الثورة نت:
2025-03-20@03:17:55 GMT

أنظمة التطبيع.. واغتيال الطفولة في غزة!

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

 

تؤكد المعطيات والوقائع أن الأنظمة العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني، وتلك التي تركض بشكل حثيث للحاق بقطار التطبيع، أنها على أتم الاستعداد أن تدفع للكيان الصهيوني ثمن وهم تطبيعها معه مهما كان هذا الثمن باهظاً، وهذا عكس ما يجب أن يكون عليه الحال، وما يجب أن يكون عليه المجرى العادي للأمور، فالأصل إذا ما سلمنا جدلاً بحتمية التطبيع، أن تبالغ الأنظمة العربية في رفع سقف المقابل، الذي يجب أن تحصل عليه كثمن لقبول تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني الغاصب، لتقبل به ككيان طبيعي في الجغرافيا العربية، فالأصل أن يدفع الكيان الصهيوني للأنظمة العربية ثمنا باهظاً لا أن تدفع هذه الأنظمة ذاتها ثمنا باهظا مقابل أن تطبع علاقاتها مع هذا الكيان المجرم! .


وإذا كان الثمن الذي قبلت بدفعه للكيان الصهيوني أنظمة التطبيع العربية مادياً، لكان الامر هيناً مهما كان هذا الثمن مجحفا ومبالغا فيه، لكن المؤسف، بل والمخزي حقاً، أن يصل الحال بأنظمة التطبيع العربية أن يكون ثمن تطبيعها مع الكيان الصهيوني، هو دين ومبادئ وقيم أمتها، وموروثها الحضاري والإنساني، فالمهم في الأمر لدى هذه الأنظمة أن تشتري رضا الصهاينة والأمريكان عنها، ولو كان الثمن الأمة ودينها وقيمها، وفي انحرافها الخطير هذا تجاهلت أنظمة التطبيع تماماً تحذير الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم من شدة عداوة أعداء الأمة، وأن هذا العداء لا يرجع إلى مصالح اقتصادية أو جيوسياسية، وإنما سببه دين هذه الأمة، ولذلك جاء التحذير واضحا وصريحاً في قوله ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ٍۗ﴾.
والواضح أن الحكام القابعين على رأس السلطة في أنظمة التطبيع مع الكيان الصهيوني والأنظمة السائرة في ذات الطريق، مفصولين تماما عن دين الأمة، وعن قيمها، وعن تاريخها، وعن واقع شعوبها أيضا، ولو كان لهؤلاء الحكام أدنى ارتباط أو تصال حقيقي بشعوب وتاريخ وقيم ودين الأمة، لما ارتضوا بحالة التمزيق لشعوبها، التي فرضها عليهم أعداؤها، ولما ارتضوا بالتسابق للسير بشعوب هذه الأمة على انفراد إلى مخادع الغرام الصهيوأمريكية الزائفة، ولما ادعى كل نظام منها تفوقه على غيره، وحيازته قصب السبق، والفوز بالنصيب الأوفر من وهم حب وغرام من وصفهم الله تعالى بأنهم الأشد عداوة للامة.
ولعمري ما ذلك إلا فخ منصوب، ومصيدة محكمة، ومصير محتوم معلوم مسبقاً، فالله سبحانه وتعالى عندما حذر أمة العرب من شدة عداوة أعدائها، وحددهم بشكل واضح، لا لبس فيه ولا غموض، وبيّن بشكل واضح سبب ذلك العداء، وأنه عداء متأصل ومتجذر في نفوس أعداء الأمة، وأنه عداء لا يستثني أبداً شعباً من شعوبها، طالما وهذا الشعب يدين لله سبحانه وتعالى بدين الإسلام.
ومع ذلك وبكل سهولة تقبلت أنظمة التطبيع العربية، وهم الحب والعشق والغرام، الذي يبديه أعداء الأمة، ويتغنون به، ويميزون به بين شعوب الأمة، ليظهروا به مستويات متفاوتة من وهم العلاقات المتميزة، التي تربطهم بتلك الأنظمة، والمصالح المشتركة، والروابط الوثيقة التي تجمعهم بها، وكل ذلك ما هو في الحقيقة إلا زيف وخداع، قد كشفه وبينه وحذر منه الله سبحانه وتعالى العليم بخفايا الصدور، فقال عز من قائل ﴿ هَا َنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور ﴾.
وهذا التحذير عام وشامل لا يقتصر على شعب دون آخر، ولا على فئة دون أخرى من فئات الشعب، فالجميع معني بهذا التحذير، ومعني أن يأخذه بأعلى درجات الحيطة والحذر، ذلك أن كافة شعوب الأمة العربية مستهدفة حكاما ومحكومين، فالأعداء كما هو واضح أظهروا في ما مضى، وداً بشكل مبالغ فيه لبعض شعوب الأمة العربية، التي تفاخرت أنظمتها الحاكمة المطبعة بمستوى علاقاتها مع من وصفهم الله سبحانه وتعالى بالأعداء، وقد وصلت هذه المبالغة حد وصف تلك العلاقات بالتحالف الاستراتيجي، رغم كونها لا تتعدى التبعية العمياء، ورغم أن هذه العلاقة بينهم التي يتغنون بها، ويتباهون بها، ورغم أن حب أعداء الأمة الذي يظهرونه، هو حب زائف، وهو في حقيقته عِداء صارخ لشعوب الأمة دون استثناء، وما تمييز الأعداء خلال العقود الماضية، بين شعوب الأمة، وتمييزهم بين الأنظمة الحاكمة في هذه الشعوب، بما فيها المطبعة ذاتها، إلا لتمزيق هذه الشعوب، وإضعافها، لتسهل السيطرة عليها وتدميرها، وهي مفرقة ضعيفة، وكما هو اليوم واضح ومشاهد على أرض الواقع المرير الذي تعيشه الشعوب العربية وأنظمة الحكم فيها.
وكما هو مشاهد للعيان، فالواقع كشف ويكشف بكل وضوح ما آل ليه حال أنظمة التطبيع مع الكيان الصهيوني، فهي اليوم تبدو غير معنية تماماً بما يجري في قطاع غزة من أهوال، وإذا ما كان لها من دور هامشي تخادمي مسموح به من أعداء الأمة، فإنه لا يتعدى لعب دور الوساطة لصالح الأعداء، للإفراج عن محتجزين أو إيصال المواد الغذائية والعلاجية اليهم، ورغم ما تطلقه الحناجر البريئة ممن لا يزالون على قيد الحياة من أطفال غزة من نداءات استغاثة، بسبب ما يعانونه من ذعر وفزع وخوف من تلك الأهوال، وبسبب ما يعتصرهم من ألم بسبب ما أصابهم من جروح، أو بسبب فقدان من يعولهم، ورغم ذلك فلا مجيب لا من أنظمة التطبيع، ولا من شعوبها، والمفارقة الصارخة أن يصل مستوى السخط على ما يجري لأطفال غزة، وأن ترتفع درجة حرارة الغضب بسبب ما يتعرضون له من إبادة إلى قياسات مرتفعة، ليس في جوار غزة، ولكن على بعد آلاف الأميال، لدرجة أن يعبر أحدهم عن سخطه بإهدار حياته حرقا، في حين لا تزال درجة حرارة أنظمة التطبيع العربية والشعوب التي تحكمها تحت الصفر، في الوقت الذي تتصاعد فيه درجة حرارة الغضب والسخط الشعبي في تلك البلدان، وقد تصل إلى درجة الغليان، لتقذف بأنظمة الحكم هناك إلى الجحيم، ولا تزال حالة التجمد هي السائدة لدى أنظمة التطبيع والشعوب التي تحكمها.
والواضح أن أنظمة التطبيع العربي لا تزال محافظة على مستوى عشقها لأعداء الأمة، بل الواضح أن أنظمة التطبيع العربي باتت تخشى من دماء وأشلاء أطفال غزة المسفوكة والممزقة ظلما وبغيا وعدوانا، أن تؤثر على مشاعر ونفسيات القتلة، فتتأثر بذلك سلبا، ويتشوش بث موجات الغرام الموجهة عبر أثير الوهم والزيف والخداع إلى أنظمة التطبيع، ولذلك فقد تجاوزت الأنظمة حالة الاشتراك في اغتيال الطفولة في غزة، إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو تقبلها لتحمل تكاليف علاج الأثار النفسية، التي أصابت القتلة نتيجة إيغالهم وإفراطهم في سفك دماء أطفال غزة، وتمزيق أشلائهم، وتقبل هذه الأنظمة تحمل كافة التكاليف المادية، التي تكبدها القتلة لإنجاز مهمتهم واقتراف جريمتهم بحق غزة وطفولة أطفالها.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حماس: ندعو الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم للتظاهر رفضا لاستئناف الحرب

دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أبناء الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم للنزول إلى الشوارع لرفض استئناف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

جاء ذلك في بيان أصدرته الحركة فجر اليوم الثلاثاء بعد أن استأنفت إسرائيل عدوانها الواسع على قطاع غزة عبر سلسلة غارات أدت إلى استشهاد أكثر من 300 معظمهم نساء وأطفال.

وقالت حماس في بيان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته يستأنفون حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

وأضافت الحركة في البيان "نتنياهو وحكومته النازية يستأنفون العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة".. "نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول".

وحمّلت الحركة نتنياهو وحكومته "المسؤولية الكاملة عن تداعيات العدوان الغادر على غزة والمدنيين العزّل الذين يتعرضون لحرب متوحّشة وسياسة تجويع ممنهجة (منذ 2 مارس/آذار الماضي حينما أغلقت إسرائيل المعابر أمام المساعدات الإنسانية)".

إعلان

وطالبت حماس الوسطاء بـ"تحميل نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه"، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لانعقاد عاجل لأخذ قرار يلزم إسرائيل بوقف عدوانها.

لن يمنح يدا عليا

وبدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن "إعلان مجرم الحرب نتنياهو وحكومته استئناف العدوان بقطاع غزة إمعان بارتكاب مزيد من المجازر".

وأضافت الحركة أن نتنياهو أفشل عامدا كل مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مؤكدة أن "العدوان الجديد لن يمنح يدا عليا على المقاومة لا في الميدان ولا في المفاوضات".

أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقالت إن "الاحتلال ارتكب جرائمه ومجازره في غزة بتخطيط مسبق كجزء من حرب الإبادة الشاملة".

وأضافت الجبهة أن "على كافة الأطراف الدولية التحرك فورا لوقف حرب الإبادة في غزة".

مقالات مشابهة

  • الأمة العربية.. موت يتجدد وصمت يطول
  • طحنون بن زايد وإيلون ماسك يناقشان بواشنطن أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير الأنظمة الحكومية
  • «عذرًا لم أفهم ما قلت» أسباب تجعل الذكاء الاصطناعي يفهم غيرك أكثر منك
  • مكون الحراك الجنوبي يدين استمرار العدو الصهيوني في ارتكاب جرائم الحرب والإبادة بغزة
  • خيانة العهود: عندما تتساقط أكذوبة الوحدة العربية تحت قصف الطائرات
  • مجلس النواب يجدد تحذيره من أبعاد ومخاطر التصعيد الأمريكي الصهيوني ضد اليمن وغزة
  • مجلس النواب يجدد تحذيره من مخاطر التصعيد الأمريكي الصهيوني ضد اليمن وغزة
  • رابطة علماء اليمن تدعو الأمة للاستنفار إزاء استئناف العدوان الصهيوني على غزة
  • البرلمان يحذر من تبعات مخاطر التصعيد الأمريكي الصهيوني على اليمن وغزة
  • حماس: ندعو الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم للتظاهر رفضا لاستئناف الحرب