خلاصة البحر الأحمر لشهر أبريل.. هجمات الحوثيين والغارات الأمريكية وعمليات أسبيدس
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
استمرت هجمات الحوثيين خلال شهر ابريل/نيسان في البحر الأحمر وشهد هذا الشهر أطول فترة توقف لهجمات الجماعات المسلحة في البحر الأحمر منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي. وتصاعدت الهجمات في أعقاب تصعيد تاريخي بين طهران والاحتلال الإسرائيلي.
مقارنة بالأشهر السابقة، أفادت البيانات أن البحرية الأمريكية والبريطانية اشتبكت مع عدد أقل بكثير من الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية في أبريل.
واعتبر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، التصعيد في البحر الأحمر بأنه تهديد لمحادثات السلام اليمنية، وأشار إلى أن الحرب في غزة وترابطها مع تصعيد البحر الأحمر أدت إلى تباطؤ محادثات السلام، وأشار إلى أن أطراف المحادثات قد تعيد حساباتها وتتشدد في مواقفها ما يهدد بانهيار المحادثات.
وبحلول نهاية ابريل غادرت حاملة الطائرات (آيزنهاور) والمدمرة جرافيلي، ووحدتها الهجومية بعد 4 أشهر من البقاء في مواجهة مع الحوثيين في البحر الأحمر. ومن المقرر أن يتم استبدالها بحاملة طائرات أخرى.
الاستجابة الأمريكية في البحر الأحمر.. وتصعيد المنطقة
خلال شهر ابريل تتبعت القوات الأمريكية والسفن الحربية الغربية إطلاق أو نية إطلاق ما لا يقل عن 13 صاروخًا باليستيًا مضادًا للسفن وصاروخين مضادين للسفن وقاربين سطحيين دون ربان و42 طائرة بدون طيار أطلقها الحوثيون، أو كانوا على استعداد لإطلاقها. وفي السادس من الشهر أعلنت الولايات المتحدة تدمير نظام صواريخ أرض-جو متنقل في مناطق الحوثيين، وفقاً لبيانات القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) وما رصده “يمن مونيتور”.
وشهد شهر أبريل/نيسان أيضًا غيابًا لمدة أسبوعين لهجمات الحوثيين التي أكدتها القيادة المركزية الأمريكية، وهي واحدة من أطول فترات توقف الحوادث منذ بدء حملة هجمات الجماعة على السفن التجارية والحربية في الخريف. وانتهى هذا الهدوء عندما أسقطت سفينة حربية تابعة للولايات المتحدة صواريخ وطائرات مسيّرة أطلقها الحوثيون في 24 ابريل/نيسان.
وبينما تراجعت هجمات الحوثيين، إلا أن الشهر الماضي شهد تصاعدًا في التوترات في المنطقة، حيث شنت إيران أول ضربة مباشرة لها ضد الاحتلال الإسرائيلي. وتقول التقارير إن الحوثيين شاركوا في الهجوم عبر البحر الأحمر إلى مستوطنة “إيلات”. كما أعلنت القوات الأمريكية وحلفاؤها اسقاط صاروخ باليستي على منصة إطلاق، وسبع طائرات بدون طيار على الأرض في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن كانت مستعدة للمشاركة في الهجمات حسب (Navy Times) المتخصص في أخبار البحرية الأمريكية.
وعقب تبادل الهجمات الإيرانية-الإسرائيلية أعلن قائد القوات البحرية الإيرانية في 17 ابريل أن القوات البحرية الإيرانية ترافق السفن التجارية الإيرانية في البحر الأحمر وصولا لقناة السويس.
وفي هذا الشهر أيضًا، أعلن الحوثيون أنهم أسقطوا طائرة أخرى بدون طيار تابعة للجيش الأمريكي من طراز MQ-9 Reaper، فوق محافظة صعدة معقل الجماعة المسلحة، وقال اللفتنانت كولونيل، بريون ماكغاري، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، إن التحقيق جار لمعرفة أسباب سقوطها. وهي الطائرة الثالثة من نفس النوع التي أعلن الحوثيون إسقاطها.
وأكد وزير القوات البحرية الأمريكية كارلوس ديل توربو إنفاق قواته قرابة مليار دولار خلال عمليات التصدي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
في تصريحات تمت مشاركتها هذا الأسبوع خلال رحلته إلى الشرق الأوسط لتهدئة التوترات في المنطقة، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إن هجمات الحوثيين لم تهدد الأمن البحري فحسب، بل قوضت حياة الناس في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك في اليمن. وأضاف: “لذلك يجب أن يتوقف هذا، وسنكون عازمين على بذل كل ما في وسعنا لوضع حد له”.
وفي 19 ابريل أكد وزراء خارجية مجموعة الدول السبع في بيان على أن سلامة الشحن البحري والملاحة في البحر الأحمر تمثل أولوية لدول المجموعة، واشار البيان إلى قيام قواتهم بحماية السفن فيه.
هجمات الحوثيين البحرية
أعلن الحوثيون استهداف (13) سفينة تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي. كما أعلنوا استهداف السفن الحربية الأمريكية في (4) مناسبات. وفقاً لرصد “يمن مونيتور” وإعلانات الحوثيين والقيادة المركزية الأمريكية.
07 ابريل: أعلن الحوثيون استهداف سفينة هوب آيلند البريطانية في البحر الأحمر. سفينة إم إس سي جريس إف الإسرائيلية خلال إبحارها في المحيط الهندي. سفينة أم إس سي جينا الإسرائيلية خلال إبحارها في البحر العربي. تنفيذ عمليتين في البحر الأحمر استهدفت فيها عددا لم تحدده من السفن الحربية الأمريكية.
10 ابريل: أعلن الحوثيون استهداف السفينة ميرسك يورك تاون الأمريكية في خليج عدن. واستهداف سفينة حربية أمريكية في خليج عدن. سفينة إم إس سي داروين الإسرائيلية في خليج عدن. هجوم ثان على سفينة أم إس سي جينا في خليج عدن التي هاجمتها يوم 7 أبريل في بحر العرب.
24 ابريل: أعلن الحوثيون استهداف سفينة ميرسك يوركتاون الأمريكية في خليج عدن. واستهداف إم إس سي فيراكروز الإسرائيلية في المحيط الهندي. واستهداف مدمرة أمريكية لم تذكر اسمها في خليج عدن
25 ابريل: أعلن الحوثيون استهداف سفينة إم إس سي داروين الإسرائيلية في خليج عدن.
26 ابريل: أعلن الحوثيون استهداف سفينة ستار أندروميدا البريطانية في البحر الأحمر. وقالت هيئة التجارة البحرية البريطانية إن ” السفينة هوجمت بصاروخيين أحدهما انفجر قرب السفينة بينما الصاروخ الثاني أصاب السفينة مباشر.
27 ابريل: أعلنت القيادة المركزية استهداف الحوثيين استهدفت سفينة أم في مايشا التي ترفع علم أنتيغوا وباربودا.
29 ابريل: أعلن الحوثيون عملية عسكرية استهدفت فيها السفينة سيكلاديز في البحر الأحمر. واستهداف سفينة إم إس سي أوريون الإسرائيلية خلال إبحارها في المحيط الهندي. استهداف مدمرتين حربيتين أمريكيتين لم تذكر اسمهما
الغارات الأمريكية
وشنت الولايات المتحدة 14 غارة على مناطق سيطرة الحوثيين خلال الشهر، 12 منها في محافظة الحديدة، وغارتان فقط على محافظة تعز-وفقاً لرصد “يمن مونيتور” ووسائل إعلام الحوثيين. وهو تراجع بنسبة (386%) عن الهجمات في شهر مارس/آذار الذي سبقه.
الأول من ابريل: غارة على منطقة الطائف في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة.
السابع من ابريل: غارة على قرية منظر بمديرية الحوك بمحافظة الحديدة.
10 ابريل: 3 غارات على مطار الحديدة الدولي بمدينة الحديدة، و 4 غارات على منطقة الجبانة في المدينة ذاتها.
15 ابريل: غارتان على محافظة تعز (ولم يحدد الحوثيون المنطقة التي استهدفتها الغارات).
16 ابريل: غارتان على مديرية باجل في محافظة الحديدة.
30 ابريل: غارة تستهدف منطقة رأس عيسى بمديرية الصليف في محافظة الحديدة.
أسبيدس
أما عملية “أسبيدس” التي أطلقها الاتحاد الأوروبي لحماية السفن من هجمات الحوثيين في فبراير/شباط الماضي فشهدت، عديد من التطورات، شملت سحب ثلاث فرقاطات من البحر الأحمر (الدنمارك، فرنسا، وألمانيا) وقالت برلين إن فرقاطة جديدة ستحل محل الفرقاطة السابقة.
الرابع من ابريل: الدنمارك تسحب فرقاطة تابعة لها مشاركة في تحالف “أسبيدس” بعد فشلها في اعتراض هجوم للحوثيين في التاسع من مارس/آذار 2024.
6 ابريل: أعلنت وزارة الدفاع الألمانية أن فرقاطة تابعة لها تصدت لهجوم شنه الحوثيين في البحر الأحمر.
08 ابريل: طالب قائد عملية أسبيدس الأوروبية فاسيليوس غريباريس بزيادة عدد القطع البحرية في العملية وقال إن القوة المشاركة في العملية تتكون من 4 سفن حربية فقط مكلفة للقيام بدوريات في منطقة تبلغ مساحتها ضعف مساحة الاتحاد الأوربي.
12 ابريل: انسحاب الفرقاطة الفرنسية فريم الألزاس من البحر الأحمر بسبب نفاذ الصواريخ والذخائر المستخدمة في التصدي للهجمات المنطلقة من اليمن على السفن في البحر الأحمر.
20 ابريل: أعلنت وزارة الدفاع الألمانية سحب الفرقاطة هيسن العاملة ضمن عملية أسبيدس، وأشارت إلى أن الفرقاطة هامبورغ ستحل بديلاً عنها. وكانت هيسن قد أخطأت في فبراير/شباط واستهدفت طائرة دون طيار أمريكية.
29 ابريل: أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية نجاح سفينة حربية تابعة لها بإسقاط طائرة مسيّرة أطلقها الحوثيون كانت تستهدف سفينة شحن أوروبية قرب مضيق باب المندب.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةWhat’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...
الله يصلح الاحوال store.divaexpertt.com...
الله يصلح الاحوال...
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر هجمات الحوثیین محافظة الحدیدة سفینة إم إس سی الأمریکیة فی وزارة الدفاع یمن مونیتور الحوثیین فی ملیار دولار فی خلیج عدن بدون طیار
إقرأ أيضاً:
سفينة الحياة تواجه أمواجًا عاتية
خالد بن أحمد الأغبري
تحرر الشعوب من قبضة الأعداء ومقارعتهم بالطرق الهادفة لضمان حقوقهم والتقاء الحضارات تحت مظلة النوايا الحسنة، يمثل هدفًا أصيلاً من الأهداف الإنسانية التي من شأنها إظهار العدالة وتحقيق المساواة بين الخلائق بشكل متساوٍ وأيد متكاتفة ومتعاونة ونظرة شاملة في مقابل إجهاض الباطل والإطاحة به وتدمير قوته.
كما إن العمل على ترسيخ المبادئ الديمقراطية والقيم الأخلاقية والوطنية، بلا شك مرآة تعكس تلك الثقافات الرصينة وتمحورها عبر الوسائل المتاحة من أجل خلق بيئة حضارية آمنة ومنفتحة نحو الآخر ومتجددة وقادرة على تطوير استراتيجياتها وتحسين أدائها لتكون حاضرة ومتفاعلة مع احتياجات ومتطلبات الحياة ومعطياتها المتجددة ومظاهرها المعبرة عن منهجية متلازمة ومؤثرة في منظومة الكائنات التي تلامس مفردات الحياة وتطورها القائم على مجموعة متنوعة ومتكاملة. وهذه المجموعة تؤثر وتتأثر بتلكم المتغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية التي يشهدها الإنسان وتمنحه القدرة على العطاء والإنجاز وتوفر له سبل العيش الكريم والقيام بمسؤولياته وواجباته، وفقًا للمعايير والضوابط التي خلقها وأجاد صنعها الخالق سبحانه وتعالى وسخرها لنا لضبط هذا الكون ومقوماته الدينية والأخلاقية والبيئية، والتي من خلالها يتم تحصين المجتمعات والمنجزات وتحقيق الأهداف المرجوة لتجسيد قواعد الحياة الطبيعية والأخذ بها نحو الأفضل.
كل ذلك من أجل ديمومة الحركة البشرية ومواجهة المستجدات والتحديات ونشر المعرفة والوعي المجتمعي لكي تسير الأمور بصورة سلسة وسليمة وفاعلة ومتفاعلة ومحكمة في جميع الأحوال والتي من شأنها غرس القيم والمبادئ المثلى وصولًا إلى أعلى المستويات ذات البعد الاستراتيجي والحضاري.
وبين هذا وذاك يأتي التزام الإنسان بواجباته والقيام بمسؤولياته والمحافظة على مكتسباته بما يؤمن له عوامل الاستقرار ويضمن له معايير السلامة والحياة السعيدة الهادئة. ومن المهم أن يكون هذا الإنسان مستوعبًا بأن هذه الاحداث والمعطيات الإيجابية لم تأتي عبثًا؛ بل جاءت لترسم لنا خارطة طريق متجددة وعادلة لتكون متنفسًا قائما على مفردات الواقع بحيث يتم التعاطي من خلالها مع كافة التحديات والأزمات والملابسات في مختلف جوانبها ومقتضياتها الدينية والشرعية والثقافية والفكرية من منطلق ديني وأخلاقي وأدبي تجاه طاعة خالقنا الكريم جلت قدرته، ومترجمة لقواعد الدين الإسلامي وشريعته الغراء، ومتناسقة مع مصالح الناس واحتياجاتهم وبرامج حياتهم اليومية بما يكفل ويحقق لهم بُعدًا اقتصاديًا وتنمويًا شاملًا ومستدامًا ومتكاملًا.
ورغم ما شهدته وما تشهده البشرية من ظروف قاسية وأزمات متلاحقة وحروب دامية وصراعات دينية وسياسية وعرقية يبقى العامل الإنساني بين مد وجزر وبين فر وكر مع إن هذا الإنسان هو المحور الداعم لذلك من خلال نظرته وممارساته التي تلعب دورًا قياديًا يحوي مختلف المجالات الحياتية، إما إلى خير يجسده ويصنع نجاحاته ويحقق مرئياته بعقلية متوازنة و واعية وفكر ناضج متحرر ثابت على الحق والاستقامة، أو إلى شر تحتضنه وتبلوره تلكم النفوس المتغطرسة بما تجسده من أفعال سيئة ونظرة ضيقة ومكر وخداع متجذر وسلوك يفتقر إلى العقل والمنطق السليم والحكمة النيرة التي تقوده إلى العمق الإيماني وصفاء السريرة، وما تمثله من نفوذ نفسي ومعنوي وذلك عبر مسالك الخير وتأطيرها ضمن قواعد ومفاهيم مرتبطة بتلك السلوكيات الحميدة والمحملة بطاقاتها المميزة التي تفضي إلى الإجادة والتسامح والإخلاص في القول والفعل والعمل، فكل العوامل تبقى مُهيئة ومفتوحة أمام كافة الاحتمالات بفعل ما يرتكب على أرض الواقع من ممارسات وأساليب مختلفة وممنهجة بشكل أو بآخر.
ومن هنا، ينبغي على البشرية- بل ويتوجب عليها- أن ترى العالم من جميع الزوايا وتقيّم الوضع بصورة إيجابية ودقيقة وتمعن النظر فيما يدور من إرهاصات سلبية في مختلف بقاع الأرض من إبادة جماعية وانتهاك مستمر وقتل متعمد وسفك دماء بريئة لنشمل الأطفال والنساء وكبار السن، كما هو الحال في الأراضي الفلسطينية ومعاناة شعبها المناضل الذي يقف العالم أمامه عاجزًا عن حلحلة قضيته وتسويتها بإرساء دعائم الأمن والاستقرار، فضلا عن تدمير البيئة واختراق مكوناتها الطبيعية والحضارية، هذا من جانب وعلى الجانب الآخر.
هناك حرب تجارية استفزازية قائمة على ذلك السلوك الشخصي العدائي والمُمارسات الدكتاتورية الخاطئة التي تستهدف تصفية حقوق الآخرين وتفريغ خزائنهم والدفع بهم إلى خط الفقر وتركيعهم من أجل تحويلهم إلى مجرد أشباح وأجسام غير منتجة لكي تفرض عليهم مجموعة من القرارات والرؤى الفردية العبثية، وهي التي يظهرها البعض في سياق طموحه وتطلعاته بأن تكون البشرية تحت سطوته وسلطته وسلطانه ليفرض عليهم سلوكياته الفاقدة لتطلعات الشعوب وضمان حقوقها، وهو يقول في داخله وبصريح العبارة كما قال فرعون لقومه "أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى"، وفي آخر المطاف جعله الله عبرة لمن يعتبر؛ حيث وقع فرعون وجنوده في شر اعمالهم فانطبق عليهم البحر وأرداهم غرقى، وخرج سيدنا موسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين بسلام وأمان، فكان فرعون وجنوده قد لحقوه. وعندما وصل موسى عليه السلام إلى البحر أمره الله تعالى أن يضرب البحر بعصاه؛ فانشق البحر بقدرةٍ من الله تعالى، وظهر في وسطه الطريق الذي سلكه موسى وقومه بسهولة ويسر، فكانت هذه إحدى معجزات سيدنا موسى عليه السلام.
وعندما مرّ موسى عليه السلام ومن معه من البحر وخرجوا منه، دخل فرعون وجنده إلى البحر بالكامل؛ فأمرّ الله تعالى البحر؛ فانطبق عليهم ثم عاد البحر إلى حالته الأصلية، وبذلك نجّى الله تعالى موسى عليه السلام وبني إسرائيل من فرعون وجنده وأغرقهم جميعًا.
وعندما غرق فرعون قال: "آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، لكن توبته هذه وإيمانه لم تنفعه في شيء، وقد فسّر العلماء عدم قبول توبة فرعون بعددٍ من الأسباب؛ منها: أنّه آمن بعد نزول العذاب وغرقه وهو وقت لا تقبل فيه التوبة، والسبب الثاني هو قاله ذلك ليدفع العذاب عن نفسه كما كان يفعل عندما يطلب من موسى عليه السلام ذلك لدفع البلاء.
هذا هو أسلوب الجبابرة الذين يتمردون على خالقهم ويدعون بأنهم هم أرباب الكون والقائمين عليه دون سواهم، وأعتقد بأن الحياة لا يمكن لها الاستمرار على هذا الأسلوب العدائي الذي يتخطى كل الحدود الجغرافية والقيم الأخلاقية والأدبية والإنسانية.
الحياة نشأت على مجموعة من المعطيات والمرتكزات الانتقائية والأساسية وفق منظومة متكاملة ومعايير موضوعية وسليمة بهدف خلق هذا التوازن الأصيل الذي تتناغم معه جميع مفردات الكون المختلفة، والاعتداء عليه بلا شك سيكون سببًا مباشرا في خلق الضوضاء والفوضى في آن واحد، وسيخلق تداعيات وتحديات إنتقامية وأزمات سياسية واقتصادية تلحق الضرر بالمجتمعات البشرية وتجعلها تعيش في حالة من التوتر والانفلات الأمني طويل الأمد. وقد بدأت الاحتجاجات الشعبية والاعتصامات والمظاهرات الخروج إلى الشوارع والأماكن العامة بالتنديد، مُطالِبةً بالتراجع عن تلكم القرارات المجحفة التي فرضت على العالم بنسب متفاوتة والتي نتج عنها الكثير من الخسائر في البورصات وفي قيمة النفط الخام وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية.
إنَّ استمرار الأوضاع بهذه الصورة تدعو المجتمع الدولي إلى تحييد الدولة المتسببة في هذه الأزمة وإلى اتخاذ تدابير عاجلة ومؤلمة بما في ذلك تحرير العملات من سيطرة الدولار لكي يأخذ الاقتصاد حريته خارج بوصلة الدولار والانفتاح أمام العملات الأخرى "فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ".
نسأل الله أن يحفظ عُمان سلطانًا وحكومة وشعبًا إنه ولي كريم.