الثورة نت:
2024-06-27@09:35:52 GMT

أهمية بناء الشباب لمواجهة تحديات العصر

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

 

اتجهت السياسات العالمية إلى تحطيم الأسس السليمة التي تحمي المجتمعات الأخرى، وحظي المجتمع الإسلامي والعربي بالنصيب الأوفر من تلك السياسات التي وصلت إلى حد إملاء الأسس والمبادئ كوصفات يجب أن تنفذها الحكومات والدول من أجل نيل رضا قوى الهيمنة من اليهود والنصارى وغيرهم من الدول التي امتكلت شوطا متقدما في الثروة والتصنيع وغيرها من المجالات وليس غربيا أن تمارس تلك الدول نفوذها وتفرض شروطها على غيرها من الدول، لكن الطامة الكبرى أن تعمل الدول المتخلفة (النامية) على التطبيق لتلك الإملاءات مع علمها الأكيد أنها تحطم أساسات النهوض لصالح الأعداء الذين يهدفون إلى إطالة انحطاط الآخرين واستمرار النفوذ والهيمنة لهم، لأن المصلحة هي التي تحركهم وفقا للقاعدة السياسية الشهيرة (لا عداوة دائمة، ولا صداقة دائمة، بل مصلحة دائمة) بالإضافة إلى المذهب الميكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة).


لقد أدى النهوض الاقتصادي لدول شرق آسيا وتحطيم الاستعمار السياسي والاقتصادي لمعظم الدول هناك إلى أن أصبح العالم الإسلامي ساحة للصراع، فالكل يسعى إلى الظفر بأكبر قدر من الثروات خاصة بعد أن تم تقاسم الأرض والثروات والإنسان بين القوى العالمية، وأيضا تم منح الاستقلال الصوري للبلدان التي غادرها الاستعمار بعد اندلاع الثورات العربية، فالاستعمار خرج بجنوده وأسلحته، لكنه مازال يملك القرار السيادي من خلال العاملين معه والذين أصبحوا هم صناع القرار ورجال الأنظمة المتسلطة والحاكمة رغم اختلاف أشكال وأنواع أنظمة الحكم من قطر إلى آخر، وهو أسلوب خبيث يهدف إلى تلافي الإخفاقات التي تمت خلال فترات الصراع بين الأمة العربية والإسلامية والقوى الاستعمارية، سواء رفعت شعار الصليب والحروب الصليبية أو رفعت شعار التتار أو المغول، وهي شواهد متوالية على أن الضعف والفرقة والشتات كلما وصلت إلى أوجها جاء، المتربصون يمارسون دور الوصاية والولاية، فإذا نهضت الأمة وعادت إلى مصادر عزها ومجدها انسحبوا وأجلوا أمنيات البقاء حتى وهن وضعف آت، وذلك وفق سنة التدافع التي ذكرها القرآن الكريم قال تعالى “إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” آل عمران (140).
فحينما تمسك المسلمون بمصادر عزهم المتمثلة في القرآن الكريم والسنة المطهرة، حكموا العالم وامتد نفوذهم من الأندلس (اسبانيا والبرتغال) إلى القوقاز وأواسط آسيا الصغرى ومن الأناضول شمالا حتى مجاهل افريقيا، ولما تفرقوا جاء الاستعمار وقسم البلدان وأعاد كتابة التاريخ والمناهج وجعلها تخدم مصالحه وتوجهاته، وكلما رأى بادرة للنهوض وتجاوز الأوضاع القذرة التي أوجدها، سارع إلى ممارسة سطوته وسلطانه لوأد تلك المبادرات المخلصة والقضاء عليها وفق تصنيفات أعدها، وسيناريوهات رسمها لاحتواء الفرقة والشتات وتجاوز حالات الضعف والتخلف، سواء باستخدام القوة والقتل والإجرام وارتكاب أبشع وأقذر الجرائم في حق الشعوب العربية والإسلامية أو باستخدام القوة الناعمة أو ما تعرف بالحرب الناعمة التي تهدف إلى مسخ هوية الأمة، بإفساد الأخلاق والمبادئ والقيم وبذلك يتم تحقيق الانتصار دون الاستعانة بالأسلحة والجنود وشن الحروب، وضمان تحقيق الانتصار بأقل الوسائل كلفة وقيمة.
صحيح أن الأسلحة جاهزة والجيوش مستعدة، لكن الرهان الأكبر هو على الحرب الناعمة التي تعتمد على جيوش المراكز والمعاهد المتخصصة في دراسة الإنسان والسيطرة على رغباته وميوله وأخلاقه وعاداته ومبادئه وقيمه، وهي الركائز الأساسية التي تبني شخصية الإنسان وتحدد توجهاته وتعمل على صياغة الإنسان الذي يسهل السيطرة عليه، فإذا تم ذلك هنا يأتي دور الجيوش لتستولي على الأرض ونهب الثروات، كما فعل سابقاً بتحطيم العراق وأفغانستان، من خلال الحصار والتجويع، وجيوش العملاء والخونة الذين تم استخدامهم لتمهيد الطريق أمام الأسلحة والجيوش.
إن تحصين الشباب وإيجاد وعي إيماني يعتمد على المصادر الأساسية القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، هو الأساس لمواجهة التحديات التي تهدف إلى السيطرة على الأمة واستغلالها، من خلال اختراق الشباب وتزييف الوعي لديهم وتسطيح الثقافة، لأنهم يمثلون المستقبل ونصف الحاضر، ومن هنا تكمن أهمية استغلال العطلات الصيفية، ووضع البرامج التنموية في كل المجالات، ثقافة وعلماً وأدبا وسلوكاً، فالفضاء المفتوح الذي يتحرك وينشط فيه الأعداء ويمتلكون فيه تجربة كبيرة وإمكانيات هائلة، لكنهم لا يمتلكون رسالة ولا منهجاً سوى السير على خطوات إبليس في إغواء الناس والتحريش بينهم ومحاولة جرهم إلى المعاصي والبعد عن هدى الله سبحانه وتعالى ” ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ” الأعراف الآية “170”، فإذا ابتعد الشباب والمجتمع عن هدي القرآن، فإنه لا شك سيقع في فخ الشيطان، وكلما اقترب من الله ابتعد عن خطوات الشيطان التي أصبحت اليوم منهجاً للقوى العالمية المتربصة بالأمة الإسلامية وتسعى جاهدة لنشر كل الموبقات من خلال الفضاء المفتوح وانعدام الرقابة ابتداء من البيت والمدرسة والجامع ووسائل التواصل الاجتماعي.
وكما يقال في الأمثال إن الإناء الفارغ يملؤه الهواء، والعقول الفارغة من هدى الله وهدى رسوله الأمين وآله الطيبين الطاهرين، سوف تملؤها الثقافة الهدامة والوعي الزائف الذي يترك الأمة نهبا لكل التوجهات المنحطة والتي تمثل عائقا أمام التوجه نحو المستقبل وتجاوز حالات الضعف والهوان، وهو ما يريده ويرجوه أعداء الأمة الذين حطموا القوة والوحدة الإسلامية، بنشر الأكاذيب ثم أتوا بالجيوش واستثمروا ذلك الانحطاط نهبا للثروات وتحكما بالبشر ونشرا للرذيلة والموبقات، وهو ما يجب أن يعيه الشباب وصناع القرار حتى يتم تدارك الانحدار وإعادة توجيه الأمة إلى مصادر عزها ومجدها وذلك التزاما بقوله تعالى ” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مهرجان خطابي جماهيري بمناسبة أحياء لذكرى يوم الولاية بمحافظة البيضاء

البيضاء/محمد صالح المشخر

نظمت السلطة المحلية بمحافظة البيضاء اليوم فعالية مهرجان خطابي جماهيري بمركز عاصمة المحافظة بمناسبة ذكرى يوم الولاية.ولاية الإمام علي عليه السلام 1445هجرية،وذلك تحت شعار(من كنت مولاه فهذا عليا مولاه)وذلك وسط تفاعل مجتمعي وحضور رسمي وشعبي كبير.

ورددت الحشود الجماهيرية،بحضور رسمي وشعبي في مديريات المحافظة،الأهازيج والأناشيد المعبرة،ورفعت الشعارات المؤكدة على تجديد العهد وتولي من أمر الله توليتهم والسير على نهجهم،وإعلان البراءة من أعداء الله والإسلام.
وعبر أبناء مديريات محافظة البيضاء،عن الفرحة والاحتفاء بذكرى يوم الولاية والتمسك والارتباط بنهج الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله والإمام علي عليه السلام،والاقتداء بسيرتهم في مواجهة قوى العدوان و الاستكبار ورفض الهيمنة والوصاية الأمريكية،ونصرة قضايا الأمة..مباركين في يوم الولاية في الانتصارات الأمنية والعسكرية.

وعبر المشاركون،عن إدانتهم الشديدة بالصمت الدولي و الأممي المعيب تجاه جرائم العدو الأمريكي البريطاني الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم،داعين إلى استمرار فعاليات نصرة الاقصى والشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
وشددوا على أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة،وفي مقدمتها المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والشركات الداعمة للكيان الصهيوني الغاصب.

وفي المهرجان،

اكد محافظ البيضاء عبدالله علي حسين إدريس،على أهمية وضرورة احياء هذا اليوم العظيم الذي يمثل المرحلة الفاصلة والولاية الحقيقية في الاسلام وحماية الامة و تحصينها من موالاة اعداء الاسلام.،لافتا الى أهمية الولاية والبراءة من أعداء الله فالإمام علي بن ابي طالب عليه السلام هو الأنموذج المشرق في حياة الأمة في شجاعته وايمانه وقوته وعدله..وينبغي ان نستذكر هذا اليوم التاريخي الذي مثل مرحلة تحول في حياة الامة..

وأشار المحافظ إدريس.،الى أهمية وعظمة  إحياء هذه المناسبة التي هي إحياء للدين المحمدي الأصيل ولا يكتمل ديننا إلا بولاية علي بن ابي طالب عليه السلام لأنها امتداد لولاية الرسول صلوات الله عليه وآله وولاية الرسول إمتداد لولاية الله تعالى و بتطبيق الولاية يعني العزة والكرامة والنصر والتمكين لأمة محمد صلوات الله عليه وآله.
وتطرق،إلى ما تعرضت له الأمة من انحراف في مسألة الولاية..لافتاً إلى أهمية إحياء الذكرى وتنظيم الفعاليات والأنشطة على مستوى العزل والقرى والمديريات بالمحافظة.
وقال محافظ البيضاء.،
أن الاحتفاء بهذا اليوم هو من منطلق استشعارا للمسؤلية و استعضاما لها  وان نستوعب الدروس والعبر ان من تخاذل عن الولاية فانه بات اليوم مطية للغرب في سياساتهم و تأمرهم على المسلمين فمن تولوا اليهود والنصارى و ارتموا في أحضانهم  حلت بهم الهزائم والخزي و الندامة والتشرذم.
وفي المهرجان الخطابي.التي حضره وكيل المحافظة عبدربه ناصر العامري ومدراء عموم المديريات ومدراء عموم المكاتب التنفيذية بالمحافظة وقيادات السلطة المحلية والتنفيذية والاشرافية والأمنية والعسكرية والقيادات المجتمعية والمشائخ والوجهاء والاعيان والشخصيات الإجتماعية بالمحافظة،

كماالقيت كلمة المناسبة من قبل الناشط الثقافي بالمحافظة سجاد علي السيد،اشار في مجملها الى المعاني السامية والدلالات العظيمة للاحتفاء بهذه المناسبة التي تعتبر مرحلة حياة وطريق منهاج تسير الامة فيه الى الحق وان ولاية الامام علي عليه السلام هي المنبع الحقيقي للايمان الخالص والعزة والنصر والتمكين.مشيرأ الى ضرورة استلهام الدروس والعبر من حياة الامام علي ومن ذكرى يوم الولاية.
ولفتت الى أهمية الارتباط بأعلام الهدى والالتزام بتوجيهات الله ورسوله في تولي الإمام علي،ومسئوليات أبناء الأمة في مواجهة أعدائهم،.مستنكرة استمرار جرائم الإبادة الجماعية والتهجير الجماعي والتدمير الممنهج ضد أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة..

وتطرق الى ان ما نعيشه من انتصارات وتمكين على اعداء الامة انما هو من واقع تولينا للامام علي بن ابي طالب عليه السلام.،كما تطرق،الى خطورة تولي اليهود والنصارى وحذروا منها كما بينوا دور أئمة وعلماء أهل البيت في الحفاظ على الدين وتحصين الأمة.
وأفاد سجاد،بأن إحياء المناسبة،يؤكد إرتباط الشعب اليمني بالإمام علي عليه السلام وولائهم لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام وأعلام الهدى.
واستعرضت الكلمة جوانب من سيرة الإمام علي كرم الله وجهه وشجاعته وعلمه وزهده ودوره في إرساء قيم العدالة.
تخلل الفعالية التي حضرها رئيس الوحدة السياسية لانصار الله بمحافظة البيضاء مدير عام مدينة البيضاء الشيخ أحمد أبوبكر الرصاص وأمين عام المجلس المحلي بمدينة البيضاء صادق إبراهيم القاضي،وقيادات تنفيذية ومحلية وأمنية وشخصيات اجتماعية قصيدة للشاعر أبو كربلاء الفقير المعبرة التي نالت الاعجاب والاستحسان من قبل الحاضرين..

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. كاتب صحفي: تأهيل وتمكين الشباب محور إستراتيجي في بناء الجمهورية الجديدة
  • تأهيل وتمكين الشباب محور استراتيجي في بناء الجمهورية الجديدة (شاهد)
  • مواصلة مناقشة تحديات التحول الديمقراطي (3/4)
  • «الجيل»: التضخم وإنهاء تخفيف أحمال الكهرباء أهم تحديات الحكومة الجديدة
  • رئيس إذاعة القرآن الكريم: الشباب أكثر الفئات المستهدفة بالشائعات لأنهم حماة الوطن
  • مسؤول فلسطيني: الأونروا لا غنى عنها للشعب الفلسطيني
  • رياضة النواب: حياة كريمة أهم مشروع اجتماعي في العصر الحديث ولن نسمح بتشويهه
  • فرنسيان يحطمان الرقم القياسي بأطول دراجة قابلة للركوب في العالم
  • محافظة صنعاء.. فعاليات جماهيرية في 21 ساحة احتفاء بذكرى يوم الولاية
  • مهرجان خطابي جماهيري بمناسبة أحياء لذكرى يوم الولاية بمحافظة البيضاء