خسرنا أعظم امرأة| رسالة مؤثرة من ابنة رانيا فريد شوقي لـ جدتها
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
أحيت ملك، ابنة الفنانة رانيا فريد شوقي ذكرى الأربعين لرحيل جدتها، سهير الترك، التي رحلت عن عالمنا الشهر الماضي، بمشاركة كلمات خاصة في منشور عبر صفحتها على موقع إنستجرام.
وشاركت ملك متابعيها مجموعة من الصور التي تجمعها مع جدتها وعلقت، قائلة: «منذ 40 يومًا، لم نفقد العمود الفقري لعائلتنا فحسب، بل خسرنا أيضًا أعظم امرأة وأكثرها محبة على الإطلاق، نونا أنا في حيرة من الكلمات للتعبير عن مدى عمق شعوري، قلبي يؤلمني، ولم تعد الحياة كما كانت منذ رحيلك أفكر فيك وفي ذكرياتنا العزيزة في كل دقيقة تمر على غيابك».
وأضافت ملك: «يحزنني أن أدرك أنني لم أستغل الوقت الذي قضيناه معًا بشكل كامل، أتمنى لو كان بإمكاني التعرف عليك بشكل أفضل وخلق المزيد من الذكريات معك، لقد كنت عمود القوة والحكمة والحب، الذكريات التي شاركناها لا تقدر بثمن، وكانت توجيهاتك لا تقدر بثمن أيضا».
وتابعت: «أنت لم تحبنا بشكل لا مثيل له فحسب، لقد قمت بتربية آباء رائعين قاموا بتربيتنا بالحب والرعاية والتفاهم، لقد علمتنا أن نكون مستقلين ومرنين ولطيفين ومسؤولين، الدروس التي قدمتها لا تعد ولا تحصى، ووجودك جلب النور والسعادة لكل من حولك».
حرصت الفنانة رانيا فريد شوقي، على تذكر والدتها الراحلة، بعد مرور 40 يوما على وفاتها، داعيةً لها أن يتغمدها الله بواسع رحمته.
نشرت رانيا فريد شوقي صورة لوالدتها، عبر حسابها الرسمي بموقع إنستجرام، وعلقت: فات أربعين يوم على فراقك، وحشتيني ومفتقداكي في كل حاجة في حياتي، أنا تايهة ومش مستوعبة وضعيفة ومكسورة وماشية أكلم نفسي.
وتابعت رانيا فريد شوقي: هو حقيقي أنا مش هشوفك تاني؟ أستغفر الله العظيم لله الأمر من قبل ومن بعد، اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا رزاق يا كريم، أجعل أمي من أهل الجنة، وأرفع درجتها وأجعلها في عليين، اللهم أنت الكريم، أرزق أمي لذة النظر لوجهك الكريم، تحت ظل عرشك الكريم.
توفيت سهير ترك، والدة الفنانة رانيا فريد شوقي، وأرملة الفنان الراحل فريد شوقي، في شهر مارس الماضي.
وأعلنت الفنانة ناهد السباعي خبر الوفاة، عبر حسابها الرسمي بموقع انستجرام، وعلقت: إنا لله وإنا إليه راجعون، توفت إلى رحمة الله تعالى زوجة جدي السيدة سهير ترك، والدة خالاتي رانيا فريد شوقي، وعبير فريد شوقي.. نسألكم الفاتحة، والدعاء لكل من فقدناهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ابنة الفنانة الشهر الماضي الفنانة رانيا فريد شوقي العمود الفقرى رانيا فريد شوقي رانیا فرید شوقی
إقرأ أيضاً:
وطن على هيئة ابنة متعلمة
كنت أتحدث مع صديق يمني مغترب في لندن، حديث طويل امتد بين الذكريات والواقع. قال لي وهو يحدق في نقطة بعيدة، وكأنه يرى اليمن من هناك: “أشتاق لليمن يا جرادي… لا يمر يوم إلا وأتذكر تفاصيلها.”
ابتسمت وقلت: “وأنا كذلك، لا يوجد مغترب يمني لا يحمله هذا الحنين. ليس ضعفًا، بل هو شيء من فطرتنا… نحن أبناء الجبال والوديان، أبناء الشمس والتراب، نولد ومعنا اليمن في القلب والذاكرة.”
اليمن تسكننا، نعم، لكننا نعيش اليوم واقعًا مختلفًا، فهل نبقى عالقين في الحنين، أم نستثمر في اللحظة؟ ماذا نفعل بما تبقى لدينا من وقت وطاقة وأبناء؟
قلت له: “دعني أروي لك قصة، ليست من الخيال، بل من لحمنا ودمنا، قصة تحمل الجواب بصدق ووضوح. إنها قصة الدكتور عبد القادر الجنيد، طبيب أطفال يمني معروف من تعز. عاش حياة مستقرة، بنى بيتًا في صبر وآخر في قلب المدينة، ظن أنه استثمر في المكان الصحيح، وأنه خط لنفسه مستقبلًا آمنًا كما يحلم به أي يمني، لكن الحرب جاءت دون إنذار، فاختطفته، وسجنته، وأخذت منه كل شيء: المال، الأمان، وحتى من ظن أنهم سند له، خذلوه، كما كتب بنفسه.”
في لحظة من الانهيار، تذكر الطبيب الماهر استثمارًا واحدًا لم يكن يراه كبيرًا حينها، لكنه كان الخيط الوحيد الذي أعاده إلى الحياة؛ تذكر أنه علم ابنته. لم تكن تملك سلاحًا، ولا بيتًا، ولا جاهًا، لكنها كانت تملك شيئًا لا يُشترى: المعرفة.
ابنته، التي تعيش في كندا، وأصبحت عضوة في البرلمان وذات مكانة سياسية مرموقة في المجتمع الكندي، لم تنس، ولم تتخل، بل كانت الوطن الذي لم يخنه؛ رتبت له أوراقه، جمعت شمله، وأعادته إلى حياة كريمة بعد أن ضاقت به الأرض التي استثمر فيها جل حياته.
في كندا! كانت شهادة ابنته هي جواز عبوره من العجز إلى الكرامة.
تأمل المفارقة؛ بيوت تُهدم، مدن تسقط، واستثمار صغير في تعليم فتاة واحدة ينقذ حياة أسرة بأكملها. لم تنقذه القبيلة، ولا المنازل التي بناها، بل قرار قديم زرع فيه بذرةً، ونبتت يوم جفَّ كل شيء آخر.
نحن نعيش في زمن صار فيه العقل هو الوطن الحقيقي، والتعليم هو الحصن الأخير؛ ابنك قد يكون الانتماء حين تتشظى الأرض، وابنتك قد تكون الجسر الذي تعبر عليه إلى ضفة أكثر أمانًا.
قلت لصديقي: “لم تنفع الدكتور الجنيد بيوته في تعز، بل أنقذته شهادة ابنته في كندا، فاستثمر فيما يبقى، لا فيما قد يُهدم بقرار جاهلٍ قفز على ظهر الدولة.”
نحن من اليمن، وسنعود إليها يومًا ما، لكن العودة الحقيقية لا تبدأ حين نطأ أرضها، بل حين نمنح أبناءنا ما يجعلهم يستحقونها. في كل لحظة نعلم فيها طفلًا، نبني وطنًا متنقلًا في عقله، وطنًا لا تدمره الحروب، لا ينهبه الفاسدون، ولا تغتاله الميليشيات ليلًا؛ لأن طائفةً من الناس قررت أن لها الحق وحدها في الحكم.
اكسب نفسك، وعلم أبناءك، ابنِ لهم بيتًا في وعيهم، لا في طينٍ هش، ازرع جذورهم في قيمٍ تصمد حين ينهار كل شيء؛ سيأتي يوم يصبحون فيه وطنك.
اليمن في القلب، نعم، لكنها لن تُستعاد بالحنين وحده، بل بأبنائها الذين نحسن إعدادهم. كل شهادة يحملها ابنك هي حجر في جدار اليمن القادم، كل فكرة يتعلمها، كل كتاب يقرأه، كل لغة يتقنها، هي فعل مقاومة في وجه الانهيار، ولبنة في بناء وطنٍ لا يهتز أمام العواصف.
كندا لم تمنح الدكتور عبد القادر الجنيد وطنًا بالمجان، بل منحته فرصةً جديدة لأنه استثمر في الشيء الوحيد الذي لا تهدمه الحرب: التعليم.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةطيب ايها المتصهين العفن اتحداك كمواطن يمني ان تقول لسيدك ترا...
رعى الله أيام الرواتب حين كانت تصرف من الشركة. أما اليوم فهي...
اتحداك تجيب لنا قصيدة واحدة فقط له ياعبده عريف.... هيا نفذ...
هل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...
ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...