الذكرى المنسية لمغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي وبقوا في فيتنام
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
حارب عشرات الآلاف من أبناء المغرب العربي من أجل فرنسا في الهند الصينية. وبينما غادرت غالبيتهم بعد الحرب، بدأ بعضهم حياة جديدة في فيتنام حيث يدافع أحفادهم اليوم عن ذكراهم المنسية.
لا يخفي لي توان بينه (64 عاما ) أن « الكثير من المشاعر » تخالجه بينما يحمل « شاهد قبر » والده محمد، أو مزيد بن علي وفقا لما كتب عليه، والذي توفي في العام 1968.
فقد أثر الجثمان نظرا لعدم إقامة مراسم تشييع في حينها. لكن بينه احتفظ باللوح الذي يحدد الجنسية المغربية للمتوفي.
بين العامين 1947 و1954، التحق أكثر من 120 ألفا من أبناء المغرب العربي، نصفهم من المغرب الذي لم يكن قد نال استقلاله بعد، بصفوف الجيش الفرنسي في الهند الصينية. وكان والد بينه من بين نحو 150 مغربيا فارا أو سجينا، بقوا في فيتنام الشيوعية لأكثر من عقد من الزمن بعد الهدنة.
تلقي قصة هذا الأخير الضوء على جانب غير معروف للحرب التي لا تزال تؤثر على الذاكرة الفيتنامية والفرنسية، بعد مرور 70 عاما على معركة ديان بيان فو ونهاية الحرب.
ويقول بيار جورنو أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة بول فاليري في مونبيلييه، إنه في فرنسا « بقي تاريخ الشجاعة في ديان بيان فو لفترة طويلة حكرا على البيض الذين كانوا يشكلون الغالبية في كوادر القوات المسلحة ».
ويضيف « بعد العام 1947، تم الاعتماد على الكتائب الاستعمارية لدعم المجهود الحربي، ومن ثم أصبح هؤلاء يشكلون الأغلبية »، مضيفا « لقد فقدنا جزءا من هذه الذاكرة » للجنود المستعمرين.
يقدم لي توان بينه في منزله الواقع في فو ثو على بعد ساعتين برا شمال هانوي، شايا أسود بأوراق النعناع التي قطفها من الحديقة. ويقول مازحا « على الطريقة المغربية ولكن بدون سكر ».
يلقب في القرية بـ »الأجنبي » بسبب لون بشرته الداكن، لكن المقربين منه يلقبونه بـ »علي » وهو الاسم الذي أطلقه عليه والده.
أدت الحرب ضد الولايات المتحدة والتنمية الاقتصادية إلى تشتيت العائلات المغربية الفيتنامية القليلة التي كانت تعيش في المنطقة منذ عقود.
عاد البعض إلى المغرب في السبعينيات، ولكن بينه أراد البقاء مع والدته الفيتنامية وشقيقيه.
ويتذكر قائلا « كان والدي يتجنب الحديث عن الحرب. كان رجلا قليل الكلام ».
لا يزال الغموض يكتنف جزءا من حياة والده الذي يقال إنه غير مواقفه في العام 1953 أو 1954.
وتقدم الدعاية الفيتنامية الفارين الأجانب على أنهم رفاق نضال للشعوب المضطهدة. غير أن باحثين فرنسيين يشيرون إلى أن دوافعهم كانت بعيدة كل البعد عن الأيديولوجيا، مثل الحصول على أجور أفضل أو الخوف من العقاب بعد ارتكاب خطأ.
بعد الحرب، بقي حوالى 300 جندي إفريقي وأوربي « بعد استسلامهم »، وفق هانوي، في مزرعة جماعية في منطقة بافي على بعد ساعة من العاصمة.
في هذا المكان، التقى والد بينه بامرأة فيتنامية وولد بينه في 1959.
أزيل هذا الموقع في السبعينيات، ولكن لا تزال هناك بوابة بارتفاع عدة أمتار مستوحاة من العمارة المغاربية بناها عمال مغاربة تخليدا لبلادهم.
يقع هذا النصب التذكاري في حديقة عائلة فيتنامية، حيث يزوره القليل من الزوار، بما في ذلك أجانب، كل شهر.
وبعدما تضررت هذه البوابة جراء الإهمال على مدى نصف قرن، استعادت مظهرها بعد أعمال تجديد في عامي 2009 و2018، في وقت بدأت الأبحاث في تسليط الضوء على مقاتلي الكتائب الاستعمارية في الهند الصينية.
في هذه الفترة، كان لي توان بينه يناضل من أجل الاعتراف بماضيه.
وبعد سنوات من التعقيد الإداري، حصل في العام 2016 على جواز سفر مغربي له ولولديه المولودين لأم فيتنامية، وذلك تحت كنية « المكي » التي اختارتها السفارة.
وتقول ابنته ليلى (36 عاما ) التي تعيش حاليا في الدار البيضاء « شجعني والدي على المغادرة. كان يتحدث عن المغرب منذ أن كنت طفلة ».
لم تطأ قدما بينه المغرب. ويقول « الآن أنا طاعن في السن، لقد أعطيت الفرصة لابنتي »، مضيفا « أنا سعيد الآن. لقد تحققت بعض أحلامي ».
(أ.ف.ب)
كلمات دلالية المغرب حرب فيتنامالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب حرب فيتنام
إقرأ أيضاً:
“الجيش” الذي أذهل أمريكا والغرب..!
يمانيون – متابعات
قال القيادي في التيار الناصري القومي العراقي، حسين الربيعي: “إن استهداف القوات المسلحة اليمنية حاملات طائرات وبوارج أمريكية، في البحرين الأحمر والعربي، أذهل الأمريكيين، وجعل تصريحاتهم متناقضة بين التكذيب والاعتراف بشكل يكشف صدمتهم، وعجز قواتهم البحرية في حماية نفسها من هجمات اليمنيين”.
وأضاف السياسي العراقي : “إن استمرار الحصار اليمني المفروض على حركة السفن “الإسرائيلية” في بحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، أثبت فشل القوات الأمريكية والبريطانية في حماية السفن الصهيونية”.
وتابع: “هذا النجاح اليمني إضافة مهمة وحاسمة في إعادة رسم مستقبل المنطقة، وتعزيز مكانتها الدولية وتحقيق طموحات شعوبها بالحرية والاستقلال”.
وقال لموقع “عرب جورنال”: “تزداد الأسطورة اليمنية -يوما بعد يوم- ألقاً وزهواً وعظمة؛ فهي أرض الرجال والوفاء والإيمان والثبات والقوة والعروبة، وتأبى الإذلال والخنوع”.
من وجهة نظر السياسي الربيعي، تعد معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”؛ لمساندة “طوفان الأقصى” ونصرة غزة، هزيمة للعدوان الصهيوني ومطبعيه في المنطقة، وهدفا من أهداف ثورة 21 سبتمبر.
واعتبر استمرار جبهة اليمن في نصرة جبهات غزة ولبنان وتقديم مفاجآت جديدة ومتصاعدة على مستويات الإمكانيات والقدرات والاسلحة والعمليات هو الانتصار بذاته.
وقال: “إن إسناد جيش اليمن غزة ولبنان عوّض غياب وخذلان الجيوش العربية الراضخة لأنظمتها المطبعة؛ دفاعاً عن الكيان الصهيوني، على الرغم من امتلاكها العدة والعتاد والأسلحة”.
جيش بات من أعتى الجيوش!
بدوره، أشاد الخبير العسكري التونسي، العميد توفيق ديدي، بالنجاح الكبير والإمكانات المتطورة للقوات المسلحة اليمنية.
وقال الخبير ديدي -في تصريح مرئي لقناة “المسيرة”: “إن الجيش اليمني يتصرّف كواحد من أعتى الجيوش في العالم، وقد بات من أقواها، وأثبتت ذلك معركة البحر الأحمر”.
وأضاف: “لأول مرة في تاريخ الحروب العسكرية، تستخدم صواريخ ضد بوارج متحركة، وتصيبها أهدافها بدقة؛ لأن هذا التكتيك يعد أمراً صعباً في العمل العسكري، وهو ما أثار جنون الأمريكيين”.
وأكد رغبة المدارس العسكرية في العالم معرفة تجربة اليمن العسكرية، ونوعية أسلحة جيشها، وكيفية تصنيعها الصواريخ؟.
210 قِطع بحرية
أعلنت اليمن، نهاية 2023، حظرا بحريا شاملا يمنع عبور السفن “الإسرائيلية” والأمريكية والبريطانية والمرتبطة بهما، من مياه بحار الأحمر والعربي والأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، إسناداً لمقاومة غزة، واستهدفت قواتها المسلحة أكثر من 210 قِطع بحرية (“إسرائيلية” وأمريكية وبريطانية وأوروبية) عبر مراحل عسكرية تصعيدية خمس؛ نصرة لغزة وضد العدوان على اليمن.
————————————–
السياسية – صادق سريع