الإمارات تؤكد حق فلسطين في العضوية الكاملة بالأمم المتحدة
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
نيويورك (الاتحاد)
أكدت دولة الإمارات حق فلسطين بنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وقدرتها على تحمل مسؤوليات العضوية، مشيرةً إلى أن استيفاء فلسطين لمعايير العضوية راسخٌ على نحوٍ لا لبس فيه.
وأعربت الإمارات في بيان للمجموعة العربية في نيويورك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ألقاه السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، أمس، عن بالغ أسفها وخيبة أملها إزاء استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار الذي قدمته الجزائر لمجلس الأمن في أبريل الماضي نيابةً عن المجموعة العربية، والذي يوصي بحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وقال: إن «المطلب الفلسطيني بنيل العضوية الكاملة هو حقٌ لا جدل فيه، فقد أثبتت دولة فلسطين التزامها بميثاق الأمم المتحدة وقدرتها على تحمل مسؤوليات العضوية، إن استيفاء فلسطين لمعايير العضوية راسخٌ على نحوٍ لا لبس فيه». وأضاف: «في حين حصلت إسرائيل على عضويتها في الأمم المتحدة قبل 75 عاماً، لا يزال الشعب الفلسطيني محروماً من حقه في تقرير المصير، ولا تزال دولة فلسطين محرومة من حقها المشروع في العضوية الكاملة، إن هذه الازدواجية في المعايير تقوض مصداقية المنظمة، وتتعارض مع مبادئ العدالة والمساواة التي تقوم عليها».
وأشار السفير محمد أبوشهاب في البيان إلى أن طلب فلسطين يجسد الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي، حيث صوتت أغلبية ساحقة في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الذي أوصى بمنح فلسطين العضوية الكاملة. وقال: «اعترفت 140 دولة - أي أكثر من ثلثي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، بينما أعلنت دولٌ أخرى عزمها على القيام بذلك، إن كل من يدعم هذه الخطوة سيسجل له التاريخ أنه قد وقف بجانب الحق والعدالة».
وفي ظل تفاقم المأساة التي يمر بها الشعب الفلسطيني بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي، أشار أبوشهاب في البيان إلى ضرورة إرسال رسالة قوية وواضحة إلى أن إنهاء الاحتلال، واستقلال فلسطين، وحل الصراع وفقاً لقرارات الشرعية الدولية هي السبيل الوحيد للمضي قدماً.
وقال: «لا يمكن التقليل من أهمية منح فلسطين حقها في العضوية الكاملة، والذي بدوره سيعزز فرص تحقيق السلام العادل والدائم المبني على حل الدولتين، وسيؤكد على التزام الأمم المتحدة تجاه الشعب الفلسطيني وحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير، بما في ذلك حقه في استقلال دولته ذات السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
ودعا جميع الدول المحبة للسلام، والمؤمنة بالمساواة في السيادة، أن تدعم عضوية فلسطين الكاملة، وأن تعترف بها كدولة، وقال: «نوجه رسالة قوية لمن يحاول محو الحق الفلسطيني وإضفاء الشرعية على الاحتلال والتنصل من حل الدولتين، بأننا سننتصر للحرية والعدل والسلام».
وأضاف: إن «القضية الفلسطينية هي الاختبار الأصعب لمصداقية الأمم المتحدة وقدرة المنظمة على إنفاذ القانون الدولي».
وأردف: «هذه المسألة تتجلى بوضوح حين نتحدث عن الموقف الدولي تجاه العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد الملايين، لقد عانى أهل غزة على مدى أكثر من 200 يوم ما يفوق الوصف من قصفٍ وقتلٍ وحصار وتدمير وتجويع ممنهج، وظروفهم لا تطاق، فهم يفتقدون لأبسط مقومات الحياة وللخدمات الأساسية بعد انهيار البنية التحتية».
وٍقال: «فوق ذلك كله، وفي مواصلة تجاهلها الصارخٍ للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، تهدد إسرائيل عبر تصريحاتها المستمرة باجتياح رفح ذات الكثافة السكانية العالية بسبب التهجير القسري، الأمر الذي يقتضي من المجتمع الدولي اتخاذ موقفٍ حازم يحول دون إقدام إسرائيل على مثل هذه الخطوة التي سيكون لها أبعادٌ كارثية يصعب احتواؤها».
ودعا مجلس الأمن الدولي إلى القيام بدوره في ضمان التوصل إلى وقفٍ فوري ودائم لإطلاق النار، وإلزام إسرائيل «القوة القائمة بالاحتلال» بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وآخرها القرارات 2712، و2720، و2728، ووقف العمليات العسكرية والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بشكل فوري وكامل.
ودعا إلى احترام مبادئ حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، والتوقف عن استهداف المرافق الصحية والتعليمية، وغيرها من الأعيان المدنية.
وشدد على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بأمان، وعبر المعابر كافة، ودون عوائق، وبما يتناسب مع حجم الاحتياجات الهائل على الأرض، مشيراً إلى دعم المجموعة العربية جهود الأمم المتحدة، بما في ذلك جهود سيغريد كاغ، كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عضوية فلسطين في الأمم المتحدة عضوية فلسطين الإمارات فلسطين الاعتراف بفلسطين الأمم المتحدة فی الأمم المتحدة العضویة الکاملة دولة فلسطین مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
مؤتمر "تمكين المجتمع من رفض العنف" يستعرض نموذج الإمارات في التسامح
أوصى المشاركون في فعاليات المؤتمر الدولي الثاني "تمكين المجتمع من رفض العنف ومواجهة التطرف الذي يؤدي إلى الإرهاب"، الذي نظمته جمعية "واجب" التطوعية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، واختتمت فعالياته، اليوم الأربعاء، في أبوظبي، بإشراك المجتمع المدني في تقديم الدعم لإعادة تأهيل المتطرفين، وبالاعتراف بالتهديدات المتزايدة في شبه الجزيرة العربية، خاصةً المرتبطة بـ"داعش" و"القاعدة".
وأكدوا ضرورة منع العنف ومواجهته مجتمعياً وألّا يقتصر ذلك على مؤسسات إنفاذ القانون، ورفع الوعي المجتمعي بشكل دوري ومحوري بمسببات العنف، وباحترام حقوق الإنسان في سياق التطرف العنيف للإرهاب، وكذلك زيادة الأبحاث العلمية والدراسات الأكاديمية المتعلقة بمضامين العنف بما يسهم في احتوائها. تجربة إماراتية وأجمع المؤتمرون على أهمية تجربة الإمارات المعنية بتوحيد الخطاب الديني المعتدل، وعلى تعزيز التسامح بين أطياف المجتمع، وتأهيل النزلاء المتطرفين، مؤكدين أهمية وضع برامج مجتمعية متكاملة لحماية الأطفال من العنف، وتمكين المجتمعات من مكافحته.وأشادوا بالأمم المتحدة وآلياتها التشريعية والفنية المتنوعة في التنسيقات المجتمعية، وأثنوا على مبادرات وزارة الداخلية في دولة الإمارات، ودورها المهم في مواجهة العنف.
كما أشادوا بالجهود المجتمعية البارزة لدولة الإمارات في دعم الملفات الدولية للتصدّي للجريمة بشكلٍ عام، والتطرّف والإرهاب بشكلٍ خاص، وفق تشريعاتها واستراتيجياتها وسياساتها ومبادراتها الهادفة التي تلقى حضوراً دولياً مستداماً.
وأكدوا أهمية انعقاد هذا الحدث الدولي المهم للمرة الثانية في الإمارات، في إطار تفعيل المسؤولية المجتمعية التي تحرص جمعية واجب التطوعية على ترسيخها، ما يسهم في توحيد الجهود الدولية للتوعية بمخاطر هذا النوع من الجرائم، والدعوة إلى قيمتي التعايش والسلام اللتين تنتهجهما الإمارات وقيادتها الرشيدة. شهادة شكر وفي ختام المؤتمر تسلّم الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة جمعية "واجب" التطوعية، شهادة شكر، تقديراً وامتناناً لشراكة الجمعية الرئيسية مع الأمم المتحدة، في مجال المشاركة الاجتماعية في نبذ العنف والتطرف.
وفي هذا الإطار، أعلن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي، رسمياً، أن جمعية واجب التطوعية، تعدّ ذراعاً مجتمعياً لأنشطتها وفعالياتها ومبادراتها المجتمعية.
وأكد الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، أن هذه الشراكة تعدّ خطوة تحول استراتيجية لأهداف الجمعية، وتعكس الطموحات والآمال الريادية في توسيع نِطاق العمل المؤسسي، والاستثمار بروّاد التطوع في مراحل متقدمة، ما يضمن استدامة مخرجات العمل التطوعي الذي يُسهم في بناء المسيرة الوطنية، وإحداث الأثر الإيجابي المنشود لدى المجتمع.
وأشاد خلال منحه شهادة التكريم من قِبل القاضي الدكتور حاتم علي، ممثل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي، بجهود الأمم المتحدة الساعية في تمكين مؤسسات المجتمع المدني عبر تعزيز الشراكات الحقيقية والمؤثرة، لمواجهة تحديات الغد، الإسهام في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة 2030.