كشف مسؤولان إسرائيليان أن حكومة بنيامين نتنياهو وافقت على التنازل عن مطلبها بفرض قيود كبيرة على عودة النازحين إلى مناطق سكناهم في شمال غزة، بعت تعنت كبير في هذا الموضوع.

وقال مسؤول إسرائيلي، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنه كجزء من الصفقة التي يجري نقاشها، ستوافق "إسرائيل" على التنازل عن جميع عمليات التفتيش أو القيود المفروضة على العائدين إلى شمال غزة، في حين قال مسؤول آخر، إنه لن تكون هناك قيود على الأرجح.



ولطالما أبدى الاحتلال تشددا حيال عودة النازحين خلال المفاوضات التي تجري للتوصل إلى هدنة في غزة تشمل تبادلا للأسرى، حيث اشترط غير مرة عودة النساء والأطفال فقط إلى الشمال، مع وجود تدقيق أمني وتحكم في الحركة بين الجنوب والشمال.

لكن حركة حماس أبدت تصميما في كل مرة على حرية عودة النازحين، في إطار عدد من الشروط التي طرحتها للموافقة على أي صفقة لوقف إطلاق النار، بينها ضمان وقف تام للحرب على قطاع غزة مع نهاية فترة أي هدنة توقع بين الاحتلال والحركة.


مقترح جديد
وكشف قيادي في حركة حماس، الأربعاء، أن "الحركة أبلغت الوسطاء، الأربعاء، بملاحظاتها بشأن بعض النقاط والبنود والمصطلحات التي وردت في ورقة الاحتلال المتعلقة بالهدنة في غزة، وطلبت استفسارات وتوضيحات بشأنها.

وقال مُمثل حركة حماس في الجزائر، يوسف حمدان، في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إن "رؤية الحركة واضحة وأبلغت الوسطاء بذلك وبدورهم نقلوا ذلك للاحتلال ليحسم موقفه من هذا المسار، لأننا لن نسمح بفرض معادلة المفاوضات من أجل المفاوضات".

وأوضح أن "الاحتلال الإسرائيلي اقترب في هذه الجولة الجديدة من المفاوضات من شروط المقاومة ورضخ لبعضها، بعد 7 أشهر من عدوانه على غزة".

ولفت إلى أن "الكرة الآن لدى الاحتلال، إذا أراد إبرام صفقة وإطلاق سراح جنوده وأسراه من بين يدي المقاومة فليس أمامه إلا الموافقة على شروطها، سوى ذلك فإنه مزيد من إضاعة الوقت، وهو ما سيعني ضياع فرصة استرداد جنوده أحياءً، ومزيدا من الخسائر في جيشه الذي يغرق في رمال غزة دون تحقيق أي إنجازات عسكرية أو سياسية".

ونوّه إلى أن "من بين البنود التي وافق عليها الاحتلال وقف إطلاق النار، والانسحاب من ممر نتساريم (أقامته إسرائيل قرب مدينة غزة ويفصل شمال القطاع عن جنوبه)، وعودة النازحين إلى شمال القطاع، لكننا نحتاج أن نتأكد من أن وقف إطلاق النار سيكون دائما وشاملاً في نهاية الاتفاق، وكذلك أن يكون انسحاب الاحتلال من كامل قطاع غزة قبل البدء في صفقة تبادل الجنود".

وقال حمدان إن "الحركة ستبلغ الوسطاء بردها بعد وصول رد الاحتلال على استفسارات وملاحظات الحركة، ونتوقع أن يكون ذلك خلال الأيام المقبلة"، مشيرا إلى أن "المحادثات والأجواء الراهنة مختلفة بشكل ملموس عما كانت عليه الجولات السابقة من المفاوضات التي لم تُكلل بالنجاح بسبب التعنت الإسرائيلي".

وتابع: "ما زلنا ننتظر رد الاحتلال على استفساراتنا التي أبلغنا بها الوسطاء وتبعاً لذلك يكون موقف الحركة من الورقة أو الاتفاق ككل، نتوقع أن يدرك الاحتلال أنه لا يستطيع تمرير نواياه بالمخاتلة السياسية".

ولفت إلى أنهم أكدوا في ملاحظاتهم على "وجوب أن يتضمن الاتفاق التزاما واضحا بأن نهاية مراحل الاتفاق تعني نهاية العدوان بشكل شامل ودائم، وأن ينسحب الاحتلال من كافة مناطق قطاع غزة قبل أن تبدأ عملية تبادل الجنود الأسرى مع أسرانا في سجون الاحتلال، وألا يكون هناك أي قيد أو شرط على حرية وحق النازحين بالعودة إلى الأماكن التي نزحوا منها".

وشدّد حمدان على أهمية أن "إطلاق سراح أسرانا في سجون الاحتلال لن يخضع لاعتراضات الاحتلال على فئة دون غيرها أو أعداد محددة، ولن نقبل بفرض معايير مجحفة تفرغ صفقة التبادل من مضمونها".

واستطرد قائلا: "سجلنا ملاحظاتنا التفصيلية بشأن بعض المصطلحات التي قد تعيق أو تعرقل مسار إعادة إعمار ما خلفه عدوان الاحتلال"، متابعا: "ننتظر رد الاحتلال ويدنا على الزناد".


وزاد: "كل وقت يمر سيدفع ثمنه الجميع وليس فقط شعبنا الذي قدّم كل هذه التضحيات الهائلة على طريق حريته ودفاعا عن مقدساته. نحن في طريق نهايته زوال الاحتلال وكل وقت يمر يجب أن يقضم من عمر الاحتلال وليس أن يؤبد وجوده أو يشرعن اغتصابه لأرضنا وحقوقنا".

واستنكر حمدان تصريحات بايدن وبلينكن الرامية لتحميل حركة حماس وحدها المسؤولية في حال فشلت المفاوضات الحالية، قائلا: "نحن لا نتأثر بتصريحات هنا أو هناك. لقد درسنا الورقة التي تقدم بها الاحتلال بمسؤولية وجدية عالية، ونعتقد أن بها بنودا تتطابق مع موقف الحركة، وأخرى تمثل ألغاما سياسية في حال لم يتم تفكيكها وتوضيحها".

وأردف: "الاحتلال يظن أنه يمكن أن يسترد جنوده قبل أن ينسحب من غزة، أو يفرّغ مضمون الصفقة بمنح نفسه حق الاعتراض على أسرى دون آخرين بمعايير غير مقبولة، ولذلك سجّلنا ملاحظاتنا على الورقة بما يضمن إنجاح الاتفاق وبما لا يعطي للاحتلال فرصة لأن يسرق منا بألاعيب المفاوضات ما لم ينجح بانتزاعه من خلال القتل والتدمير".

وواصل حمدان حديثه قائلا: "على واشنطن أن تتوقف عن دعم الاحتلال بالسلاح الذي تُرتكب به المجازر ويُهدّد من خلاله باجتياح رفح، بدلا من تحميل حماس المسؤولية عن تعنت نتنياهو وسعيه لجر المنطقة لمزيد من العنف والنيران وجعل مسار المفاوضات مطية لإطالة أمد وجوده على سدة الحكم".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية عودة النازحين شمال غزة فلسطين عودة النازحين شمال غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عودة النازحین إلى أن

إقرأ أيضاً:

قيادي بارز في حماس ينتقد الحركة علنًا ويثير عاصفة داخلية

 


في تطور غير مسبوق داخل حركة حماس، خرج الشيخ داية، وهو أحد الشيوخ الأكثر نفوذًا وتأثيرًا في صفوف الحركة، بانتقادات علنية لسياسات حماس وأفعالها، مشيرًا إلى أن الحركة تسببت في معاناة الشعب الفلسطيني بدلًا من تحسين أوضاعه. أثارت تصريحاته، التي وصفها البعض بـ "الجريئة"، جدلًا واسعًا داخل الحركة وخارجها، حيث فتح النقاش حول ما إذا كانت هذه الخطوة تمثل بداية لتحول داخلي أوسع أو انشقاقات داخلية محتملة.

أكد الشيخ داية في تصريحاته أن الوضع الحالي في غزة أصبح لا يطاق، وأن استمرار الحركة في سياساتها الحالية لا يؤدي إلا إلى المزيد من العنف والتدمير. وركز على معاناة المدنيين في القطاع، حيث قال: "أبناء غزة يعانون من حصار مزدوج؛ من الخارج ومن الداخل، ولا يجب أن تكون المقاومة على حساب أرواح الأبرياء".

تأتي هذه التصريحات في ظل ظروف حرجة تمر بها حماس، حيث قُتل عدد من قادتها البارزين في الأشهر الأخيرة، من بينهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار، في غارات إسرائيلية، إلى جانب تزايد الانتقادات الدولية والمحلية للحركة.

كما أثارت تصريحات الشيخ داية ردود فعل متباينة. داخل الحركة، هناك تقارير تشير إلى حالة من التوتر بين القيادة العليا، حيث اعتُبرت تصريحاته تهديدًا لوحدة الصف الداخلي. بعض الأعضاء رأوا في ذلك فرصة لإعادة تقييم السياسات، بينما أشار آخرون إلى أنها قد تؤدي إلى تصدعات خطيرة في هيكل القيادة.

أما على المستوى الشعبي، فقد لاقت تصريحات الشيخ ترحيبًا من قبل العديد من سكان غزة، الذين عبّروا عن إحباطهم من الظروف المعيشية الصعبة في ظل حكم حماس. ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تكون نقطة تحول، حيث من الممكن أن يتبعها شيوخ وقادة آخرون يعبرون عن مواقف مشابهة.

تفتح تصريحات الشيخ داية الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الانتقادات ستؤدي إلى انشقاقات داخل حماس، أو ربما إلى إصلاحات داخلية. الوضع الحالي يشير إلى أن الحركة تواجه تحديات متعددة، ليس فقط من العدو الخارجي، بل أيضًا من الداخل، حيث يتزايد الضغط الشعبي من أجل التغيير.

المراقبون يرون أن ما قاله الشيخ يعكس شعورًا متزايدًا بالإحباط داخل الحركة نفسها، وأن التصعيد الأخير في غزة قد كشف قصور كبير في استراتيجيات حماس، سواء على مستوى القيادة أو في تحقيق الأهداف السياسية والاجتماعية للشعب الفلسطيني.
تصريحات الشيخ داية، بوصفها الأولى من نوعها من شخصية مركزية في حماس، قد تكون بداية لتحولات أوسع داخل الحركة. مع تزايد الغضب الشعبي والانقسامات الداخلية، يبدو أن حماس بحاجة ماسة لإعادة التفكير في استراتيجياتها وإدارة مواردها وسياساتها.

مثل هذه التصريحات العلنية قد تمثل بداية لتحرك أكبر نحو إصلاح داخلي أو حتى تغيير في القيادة، خاصة إذا استمرت الانتقادات من داخل الحركة. الأيام القادمة قد تحمل مزيدًا من المفاجآت حول مستقبل حماس ودورها في القضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • حماس: المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في بيت لاهيا نتيجة للفيتو الأمريكي
  • اتفاق هوكشتاين أُنجز في لبنان وحذر يحيط بمهمته في تل أبيب
  • قيادي في حماس: نتنياهو يعرقل أي تقدم في المفاوضات لأسباب سياسية
  • المبعوث الأمريكي آموس هوكستين: أنجزنا تقدما في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل
  • حماس : لا صحة لتقرير الخزانة الأميركية حول أرصدة قادة الحركة
  • انجاز صياغة لوقف النار تلبّي مصالح لبنان وتشاؤم في تل أبيب
  • حماس تستنكر العقوبات التي فرضتها أمريكا بحق قادة الحركة
  • نتنياهو يزور محور نتساريم ويتعهد بمنع حماس من حكم غزة
  • قيادي بارز في حماس ينتقد الحركة علنًا ويثير عاصفة داخلية
  • تفاؤل حذر.. هل تنجح طهران في استئناف العلاقات مع واشنطن بعد عودة ترامب؟