جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-28@02:17:13 GMT

كنتم خير سلف.. ونشهد

تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT

كنتم خير سلف.. ونشهد

 

خليفة بن عبيد المشايخي

khalifaalmashayiki@gmail.com

نود دائمًا أن تقوم حياتنا العامة والخاصة على قيم ومبادئ ومعايير وأسس أخلاقية مُهمة لكي يدوم الود والحب والاحترام بيننا؛ فالتمتع بتلك الجوانب يبني علاقات وتواصل بين الأفراد والمجتمعات، وإذا ما أردنا أن تستثب هذه القيم والأصول والمعاني السامية، فلابد أن يتمتع الكبار بها لأنهم الخيرة وقدوة للأجيال التي أتت وتأتي بعدهم من الأبناء، ولنعلم أنه لا حسب كالتواضع ولا شرف كالعلم.

وإذا كان التواضع من الصفات الجميلة الرائعة المحمودة المُحببة في حياتنا، فإنه يجب التزين والتجمل به، وللعلم إنه لا يتواضع إلّا كل رفيع، ولا يتكبر إلا كل وضيع. فكلما ارتفع الشريف تواضع، وكلما ارتفع الوضيع تكبَّر، وفي هذا الصدد ماذا عسانا أن نقول عن التواضع إلا أنه اجتلاب المجد واكتساب الود. وعليه أقول إننا نرتاح ونشعر بالفخر والاعتزاز إذا رأينا شخصية مجتمعية متواضعة وطيبة وخلوقة؛ إذ إننا نعلم بأنها لم تتمتع بذلك إلا لأنها اكتسب صفات عالية وأخلاق طيبة، كالتي رأيناها في شخصيتين مهمتين عرفناهما عن قرب، من خلال تعاملنا معهما في الحياة العملية والعامة، ظهرا مؤخرا في مقطع فيديو تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي.

الذي رأيناه أن اللواء الركن متقاعد سعيد بن ناصر السالمي قائد الجيش السلطاني العماني، قام بزيارة شخصية مهمة إلى اللواء متقاعد نصيب بن حمد الرواحي، وهو أول قائد عماني للجيش السلطاني العماني، وأحد القادة الذين ساهموا في تعزيز قدرات الجيش والقوات البرية خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.

والذي تابع الفيديو سيرى أنَّ اللواء الركن متقاعد سعيد السالمي عند ترجله من مركبته باتجاه مستضيفه اللواء نصيب، قام بأداء التَّحية العسكرية له وهو بالمصر وبالدشداشة العمانية، أي بالزي المدني؛ إذ إنِّه وهو متجه صوبه، وقف منتصبا مستقيما جامعا رجليه مع بعضهما البعض على شكل الرقم 7، راصًا وجامعاً يديه وهما مستقيمتين على جسده، مع رفعه لجسده لثوانٍ من مُقدمة القدمين، ومن ثم الرجوع لوضعية الوقوف مستقيمًا وأيضا لثوانٍ. وهذه الحركة- أي حركة "التاهية"- هي ما تسمى بالتحية العسكرية بالزي المدني، وبعد ذلك تعانق القائدان عناقًا أخويًا حارًا، ولم يكتف السالمي بذلك؛ بل تواضعًا منه ذهب للسلام على مجموعة حاشية الجمال، التي كانت على ما يبدو مُعدة لاستقباله.

ما دعاني لأكتب عن هذا الموقف هو الوقوف على نقاط عدة لإيصالها للأجيال الحالية واللاحقة، ولتبيان أمر آخر. الشاهد أن كل مرحلة ولها رجالها، والشخصيتان اللتان ذكرتهما في غنى عن التعريف؛ فاللواء نصيب الرواحي سبق اللواء الركن سعيد في الخدمة العسكرية، وفي تولي القيادة في قوات سلطان عُمان البرية سابقًا، والجيش السلطاني العماني لاحقًا، ومع خروجهما للتقاعد منذ سنوات، إلّا أن قواعد العسكرية والانضباط لا زالت تسري بدمهما، ولا زالا يتمتعان بهما وهما في هذا السن.

من الدروس المستفادة من ذلك الموقف أولا احترامهما وتقديرهما لبعضهما البعض، وللأسبقية والأقدمية في العمل والخدمة العسكرية. اليوم اختلف الوضع تماماً، إذ قلما نجد احترامًا وتقديرًا للأقدمية في العمل من قبل الموظفين لبعضهم البعض، فتجد على سبيل المثال للحصر، الموظف القديم غير محترم من قبل بعض زملائه الذين أتوا بعده، فتجد من يهمشه ومن يرفع صوته عليه ومن يتجاهله ومن لا يحترمه ولا يقدره. وهذا يذهب بهيبة العمل، ويعني أيضا انسلاخ الموظف من عوامل التقدير والاحترام لغيره ممن سبقه في العمل، ما يدل ذلك على جهله وتكبره.

لكن في المقابل، هاذان القائدان- حفظهما الله تعالى ومتعهما بالصحة والعافية- وهما في هذا السن ومتقاعديْن، إلّا أنهما يتمتعان بالانضباط والاحترام والتقدير لبعضهما ولغيرهما؛ إذ عُرفوا بأخلاقهما وبتعاونهما وبأنهما أهلًا للكرم ولفعل الخير.

حقيقة أقول للإخوة والزملاء في أي مكان عمل، عليكم باحترام من سبقكم في العمل وتقديره، حتى بعد خروجه للتقاعد ووصلتم بعده إلى مراتب أكبر منه.. عليكم أن تحترمونه وتقدرونه وتتذكروا أنه قدم خدمات جليلة لهذا الوطن المعطاء، وتذكروا أنه لو دامت لغيركم ما وصلت إليكم.

حفظ الله رجالنا وأهلنا وشبابنا، وكل من يعمل بجد وإخلاص وتفانٍ، صونًا ودفاعًا عن مقدسات هذا الوطن ومنجزاته، وشكرًا للقائدين اللواء الركن متقاعد نصيب الرواحي واللواء الركن متقاعد سعيد السالمي على ما قدماه ويقدمونه للوطن.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سعيد بن طحنون: عام المجتمع يعكس جهود الإمارات

أكد الشيخ الدكتور سعيد بن طحنون آل نهيان أنَّ إعلان صاحب السمو رئيس الدولة يعكس جهود الإمارات في مجال خدمة المجتمع وترسيخ قيم الإنسانية، حيث التضامن والتعاون والعدالة الاجتماعية.
وقال إن الإمارات تثبت أن الإنسانية لا تعرف حدودًا، وأن العمل المجتمعي هو وسيلة لبناء مجتمع أكثر استقرارًا وازدهارًا، ما يجعل الإمارات نموذجًا يُحتذى في تعزيز التنمية المستدامة ومساعدة المجتمعات كافة، مشيراً إلى أن «عام المجتمع» يأتي امتداداً لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي يُعد نموذجًا للقيادة الحكيمة.
وأكد أن إرث زايد الخالد يظل شاهدًا على أن القيادة الحقيقية تكمن في خدمة الإنسان لتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الفرص المتساوية للجميع.

مقالات مشابهة

  • سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدودي
  • عماد السالمي يوضح كيف خسر الهلال
  • سعيد بن طحنون: عام المجتمع يعكس جهود الإمارات
  • حكومة إقليم كوردستان تفتح حسابات بنكية لـ290 ألف متقاعد
  • سوريا.. فرنسا ترفع بعض العقوبات والأردن يعلن اسئناف عمل «معبر نصيب»
  • أبوزريبة يطلع على مستجدات العملية التعليمية وتطوير المناهج الدراسية بالمعهد العالي للضباط
  • يقتل زوجته ويطبخها على نار هادئة
  • عبور 54 شاحنة إغاثية سعودية جديدة منفذ نصيب الحدودي السوري
  • عبور 54 شاحنة إغاثية سعودية جديدة لمساعدة الشعب السوري منفذ نصيب.. صور
  • عبور 54 شاحنة إغاثية سعودية جديدة لمساعدة الشعب السوري منفذ نصيب الحدودي