اضطرت معمرة أوكرانية تبلغ من العمر 98 عاما، إلى المشي لمسافة 10 كيلومترات تقريبا بمفردها وهي تتكأ على عصا.

ليديا ستيبانيفنا لوميكوفسكا وعائلتها قررا الأسبوع الماضي مغادرة بلدة أوشيريتين الواقعة على خط المواجهة بين القوات الروسية والأوكرانية في منطقة دونيتسك الشرقية التي تبعد كيلوا واحدا فقط عن نوفوليكساندريفكا، بعد دخول القوات الروسية إليها واحتدام القتال.

وقالت لوميكوفسكا في مقابلة بالفيديو نشرتها الشرطة الوطنية لمنطقة دونيتسك اليوم الأربعاء، "استيقظت لأجد نفسي محاطة بإطلاق النار في كل مكان، وهو أمر مخيف للغاية".

View this post on Instagram

A post shared by Поліція Донецької області???? (@police_donobl)

ووسط فوضى الفرار من القتال، انفصلت لوميكوفسكا -التي أصيبت بشظية قبل أيام- عن ابنها وزوجته، حيث سلك أفراد الأسرة الطرق الخلفية، في حين اضطرت المرأة المسنة للبقاء على الطريق الرئيسي.

وحسب ما ورد في مقطع الفيديو، اتكأت لوميكوفسكا على عصا واضطرت للسير طوال اليوم بدون طعام وماء للوصول إلى الخطوط الأوكرانية.

وقالت المرأة المسنة، إنها سقطت مرتين واضطرت إلى التوقف للراحة في بعض النقاط، حتى إنها كانت تنام على طول الطريق قبل أن تستيقظ وتكمل رحلتها.

وتروي: "فقدت التوازن وسقطت على الأرض وسط الأعشاب. نمت قليلا ثم استيقظت وواصلت المشي، ثم سقطت مرة أخرى لكن بعد ذلك نهضت وقلت لنفسي أنا بحاجة إلى الاستمرار في المشي، شيئا فشيئا".

وتابعت: "نجوت من الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945). كان علي أن أخوض هذه الحرب أيضا، لم تكن تلك الحرب مثل هذه، رأيت تلك الحرب، ولم يحترق منزل واحد، لكن الآن كل شيء يحترق، وفي النهاية لم يبق لي شيء".

من جانبه، قال القائم بأعمال المتحدث باسم الشرطة الوطنية الأوكرانية في منطقة دونيتسك بافلو دياتشينكو: "تم إنقاذ لوميكوفسكا عندما رصدها الجنود الأوكرانيون وهي تسير على طول الطريق في المساء، وقاموا بتسليمها إلى "الملائكة البيضاء"، وهي مجموعة شرطة تقوم بإجلاء المواطنين الذين يعيشون على خط المواجهة، حيث أخذتها بعد ذلك إلى ملجأ للذين تم إجلاؤهم واتصلوا بأقاربها".

وفي أحدث تطور للقصة، أعلن أوليه هوروخوفسكي الرئيس التنفيذي لبنك مونوبانك -أحد أكبر البنوك في أوكرانياـ عبر قناته على تطبيق تليغرام أمس الثلاثاء أن البنك سيشتري منزلا للسيدة المتقاعدة ليديا ستيبانيفنا".

View this post on Instagram

A post shared by Гороховський Олег (@gorokhovsky)

وتواجه أوكرانيا صعوبات على الجبهة في الأشهر الأخيرة، وتخشى أن تشن موسكو هجوما كبيرا خلال الأسابيع المقبلة، حيث توقع رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف أن يتفاقم الوضع بحلول منتصف مايو/أيار الحالي ومطلع يونيو/حزيران المقبل، معتبرا أنها ستكون "فترة عصيبة" لأوكرانيا.

وقبل أيام، ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شركاء بلاده مجددا الإسراع في تزويد بلاده بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي، وبدء محادثات رسمية لانضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي وتوجيه دعوة لها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو".

وفي 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية بأوكرانيا وتشترط لإنهائها "تخلي" كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات

إقرأ أيضاً:

تهديدات باستئناف القتال.. إسرائيل تدق طبول الحرب قبل القمة العربية الطارئة

المقاومة ترفض تمديد المرحلة الأولى للتهدئة وتبادل الأسرى

القاهرة تحذر من تعطيل التهدئة وتداعيات التصعيد على المنطقة

التحذيرات الدولية تتصاعد.. وغوتيريش يدعو للحفاظ على الاتفاق

مصر تواصل إدخال المساعدات وإزالة الركام لتخفيف معاناة سكان غزة

تصاعد التوتر في غزة مع اقتراب القمة العربية الطارئة، وسط تهديدات إسرائيلية باستئناف الحرب بعد رفض نتنياهو الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، تحت ضغط الأجنحة المتطرفة في حكومته، في المقابل، رفضت حماس تمديد المرحلة الأولى، معتبرة ذلك تراجعًا عن الاتفاق، محذرة من تعريض 60 محتجزًا إسرائيليًا للخطر في حال انهيار الهدنة.

مصر، التي تقود جهود الوساطة، دعت الطرفين للتمهل، محذرة من تداعيات التصعيد، بينما تتوالى التحذيرات الدولية من انهيار الاتفاق. في الوقت نفسه، تستمر القاهرة في إدخال المساعدات وإزالة الركام لتخفيف معاناة سكان القطاع.

يبدو أن نتنياهو يستعد لقرع طبول الحرب مجددًا في غزة بعد إصراره على تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وتلكؤه في الانتقال إلى المرحلة الثانية إرضاءً لضغوط الجناح المتطرف داخل حكومته، خاصة أن مكتبه أعلن فور عودة فريق التفاوض الإسرائيلي إلى تل أبيب أن نتنياهو يدرس خيارات العودة للحرب في غزة.

وترفض المقاومة الفلسطينية تمديد المرحلة الأولى حتى لا يتمكن نتنياهو من الإفراج عن بقية المحتجزين لديها، والبالغ عددهم نحو 60 محتجزًا، بعد أن تم الإفراج عن العدد المطلوب في المرحلة الأولى، والبالغ 33 محتجزًا لدى المقاومة الفلسطينية.

كان وفد التفاوض الذي أرسله نتنياهو إلى القاهرة قد غادر إلى تل أبيب متمسكًا بتمديد المرحلة الأولى لمدة 42 يومًا أخرى، وعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية حاليًا، وهو الأمر الذي رفضته المقاومة الفلسطينية، التي تمثلها في المفاوضات حركة "حماس"، معتبرة أن رغبة نتنياهو في عدم الانتقال للمرحلة الثانية تمثل نكوصًا عن التعهدات التي قُطعت في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.

تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تستعد فيه القاهرة، غدًا الثلاثاء، لعقد القمة العربية الطارئة التي دعت إليها مصر لاتخاذ موقف عربي موحد للتصدي لمشروع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وإخلاء قطاع غزة، وهو ما يعني تصفية القضية الفلسطينية.

حذرت القاهرة من أن عدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من المفاوضات يعني تعطيل وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي يعرض أرواح بقية الأسرى المحتجزين لدى المقاومة للخطر بسبب استئناف الحرب واشتعال المنطقة مجددًا. كما أشارت حماس إلى أنها لن تقبل بقرار العدول عن بنود وقف إطلاق النار من أجل مصالح خاصة لنتنياهو.

أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن نتنياهو يبحث استئناف الحرب على قطاع غزة بعد فشل وفده في إقناع الوسطاء وحماس بتمديد المرحلة الأولى من مراحل وقف إطلاق النار إلى مدة مماثلة تبلغ 42 يومًا، في المحادثات التي جرت في القاهرة مؤخرًا.

ووفق اتفاق وقف إطلاق النار، فإن الانتقال إلى المرحلة الثانية يعني انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وإنهاءً تامًا للحرب، وهو ما يرفضه المتطرفون في حكومة نتنياهو، خاصة بعد التحقيقات التي أجريت الأسبوع الماضي، وخلصت إلى أن هناك أخطاء جسيمة وقع فيها جيش الاحتلال أدت إلى وقوع أحداث 7 أكتوبر، وكشفت العديد من نقاط الضعف في جيش الاحتلال والقضاء على معظم القوة الفاعلة في فرقة غزة.

ويحاول نتنياهو اللجوء إلى تمديد المرحلة الأولى، إذ سيستفيد منها بالإفراج عن المزيد من المحتجزين لدى المقاومة، والذين يبلغ عددهم نحو 60 محتجزًا إسرائيليًا، مما سيؤدي إلى تخفيف الضغوط الداخلية عليه من عائلات المحتجزين، الذين يواصلون التظاهر في شوارع تل أبيب واتهامه بتعطيل إطلاق سراحهم بوقف إطلاق النار. وهذا هو المكسب الذي يسعى إليه نتنياهو، دون أن يلتزم بإنهاء الحرب المنصوص عليها، خاصة بعد فشل وعوده بإطلاق سراحهم عبر الضغط العسكري على المقاومة.

وأدت نتائج التحقيقات إلى تصاعد حالة الغضب بين الرأي العام الإسرائيلي، وسط مطالب بمحاكمة جنائية للمتسببين في تلك الأخطاء التي فاقمت خسائر الجيش. وأمام تفاقم الفجوة بين الطرفين، طلبت القاهرة مزيدًا من الوقت ليعودا إلى طاولة المفاوضات مجددًا، حتى لا يصل الأمر إلى حالة من الجمود التي قد تؤدي إلى العودة إلى المربع صفر، وما يترتب عليه من قتل وتدمير مجددًا في القطاع.

وفور عودة وفد التفاوض من القاهرة إلى تل أبيب، عكف نتنياهو على بحث خيارات العودة للحرب وقصف القطاع مجددًا، في محاولة منه لإشعال الجبهة العسكرية في غزة، التي شهدت حربًا متواصلة على مدى نحو 15 شهرًا، لم يتمكن خلالها من القضاء على حركة المقاومة أو تحرير الأسرى الإسرائيليين بالقوة، رغم تدمير أكثر من 85% من مباني ومنشآت القطاع، ما جعلها غير قابلة للحياة.

وكانت المقاومة قد بادرت مؤخرًا بإتمام آخر عمليات تبادل الأسرى التي كانت مقررة في المرحلة الأولى، والتي بدأت في 19 يناير الماضي واستمرت لنحو 42 يومًا، وانتهت أول أمس السبت، بعد حالة من الجمود تسبب فيها قادة الكيان المحتل، وفشل جهود وقف إطلاق النار على مدى 15 شهرًا من الحرب، قبل أن تنجح الوساطة العربية المصرية والقطرية، إلى جانب الوسيط الأمريكي، الذي يمثل الكيان المحتل.

من جانبها، أعلنت حركة حماس عن التزامها بالوفاء بتعهداتها التي قطعتها على نفسها في اتفاقية وقف إطلاق النار، وأكدت أنها أوفت بتعهداتها أمام الوسطاء، مطالبةً إياهم بالسعي لضمان تنفيذ الطرف الآخر وعوده، والتزامه بتعهداته أيضًا.

كما أكدت الحركة أنها التزمت بتنفيذ كافة البنود الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، الذي بدأ تنفيذه منذ نحو شهر ونصف، وفق خطة من ثلاث مراحل، يتم بموجبها وقفٌ تام للحرب بين الطرفين، وانسحابٌ كامل لقوات جيش الاحتلال من القطاع، وإتاحة دخول المساعدات الغذائية والطبية ومعدات البناء طوال تلك المراحل.

وطالبت المجتمع الدولي والضامنين، بمشاركة الوسطاء، بالضغط على الاحتلال الصهيوني للالتزام بدوره في الاتفاق بشكل كامل، والدخول الفوري في المرحلة الثانية منه دون تلكؤ أو مراوغة.

وأشارت إلى أن الاحتلال ما زال يعطل الالتزامات التي تعهد بها، ويعرقل تنفيذ البروتوكول الإنساني الوارد في الاتفاق، ولم يفِ بتعهداته في تخفيف المعاناة وإدخال كافة المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع.

وتسارع القاهرة الخطى لمنع عودة العنف، في وقت تصاعدت فيه التحذيرات الدولية من مغبة استئناف الحرب مجددًا، حيث طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بضرورة صمود اتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين في غزة، واستئناف محادثات المرحلة الثانية من الاتفاق، مشددًا على ضرورة ألا يدخر الطرفان أي جهد لتجنب العودة إلى الحرب.

وتواصل مصر إدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى إدخال أعداد من المعدات الثقيلة التي تساهم في إعادة تمهيد الطرق، والتي تعرضت للتخريب جراء عمليات جرافات ومدفعية الاحتلال على مدار أكثر من عام، وذلك لتسهيل وصول الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى المناطق الأكثر احتياجًا.

كما ساهمت المعدات الثقيلة في إزالة كميات كبيرة من الركام ومخلفات المباني المدمرة، ما مكّن أصحابها من إقامة خيام للإيواء فيها أو بجوارها، ريثما يتم إعادة الإعمار.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يلوح باستئناف الحرب على غزة خلال 10 أيام
  • تهديدات باستئناف القتال.. إسرائيل تدق طبول الحرب قبل القمة العربية الطارئة
  • وزير خارجية فرنسا: روسيا قرّبت منا خط جبهة القتال
  • الكرملين: بيان قمة لندن لا يهدف لتسوية الحرب الروسية الأوكرانية
  • بعد المشادة التاريخية مع ترامب.. هل يرحل زيلينسكي عن الرئاسة الأوكرانية؟
  • على عمق 10 كيلومترات.. زلزال عنيف يضرب إندونيسيا
  • بريطانيا وفرنسا تتجهان لإعداد خطة لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • منذ بداية الحرب.. 652 مدنيا قتلوا في الهجمات الأوكرانية على روسيا
  • ستتحول هذه الأنفاق السرية من الحرب العالمية الثانية في لندن إلى معلم سياحي بحلول عام 2028
  • إعلام إسرائيلي: الجيش مستعد لاستئناف القتال في غزة وفق خطط جديدة