من كولومبيا إلى سوريا.. السعي لتحقيق العدالة للناجين من العنف الجنسـ.ـي في الحرب
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
تسلط كلارا ساندوفال، المدافعة البارزة عن الناجين من العنف الجنسـ.ــي المرتبط بالنزاعات، الضوء على أهمية تعويض النساء والفتيات اللاتي تعرضن لفظائع لا يمكن تصورها في المناطق التي مزقتها الحرب. وفي تحليلها الأخير الذي نشرته الجارديان، تؤكد ساندوفال على أهمية القرار التاريخي الذي اتخذته أوكرانيا بتقديم تعويضات للناجين من الانتهاكات الجنسية في زمن الحرب، وتستكشف الظروف اللازمة لتكرار مثل هذه الجهود على نطاق عالمي.
تؤكد ساندوفال على الدور الحاسم لالتزام الحكومة في معالجة العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، مستشهداً بأوكرانيا كمثال رئيسي لدولة مستعدة لمواجهة انتهاكات حقوق الإنسان بشكل مباشر. وهي تسلط الضوء على أهمية مؤسسات الدولة القوية وسيادة القانون في تسهيل برامج التعويضات التي تقودها الحكومة، وتناقض النهج الذي تتبعه أوكرانيا مع التحديات التي تواجهها دول مثل جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث تعيق هياكل الحكم الهشة الجهود المبذولة لتقديم التعويضات.
ويلعب الضغط والدعم الدوليان دورًا محوريًا في دفع التقدم، وفقًا لساندوفال. وتشير إلى التدقيق الذي تقوم به الدول الأوروبية والولايات المتحدة كحافز للعمل في أوكرانيا، مما يؤكد الحاجة إلى شراكات استراتيجية وموارد مالية لدعم مبادرات التعويضات. ويرى ساندوفال أن التضامن العالمي ضروري لمحاسبة الحكومات وضمان حصول الناجين على العدالة التي يستحقونها.
وتؤكد ساندوفال أيضًا على الدور الحاسم الذي يلعبه المجتمع المدني ووسائل الإعلام والقيادة النسائية في النهوض بقضية التعويضات. وهي تشيد بجهود القيادات النسائية في أوكرانيا، بما في ذلك السيدة الأولى أولينا زيلينسكا، وتؤكد على قوة شهادات الناجيات في رفع مستوى الوعي وحشد الدعم لجهود التعويضات.
وفي حين أن الموارد المالية ضرورية لتمويل التعويضات، فإن ساندوفال يعترف بالتحديات التي تواجهها دول مثل كولومبيا في مواجهة العبء المالي الهائل. وتسلط الضوء على آليات التمويل المبتكرة، مثل إعادة استخدام الأصول المصادرة، كحلول محتملة للقيود المفروضة على الموارد.
وعلى الرغم من العقبات الهائلة، يظل ساندوفال متفائلاً بشأن إمكانية الإصلاح ويؤكد على أهمية الرعاية والتضامن في التغلب على التحديات. وبالاستناد إلى تجربتها مع الصندوق العالمي للناجين، فإنها تؤكد على التأثير التحويلي للعلاجات المؤقتة، مثل الرعاية النفسية والتعويضات، في استعادة كرامة الناجين وإنسانيتهم.
ويعد تحليل ساندوفال بمثابة تذكير مؤثر بالحاجة الملحة لمعالجة العنف الجنسـ.ـي المرتبط بالصراع وتوفير تعويضات مجدية للناجين. وبينما يتصارع المجتمع الدولي مع الأزمات المستمرة في مناطق النزاع، تقدم أفكارها إرشادات قيمة لصانعي السياسات والدعاة والممارسين الذين يسعون جاهدين لتعزيز قضية العدالة وتضميد الجراح للناجين في جميع أنحاء العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: على أهمیة
إقرأ أيضاً:
المبعوث الأممي: أهمية دعم الانتقال السياسي في سوريا
أحمد مراد (دمشق، القاهرة)
أخبار ذات صلةأكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، أمس، أهمية دعم الانتقال السياسي في البلاد، محذراً من أن الوضع لا يزال هشاً للغاية رغم التطورات الأخيرة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بيدرسون، خلال اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي لبحث الأوضاع في سوريا، وشارك فيه للمرة الأولى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
وقال بيدرسون أمس: «إن مشاركة الشيباني في جلسة مجلس الأمن تعكس التطورات المهمة التي شهدتها سوريا في الأشهر الأخيرة»، معرباً عن تقديره لالتزامه بتعزيز الاستقرار الإقليمي والمشاركة البناءة على المستوى الدولي.
وتابع: «لا تزال التحديات هائلة ولا يزال الوضع هشاً للغاية» في سوريا، مشدداً على أن هناك حاجة إلى مزيد من الشمول السياسي ومزيد من العمل على الصعيد الاقتصادي. ولفت بيدرسون إلى أن الأمم المتحدة تعمل على تسهيل ودعم عملية بقيادة وملكية سورية، وفقاً للتفويض الممنوح من قرار مجلس الأمن رقم «2254»، معرباً عن أمله في أن يواصل المجلس دعمه أيضاً لتلك العملية.
وأوضح المسؤول الأممي، أن العناصر الأساسية لمعالجة هذه الهشاشة تكمن في شمول سياسي حقيقي يمكن جميع السوريين من المشاركة الفاعلة في رسم مستقبل البلاد السياسي، بالإضافة إلى مكافحة التطرف والإرهاب ودعم حقيقي من المجتمع الدولي لإتاحة الفرصة لإنجاح هذا الانتقال.
إلى ذلك، ردت سوريا كتابياً على قائمة شروط أميركية لرفع جزئي محتمل للعقوبات، قائلة إنها طبقت معظمها، لكن البعض الآخر يتطلب «تفاهمات متبادلة» مع واشنطن. وسلمت الولايات المتحدة سوريا الشهر الماضي قائمة بثمانية شروط تريد من دمشق الوفاء بها.
في غضون ذلك، شددت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في دمشق، مونيكا عوض، على أن سوريا تواجه وضعاً دقيقاً على الصعيد الإنساني، مؤكدة أن بنيتها التحتية الحيوية على وشك الانهيار، ما يؤثر بشكل رئيسي على الأطفال الذين يتحملون العبء الأكبر.
وذكرت عوض، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن أطفال سوريا يعانون محدودية الوصول إلى التعليم، والمياه، والرعاية الصحية، والحماية الاجتماعية، في ظل التدهور الاقتصادي، وارتفاع معدلات الفقر، موضحة أن 6.4 مليون طفل بحاجة إلى خدمات الحماية. وأشارت إلى أن جميع الأطفال في سوريا يواجهون شكلاً من أشكال الضيق النفسي والاجتماعي، ورغم أن الاستجابة الإنسانية أدت دوراً حاسماً في الحفاظ على استمرارية النظم الاجتماعية الرئيسية، إلا أن هذه النظم ما زالت تعمل بطاقتها الدنيا، ما يجعل الدعم المقدم غير كافٍ لضمان الاستدامة طويلة الأمد أو معالجة التدهور الشديد للبنية التحتية.
وأكدت عوض التزام «اليونيسف» بإجراء تحولات استراتيجية نحو تعزيز التنمية المؤسساتية، والعمل مع الشركاء على المستوى الوطني لتقديم حلول مستدامة تمنح الأولوية للأطفال، مشددة على أهمية تكثيف التدخلات الإنسانية لضمان وصول الدعم إلى الأطفال الأكثر هشاشة، والمجتمعات المتضررة، والعائدين من اللاجئين والنازحين داخلياً.
وأضافت عوض أن عدم اتخاذ إجراءات عاجلة لدفع جهود التعافي وإعادة الإعمار يجعل أطفال سوريا يواجهون خطر أن يصبحوا جيلاً ضائعاً، ومحرومين من القدرة على البقاء والنماء.
وأفادت بأن «اليونيسف» تدعم برامج إعادة دمج الأطفال العائدين لتعزيز التماسك الاجتماعي، وتطوير استراتيجية وطنية لحماية الطفل، وزيادة الوصول إلى الخدمات الأساسية، وتلبية الاحتياجات الإنسانية الطارئة للأطفال الأكثر هشاشة، مع إعطاء الأولوية للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.