مخاوف أمنية وتكاليف إضافية تثقل كاهل المهاجرين السوريين العائدين لزيارة أهاليهم
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
تنشط مؤخرا زيارة مهاجرين سوريين إلى عائلاتهم في مناطق سيطرة النظام بعد حصول معظمهم على جنسيات بلدان إقامتهم، أو لجوئهم في ألمانيا وهولندا، وغيرها من البلدان التي فتحت أبوابها للاجئين منذ العام 2011.
ورغم الأجواء الإيجابية التي تغلب على هذه الزيارات، فإنها تخفي خلفها مخاوف وتحديات واجهت الآلاف قبل بلوغهم لحظة احتضان أهاليهم.
ويضطر الزائرون لمناطق سيطرة النظام إلى دفع تكاليف مضافة لقاء وصولهم إلى وجهاتهم، وتجشم عناء السفر جوا وبرا لساعات طويلة نظرا للمخاطر المحدقة بالمطارات المدنية في تلك المناطق وقلة شركات الطيران التي تسيّر رحلات إليها.
ويحرص أهالي الزائرين على إجراء "فيش أمني" (آلية لمراجعة أسماء المطلوبين بقضايا جنائية أو أمنية للجهات المختصة في حكومة النظام)، لأبنائهم القادمين إلى مناطق سيطرة النظام قبل موعد قدومهم بأشهر.
ويقوم الأهالي بإجراء الفيش الأمني عدة مرات، ومن مصادر مختلفة؛ للتأكد من عدم ورود أسماء أبنائهم أو أقربائهم القادمين إلى البلاد في قوائم المطلوبين للأفرع الأمنية، أو غيرها من جهات النظام.
وتتراوح تكلفة الفيش بين 30 و50 دولارا بحسب نوعه ومصدره، وغالبا ما يقوم الأهالي بإجراء الفيش الأمني الاعتيادي الذي يشمل الجنح والجنايات والجرائم الجنائية، وكل ما يتعلق بوزارة الداخلية والأمن الجنائي، إلى جانب الفيش الرباعي الذي يشمل القضايا الأمنية الخاصة بأجهزة استخبارات النظام السوري.
يقول أبو نجيب (53 عاما)، وهو والد أحد الشبان العائدين إلى سوريا مؤخرا، "بقيت على أعصابي مدة ساعة كاملة إلى أن اجتاز ابني الحدود واتصل بي سائق سيارة الأجرة وأخبرني بعبورهم المعبر الحدودي بين سوريا ولبنان".
ويضيف في حديثه للجزيرة نت: "ورغم أن نجيب لم يقترب من السياسية طيلة حياته، ورغم أني أجريت له الفيش الأمني أكثر من 5 مرات، غير أنني شعرت بتلك الساعة وكأنها دهر؛ فكما تعلم إن الداخل هنا مفقود والخارج مولود".
في المقابل، تلاشت سعادة ميادة (32 عاما)، مهندسة سورية مقيمة في هولندا، بحصولها على الجنسية الهولندية مؤخرا بعد أن علمت أنه لا يمكنها زيارة سوريا نظرا لورود اسمها في قوائم المطلوبين للنظام.
تقول ميادة للجزيرة نت: "لم أعلم ما هي التهمة، ولكني علمت بأني مطلوبة بعد إجرائي "فيش رباعي"، وإن إزالة اسمي من القائمة قد يكلفني آلاف الدولارات، ذلك في حال لم أتعرض لعملية نصب أو احتيال من قبل السماسرة المسؤولين عن هذه المهمات".
بينما يبقى لدى ميادة وغيرها من المطلوبين للجهات الأمنية التابعة للنظام أمل في زيارة بلدهم بعد إزالة أسمائهم من تلك القوائم عبر عملية تسوية مدفوعة يجريها سماسرة لديهم علاقات مع الأجهزة الأمنية.
وإلى جانب الهواجس الأمنية التي تطارد المهاجرين الزائرين إلى مناطق سيطرة النظام، يضطر معظمهم إلى تكبد تكاليف مضافة في رحلتهم من بلدان إقامتهم وصولا إلى سوريا.
ويعتمد معظم الزوار على مطار رفيق الحريري في العاصمة اللبنانية بيروت لقربه من الحدود السورية – اللبنانية، وتتراوح تكلفة الرحلة من المطار ولغاية الأراضي السورية ما بين 75 و150 دولارا؛ تتوزع بين سيارة الأجرة التي تقل المسافر من المطار ولغاية إحدى الضواحي في بيروت مقابل ما يعادل 10 دولارات، وبين سيارة الأجرة التي تقله من بيروت وصولا إلى وجهته في مناطق سيطرة النظام، ويتراوح أجرها بين 70 و140 دولارا بحسب وجهة المسافر وعدد الركاب.
كما تجبر السلطات السورية المسافرين على تصريف (تحويل) مبلغ 100 دولار أو يورو على الحدود بين البلدين إلى الليرة السورية بسعر صرفها الرسمي (13500 ليرة للدولار الواحد)، والذي يقل عن سعر صرف السوق السوداء بنحو 1500 ليرة.
ويشير عادل (26 عاما)، وهو طالب جامعي وأحد المهاجرين الزائرين إلى دمشق مؤخرا، في حديث للجزيرة نت إلى أن بعض السلع التي يشتريها من دمشق تعادل أسعارها الأسعار في الأسواق العالمية وتفوقها أحيانا.
ويضيف: "البضائع والخدمات في سوريا ليست رخيصة كما كنت أعتقد، فكلفتني عزومة (دعوة غداء أو عشاء) عائلتي (8 أشخاص) إلى مطعم في دمشق قرابة 2.5 مليون ليرة (168 دولارا)، وهو مبلغ كبير يعادل ما يمكن أن أدفعه في مطعم في أوروبا".
وتعتبر موجة اللجوء السورية أكبر موجة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية (1939-1945) وقدرت الأمم المتحدة أعداد اللاجئين السوريين حول العالم بـ6.5 ملايين لاجئ منذ منتصف العام 2023 وتستضيف معظمهم دول مجاورة، بما في ذلك تركيا ولبنان والأردن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات مناطق سیطرة النظام
إقرأ أيضاً:
"أهلا وسهلا بضيوفنا".. حافلات إسرائيلية تنقل وفدا من دروز سوريا لزيارة الجولان المحتل
بالزغاريد والهتافات، استقبل الدروز في مرتفعات الجولان السوري المحتل ثلاث حافلات تقلّ وفدًا من رجال دين الطائفة الدرزية القادمين من سوريا. وقد دخل الوفد الجانب الإسرائيلي برفقة قوات إسرائيلية، بدعوى "زيارة المعالم الدينية"، حسبما قيل.
وأتت الزيارة في سياق لافت، عقب توصل الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، إلى اتفاق مع وجهاء محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، وهي خطوة وصفتها إسرائيل بـ"الضربة الموجعة"، ما يطرح علامات استفهام حول تحركها الآن.
فبعد استلام الإسلاميين الحكم، قالت تل أبيب إنها وضعت الأقلية الدرزية، التي تشكل حوالي 3-4% من السكان، تحت حمايتها، وحذرت حاكم دمشق الجديد من المساس بها.
وفي وقت سابق من يوم الأحد، قال وزير الدفاع الإسرائيلي،يسرائيل كاتس، إن دولته قد تسمح قريبًا للدروز في سوريا بالعمل داخل "الجولان في إسرائيل"، مشيرًا إلى أن الحكومة تسعى للمصادقة على خطة مساعدات للمجتمعين الدرزي والشركسي. ووعد بأن يكون الدروز في سوريا تحت حماية الدولة العبرية.
واعتبر البعض أن تصريحات كاتس بشأن حماية الدروز قد تضع هذه الأقلية في موقع محرج مع نسيجها الاجتماعي السوري، الذي يكنّ في الغالب العداء لتل أبيب. فيما رأى آخرون أنها محاولة من إسرائيل لضمان بقائها والتمدد في المنطقة العازلة وتقسيم المنطقة. فقد ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أن قوات الدولة العبرية تعتزم إنشاء موقعين عسكريين على قمة جبل الشيخ المحتل، بدعوى "توفير فرص عمل للقرى الدرزية".
Relatedنتنياهو يتوعد بضرب النظام السوري إذا تعرض لدروز جرمانة جنوب دمشق ويتعهد بحماية هذه الأقلية في سورياإسرائيل ترسل 10 آلاف طرد من المساعدات الغذائية للدروز في سوريا بين حماية الدروز وتطبيع العلاقات.. ماذا يخفي لقاء جنبلاط بالجولاني؟وفي وقت سابق، أعلنت إسرائيل عن إرسال 10,000 طرد من المساعدات الغذائية إلى الطائفة الدرزية في سوريا، لتعزيز علاقتها معها في ظل الأوضاع المضطربة في البلاد.
ورغم معارضة العديد من الدروز لتدخل تل أبيب، رحبت مجموعة من الطائفة بـ"المساعي" الإسرائيلية لجمع شملهم مع أهاليهم، ووقفوا عند نقطة العبور وهم يحملون الأعلام الدرزية ويرددون "مكتوب على سيوفنا أهلاً وسهلاً بضيوفنا".
من جهته، قال جولان أبو زيد، الذي يعيش في قرية مجدل شمس، وهي بلدة درزية في الجانب الذي تحتله إسرائيل: "هذه زيارة تاريخية بين العائلات".
وتابع: "هذا حق مشروع لنا كطائفة درزية أن نذهب إلى سوريا لزيارة أهلنا، وهم يأتون إلى هنا لزيارة أهلهم وزيارة الأماكن المقدسة. إن شاء الله يعم السلام في العالم كله ويبقى كل شيء على ما يرام".
يُذكر أن إسرائيل استولت على مرتفعات الجولان السوري في حرب 1967 وضمتها إليها. وبعد سقوط نظام بشار الأسد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قواته سيطرت على المنطقة العازلة في الجولان، والتي أقيمت بموجب اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "الجميع سيعاني"..لاغارد تحذر من تداعيات اقتصادية جراء سياسات ترامب التجارية وأخيرا.. المجر تتخلى عن استعمال حق النقض وتؤيد تمديد العقوبات الأوروبية على روسيا اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النووي الإيراني والعقوبات الأمريكية سورياإسرائيلأبو محمد الجولاني حقوق الأقلياتهضبة الجولان