الريف وعبق الزهور والوديان.. في «زهرة الحبن»
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
من يقرأ رواية «زهرة الحبن» يجد فيها تجسيدا للماضي، وأحاسيس نطق بها كل جزء ذكر في الرواية الخيالية من الدراما الشعبية التي تتنقل بنا في هذه الرواية الممتعة للكاتبة عائشة الحامدية، التي صدرت لها من دار «بين السطور»، تدور الأحداث في مناطق جبلية عدة من وادي حيبي غير المعروفة إلا لمن زارها في السابق ابتدأتها من منطقة ولدت فيها البطلة غزلان تسمى بـ«الخد» وهي قرية تقع أعلى الجبال، وتبعد عن مركز المدينة في ولاية صحار بسبعة وخمسين كيلومترًا، وترجع تسميتها لفرط جمالها وحسنها، فمن خلال قراءتنا للرواية سنجد تمسك غزلان بقريتها وهيمانها بتربتها، وهذا شيء طبيعي، فكل واحد منا يحب موطنه الذي ولد فيه ولكل شخص منا ذكريات لا يمكن نسيانها في قريته التي ولد فيها، ومع إبداع الكاتبة وأسلوبها الروائي الأنيق تتشكل لوحة تعبيرية جميلة ممزوجة بتفاصيل الزمان والمكان، متجولة بين سحر الوادي والريف والنخيل وروائع الزهور التي تنبت على ضفاف الوادي، فينة تذهب بنا لنسرح بخيالنا مع الوادي، وكيف كانت النساء في ذاك الزمان تملأ الجرار بالمياه للشرب والطعام ويتجمعن عند الوادي يغسلن الملابس، فكان المورد الأساسي للماء هو الوادي الذي تسقى من خلاله الزروع والمواشي، وتارة كانت تسافر بنا إلى مزارع النخيل، حيث تستقبلنا زهرة الحبن بجماليات سردية وحبكة تصاعدية إذ تسرد قصتها بواسطة بطليها الرئيسيين صخر وغزلان اللذين تجمع بينهما قصة حب انبثقت من رحم العادات والتقاليد، وخاضت غمار الحياة وتجاربها وواجهت عثرات ومصاعب يمكن أن تواجهها قصص الحب العنيفة.
صخر شخصية الجزء الآخر من البطولة، هو الرجل قوي البأس إلا أنه يفضل البساطة في عيشه ويختارها، فبقوة إيمانه ورجاحة عقله وتضحياته استطاع أن يدحر الشر المتمثل بما يقوم به شيخ القبيلة الشرير الذي أشاع الفوضى وعمد لنشر المشكلات والضغائن والتفريق بين قبيلته مع باقي القبائل، وكان يقدم الغني قبل الفقير والطبقية هي عنوان تلك القرية في ذاك الزمان.
أحب صخر غزلان، ولم يسلم حبهما من تعثرات قاسية إلا أن البطل استطاع أن يتغلب عليها، وأن ينجو بحبه حيث يظهر ذلك في ختامية رائعة.
ووصفت الكاتبة الحب بين البطلين في هذا النص: (كيف يجسد الحب لديهم؟ وأن فعله يسبق قوله، ومشاعر المحب تسبق بوحه، وأن سعادة المحب بقربه، تقرؤها في عينه، شعارهم العطاء والاهتمام دون مقابل).
سلطت لنا الكاتبة الضوء على بعض العادات القديمة والمفعمة بالأصالة التي كانت معروفة لدى العمانيين وخاصة كبار السن وأخرجت لنا المصطلحات التي يحتاج لها القارئ من فئة الشباب ليتعرف عليها في هذا الوقت.
اقتباس من سطور زهرة الحبن، (كان والد غزلان يخرف نخلة النغال)، وبينت الكاتبة معنى الخرف وهي عملية جني الرطب من النخلة. في هذه الرواية المزيد من التشويق تاركة القارئ الشغف والفضول واللهفة لاستنباط الأحداث قبل قراءتها والتبحر في معانيها الإنسانية وأسلوبها الشائق.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
إطلاق طبعة جديدة من إبداعات الكاتبة صفاء النجار في معرض القاهرة للكتاب 2025
تستعد الكاتبة الصحفية صفاء النجار لإطلاق طبعة جديدة من مؤلفاتها المتميزة في حفل توقيع خاص يُقام غدا، الساعة 1:30 مساءً في قاعة المؤسسات بلازا 1 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
ويُعد الحدث فرصة للجمهور للتفاعل مع الكاتبة والاطلاع على إبداعاتها الأدبية التي تركت بصمة واضحة في الساحة الثقافية.
الكاتبة صفاء النجار، الحاصلة على الدكتوراة من كلية الإعلام جامعة القاهرة في عام 2016، تمثل إضافة كبيرة للمشهد الأدبي في مصر والعالم العربي. فقد عملت في المجال الأكاديمي كمدرسة بقسم الإذاعة والتليفزيون في العديد من الجامعات المصرية، بالإضافة إلى أنها تشغل حاليا منصب المحرر الأدبي لجريدة «الدستور» المصرية.
من بين أبرز مؤلفاتها روايات «استقالة ملك الموت»، «حسن الختام»، و«الدرويشة»، إضافة إلى مجموعة قصصية مميزة مثل «البنت التي سرقت طول أخيها» و«الحور العين تفصص البسلة».
وشاركت صفاء النجار في العديد من المؤتمرات الأدبية والفعاليات الثقافية الدولية، بما في ذلك مشاركتها في دورة البابطين في باريس عام 2007، وإدارتها لندوات معرض القاهرة الدولي للكتاب منذ عام 2014.
كما قدمت أبحاثًا مهمة في مؤتمرات الرواية مثل «مقاربة بين الرواية والسينما» و«الأعمال الروائية بين فقر الواقع وتنوع الخيال».