مظاهرات الجامعات.. الخط الفاصل بين حق الاحتجاج ومخالفة القانون
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
تتصاعد موجة الاحتجاجات الطلابية منذ أسبوعين في كبرى الجامعات الأميركية من كاليفورنيا غربا إلى الولايات الشمالية الشرقية، مرورا بالولايات الوسطى والجنوبية مثل تكساس وأريزونا، للاحتجاج على الحرب في غزة والمطالبة بقطع إداراتها روابطها بمانحين لإسرائيل أو شركات على ارتباط بها.
واقتحمت الشرطة جامعات في أنحاء الولايات المتحدة ووقعت مواجهات وتم اعتقال أكثر من ألف شخص في أنحاء البلاد.
ففي جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس وقعت اشتباكات بين مجموعتين متنافستين من المتظاهرين، الأربعاء، حيث شهد الاحتجاج تصارعا بالأيدي وتدافعا، وركلا واستخدام العصي في تبادل الضرب.
ووقعت اشتباكات جامعة كاليفورنيا في محيط مخيم اعتصام أقامه متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين، وضعوا حواجز ونصبوا ألواحا من الخشب للحماية، بينما حاول المتظاهرون المناهضون لهم هدمه.
ألقى أشخاص الكراسي، وفي وقت اجتمعت مجموعة على شخص كان ملقى على الأرض، وركلوه وضربوه بالعصي حتى أخرجهم الآخرون من موقع الاشتباك.
???? اشتباكات بين مؤيدين لإسرائيل ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين، استخدمت فيها العصي والألعاب النارية داخل حرم جامعة كاليفورنيا، ليل الأربعاء.
???? صحيفة طلابية تابعة للجامعة قالت إن مؤيدي إسرائيل حاولوا "بالعنف" هدم مخيّم المتظاهرين.
???? عمدة لوس أنجلوس قال إن الجامعة طلبت الدعم في… pic.twitter.com/03gU9p1KEw
وقبل ذلك بساعات، اقتحم عناصر من الشرطة يرتدون دروع مكافحة الشغب مبنى جامعة كولومبيا في نيويورك الذي يشغله متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين، من النوافذ في وقت متأخر من، الثلاثاء، واعتقلوا عشرات المعتصمين.
واستولى المتظاهرون على المبنى الإداري، المعروف باسم قاعة هاملتون، لأكثر من 20 ساعة.
ويعد الحق في الاحتجاج السلمي حقا مضمونا في دستور الولايات المتحدة، ولكن متى يعتبر حق شخص ما في الاحتجاج خرقا للقانون؟ وما هي القوانين المتبعة بهذا الشأن في الجامعات الأميركية؟
الجامعات العامة والخاصةيعتمد ذلك على ما إذا كانت الجامعة عامة أم خاصة، حيث تلتزم المؤسسات الحكومية بالتعديل الأول للدستور الأميركي، الذي يحمي حرية التعبير.
اعتمادا على مكان وزمان وطريقة الاحتجاج، يمكن للجامعات العامة أن تضع بعض الحدود على الاحتجاجات، لكنها لا تستطيع تقييد وجهات النظر التي تعبر عنها.
ومع ذلك هنالك استثناءات محدودة، عندما يتعلق الأمر بالتهديدات ضد الأفراد أو المجموعات الصغيرة أو التحريض على العنف.
أما الجامعات الخاصة فهي ليست ملزمة بالتعديل الأول لكن سياساتها تعكس بشكل عام المبادئ المتعلقة بحرية التعبير.
تفرض جميع الكليات حدودا على "زمان ومكان وطريقة" الاحتجاجات، لضمان قدرة الطلاب على حضور الفصول الدراسية، وتنطبق هذه المعايير على الجميع مهما كانت وجهات نظرهم.
على سبيل المثال تتضمن لائحة الشروط التي وضعتها جامعة كولومبيا حظر التظاهرات داخل مباني الجامعة أو مقاطعة المحاضرات أو نصب الخيام.
وتشمل الشروط كذلك ضرورة ضمان ألا تؤدي المظاهرات إلى المساس بسلامة الآخرين أو تعطيل الأنشطة التعليمية للطلاب وتقديم إخطار مسبق عن موعد التظاهرة والمكان والطريقة التي ستتم بها.
وتشترط معظم الجامعات الخاصة أن تقتصر المشاركة في التظاهرات على طلابها أو أعضاء هيئة التدريس أو الموظفين.
الداخل يختلف عن الخارجفي حين أن معظم الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تميزت بمخيمات في الهواء الطلق، إلا أن اقتحام المتظاهرين لإحدى بنايات جامعة كولومبيا وسيطرتهم عليها لساعات أضاف بعدا آخر للاحتجاجات.
وفقا للخبراء، فإن أحد العوامل الكبيرة في تحديد ما إذا كان الاحتجاج مسموحا به هو مدى تأثيره على المسيرة التعليمية للطلاب الآخرين.
ولهذا السبب تتمتع الجامعات، سواء العامة أو الخاصة، بسلطة أكبر بكثير لتفريق الاحتجاجات عندما تصل لداخل المباني.
ويؤكد خبراء أن احتلال مبنى في الحرم الجامعي لا يعد شكلا من أشكال التعبير المحمي بموجب التعديل الأول للدستور، وأن الطلاب، على الأقل في المؤسسات الخاصة، قد يواجهون مخالفات مدنية أو جنائية لأن مثل هذا السلوك قد يعتبر بمثابة عصيان.
لماذا يعتبر نصب الخيام نقطة شائكة؟تحولت العديد من الاحتجاجات في الجامعات الأميركية إلى ما يشبه المعسكرات حيث يقيم المحتجون طوال الليل بمجموعات كبيرة في خيام نصبت داخل الحرم الجامعي.
وتفرض معظم الجامعات تقريبا قيودًا على الطلاب الذين يخيمون ليلا أو يقومون بتركيب تجهيزات على ممتلكات الجامعة.
وبدأت جامعة كولومبيا، التي شهدت ظهور أول خيام للمحتجين في وقت سابق من هذا الشهر، في فرض عقوبات الإيقاف المؤقت عن الدوام بحق الطلاب الذين رفضوا مغادرة المخيم بحلول الموعد النهائي يوم الاثنين.
استدعاء الشرطةفي حين أن الجامعات قد تكون على أرض صلبة من الناحية القانونية لإحضار الشرطة لتفريق الاحتجاجات، فإن السؤال حول ما إذا كانت هذه هي الخطوة الصحيحة مطروح للنقاش.
قامت جامعات عدة، بما في ذلك كولومبيا في البداية باستدعاء الشرطة واعتقلت عشرات الطلاب عندما بدأ نصب الخيام لأول مرة قبل الانسحاب ومحاولة التفاوض مع المتظاهرين.
الكشف عن نص رسالة نعمت شفيق إلى الشرطة لفض اعتصام جامعة كولومبيا نشرت وسائل إعلام أميركية، ليل الثلاثاء، رسالة من رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق، طلبت فيها من شرطة نيويورك فض اعتصام الطلاب الداعمين للفلسطينيين وتفكيك الخيام وإخراجهم من مبنى قاعة هاميلتون التاريخي.وعمدت جامعات أخرى، مثل جامعة تكساس في أوستن، للذهاب أبعد من ذلك عندما شرعت الشرطة مباشرة بتنفيذ مجموعة اعتقالات الأسبوع الماضي بعد خروج الطلاب من فصولهم الدراسية، مما أثار انتقادات بأن المسؤولين، بما في ذلك حاكم ولاية تكساس بالغوا في رد فعلهم تجاه المظاهرات السلمية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: جامعة کولومبیا
إقرأ أيضاً:
الاحتجاجات في جورجيا تتوسع بعد تعليق محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي
اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في العاصمة الجورجية تبليسي لليلة الرابعة على التوالي، وامتدت الاحتجاجات على قرار الحكومة تعليق محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إلى جميع أنحاء البلاد.
ويتصاعد التوتر منذ أشهر في جورجيا التي يسكنها 3.7 مليون نسمة، بين حزب الحلم الجورجي الحاكم ومعارضين يتهمونه باتباع نهج استبدادي على نحو متزايد وسياسات مناهضة للغرب وموالية لروسيا.
واشتدت الأزمة منذ إعلان الحكومة يوم الخميس الماضي عزمها تجميد محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي 4 سنوات، واندلعت اشتباكات بين آلاف المتظاهرين المؤيدين للاتحاد الأوروبي وعناصر الشرطة المسلحة بالغاز المسيل للدموع ومدافع المياه.
وتجمع المحتجون مرة أخرى في تبليسي مساء الأحد وألقوا مقذوفات نارية على الشرطة، التي ردت باستخدام مدافع المياه.
ودعت رئيسة جورجيا المؤيدة للغرب سالومي زورابيشفيلي إلى الضغط على المحكمة الدستورية لإلغاء نتيجة الانتخابات التي جرت الشهر الماضي والتي فاز بها حزب الحلم الجورجي، وتقول المعارضة وزورابيشفيلي إن الانتخابات مزورة.
وخارج العاصمة، قالت وكالة إنتربرس الجورجية للأنباء إن المتظاهرين أغلقوا طريقا يؤدي إلى الميناء التجاري الرئيسي للبلاد في مدينة بوتي المطلة على البحر الأسود، بينما أفادت وسائل إعلام جورجية بوقوع احتجاجات في 8 مدن وبلدات على الأقل.
ويشعر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالقلق إزاء ما يعتبرانه تحول جورجيا بعيدا عن المسار الموالي للغرب والعودة إلى فلك روسيا، ويقول حزب الحلم الجورجي إنه يتصرف للدفاع عن سيادة البلاد في مواجهة التدخل الخارجي، بينما تتابع روسيا التطورات عن كثب.
وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف الأحد إن هناك محاولة ثورة في جورجيا، وأضاف على تليغرام أن جورجيا "تتحرك بسرعة في الاتجاه نحو أوكرانيا، إلى الهاوية المظلمة. وعادة ما ينتهي هذا النوع من الأمور بشكل سيئ للغاية".
ولم يعلق الكرملين نفسه حتى الآن على الأحداث الأخيرة في جورجيا، ولكنه يتهم الغرب منذ فترة طويلة بإثارة الثورات في الجمهوريات السوفياتية السابقة التي لا تزال موسكو تعتبرها جزءا من مجال نفوذها.
ورفض رئيس الوزراء الجورجي إراكلي كوباخيدزه انتقادات الولايات المتحدة التي استنكرت استخدام "القوة المفرطة" في مواجهة المتظاهرين، وقال في مؤتمر صحفي، دون تقديم أدلة على تورط أجنبي "رغم العنف الممنهج الأشد قسوة الذى استخدمته أمس الجماعات العنيفة ومدربوها الأجانب، فإن الشرطة تصرفت بمستوى أعلى من نظيراتها الأميركية والأوروبية ونجحت في حماية الدولة من محاولة أخرى لانتهاك النظام الدستوري".
وزاد من عمق الأزمة الدستورية في البلاد، قول الرئيسة المنتهية ولايتها زورابيشفيلي، المنتقدة للحكومة والداعمة لانضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي، أمس السبت إنها سترفض التنحي عن منصبها عند انتهاء ولايتها هذا الشهر.