووصفت إيف غيدي، مديرة مكتب المؤسسات الأوروبية في منظمة العفو الدولية، في بيان الاتفاق بأنه “غير حكيم، وتم توقيعه رغم الأدلة المتزايدة على ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على أيدي السلطات (التونسية)”. وقالت إن الاتفاق “سيؤدي إلى توسع خطير في سياسات الهجرة الفاشلة من الأساس”، مشيرة إلى أنه يعكس “قبول الاتحاد الأوروبي بالسلوك القمعي المتزايد للرئيس التونسي قيس سعيد وحكومته”. وأضافت غيدي: “في الوقت الذي كانت فيه تونس والاتحاد الأوروبي يستعدان لتوقيع الاتفاق، تركت السلطات التونسية مئات الأشخاص من بينهم أطفال عالقين على الحدود الصحراوية التونسية في البداية بدون ماء أو طعام أو مأوى”، واعتبرت غيدي أن الاتفاق يجعل الاتحاد الأوروبي “متواطئا” في المعاناة التي ستترتب عليه. وسبق لتونس أن رفضت اتهامات موجهة إليها بالإساءة للمهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء، وقالت وزارة داخليتها في بيان الخميس: “نرفض المزاعم التي من شأنها المساس بصورة تونس لغايات مشبوهة، وتوظيف بعض الأطراف لملف الهجرة غير الشرعية لغايات خاسرة”. من جهته، نفى الرئيس التونسي قيس سعيد تلك المزاعم، ورد على المنظمات التي اتهمت سلطات بلاده بسوء معاملة العالقين على الحدود، قائلا إنها تنشر “أخبارا كاذبة”. بدوره، قال كريستوفر هاين، أستاذ سياسة الهجرة واللجوء بجامعة لويس في روما، للأناضول، إن سريان الاتفاق مع تونس “لا يعني أنه سيحقق النجاح الذي تأمله مفوضية الاتحاد الأوروبي والحكومتان الإيطالية والهولندية”. وتساءل: “لماذا تم توقيع هذه الاتفاقية الآن في ظل وجود نظام ديكتاتوري في تونس، ومع اضطهاد مقلق للمعارضين بمن فيهم الصحفيون، إضافة إلى حظر البرلمان، وتركز جميع السلطات في يد الرئيس التونسي؟”، وفق تعبيره. فيما علق باولو إيفرات، أستاذ قانون الهجرة في جامعة تور فيرغاتا في روما، قائلا: “من خلال التفاصيل القليلة التي لدينا حتى الآن، يمكنني توقع الانتهاكات المحتملة لاتفاقية جنيف لحقوق الإنسان، ولتوجيهات الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة، وحتى التعارض مع الدستور الإيطالي”. ورأى كثيرون في مفاوضات إيطاليا مع تونس “محاولة دبلوماسية لإقناع المؤسسات الدولية وشركاء الاتحاد الأوروبي بتمويل حكومة سعيد وحكومات أخرى مماثلة، وغض الطرف عن الإجراءات المقيدة للحقوق المدنية”. كما اتهموا قادة الاتحاد الأوروبي بتجاهل معايير حقوق الإنسان الأساسية، بتركيز سياساتهم وتمويلهم على الاحتواء ومراقبة الحدود، بدلا من ضمان طرق آمنة وقانونية لأولئك الذين يحاولون مغادرة بلدانهم. وكانت رئيسة الوزراء الإيطالية أيدت موقف تونس بقوة حيال الهجرة غير النظامية، حيث تعهدت حكومتها اليمينية المتطرفة منذ فترة طويلة بوقف تدفقات الهجرة المتزايدة إلى الشواطئ الجنوبية لإيطاليا، في محاولة لإقناع شركاء الاتحاد الأوروبي بالحاجة المشتركة “للدفاع عن الحدود الأوروبية”. وأشادت ميلوني بالاتفاق، مشيرة إلى أنه يمكن أن يصبح “نموذجا” للاتفاقيات المستقبلية مع دول المغرب العربي الأخرى والقارة الإفريقية بأكملها. تونس نقطة انطلاق للمهاجرين في الأشهر الأخيرة، تجاوزت تونس ليبيا كنقطة انطلاق رئيسية في شمال إفريقيا لمن يبحثون عن الحماية في أوروبا. وتسببت النزاعات الأخيرة في ليبيا وتزايد عدم الاستقرار بتفاقم أعداد المهاجرين من جنوب الصحراء الوافدين إلى تونس لبدء طريق الهجرة غير النظامية باتجاه أوروبا. وليس المهاجرين من جنوب الصحراء وحدهم من يتوجهون إلى البحر المتوسط الخطير، حيث أن غياب الاستقرار السياسي وبطالة الشباب وارتفاع التضخم وارتفاع الأسعار تدفع أيضا أعدادًا متزايدة من التونسيين إلى أوروبا. وفي خطاب ألقاه في فبراير/ شباط الماضي، قال الرئيس التونسي إن المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى “يهددون هوية البلاد”. الفترة الأكثر دموية لجنة الإنقاذ الدولية وصفت الربع الأول من العام 2023، بأنه الفترة “الأكثر دموية” بالنسبة للمهاجرين غير النظاميين عبر البحر المتوسط منذ العام 2017. وعليه، طالبت اللجنة في بيان الاتحاد الأوروبي بتوسيع الطرق الآمنة وتعزيز عمليات البحث والإنقاذ في المتوسط، وجعل “حماية” الأشخاص وليس الحدود في قلب المفاوضات المستمرة كجزء من ميثاق الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة واللجوء”. من جهته، قال هارلم ديسير، النائب الأول لرئيس لجنة الإنقاذ الدولية في أوروبا: “لقد ثبت أن التضحية بحماية الضعفاء باسم الردع، أمر غير فعال ويتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية”. ووفقا لبيانات مفوضية الاتحاد الأوروبي، وصل ما لا يقل عن 45 ألف شخص إلى أوروبا من تونس منذ بداية عام 2023، ما يمثل زيادة كبيرة في عدد الوافدين عبر هذه الطرق في السنوات السابقة. واعترض خفر السواحل التونسي أكثر من 14 ألف شخص حاولوا الوصول إلى أوروبا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وهو ما يعادل أكثر من 5 أضعاف أولئك الذين خاضوا الرحلة ذاتها، في نفس الوقت من العام الماضي. وفي النصف الأول من العام 2023، تم الإبلاغ عن مصرع أو فقد أكثر من 600 شخص قبالة السواحل التونسية.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الهجرة غیر النظامیة الاتحاد الأوروبی من جنوب الصحراء المهاجرین من إلى أوروبا من العام

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: عزم إدارة ترامب مراقبة المهاجرين على مواقع التواصل يهدد حرية التعبير

رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، اليوم الخميس، أن عزم الولايات «مراقبة» حسابات المهاجرين على مواقع التواصل الاجتماعي بحثا عن «أنشطة معادية للسامية» قد يتم استخدامه كذريعة لاستهداف الخطاب السياسي، الذي ينتقض السياسات الأمريكية.

وأشارت الصحيفة في تقرير إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشن بالفعل حملة قمع شاملة على الأجانب الذين أبدوا توجهات سياسية مؤيدة للفلسطينيين، متذرعة في كثير من الأحيان بأنشطة مثل منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي واحتجاجات في الحرم الجامعي كأسباب لإلغاء وضعهم القانوني.

وسلطت الصحيفة الضوء على إعلان وكالة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية، أنها ستبدأ في فحص حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للمهاجرين، بحثا عن محتوى «معاد للسامية» كأساس لرفض طلبات التأشيرة والبطاقة الخضراء، وهي الخطوة التي قد تستغلها الحكومة الأمريكية لاستهداف الخطاب السياسي المناهض لها.

ووفقا للتقرير، فإن هذا القرار الذي يسرى بشكل فوري، سيؤثر على المهاجرين المتقدمين للحصول على إقامة دائمة قانونية، والطلاب الأجانب، والمهاجرين «المرتبطين بمؤسسات تعليمية مرتبطة بأنشطة معادية للسامية».

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن هذا القرار قد يعني تشديد الرقابة على محتوى مواقع التواصل الاجتماعي في خضم محاولات الحكومة الأمريكية إلى التدقيق في منشورات وتغريدات أي مهاجر قد "يؤيد أو يتبنى أو يروج أو يدعم الإرهاب المعادي للسامية، أو المنظمات الإرهابية المعادية للسامية، أو أي نشاط معادٍ للسامية آخر"، مما قد تسغله لرفض طلب الهجرة الخاص به.

ووفقا للتقرير، شددت المتحدثة وزارة الأمن الداخلي الأمريكية تريشيا ماكلولين، في بيان: على أنه «لا مكان في الولايات المتحدة للمتعاطفين مع الإرهاب من بقية العالم، ولسنا ملزمين بقبولهم أو السماح لهم بالبقاء هنا».

وفي نفس السياق، حذرت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي كريستي نويم، من أن «أي شخص يعتقد أنه يستطيع القدوم إلى أمريكا والاختباء وراء التعديل الأول للدستور للدفاع عن العنف والإرهاب المعادي للسامية، فليعيد النظر في قراره. أنت غير مرحب بك هنا».

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن الإعلان الصادر عن خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية، وهي وكالة فرعية تابعة لوزارة الأمن الداخلي تشرف على أنظمة الهجرة والتجنيس في الولايات المتحدة، آثار مخاوف بين الخبراء من أن السياسة غامضة للغاية وستعتمد بشكل كبير على الآراء الشخصية للمسؤولين الأمريكيين.

ونقلت عن تايلر كوارد، المستشار القانوني الرئيسي للشؤون الحكومية في مؤسسة الحقوق الفردية والتعبير: «تجري الحكومة الأمريكية بالفعل عمليات تدقيق مكثفة للأفراد الراغبين في دخول البلاد لكن هذه السياسة، على ما يبدو، تُعاقب الأفراد على تعبيرهم عن آرائهم السياسية».

وقال كوارد «بيد أن القرارات الأمريكية الأخيرة قد تترك مجالا كبيرا للكيل بمكيالين فضلا عن الإساءة المحتملة لاستخدامها».

وتابع: عندما يقال «نشاط معاد للسامية»، يمكن اعتبار الكثير من هذه الأنشطة تعبيرا محميا، لأنهم لا يُوضحون تماما معنى الكلمة هنا، أعتقد أن ما سيؤول إليه هذا الأمر عموما هو خلق تأثير مخيف على حرية التعبير في المجتمع الأمريكي.

وأضاف أنه «تغيير كبير لدولة لطالما اشتهرت بحرية التعبير، أن الولايات المتحدة لا تعاقب الناس على التعبير. على الأقل، هذا ما كنا عليه سابقا».

وكان ترامب قد تعهد بترحيل الطلاب الدوليين الذين يزعم مشاركتهم في احتجاجات جامعية «مؤيدة للإرهاب ومعادية للسامية ومعادية لأمريكا» احتجاجًا على حرب إسرائيل على غزة.

ووفقا للتقرير، ألغت الإدارة الأمريكية أكثر من 300 تأشيرة حتى الآن هذا العام.

وفي الشهر الماضي، اعتقل موظفو الهجرة وألغوا البطاقة الخضراء لمقيم أمريكي قانوني كان له دور بارز في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في حرم جامعة كولومبيا. وبعد أسابيع، احتجز موظفو الهجرة طالبة من جامعة تافتس، وألغوا تأشيرتها الدراسية، على خلفية مقال رأي شاركت في كتابته يدعم الحركة المؤيدة للفلسطينيين.

وأكدت المحكمة العليا الأمريكية، باستمرار، أن التعديل الأول للدستور الأمريكي والحقوق الأخرى التي يكفلها الدستور الأمريكي تنطبق على جميع الأشخاص داخل حدود البلاد، وليس فقط على المواطنين. إلا أن المحكمة العليا بعثت أيضًا برسائل متضاربة حول مدى انطباق هذه الحقوق في سياق الهجرة.

واختتمت الصحيفة بالتحذير من أن «القرارات الأمريكية الأخيرة قد تتحول من مجرد التحقق من المخاطر الأمنيةــ مثل الإدانات الجنائية أو دعم الإرهابيين مالياًــ إلى مراقبة الأفكار».

اقرأ أيضاًترامب: نتواصل مع إسرائيل وحماس لتحقيق تقدم في ملف المحتجزين بغزة

بعد تعليق رسوم ترامب.. إغلاق مرتفع للأسهم الأوروبية

ترامب: استعادة 500 مليون دولار من جامعة كولومبيا

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: عزم إدارة ترامب مراقبة المهاجرين على مواقع التواصل يهدد حرية التعبير
  • اتفاق بين الأكراد ودمشق حول إدارة سد تشرين الاستراتيجي
  • مصر والاتحاد الأوروبي يختتمان مفاوضات انضمام القاهرة إلى برنامج البحث والابتكار
  • «وزاري عملية الخرطوم» بالقاهرة يشدد على مكافحة تهريب المهاجرين بمشاركة ممثلين عن 50 دولة من أوروبا و«القرن الأفريقي»
  • صناعة الدفاع البريطانية تدعو إلى اتفاق أمني سريع مع بروكسل... والعين على أموال الاتحاد الأوروبي
  • وزيرة التضامن تشارك في اجتماع «عملية الخرطوم» لمكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر
  • وزيرة التضامن تشارك في الاجتماع الوزاري الثانى لـ"عملية الخرطوم"لمكافحة تهريب المهاجرين
  • وزير الخارجية: مصر مأوى نحو لنحو 10 ملايين ضيف من المهاجرين
  • غرامات ضخمة ومصادرة ممتلكات.. إدارة ترامب تشدد عقوبات المهاجرين
  • حرب أم اتفاق؟.. 5 نقاط تشرح آخر تفاصيل ملف ترامب وإيران