خبراء: بايدن فرّط في الديمقراطية الأميركية من أجل مواصلة الحرب
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
يعكس موقف إدارة جو بايدن من الاحتجاجات الطلابية التي تجتاح الجامعات الأميركية وقمع الشرطة لها، تمادي الولايات المتحدة في دعم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حتى لو تطلب الأمر إهدار حق الأميركيين في التعبير عن آرائهم وقمعهم بالقوة، كما يقول خبراء.
فقد أكد عضو هيئة التدريس في جامعة كولومبيا جوزيف هاولي، أن الموقف من الحرب الإسرائيلية على غزة أصبح القضية الأكثر إلحاحا في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن البيت الأبيض يدعم ما تقوم به إدارات الجامعات ضد الطلاب ويطالبهم بعمل المزيد من أجل وقف الاحتجاجات.
وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال هاولي إن تجاهل ما تقوم به الشرطة الأميركية ضد الطلاب أصبح مستحيلا.
دعم مواصلة الحربوأكد هاولي أن الرئيس الأميركي جو بايدن يدفع باتجاه مواصلة الحرب بدلا من أن يقلق من تداعياتها على الانتخابات الرئاسية المقبلة في ظل الرفض الشبابي لها.
ولم يقف بايدن عند تجاهل هذا الرفض الشبابي الجارف للحرب لكنه ذهب إلى استخدام نفس السياسة الإسرائيلية التي تقوم على سجن أساتذة الجامعات الرافضين لما يحدث في غزة، كما يقول هاولي.
بيد أن الأمر من وجهة نظر الباحث في معهد الشرق الأوسط الدكتور حسن منيمنة يتجاوز تجاهل الاحتجاجات الطلابية إلى التفريط في الديمقراطية الأميركية عموما إرضاء لداعمي إسرائيل، على حد قوله.
فمن وجهة نظر منيمنة، لم تعد إدارة بايدن تبالي بغضب الشباب لأنها أدركت أنهم لن يصوتوا للرئيس في الانتخابات المقبلة مهما اتخذ من خطوات لترضيتهم، "وبالتالي فهي تحاول تثبيت تأييد الفئات الأكبر سنا والتي لا تزال تؤيد الموقف الداعم لإسرائيل".
ولا يعتقد منيمنة أن إدارة بايدن ستتراجع أبدا عن دعم إسرائيل في هذه الحرب، وهو يعتقد أن الحديث عن الانزعاج من سلوك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتسريب بعض الأخبار عن دعم وقف القتال مؤقتا، ليس سوى محاولة لتشتيت الانتباه.
الرأي نفسه ذهب إليه الباحث السياسي سعيد زياد بقوله إن بايدن لا يكترث للناخبين الأميركيين المسلمين أو العرب، لكن مشكلته حاليا هي أن الاحتجاجات وصلت الى الطلاب وربما تمتد إلى العمال وفئات أخرى.
ويرى زياد أن ما يحدث حاليا يشبه ما حدث خلال حرب فيتنام، مؤكدا أن طوفان الأقصى وضع قضية فلسطين في صدارة الاهتمام العالمي وأصبحت ارتداداته تكسر التابوهات والروايات الإسرائيلية في أنحاء العالم.
تحول تاريخيومع ذلك، يقول منيمنة إن الولايات المتحدة بدأت تحولا تاريخيا فيما يتعلق بدعم مواطنيها لإسرائيل التي لطالما كان انتقادها من المحظورات في هذا البلد بينما كثيرون يرفعون أصواتهم اليوم لانتقاد سلوكها والمطالبة بتقييد تزويدها بالأسلحة لوقف مقتلة غزة، على حد وصفه.
لكن هذا التحول لن يمر بسهولة وذلك بالنظر إلى سيطرة داعمي السردية الإسرائيلية بشكل كامل تقريبا على الكونغرس الذي ساوى مؤخرا بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية، كما يقول منيمنة الذي لفت إلى أن الجانب الأكثر أهمية حاليا هو أن غالبية مناهضي الحرب هم من اليهود.
ومن هذا المنطلق، يقول هاولي إن ما حدث في الجامعات الأميركية خلال الأسابيع الماضية "يؤكد أن القمع لن يغير نظرية الناس لما يحدث في غزة أو في فلسطين المحتلة عموما، لأن طاقة الاحتجاج تزداد قوة كلما زادت محاولات قمعها".
ويرى هاولي أن السؤال المهم حاليا لا يتعلق بما إذا كان على الولايات المتحدة أن تدعم إسرائيل بغض النظر عما تقوم به، وإنما بمدى قدرة الأميركيين على الاحتجاج والتعبير عن رأيهم، بل وعن مدى كون الولايات المتحدة بلدا ديمقراطيا، على حد تعبيره.
وإذ تمثل أحاديث الساسة والحكام الأميركيين عن حقوق الإنسان حزمة من الأكاذيب التي يتم الاتجار بها من أجل المصالح، فإن المجتمع الأميركي صادق عندما يتحدث عن هذه الأمور، برأي منيمنة.
ويعتقد منيمنة أن الحاضنة المجتمعية للاحتجاجات الطلابية هي التي منعت الحكومة من استخدام العنف المفرط لوأدها على غرار ما حدث مع مظاهرات السود قبل عامين.
تلاعب بصفقة التبادلفيما يتعلق بصفقة التبادل التي تتحدث عنها الإدارة الأميركية بوصفها عرضا سخيا وتقول إن على حركة المقاومة الإسلامية حماس قبولها، يقول زياد إن المطروح ليس سخيا وإنما هو بعض التنازلات الإسرائيلية فيما يتعلق بعودة النازحين لشمال القطاع.
ويؤيد منيمنة هذا الحديث بقوله إن واشنطن تريد من حماس التفريط في أهم ما لديها من أوراق الضغط (الأسرى) حتى تعود إسرائيل وتقضي عليها تماما، مشيرا إلى أن الأميركيين يواصلون نفس طريقتهم القديمة في تصوير المقاومة وكأنها هي التي ترفض وقف القتال وليست إسرائيل.
وأضاف منيمنة "لقد تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مؤخرا عن إعلان تطبيع سعودي إسرائيلي فور توقف القتال مؤقتا، وهو أمر يعكس حقارة موقف الولايات المتحدة التي تتجاهل كل الدماء الفلسطينية التي أريقت وتدفع باتجاه مزيد من التطبيع".
ومن هذا المنطلق، فإن الحديث عن رغبة واشنطن وقف القتال مؤقتا برأي منيمنة "لا يعدو كونه مداعبة أميركية لبعض الدول العربية أو الفئات الأميركية وتصوير الرئيس الأميركي وكأنه رجل ذو أخلاق بينما هو لا يفعل شيئا عمليا سوى الدفع نحو مواصلة الحرب".
وتعليقا على مسألة التطبيع، يقول زياد إن هذه الحرب أظهرت أكثر الجوانب سوءا وهشاشة في إسرائيل، وأسقطت صورتها أمام العالم كبلد ديمقراطي وحيد في الشرق الأوسط.
وختم زياد بالقول إن الدول العربية التي كانت تراهن على بعض المكاسب من التطبيع قبل طوفان الأقصى، لم تعد واثقة من هذا حاليا ورفعت سقف مطالبها لأن كل ما قيل عن مكاسب سياسية وعسكرية من التطبيع قد سقط خلال هذه الحرب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الولایات المتحدة مواصلة الحرب وقف القتال
إقرأ أيضاً:
تطورات الحرب الإسرائيلية في غزة والضفة.. قطر تؤكّد عدم وجود قادة «حماس» بأراضيها
ارتفع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 اكتوبر إلى إلى 43972 قتيلا، و104008 جريحا.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، خلال كلمته أمام قمة مجموعة العشرين، “أن ما يحدث في فلسطين “وضع غير مقبول ومدان ولا يمكن السماح باستمراره”.
مفوض الأونروا: لا بديل للوكالة بغزة سوى تحمل إسرائيل المسؤولية
أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، “أن البديل الوحيد لعمل الوكالة في قطاع غزة هو السماح لإسرائيل بإدارة الخدمات هناك”.
ووصل لازاريني إلى جنيف لحضور اجتماع مع المانحين بعد أن حظرت إسرائيل عمل الوكالة بها الشهر الماضي في ما وصفه بأنه واحدة من أحلك اللحظات في تاريخ الوكالة الممتد منذ 75 عاما.
ودعا لازاريني، “إلى محاولة وقف مشروع القانون الإسرائيلي، الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في أواخر يناير”، وأضاف: “سنعمل حتى اليوم الذي لا نستطيع فيه مواصلة العمل، وفي الوقت نفسه، سنستنفد كل السبل الدبلوماسية الممكنة”.
هذا وتوفر الأونروا مساعدات ومأوى للعديد من سكان غزة الذين أصبحوا مشردين بسبب الحرب المستمرة منذ 13 شهرا، وحظر الكونغرس تمويل الولايات المتحدة للأونروا حتى مارس 2025.
واشنطن تحذر أنقرة من مواصلة العمل مع “حماس”
أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن “الولايات المتحدة تعتقد أنه لا ينبغي لأي دولة أن تستقبل مسؤولي حركة “حماس”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر: “لقد بلغتنا في الأيام الأخيرة هذه المعلومات التي تقول إنهم انتقلوا إلى تركيا. ونود أن نقول للحكومة التركية بوضوح، كما فعلنا مع جميع دول العالم، إنه لم يعد من الممكن التصرف مع حماس وكأن شيئا لم يكن”.
الخارجية القطرية: قادة فريق “حماس” غير موجودين في الدوحة حاليا ويتنقلون بين عواصم مختلفة
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، “أن قادة فريق “حماس” التفاوضي غير موجودين في العاصمة الدوحة حاليا وهم يتنقلون بين عواصم مختلفة”.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن “إغلاق المكتب السياسي لـ”حماس” إن تم، فستعلن عنه الخارجية القطرية وليس عبر وسائل أخرى”.
وأكد المتحدث أن “تعليق جهود الوساطة القطرية كان بسبب عدم جدية الأطراف، مشددا على أن الدوحة لن تقبل بأن تستغل لأغراض سياسية”.
وشدد الأنصاري على أن “الموقف القطري ثابت وواضح وهو وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، مؤكدا أن الدوحة مستعدة لاستئناف المفاوضات في حال وجود جدية من قبل الأطراف”.
“منظمة السلام الآن”: مزايدة لبناء مستوطنة جديدة في بيت صفافا بالقدس الشرقية
في الضفة الغربية، اقتحمت قوات الجيش الإسرائيلي مدينة جنين، كما واصلت الجرافات التابعة للقوات الإسرائيلية العمل على تدمير البنية التحتية في مدينة جنين ومخيمها.
في السياق، قالت “منظمة السلام الآن” الاسرائيلية لمراقبة الأنشطة الاستيطانية، “إن السلطات المعنية نشرت مزايدة لبناء مستوطنة جديدة في بيت صفافا بالقدس الشرقية”.
وذكرت المنظمة في تقرير عبر موقعها الإلكتروني أن “سلطة الأراضي الإسرائيلية نشرت مؤخرا مزايدة (رقم 367/2024) لإنشاء مستوطنة جديدة داخل حي بيت صفافا الفلسطيني في القدس الشرقية”، مبينة أن “المزايدة تطلب من المطورين تقديم مقترحات لشراء حقوق الأرض التي تبلغ مساحتها حوالي 11 دونما في بيت صفافا، جنوب منطقة تلبيوت الصناعية، بهدف التخطيط وبناء حي سكني يتضمن حوالي 200 وحدة سكنية”.
ووفقا لما ورد في النشر فإن “المزايدة بتعلق بشراء حقوق “الحصة النسبية للدولة/ سلطة التطوير” في القطعة 181 من الكتلة 30285. مما يعني أنه قد يكون هناك مالكون خاصون بالإضافة إلى الدولة لهذه القطعة”.
وأوضحت المنظمة أن “المزايدة تحد سلطة التطوير كمالك للأرض أو جزء منها. وتعد سلطة التطوير هيئة تم إنشاؤها بموجب قانون ممتلكات الغائبين، الذي ينقل جميع ممتلكات الغائبين إلى السلطة، التي تقوم بدورها ببيع هذه الممتلكات للمشترين المحتملين”.
حملة اعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية
اعتقلت القوات الإسرائيلية “منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الثلاثاء 12 فلسطينيا على الأقل في الضفة الغربية، بينهم أطفال وأسرى سابقون وفقا لنادي الأسير الفلسطيني”.
ووفقا لبيان نادي الأسير الفلسطيني “فقد توزعت عمليات الاعتقال على محافظات الخليل وقلقيلية وجنين ورام الله وطوباس وطولكرم، “رافقتها اعتداءات وتهديدات بحق المواطنين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين”.
وأشار البيان إلى أن “القوات الإسرائيلية تواصل اقتحام محافظة جنين ومخيمها، يرافقها عمليات تنكيل وتدمير واسعة، في منازل المواطنين، والبنية التحتية|.
وبحسب البيان، “نفذت القوات الإسرائيلية أمس الاثنين عمليات تحقيق ميداني للعشرات من المواطنين في مخيم الدهيشة بمحافظة بيت لحم، أفرج عن غالبيتهم لاحقا، رافقها اعتداءات وتهديدات بالإضافة إلى عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين”.
ولفت البيان إلى أن “عدد حالات الاعتقال منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر 2023 بلغت أكثر من 11 ألفا، و750 مواطنا من الضفة والقدس”.
وشدد البيان على “أن القوت الإسرائيلية تواصل تنفيذ حملات الاعتقال في الضفة، ترافقها عمليات تنكيل وتعذيب ممنهجة بحق المعتقلين وعائلاتهم، بشكل غير مسبوق، ولم يستثن خلال حملات الاعتقال المرضى والجرحى وكبار السن”.
ولفت البيان إلى أن القوات الإسرائيلية “تواصل اعتقال المدنيين من غزة وتحديدا من الشمال، وتنفذ جريمة الإخفاء القسري بحقهم، وترفض الإفصاح بشكل كامل عن هوياتهم وأماكن احتجازهم”.
وأكد أن “المؤسسات المختصة ومنذ بدء الحرب على غزة لم تتمكن من حصر حالات الاعتقال في القطاع والتي تقدر بالآلاف”.