المفتي: نحتاح فتح قنوات الحوار لإيجاد حلول للمشكلات التي يواجهها العالم
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم "نواجه تحديات مشتركة؛ تحتم علينا فتح قنوات الحوار المباشر مع بعضنا البعض؛ لإيجاد حلول للمشكلات التي يواجهها العالم".
جاء ذلك في كلمة المفتي الرئيسية خلال المنتدى العالمي السادس للحوار بين الثقافات في باكو بجمهورية أذربيجان، والذي بدأت أعماله، الأربعاء، ويستمر على مدار 3 أيام تحت شعار "الحوار من أجل السلام والأمن العالمي"، وذلك بحضور عدد كبير من قادة الأديان في العالم.
وأضاف المفتي - وفقًا لبيان الإفتاء اليوم - أن هذا العالم المترامي الأطراف بات قرية صغيرة بمعنى الكلمة، وأي حادثة مهما بدت عابرة شديدة المحلية تؤثر في أقصى مكان فيه.
وأوضح أن الناس قد يختلفون حول العقائد والأديان ولكنهم يتفقون على الأخلاق، ويتعايشون فيما بينهم في أمن وسلام ما دام بينهم عقد اجتماعي وعُرف أخلاقي واحد يسمو بهم نحو المعاني الراقية من الصدق والأمانة والتعاون على البر والخير والاحترام المتبادل.
وأكد أن أهم ما يعزز من قيمة التعايش السلمي والأمن هو السعي للتعارف بمعنى الإطلاع على الثقافات والأديان المختلفة من مصادرها الأصيلة المعتمدة، لا مما يشاع ويقال عنها من شائعات مغرضة هنا أو هناك، والله تعالى قد ذكر في القرآن الكريم أنه لم يخلق هذا التنوع والتعدد عبثًا ولا سدى فقال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}.
ولفت إلى أن ثبات القيم الأخلاقية كفيل بحفظ الأمن والأمان بالمجتمع مهما اختلفت العقائد والأديان، وأي عبث بالمنظومة الأخلاقية التي تعارف الناس عليها سيؤدي لعواقب كارثية وخيمة.
وتابع "أننا بحاجةٍ لجهد كبير لترسيخ القيم والأخلاق وقواعد الذوق العام في المجتمع من خلال المؤسسات الدينية والإعلامية والتعليمية والفنية، وما أحوجنا لتفعيل تلك القيم وتحويلها لواقع ملموس بعصرنا الحاضر، بعدما تفاقمت مخاطر قوى شريرة تزكي نيران الكراهية والتعصب والشقاق والطائفية والتطرف والإرهاب وتعتدي على الكرامة الإنسانية".
وأشار المفتي إلى أن العالم بحاجة لإجراءات عملية تفعل هذه القيم الراقية حتى نقضي على الكراهية ونحيي المحبة والسلام، وما أحوج إعلامنا المعاصر إلى أن يتعاون على الحب والإخاء وألا يتعاون على نشر الكراهية وإذكاء نار الفرقة.
وشدد على ضرورة اهتمام التعليم المعاصر بتدريب الطلاب صغارًا وكبارًا على أن يتكاملوا في اتفاقهم واختلافهم، مشددًا على حاجة دعاة حقوق الإنسان في العالم إلى أن يكون منطلق دعوتهم العناية بالإنسان ومساندته بصرف النظر عن اعتبارات الجنس واللون والدين، والنظر بعين الاعتبار للمشترك الإنساني من ناحية، وإلى احترام الخصوصيات والتنوعات من ناحية أخرى، فضلًا عن حاجة مؤسساتنا أيضًا إلى أن تُفشي السلام والمحبة والحوار قولًا وفعلًا بينها.
وقال المفتي إن الحوار لا ينقلب أبدًا إلى حديث أحادي لإلحاق الهزيمة بالمخالف؛ لكنه يجسد المحاولة لفهمه وبناء جسور التفاهم والتعاون معه تنفيذًا لمراد الله - عز وجل - فقد خلقنا سبحانه وتعالى شعوبًا وقبائل ليتعرف بعضنا إلى بعض.
ولفت إلى سعي دار الإفتاء المصرية في الفترات السابقة بخطى حثيثة لجمع الشمل وتوطيد الأخوة ونبذ الكراهية بمجال الإفتاء، فأنشأت الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم للتحاور والتعاون، على البر والتقوى وجمع شمل المفتين على المحبة والسلام ونبذ الكراهية محليًا وعالميًا.
وأكد حرص دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور الإفتاء في العالم على ترجمة هذه القيم في فاعلياتها وفتاويها وبياناتها ومبادراتها ومؤتمراتها العالمية المختلفة.
وأشار إلى إنشاء الدار مجموعة من المراصد البحثية، وأطلقت مبادراتها لخدمة هذا المقصد النبيل ومنها على سبيل المثال: "مركز سلام"، وهو مركز لدراسات التشدد ومواجهته، ومرصد لفتاوى الكراهية التي يحاول المتطرفون بثها في العالم وينسبونها زورًا وبهتانًا للإسلام، وذلك بالموازاة مع مرصد آخر يرصد ممارسات الكراهية في ثوبها الآخر وهو مرصد الإسلاموفوبيا، ويُعنى بما يسمى الكراهية ضد الإسلام والمسلمين في العالم.
وقال "إنه تم إطلاق المؤشر العالمي للفتوى لقياس ثمار الوسطية والكراهية بمجال الإفتاء"، مؤكدًا أن كل هذه المراكز آتت أكلها طيبًا خلال فترة العمل السابقة، ولا زلنا نعمل على المزيد.
وأعرب المفتي - في ختام كلمته - عن أمنياته في نشر ثقافة التعايش والأمن والسلام بين أبناء الإنسانية جميعًا، واقتلاع جذور التعصب والتشدد والعنف من عقول أبناء الإنسانية جميعًا، مشددًا على أن الإنسانية بحاجة إلى العيش في أمن وسلام وتعاون لكي يعم الخير على الجميع من الجميع.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: لقاح أسترازينيكا مقاطعة الأسماك الطقس أسعار الذهب التصالح في مخالفات البناء سعر الدولار سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية المنتدى العالمي السادس للحوار بين الثقافات أذربيجان فی العالم إلى أن
إقرأ أيضاً:
تطوير ماسبيرو.. دمج 4 قنوات وتعيين رئيس جديد لـالنيل للأخبار
قال رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إن عودة ماسبيرو لسابق عهده يعد حلمًا نأمل جميعًا تحقيقه، مؤكدًا دعمه لهذه الجهود لتحقيق المستهدفات المطلوبة، مشيرًا إلى أنه ستتم متابعة الملفات المطروحة للتطوير، وذلك في إطار دعم الدولة للإعلام الوطني.
جاء ذلك خلال لقاء الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم الأحد، مع رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الكاتب أحمد المسلماني؛ لمتابعة ملفات العمل في الفترة الماضية.
وأعرب مدبولي عن تقديره للدور الكبير الذي يقوم به الإعلام المصري في بناء الوعي المجتمعي لدى المواطنين ونقل الحقائق وتوضيحها أمام الرأي العام وتفنيد الشائعات التي تثار حول بعض القضايا والملفات، بجانب تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الدولة بهذه المرحلة.
وأكد حرصه على متابعة القرارات التي اتخذتها الهيئة الوطنية للإعلام مؤخرًا في سبيل السعي لتطوير العمل بالإذاعات والقنوات بماسبيرو.
من جانبه..أوضح الكاتب أحمد المسلماني أن هناك سعيًا جادًا لتطوير منظومة العمل داخل ماسبيرو تحت عنوان "عودة ماسبيرو"؛ لتقديم رسالة إعلامية جادة وهادفة تتناسب وتتواكب مع حجم الجهود والإنجازات التي تحققها الدولة في مختلف المجالات، وأيضًا رسالة تتناسب مع حجم التحديات التي تواجه الدولة في هذه المرحلة.
واستعرض بعض الموضوعات المهمة، وألقى الضوء على عدد من القرارات التي اتخذها مجلس إدارة الهيئة خلال الفترة الماضية ومن بينها إلغاء الإعلانات بإذاعة القرآن الكريم اعتبارًا من أول يناير الحالي، ونقلها إلى الإذاعات الأخرى التابعة للهيئة؛ لتستعيد إذاعة القرآن الكريم مكانتها بين القراء وعشاقها منذ عشرات السنين، وهو القرار الذي أشاد به رئيس الوزراء، مؤكدًا أنه لاقى ترحيبًا من الجميع.
وقال إن هناك ردود أفعال إيجابية حيال هذا القرار داخل وخارج مصر، منوهًا بأنه خلال زيارته لكل من تونس وموريتانيا، لمس تفاعلًا إيجابيًا مع هذا القرار، مضيفًا "أن دولة التلاوة في مصر لها مكانتها التاريخية والعالمية، ونحن نعتز بثراء المدرسة المصرية وتعدد نجومها، ولذا تم اختيار الأفضل بين الأفاضل والأكثر حضورًا بين المتميزين، وسيخضع هذا التقدير المبدئي للمراجعة المستمرة، حيث تشمل الخريطة بدورتها الحالية 32 قارئًا".
وتابع المسلماني "سنعمل أيضًا على تطوير إذاعة صوت العرب للحفاظ على مكانتها التي حظيت بها خلال عقود طويلة، وهناك رؤية لذلك".
وأشار إلى أنه في إطار عملية التحديث الواسعة التي تأتي تحت شعار "عودة ماسبيرو"، ستطلق الهيئة الوطنية للإعلام "بودكاست ماسبيرو" رسميًا عقب شهر رمضان المعظم؛ لمواكبة الصعود الكبير لهذا النوع من العمل الإعلامي.
وتابع قائلًا "سنعمل على إنتاج مجموعة من البرامج السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية والشبابية والرياضية"، مضيفا "لدينا في الإذاعة والتليفزيون رصيد ضخم من الحوارات التي يمتد بعضها إلى زمن تأسيس الإذاعة المصرية، وسنستفيد بها".
ولفت المسلماني إلى أنه تم تعيين رئيس جديد لقناة "النيل للأخبار" يتمتع بتاريخ مهني كبير، كما تم في هذا الصدد بثها على موجات إف إم؛ مما سيسهم في إحداث نقلة نوعية للقناة خلال الفترة المقبلة.
ونوه بأن يد التطوير ستطال كذلك قنوات النيل الأخرى، حيث تم بشكل مبدئي تحديث قناة "النيل سينما" باسمها الجديد "موليوود سينما"، ودمج قناة "النيل كوميدي" مع قناة "النيل دراما" في قناة واحدة باسم "موليوود دراما"، مع دمج قناة "الأسرة والطفل" في قناة "النيل لايف"، حيث استعرض رؤيته لتطوير المحتوى الإعلامي الذي سيقدم عبر هذه القنوات خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن هناك مسرحًا للتليفزيون بالطابق السابع بمبنى ماسبيرو يسع 550 فردًا، وسيتم الاحتفال بسيدة الغناء العربي أم كلثوم على خشبة هذا المسرح قريبًا، وسيتم تكريم لأسرة مسلسل أم كلثوم بمناسبة مرور 25 عامًا على إنتاجه من قبل التليفزيون المصري.
وقال الكاتب أحمد المسلماني "لدينا كذلك أرشيف مرئي ومسموع ضخم وبه تراث عظيم، ونعمل على تجهيز مؤتمر الأرشيف الوطني، بالتعاون مع عدد من الجهات في الدولة التي تمتلك أرشيفا مميزا".
وخلال اللقاء، تم استعراض عدد من المشروعات الاستثمارية التي يتم العمل عليها حاليًا؛ بما يسهم في توفير عوائد لـ "ماسبيرو" تساعد في جهود التطوير.