جرائم قتل الأباء والأمهات لـ أبنائهن.. أخصائي نفسي: الإدمان والتفكك الأسري سببها.. الأزهر: تجرؤ على الله.. وقانوني: الإعدام ينتظر القتلة
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
شهدت الشهور الماضية عدةجرائم قتل، راح ضحيتها الأبناء على يد أباء وأمهات نزعت من قلوبهم الرحمة وتجردوا من الإنسانية، وهي جرائم هزت المجتمع المصري.
في هذه الجرائم رسم الأباء والأمهات مشاهد مأساوية لم يعتد عليها المجتمع العربي وخاصة المصري، وكشفوا عن سلوكيات خطيرة لابد من مراجعتها ودراستها حتي لا تتحول إلي ظاهرة تهدد المجتمع.
أول هذه الجرائم وقعت في مطلع يناير الماضي، وهي جريمة بشعة شهدتها محافظة كفرالشيخ، حيث تخلى أب عن إنسانيته وتعدى على طفلته بالضرب المبرح، فأصابها بنزيف حاد وتوفيت عقب وصولها إلى المستشفى، كما تعدى على شقيقها وشقيقتها بالضرب، والسبب الانتقام من زوجته التي تركت له منزل الزوجية وأبنائها الثلاثة بعد خلاف بينهما.
قتل ابنته بعد وصلة تعذيب و رماها من الشباكوفي نفس الشهر وقعت جريمة قتل مأساوية أخرى، أقبل خلالها أب على قتل ابنته ذات 13 عاما بعد وصلة تعذيب، ولم يكتفي بذلك بل ألقاها من شرفة المنزل، حتى يتخلص من جريمته ليدعي أمام الجيران والأهالي أنها سقطت أثناء وجودها في الشرفة.
أب يقتل ابنته بعد اكتشاف علاقتها العاطفية بالمرجوفي شهر مارس الماضي، وقعت جريمة بشعة فى حق فتاة عشرينية عاشت عمرها في حماية والدها، ولكنه أقدم على قتلها صعقًا بعدما اكتشف وجود علاقة عاطفية بينها وبين أحد الأشخاص بالمرج.
أم تقتل ابنتها لتحفظ سرها بالأقصررسمت أم لعوب في مركز القرنة بالبر الغربي بمحافظة الأقصر، نهاية حياة بنتها "ص. ع. أ"، البالغة من العمر 16 عامًا، بعد أن اكتشفت خيانتها وشكت في سلوكها، فلعبت دور «ريا وسكينة»، وأنهت على حياة ابنتها بفوطة مبلولة وسم في العصير.
وعاقبت المحكمة على الأم "ج. ح"بالإعدام شنقًا.
خان الأم مع شقيقتها وقتل ابنهما لعدم افتضاح أمره بالإسكندريةوفى مطلع شهر فبراير الماضي، وقعت جريمة قتل طفل يبلغ من العمر 7 سنوات، حيث أقدم والده على قتله خوفًا من افتضاح أمره، بعد أن شاهد الطفل الصغير والده وهو يخون زوجته ويقيم علاقة غير مشروعة مع شقيقتها.
وتعود وقائع القضية إلى استدراج الأب ابنه الصغير إلى أحد الأماكن النائية مدعيًا تنزههما سويًا، وبمجرد أن وصلا إلى المكان النائ دفع المتهم نجله إلى مجرى مائي ترعة وترك ابنه يصارع الموت إلى أن غرق دون أن يساعده.
أب وأم يقتلان صغيرهما في عين شمسجثة طفل 7 سنوات داخل جوال في مقلب القمامة، كشفت عن وصلة تعذيب تلقاها الطفل الضحية إلى أن فاضت روحه، ليتبين في النهاية أن القاتل هو الأب، فيما أخفت الأم الجريمة عن طريق إلقاء جثة نجلها بعيدًا عن الأنظار.
مضيفة طيران قتلت ابنتها بسبب الطاقة والروحانياتأثارت واقعة قتل مضيفة طيران تونسية وعالمة أرواح، لإبنتها بطريقه غريبة وقدمتها قربانًا للشيطان، زاعمة أنها بهذا تسبقها للعالم الآخر.
وهو الأمر الذي دفع جهات التحقيق إلى عرض المتهمة على الطب الشرعي لبيان صحة قواها العقلية.
الأزهر: لا يقتل الوالد ولدهوفيما يخص جرائم قتل الوالد بالولد، فإن الأزهر يرى أن هذا يتنافى مع طبيعة الأبوة فهى قائمة على الحنان والشفقة على هذا الولد، فمن النادر أن يقتل الوالد ولده عمدا لكن قد يحدث القتل خطأ، وهنا لا يتلقى عقوبة الإعدام، لكن في بعض القضايا نستشف في بعض التحقيقات والظروف المحيطة بالجريمة أن هذا الوالد ارتقى بالفعل وقفز فوق الحنان والشفقة إلى دائرة العمد والقصد الذي يريد به بالفعل أن يقتل ولده.
الطب النفسى وقتل الآباء لأطفالهممن جانبها تقول الدكتورة فاطمة سيد، أخصائى الطب النفسى: إن هؤلاء الآباء الذين يقدمون على قتل أطفالهم يعانون من أمراض نفسية وضغط أسري ولاسيما الأنانية والتوحد، لا يشعرون ولا تربطهم صداقة بأبنائهم وبالآخرين حتى وإن كانوا أقرب إليهم من أنفسهم، ويروا أن موت أطفاله سواء كان معهم أو بمفردهم راحه لهم من هموم الدنيا، أو تخلص من ذنب اقترفوه في حياتهم واعتبار الأباء ان أبنائهم ملكيه خاصه.
وانتشار العنف الأسري بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة دليل علي أختلال العاطفة مع مشاكل الحياة، حتي وإن كان الأب والأم من ذات مستوي تعليمي مرتفع، موضحا أن المجتمع المصري يمر بصورة كبيرة من الأكتئاب وعدم القدرة على ضبط الثبات الانفعالي أو تحديد الوسائل المناسبة للعقاب.
وأضافت فاطمة، أن قتل الأطفال ناتج عن أمراض عقلية شديدة، يتسم صاحبها بالشخصية النرجسية الأنانية التى لا تفكر إلا فى ذاتها وأحيانًا تأخذ المجتمع ونظرته ذريعة لقتل الأبناء خوفًا من الفضيحة، وأن العار والقتل تحل المشكلات.
مؤكدة على ضرورة أن تشترك جميع مؤسسات الدولة، وعلى رأسها: الإعلام والأزهر ولأعمال الفنية، للتوعية بدور الأسرة وأهميتها في رسم الوفاق وأساسيات الحياة الإجتماعية الصالحة، إضافة لأهمية أن يكون هناك تأهيل نفسى لكل الأسر بدروس توعية في مراكز المرأة والطفل.
دير إدارة الوعظ بالأزهريري الدكتور عبد العزيز النجار، مدير إدارة الوعظ بالأزهر الشريف، في حديث سابق له، أن هناك غيابًا شديدًا للوازع الدينى داخل الأسرة المصرية فى الآونة الأخيرة، مما أدى لابتعاد الآباء والأبناء عن السلوك السوى الذى يأمر به الدين والقرآن.
وأضاف النجار، أنه يجب معاقبة هؤلاء القتلة بأقصى عقوبة، ويرى الجميع هذه العقوبة بشكل سريع ومباشر، مؤكدا أن حكم هؤلاء الآباء على أبنائهم بالموت لرحمهم من الفقر والضيق أو التخلص منهم لآي سبب فب أذهانهم، ما هو إلا افتراء وتجرؤ على الله لا يؤيده أى دين.
عقوبة قتل الأبناء لأبنائهم تقود للإعداممن جانبه يقول عماد مراد، محامي بالأستئناف: إن عقوبة القتل فى القانون المصرى تنقسم إلى 3 أنواع تختلف كل واقعة منها عن الأخرى من حيث الأسباب والدوافع والعقوبة.
وأضاف مراد: أن القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ويكون فيه المتهم بيت النية وعقد العزم وإحضار أداة الجريمة ثم أرتكبها وتصل فيه العقوبة للإعدام شنقا، بينما فى جرائم القتل التى يقوم فيه المتهم بالقتل فى لحظتها بدون تحضير نية مسبقة تصل فيه العقوبة للمؤبد.
قتل للتأديب والتهذيبوأشار مراد، إلى أن الآباء يلجأون لقتل الأبناء لسوء سلوكهم وممكن ان الضرب لتقويمهم لينتهى الأمر بالقتل، والسبب الحقيقى فى انحراف الأبناء هو سوء تربيتهم وابتعادهم عن تعاليم الدين و التقاليد المجتمعية، فالقصور يتحمله الآباء وعليهم البحث فى أسباب الانحراف والحلول السليمة لإنقاذهم وإعادة تأهيلهم و تربيتهم و ليكن الضرب آخر وسائل التقويم و الإصلاح.
جريمة الضرب المفضي الى الموتواذا كان الضرب هو الإيذاء النفسى فقط و ليس الإيذاء البدنى، وتقع الجريمة تحت مسمى الضرب المفضي إلى الموت، و يحكمها نص الفقرة الأولى من المادة 236 من قانون العقوبات بعد تعديلها بالقانون رقم 95 لسنة2003 جرى على أنه " كل من جرح أو ضرب أحداً أو أعطاه مواد ضارة ولم يقصد من ذلك قتلاً ولكنه أفضى إلى موته يعاقب بالسجن المشدد أو السجن من ثلاث سنوات إلى سبع"، و ذلك لانتفاء القصد الجنائى في حق الجانى و أنه لم يقصد قتلا و إنما كان مقصده الأول التأديب.
اقرأ أيضاًإصابة 3 أشخاص في إنهيار جزئي لمنزل بمدينة إهناسيا ببني سويف
تعالت صرخاتها فقتلها خنقًا.. قرار عاجل من النائب العام في واقعة الطفلة جانيت
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: حكم الإعدام حوادث قتل رأي القانون قتل قتل ابنته قتل الأطفال قتل طفله على قتل
إقرأ أيضاً:
خنقاها بقماشة مبللة.. الإعدام شنقا لـ «ريا وسكينة» الأقصر في جريمة الطفلة جودي
أسدلت محكمة جنايات الأقصر الستار على جريمة سيدة وابنتها اشتهرتا بـ"ريا وسكينة الأقصر" عقب قتلهما طفلة صغيرة بعدما قامتا بتخديرها وكتمتا أنفاسها بقطعة قماش مبللة ثم وضعتا "تراب" داخل فمها للتأكد من مقتلها وذلك بهدف سرقة "خلق ذهب" حيث عاقبتهما المحكمة بالإعدام شنقا.
أصدر الحكم الدائرة الأولى جنايات الأقصر برئاسة المستشار باسم عبدالمنعم دسوقي رئيس محكمة جنايات الأقصر، وعضوية كلًا من المستشار أحمد محمد عبدالفتاح، والمستشار محمد سمير الطماوي، والمستشار محمد فتحي بدر، بحضور محمود محمد عز الدين ممثل النائب العام، وأمانة سر مصطفى العمدة ومصطفى جلال وحسين حرب.
وأوضحت المحكمة في الجلسة الماضية أنه بعد الإطلاع على المادة 381 من قانون الإجراءات الجنائية، قررت المحكمة بإجماع آراء أعضائها بإحالة أوراق القضية رقم 1509 لسنة 2024، جنايات مركز شرطة طيبة والمقيدة برقم 2058 لسنة 2024 كلى الأقصر، إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لإبداء الرأي الشرعي فيما أسند إلى المتهمتين «ش ع ع ض» 42 سنة، مقيمة الزينية قبلي، وابنتها «ع ص م ح» 23 سنة، مقيمة الصعايدة، بارتكابِ جريمة قتل الطفلة المجني عليها جودي مصطفى عبدالرسول رشيدي، عمداً مع سَبْقِ الإصرار، واقترانِ تلك الجنايةِ بخطف المجني عليها بالتحيُلِ، وارتباطها بجُنحة سرقة قرطها الذهبي بأداة، وتعريضها للخطر، وإحرازهما أدوات مما تُستخدم في الاعتداء على الأشخاص، وحددت جلسة اليوم للنطق بالحكم، مع استمرار حبس المتهمتين ومع ورود الرأي الشرعي لفضيلة مفتي الجمهورية قررت المحكمة اعدامهما شنقا.
وقال ممثل النيابة العامة خلال مرافعته بالجلسة الماضية: "قضيتنا تلفظ وتتحدث عن ضحية هذه المأساة، طفلة جميلة حرمت من حقها في الحياة، عندما تم قتلها وسرقة قرطها الذهبي، وفي لحظة انفرد الجناة بفريستهم الصغيرة فقد اقتلعتها حيوانات بشرية من بيئتها، ذهبت الطفلة "ملك" وقابلت المجني عليها وزعمت لها بخوفها من الكلاب الضالة بطريق مسكنها، فرافقتها إلى حيث مسكنهم، وذلك لإبعادها عن أهلها وذويها ومن لهم الحق في رعايتها، وتمهيدا لارتكابهما الواقعة في حقها.
وكشفت مرافعة النيابة أن إحدى المتهمتين "أول ما قطعت النفس روحت خلعت الحلقين بعنف"، الأمر الذي ترك أثرا أثبته تقرير الصفة التشريحية بوجود كدم محمر اللون خطي الشكل بشحمة الأذن اليسرى، وأثبت ذلك التقرير في فحص ملابس المجني عليها وجودها ملوثة بالأتربة والتلوثات الطينية وبعض القش، ووجود أتربة وبعض الحصى داخل تجويف الفم وبداخل فتحتي الأنف، وهو ما يتوافق مع ما جاء بإقرار المتهمتين والطفلة، من استخدام الثانية قطعة قماش مبللة في كتم فاه المجني عليها ليتضح لنا بشاعة ما ارتكبته هاتين المتهمتين، ويظهر بجلاء أنهما نبتة شيطانية يجب اقتلاعها من الجذور".
وأشار ممثل النيابة العامة، إلى أن الأب عندما علم بالواقعة، بدأ يفتح الجوال ويقاوم فكره القائل أنها ابنته الصغيرة، فيرفع عنها سائلا ألا تكون هكذا النظرة الأخيرة فيصعق بذلك فقد تيقن أنها ابنته قتيلة
وأضاف ممثل النيابة العامة في ختام مرافعته، أنه "قد يظن البعض فيها إفلات المتهمتين من العقاب، وليعلم المجتمع أن النيابة العامة التي تمثله تطالب هيئة المحكمة اليوم بألا تأخذكم بالمتهمتين شفقة ولا رحمة وبتوقيع أقصى عقوبة عليهما وهي إعدامهما شنقا.. اجعلوا حكمكم كما اعتدنا منكم جزاء رادعا لمن تسول له نفسه اتباع مسلكهما، ونذكركم وإيانا كما اعتدنا بقول الله تعالى "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون".