أيمن سلامة: تدخل تركيا يورط إسرائيل في قضية الإبادة الجماعية
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
القاهرة (زمان التركية)ــ قال الخبير القانوني الدولي المصري الدكتور أيمن سلامة، إن تدخل تركيا في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، يمثل دعما هامًا للشعب الفلسطيني ولموقف جنوب أفريقيا، الطرف الثاني في القضية المرفوعة لدى محكمة العدل الدولية.
ويقول الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي، في تصريح خاص لـ جريدة زمان التركية، إن تركيا الدولة الطرف في اتفاقية الأمم المتحدة لمنع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية والعقاب عليها، والتي صدرت عن المنظمة في 1948، وجدت أن عليها التزاما قانونيا دوليا، وذلك كان الباعث الرئيسي لدعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، والتي أصدرت محكمة العدل الدولية في يناير 2024 قرارها الأولى فيا ضد إسرائيل”.
وأعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من ماليزيا اليوم الأربعاء، التصعيد ضد إسرائيل، وقال في بيان إن بلاده قررت التدخل في القضية المرفوعة من قبل دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية.
تدخل تركيا في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيلوحول دوافع القرار التركي، يقول الخبير القانوني “تيقنت تركيا أن عليها واجبا بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية، بأن تتدخل في الدعوى لصالح جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، من أجل حماية حقوق الشعب الفلسطيني من جريمة الإبادة الجماعية التي أكدت محمكة العدل الدولية في 28 يناير الماضي أن إسرائيل ترتكب أفعالا يمكن أن ترقى لجريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، اعتبارا من الثامن من أكتوبر 2023”.
وحول قانونية تدخل تركي في دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، يوضح، أنه: تنص المادة 62 من نظام محكمة العدل الدولية على أنه إذا رأت إحدى الدول أن لها مصلحة ذات صفة قانونية يؤثر فيها الحكم في القضية المنظورة أمام المحكمة جاز لهذه الدولة أن تتدخل في الدعوى بصفتها طرفا ثالثا.. ويجب أن يبين الطلب أساس المصلحة التي تتدعيها هذه الدولة، ثم تقرر المحكمة بعد الاستماع إلى أطراف الدعوى -إسرائيل وجنوب أفريقيا- ما إذا كانت المحكمة ستقبل طلب تدخل الدولة الثالثة -تركيا- أو ترفضه”.
وبشأن أهمية التدخل التركي يقول سلامة “هذه الخطوة التركية هامة جدا، حيث يمكن أن تدعم تركيا عن طريق فريقها القانوني في لاهاي الحجج والأسانيد والدفوع القانونية، التي سبق لجنوب افريقيا تقديمها أمام المحكمة في الجلسات الأولية، باعتبار أن مسار الدعوى سيأخذ سنوات، لذلك هذه الخطوة القانونية التركية مهمة بمكان، للدعم السياسي والقانوني وتضيق الخناق وتحفيز الرأي العام العالمي ضد إسرائيل، ودعم الشعب الفلسطيني”.
وحول رد الفعل الإسرائيلي المتوقع، والآثار السلبية على تل أبيب جراء التدخل التركي، يقول الدكتور أيمن سلامة “ربما يتم تعليق وليس قطع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا، أي تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، لأن تل أبيب ترى أن مثل هذه الخطوة ستشتت جهود إسرائيل القانونية والسياسية والدبلوماسية ،وحتى العسكرية الغاشمة التي تسعى لها في عبر العملية العسكرية في رفح جنوب قطاع غزة”.
وبخصوص جدوى القضية المرفوعة ضد إسرائيل لدى العدل الدولية، يضيف الخبيرالقانوني “من المهم بمكان أن محكمة العدل الدولية أكدت في قرارها القضائي النهائي في 5 فبراير 1970 في القضية التي رفعتها بلجيكا أمام المحكمة ضد إسبانيا، أن الدولة عليها التزامات تتحملها إمام الجماعة الدولية في مجموعها أي أمام دول المجتمع الدولي”.
ويشرح، قائلا: “هذه الإلتزامت الدولية تتحملها الدولة تجاه دولة أخرى بعينها، وهذا النص الذي ورد في 1970 كانت قد أكدته اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية المشار إليها، وتختلف هذه الالتزامات الدولية عن تلك التي تتحملها الدولة تجاه دول أخرى بعينها، إذ أكدت المحكمة في ذات القضية أن الالتزامات التي تتحملها الدولة تجاه كل دول المجتمع الدولي تنتج عن أن كافة الدول لها أن تتممسك بأن لها مصلحة قانونية للحفاظ على وحماية حقوق بعينها ومن بين هذه الحقوق تجريم الإبادة الجماعية وعقاب من يرتكبها، وهذا النص الذي ورد في عام 1970، كانت أكدته اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية والتي تلزم الدول بمنع ارتكاب جريمة الابادة الجماعية وترخص للدول الأطراف في الاتفاقية أن ترفع الدعاوى الدولية أمام محكمة العدل الدولية ضد الدولة التي ترتكب اتفاقية الإبادة الجماعية”.
تركيا تنضم إلى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل
Tags: أيمن سلامةإسرائيلتدخل تركيا في قضية الإبادة الجماعيةقضية الإبادة الجماعيةالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: أيمن سلامة إسرائيل قضية الإبادة الجماعية فی قضیة الإبادة الجماعیة محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة ضد جنوب أفریقیا تدخل ترکیا ضد إسرائیل أیمن سلامة فی القضیة
إقرأ أيضاً:
انهيار وقف إطلاق النار في غزة| وخبير: أمريكا أعطت الضوء الأخضر لاستكمال الإبادة الجماعية
في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، وقبل آذان فجر الثامن عشر من شهر رمضان الكريم، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجازر دامية في قطاع غزة، وتم استشهاد 413 شخصا حتى الآن، وذلك في عمليات تشكل خرقا سافرا لاتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
ماذا حدث ليلا في غزة؟وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة عن هذا العدد من الشهداء في بيان مقتضب، مؤكدة استمرار العدوان الإسرائيلي على المدنيين.
من جانبه، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن التصعيد الأخير في غزة يعكس استمرار استراتيجية إسرائيل في استخدام القوة العسكرية لتحقيق أهداف سياسية داخلية وخارجية.
وأضاف أبولحية في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الغارات المكثفة التي شنتها إسرائيل خلال الليل وحتى صباح اليوم تؤكد أن حكومة نتنياهو تسعى إلى فرض وقائع جديدة على الأرض، مستغلة الحرب كأداة للهروب من استحقاقات وقف إطلاق النار، خاصة في ظل الضغوط الدولية والمفاوضات التي كانت تجري برعاية مصرية وقطرية.
وأشار أبو لحية، إلى أن نتنياهو يوظف الحرب لتعزيز وضعه السياسي الداخلي، حيث يواجه انتقادات واسعة من المعارضة الإسرائيلية وأزمة متزايدة بسبب قضية الأسرى، مما يدفعه للعودة إلى التصعيد العسكري لكسب الوقت وإضعاف أي مبادرات دبلوماسية يمكن أن تفرض عليه شروطا غير مرغوبة.
الضوء الأخضر الأمريكيواختنم: "كما أن الضوء الأخضر الأمريكي الذي حصل عليه للعودة إلى العمليات العسكرية، يعكس دعما صريحا للعودة إلى حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
وفي إطار ردود الفعل الرسمية، نعى مكتب الإعلام الحكومي في غزة عددا من قيادات العمل الحكومي في القطاع الذين استشهدوا في الهجمات الإسرائيلية.
ومن بين هؤلاء القيادات، القائد عصام الدعليس، رئيس متابعة العمل الحكومي، والمستشار أحمد الحتة، وكيل وزارة العدل، واللواء محمود أبو وطفة، وكيل وزارة الداخلية، واللواء بهجت أبو سلطان، مدير عام جهاز الأمن الداخلي.
وقد استهدفتهم طائرات الاحتلال بشكل مباشر، هم وعائلاتهم، مما أدى إلى ارتقائهم شهداء.
وفي هذا السياق، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن ارتقاء هذه القيادات لن يثنيهم عن أداء واجبهم الوطني تجاه الشعب الفلسطيني، ولن يوقفهم عن الاستمرار في واجبهم الديني والأخلاقي والمهني، حيث سيواصلون خدمة شعبهم ودعم صموده وثباته في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وفي المقابل، أفادت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض الأمريكي، بأن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل شن غاراتها على غزة في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء، وأضافت أن "إسرائيل أبلغت إدارة ترامب قبل تنفيذ الغارات الموسعة على غزة".
وأشارت ليفيت في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية إلى أن "الإسرائيليين تواصلوا مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة، وأن الرئيس ترامب قد صرح بأن حماس والحوثيين سيدفعون ثمنا باهظا، وأن أبواب الجحيم ستُفتح لهم، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستساند إسرائيل في هذا الهجوم".
وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن مقتل "كوكبة من قيادات العمل الحكومي" في القطاع، مشيرا إلى أن هؤلاء القيادات الذين استشهدوا كانوا من أبرز المسؤولين الحكوميين في غزة، ومن بينهم عصام الدعليس، أحمد الحتة، محمود أبو وطفة، وبهجت أبو سلطان.
وأضاف المكتب في بيانه الصحفي، الذي نشرته وكالة شهاب للأنباء، أن هذه القيادات استشهدت نتيجة استهدافهم المباشر من طائرات الاحتلال، مع مئات الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين سقطوا جراء الجرائم المتواصلة منذ فجر اليوم.