في عيد العمال العالمي .. تذَكّروا قيثار (البروليتاريا) جعفر حسن ..
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
بقلم : فالح حسون الدراجي ..
أمس، كان عمال العراق وبلدان العالم على موعد مع أريج الاول من أيار الزكي، حيث يتسابق ورد الجوري والفل والنرجس وزهور الياسمين على اللقاء بصناع الحياة، والاحتفال بعيد أصحاب البدلات الزرق، والسواعد (السمر)، ومصافحة الأكف (الخشنة) التي تصنع لنا حرير الحياة رغم خشونتها، وتجمل حياتنا رغم قبح وقسوة الظروف الحياتية التي تعيشها في ظل استغلال الأنظمة والقوى الرأسمالية.
نعم، أمس كان الأول من أيار، وهذا يعني لي ولأمثالي الكثير، بل الكثير جداً.. فهو لم يكن عيداً للعمال فقط، بل كان ولم يزل عيداً لكل التقدميين والمثقفين وجميع الفئات والعناصر الوطنية .. لذلك حضروا جميعاً في المسيرة العمالية الكبيرة التي تقدمها سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، وعدد غير قليل من قيادات الحزب الشيوعي العراقي، وكوادر النقابات العمالية، والطبقات الاجتماعية المختلفة، تلك المسيرة التي انطلقت من ساحة الفردوس، وانتهت عند ساحة التحرير في بغداد .. حيث كان لـ(المنجل والچاكوچ)، والرايات الحمر، مع البدلات العمالية الزرق، حضور باهر ومؤثر وجميل..
لقد حضر العمال أمس في مسيرة الأول من أيار، ومعهم حضر الفلاح والطبيب والمهندس والطالب والعسكري والكاسب.. نساءً ورجالاً، وكلهم يهتف ويغني للبروليتاريا في عيدها المجيد .. أما أنا فلم أكتف بالهتاف والغناء والمسير مع الجموع الراجلة، إنما ذهبت مع خيالي أيضاً، فقد رحت أستذكر الكثير من التفاصيل الشخصية وغير الشخصية التي مرت في هذا اليوم العظيم. إذ تذكرت يوم الأول أيار من عام 1980، حيث اعتقلت سلطات البعث الصدامية شقيقي (العامل) الشهيد خيون حسون الدراجي ( ابو سلام)، في مطعم أكد في ساحة النصر ، أي على بعد أمتار من المكان الذي تمر منه مسيرتنا الآن، وهو المكان الذي لم يره شقيقي مرة ثانية، فقد حكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت بسبب انتمائه للحزب الشيوعي.. وقد يقول البعض: وكيف تحتفل في يوم اعتُقل – وأُعدم – فيه شقيقك؟!
وأقول: إن يوم اعتقال شقيقي وإعدامه هو يوم محزن حقاً، ولكنه الحزن الجميل الذي يبعث الفخر في النفوس المؤمنة بقضيتها العادلة، ويطيل القامة ويرفع الرأس حتماً.
لقد مضى شقيقي إلى أبدية الشرف التي سبقه اليها رفاقه من ضحايا (ساحة هيماركيت ) في شيكاغو وغيرها من الاحتجاجات والإضرابات العمالية التي شهدتها عام 1886.
ومضت اليها لاحقاً أيضاً قوافل العمال والأحرار والثوار امثال جيفارا وروزا لوكسمبورغ وفهد وسلام عادل وشهدي عطية وشفيع احمد الشيخ وفرج الله الحلو، وهندال وعبد الأمير سعيد وجواد العطية وفالح الطائي وصباح طارش وسحر أمين، وهادي صالح الزبيدي (ابو فرات)، ووضاح حسن عبد الأمير (سعدون)، والعاملة الشيوعية الشهيدة أميرة عبد عون، والشهيدة الباسلة رسمية جبر علي حسون الوزني (ام لينا)، وعشرات الآلاف من العمال والثوار الأحرار.
إن الاحتفال بيوم العمال العالمي يذهب بنا ايضاً إلى اولئك الشهداء الذين سقطوا ظلما بسيارات الإرهاب وأحزمة الموت الطائفية المفخخة في ساحات ومساطر عمال البناء في ساحة الطيران ومدينة الثورة والكاظمية وبغداد الجديدة والبياع والعلاوي والشورجة وأسواق الصدرية وغيرها من المناطق، وجميع هؤلاء الشهداء من أهلنا الفقراء والكسبة المظلومين الذين سعوا إلى رزقهم صباحاً، وانتهى بهم ذلك الصباح إلى أشلاء منثورة في الساحات والشوارع..
وليس سراً أذيعه، لو قلت إن الأول من أيار يثير في ذاكرة قلبي الف ذكرى وذكرى مؤلمة، ويوقظ في صدري شجوناً ساكنة – أو هكذا أظن – وفي بعضها شجون لذيذة ومبهجة وصاخبة، ولعل من بين تلك الذكريات الجميلة، ما كنا نفعله أنا والكثير من الرفاق و (الزملاء) والأصدقاء قبل حلول هذا العيد، حيث نعد الأهازيج ونكتب اللوازم الغنائية الملحنة، لكي نقدمها في الحفلات والسفرات، وكان للراحل كريم العراقي والراحل منعم الربيعي ولي أيضاً فيها حصة الأسد، كما كان للبعض الآخر من الأحبة مثل القاص داود سالم والقاص عبد جعفر، والصديق رحيم العراقي، دور مهم في اعداد وكتابة الشعارات السياسية على الأوراق الصغيرة الملصقة مع (الچكليت) وهي شعارات وطنية عمالية وشيوعية دون شك ..
وفي الأول من أيار أتذكر سفراتنا الثقافية والفنية والسياسية الرائعة إلى البساتين والقرى ( الصديقة) للحزب، والقريبة من بغداد، مثل بساتين الراشدية، وصدر القناة، وناحية (أبو صيدا)، حيث تكون هذه البساتين – عادة – محمية ومؤمّنة من قبل رفاقنا بالمنظمة الشيوعية في المنطقة ..وفي هذه السفرات، كان ثمة برنامج احتفالي متكامل لا تنقصه المتعة والترفيه والتثقيف والتوجيه نحو الالتزام الوطني والاخلاقي الكامل..
تشرف عليه لجنة مختصة بمثل هذه البرامج الفذة.
وفي الاول من أيار، أتذكر قصيدة الراحل الكبير كريم العراقي (مذكرات عامل منفي)، حيث أطلق فيها قَسماً هو لعمري واحد من أنبل الأقسام، إذ يقسم كريم العراقي قائلاً: ” وحق من يعرگ العامل على الآلة ثمن ساعات)..
فأي عرق طاهر ذاك الذي أقسم به وعليه كريم ؟
وفي ميدان الشعر ايضاً، قصيدة الشاعر الشيوعي الراحل خيون دواي الفهد حيث وجدت منها ما يبقى في ذاكرتي حتى هذه اللحظة رغم مرور نصف قرن على كتابتها، إذ يقول الشاعر الفهد :
” حبيت وحبيت هواي .. حبيت العامل من يتعب .. كلما يعرگ يكبر چفه ..” ..
وفي الختام، ونحن نمر على هذا الحشد الزكي من الأسماء الخالدة، يجدر بنا أن نجعله -الختام- مسكاً وعنبراً، وهل هناك أزكى من روائع قيثار الطبقة العاملة وفنان البروليتاريا الراحل جعفر حسن، وما خص به العمال وحزبهم الشيوعي، لاسيما رائعته العمالية التاريخية، التي كتبها الشاعر الغنائي الراحل كاظم السعدي، والتي صارت نشيداً وطنياً للعمال الشيوعيين وغير الشيوعيين، بمطلعها الذي يبدأ من
” عمي يا ابو چاكوچ خذني خذني وياك .. ذبني ويه العمال ..حلوة عيشتي هناك ..عمي يا بو چاكوچ .. عمي يا ابو چاكوچ ..” !!
فالح حسون الدراجيالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الأول من أیار
إقرأ أيضاً:
الحديدة..مسيرات حاشدة في 97 ساحة دعماً وإسناداً لغزة ولبنان
الثورة نت/ يحيى كرد
شهدت محافظة الحديدة اليوم الجمعة خروج الآلاف من أبنائها في 97 ساحة للمشاركة في مسيرات دعم وإسناد لغزة ولبنان تحت شعار “مع غزة ولبنان.. جاهزون لأي تصعيد أمريكي صهيوني”.
وأقيمت المسيرة المركزية في شارع الميناء بمدينة الحديدة، بمشاركة وكيل أول المحافظة أحمد البشري، وعدد من الوكلاء والشخصيات القيادية والاجتماعية في المحافظة، وقد رفع المتظاهرون خلال المسيرات الأعلام اليمنية والفلسطينية واللبنانية، ولافتات وشعارات تندد باستمرار حرب الإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد المدنيين في فلسطين ولبنان، بدعم أمريكي وغربي.
وأشاد المتظاهرون بصمود الشعبين الفلسطيني واللبناني في وجه العدوان الإسرائيلي الأمريكي، وبالبطولات التي يسطرها رجال المقاومة الفلسطينية واللبنانية في التصدي للعدو الإسرائيلي، وتكبيده خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
كما عبّر المشاركون عن استيائهم من الصمت المخزي الذي تنتهجه بعض الأنظمة العربية والإسلامية تجاه الجرائم والمجازر الوحشية التي يتعرض لها الأطفال والنساء في فلسطين ولبنان، داعين الأحرار حول العالم للاضطلاع بمسؤولياتهم الإنسانية لوقف الجرائم الإسرائيلية والأمريكية في غزة ولبنان.
وقد باركت المسيرات تعيين الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا لحزب الله، مشيدة بمسيرته الجهادية في مواجهة العدو الإسرائيلي، ومؤكدةً على موقف المشاركين الثابت في دعمهم المستمر لأبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني، بكل الإمكانيات المتاحة، لمواجهة العدوان الإسرائيلي وإفشال مخططاته في المنطقة.
وأعرب المتظاهرون عن إدانتهم لعجز الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكافة المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية عن إيقاف العدوان الإسرائيلي وحماية الأبرياء والمنشآت الطبية في فلسطين ولبنان.
وأدان البيان الصادر عن المسيرات استمرار العدوان الصهيوني الإجرامي المدعوم مباشرة من الولايات المتحدة والدول الغربية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، وسط صمت عربي وإسلامي ودولي تجاه هذه المجازر الوحشية، التي عن سقوط أكثر من 150 ألف شهيد وجريح من أبناء الشعب الفلسطيني، وأكثر من 6 آلاف شهيد وجريح من أبناء الشعب اللبناني.
وأعرب البيان عن مباركته لتعيين العلامة نعيم قاسم أمينًا عامًا لحزب الله، خلفًا للشهيدين العلامة حسن نصر الله والعلامة هاشم صفي الدين، باعتباره أحد أبرز قادة المقاومة الإسلامية في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وجدد بيان أبناء محافظة الحديدة استعدادهم وجاهزيتهم لمواجهة أي تصعيد أمريكي أو إسرائيلي على الوطن ، مهما كانت التحديات والتضحيات، دفاعًا عن الوطن، واستمرارا لدعم وإسناد العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية ضد الكيان الصهيوني، بما في ذلك منع السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة عبر البحر الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي.