القاهرة (زمان التركية)ــ قال الخبير القانوني الدولي المصري الدكتور أيمن سلامة، إن تدخل تركيا في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، يمثل دعما هامًا للشعب الفلسطيني ولموقف جنوب أفريقيا، الطرف الثاني في القضية المرفوعة لدى محكمة العدل الدولية.

ويقول الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي، في تصريح خاص لـ جريدة زمان التركية، إن تركيا الدولة الطرف في اتفاقية الأمم المتحدة لمنع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية والعقاب عليها، والتي صدرت عن المنظمة في 1948، وجدت أن عليها التزاما قانونيا دوليا، وذلك كان الباعث الرئيسي لدعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، والتي أصدرت محكمة العدل الدولية في يناير 2024 قرارها الأولى فيا ضد إسرائيل”.

وأعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من ماليزيا اليوم الأربعاء، التصعيد ضد إسرائيل، وقال في بيان إن بلاده قررت التدخل في القضية المرفوعة من قبل دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية.

تدخل تركيا في قضية الإبادة الجماعية ضد إسرائيل

وحول دوافع القرار التركي، يقول الخبير القانوني “تيقنت تركيا أن عليها واجبا بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية، بأن تتدخل في الدعوى لصالح جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، من أجل حماية حقوق الشعب الفلسطيني من جريمة الإبادة الجماعية التي أكدت محمكة العدل الدولية في 28 يناير الماضي أن إسرائيل ترتكب أفعالا يمكن أن ترقى لجريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، اعتبارا من الثامن من أكتوبر 2023”.

وحول قانونية تدخل تركي في دعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيل، يوضح، أنه: تنص المادة 62 من نظام محكمة العدل الدولية على أنه إذا رأت إحدى الدول أن لها مصلحة ذات صفة قانونية يؤثر فيها الحكم في القضية المنظورة أمام المحكمة جاز لهذه الدولة أن تتدخل في الدعوى بصفتها طرفا ثالثا.. ويجب أن يبين الطلب أساس المصلحة التي تتدعيها هذه الدولة، ثم تقرر المحكمة بعد الاستماع إلى أطراف الدعوى -إسرائيل وجنوب أفريقيا- ما إذا كانت المحكمة ستقبل طلب تدخل الدولة الثالثة -تركيا- أو ترفضه”.

وبشأن أهمية التدخل التركي يقول سلامة “هذه الخطوة التركية هامة جدا، حيث يمكن أن تدعم تركيا عن طريق فريقها القانوني في لاهاي الحجج والأسانيد والدفوع القانونية، التي سبق لجنوب افريقيا تقديمها أمام المحكمة في الجلسات الأولية، باعتبار أن مسار الدعوى سيأخذ سنوات، لذلك هذه الخطوة القانونية التركية مهمة بمكان، للدعم السياسي والقانوني وتضيق الخناق وتحفيز الرأي العام العالمي ضد إسرائيل، ودعم الشعب الفلسطيني”.

وحول رد الفعل الإسرائيلي المتوقع، والآثار السلبية على تل أبيب جراء التدخل التركي، يقول الدكتور أيمن سلامة “ربما يتم تعليق وليس قطع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا، أي تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، لأن تل أبيب ترى أن مثل هذه الخطوة ستشتت جهود إسرائيل القانونية والسياسية والدبلوماسية ،وحتى العسكرية الغاشمة التي تسعى لها في عبر العملية العسكرية في رفح جنوب قطاع غزة”.

وبخصوص جدوى القضية المرفوعة ضد إسرائيل لدى العدل الدولية، يضيف الخبيرالقانوني “من المهم بمكان أن محكمة العدل الدولية أكدت في قرارها القضائي النهائي في 5 فبراير 1970 في القضية التي رفعتها بلجيكا أمام المحكمة ضد إسبانيا، أن الدولة عليها التزامات تتحملها إمام الجماعة الدولية في مجموعها أي أمام دول المجتمع الدولي”.

ويشرح، قائلا: “هذه الإلتزامت الدولية تتحملها الدولة تجاه دولة أخرى بعينها، وهذا النص الذي ورد في 1970 كانت قد أكدته اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية المشار إليها، وتختلف هذه الالتزامات الدولية عن تلك التي تتحملها الدولة تجاه دول أخرى بعينها، إذ أكدت المحكمة في ذات القضية أن الالتزامات التي تتحملها الدولة تجاه كل دول المجتمع الدولي تنتج عن أن كافة الدول لها أن تتممسك بأن لها مصلحة قانونية للحفاظ على وحماية حقوق بعينها ومن بين هذه الحقوق تجريم الإبادة الجماعية وعقاب من يرتكبها، وهذا النص الذي ورد في عام 1970، كانت أكدته اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية والتي تلزم الدول بمنع ارتكاب جريمة الابادة الجماعية وترخص للدول الأطراف في الاتفاقية أن ترفع الدعاوى الدولية أمام محكمة العدل الدولية ضد الدولة التي ترتكب اتفاقية الإبادة الجماعية”.

تركيا تنضم إلى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل

Tags: أيمن سلامةإسرائيلتدخل تركيا في قضية الإبادة الجماعيةقضية الإبادة الجماعية

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: أيمن سلامة إسرائيل قضية الإبادة الجماعية فی قضیة الإبادة الجماعیة محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة ضد جنوب أفریقیا تدخل ترکیا ضد إسرائیل أیمن سلامة فی القضیة

إقرأ أيضاً:

ما هي وحدة "سابير" التي أنقذت إسرائيل من صواريخ إيران؟

حين هاجمت إيران إسرائيل بصواريخ بالستية ضخمة خلال عام 2014، فشلت في التسبب في أضرار نوعية خطيرة لقوات الجيش الإسرائيلي، فكيف حدث هذا الأمر؟.

 وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" من خلال إجراء سلسلة من المقابلات مع كبار ضباط استخبارات الجيش الإسرائيلي، أن المدى الكامل لتباعد القدرات العسكرية وتحصين الجيش الإسرائيلي لمواقعه السرية تحت الأرض لا يزال غير معروف تماماً.

ماذا فعلت إسرائيل؟

في عام 2020، كانت هناك تقارير متعددة عن اتجاه استخبارات الجيش الإسرائيلي لنقل العديد من عملياتها إلى مرافق سرية تحت الأرض. لكن وحدة أقل شهرة في استخبارات الجيش الإسرائيلي تسمى "سابير"، والتي كانت مسؤولة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023، عن تسريع انتقال أجهزة الاستخبارات العسكرية إلى مرافق تحت الأرض بشكل كامل وتوفير المزيد من المرافق الطارئة تحت الأرض لهم.

وبحلول الوقت الذي أطلقت فيه إسرائيل أول 120 صاروخاً باليستياً على إسرائيل في أبريل(نيسان) 2024، كانت غالبية ما كان يجب أن يكون تحت الأرض جاهزاً للعمل بالفعل.

ولدى وحدة سابير عدد من المهام لاستخبارات الجيش الإسرائيلي، لكن أحد المكونات الرئيسية لمهمتها هو ضمان استمرار العمليات في العمل حتى في أسوأ الأزمات.

Sapir: The enigmatic Israeli military unit moving IDF intelligence underground - exclusive https://t.co/aBFcDhUaLO #Israel #defense pic.twitter.com/HTsYdiz7rZ

— Eli Dror (@edrormba) February 14, 2025 التكنولوجيا تعلب دوراً

وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن هجوم إيران في أبريل(نيسان) 2024 ساعد في توضيح النسبة المطلوبة للعمليات التي تحتاج إلى تعزيزات أفضل أو تدخلات تكنولوجية تحت الأرض، بحيث تم معالجة معظم هذه القضايا بحلول هجوم إيران في أكتوبر(تشرين الأول) 2024.

وأوضحت المصادر أن قاعدة سابير نفسها تضم ​​عدة ضباط برتبة مقدم، أغلبهم من استخبارات الجيش الإسرائيلي، ولكن أقلية كبيرة منهم "معارون" من قيادة الاتصالات في الجيش الإسرائيلي. وقد تضاعف عدد جنودها تقريباً بعد السابع من أكتوبر(تشرين الأول) لدعم كل العمل المطلوب حديثاً.

وقالت مجندة في وحدة سابير إن المئات من جنود الخدمة النظامية يعملون في الوحدة ومنذ الحرب، اكتسبت 250 جندي احتياطي آخر. وأضافت: "نحن أقوياء جداً في العمليات العسكرية والتكنولوجيا ونعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع".

وفي حديثها عن التحركات نحو مناطق أكثر حماية، قالت: "لقد أجرينا بالفعل العديد من التدريبات للانتقال في حالات الطوارئ إلى مساحات تحت الأرض. المرونة مهمة جداً".

وعندما سُئلت عما إذا كان التحدي الأكبر في هذا المجال هو إيران، قالت "إن التحدي الأصعب ليس فقط التعامل مع إيران ولكن التعامل مع جميع خصومنا في نفس الوقت. كل شيء يحتاج إلى أن يحدث بسرعة كبيرة".

وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي، إن استخبارات الجيش الإسرائيلي لا ينبغي لها أن تعمل فوق الأرض في الأمد البعيد إذا كان الجيش يريد ضمان استمرارية العمل.

وقالوا إن الجيش الإسرائيلي بأكمله يحتاج إلى التحرك في اتجاه أكثر سرية، ولكن بشكل خاص استخبارات الجيش الإسرائيلي والبنية التحتية الحيوية ذات الصلة.

هل ينسف نتانياهو خطة ترامب ويضرب إيران؟ - موقع 24في خضم كل هذه الضجة في البيت الأبيض، بدا العالم كأنه لم يلاحظ الأسبوع الماضي عندما هدد الرئيس دونالد ترامب بعمل عسكري أمريكي وإسرائيلي ضد إيران إذا لم توافق على إلغاء برنامجها للأسلحة النووية.  ما هي أهمية سابير؟

وتعد وحدة سابير مسؤولة عن إنشاء البنية التحتية التكنولوجية للاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، أينما كان ذلك. وقد تم الإبلاغ على نطاق واسع عن وجود انتقال دائم مستمر لآلاف ضباط استخبارات الجيش الإسرائيلي إلى الجنوب.

ولقد تم بناء أجزاء كبيرة من المواقع الجديدة لاستخبارات الجيش الإسرائيلي تحت الأرض منذ البداية. وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن الدروس المستفادة من هذه الحرب لن تؤدي إلا إلى تعزيز هذا الاتجاه ولن تتطلب إعادة التفكير في الهندسة المعمارية أو المفاهيم الرئيسية.

والأمر الحاسم هو أنه بعد السابع من أكتوبر(تشرين الأول)، تلقت شركة سابير مبلغاً هائلاً من الأموال الإضافية لإنجاز مهمتها، وقالت مصادر في الجيش الإسرائيلي إن وزارة المالية أدركت أهمية الاستعداد لأسوأ السيناريوهات.

ويعمل لصالح وحدة سابير العشرات من المهندسين ومحللي الاستخبارات ومحللي البيانات، وخاصة فيما يتعلق بسحابة الاستخبارات التابعة للجيش الإسرائيلي.

وانضم العشرات من جنود الاحتياط خلال الحرب. بالإضافة إلى ذلك، تضع خططًا لكيفية إنشاء البنية التحتية بشكل احترافي.

كما يدعم وحدة سابير العشرات من التطبيقات الرقمية المتميزة التي تستخدمها استخبارات الجيش الإسرائيلي. وقالت مصادر إن دور سابير هو "تمكين تدفق المعلومات الاستخباراتية" من خلال جميع التطبيقات الرقمية.

وتتعامل سابير مع التكنولوجيا التشغيلية، ويُنظر إلى أعضائها غالباً على أنهم جنود دعم المعركة، حيث يوفرون الألياف الضوئية ووحدات التكنولوجيا المحمولة والبنية الأساسية لشبكة الأقمار الصناعية والراديو ومنصات الاتصال.

 وتوفر "سابير" قدرات التشفير لجميع خطوط الاتصالات الاستخباراتية المختلفة في الجيش الإسرائيلي، وفي المجال الرقمي، توفر الدفاع السيبراني الخاص باستخبارات الجيش.

هل تستطيع إسرائيل تدمير "النووي الإيراني" بمفردها؟ - موقع 24تناولت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية، التقييمات الاستخبارية الأمريكية، التي تفيد بأن إسرائيل تنوي مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، مستعرضة قدرة إسرائيل حول وقف البرنامج النووي الإيراني بمفردها، وموقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من "تغيير قواعد اللعبة بالشرق ...

 وباعتبارها جناحًا رئيسيًا للبنية التحتية التكنولوجية لاستخبارات الجيش الإسرائيلي، حظيت وحدة "سابير" باهتمام كبير لدورها في عملية تفجير أجهزة بيجر ضد حزب الله.

مقالات مشابهة

  • أيمن العشري: "أهلاً رمضان"مبادرة لدعم المواطنين بأسعار مخفضة برعاية الدولة
  • وزير العدل يعقد اجتماعا لتقييم النشاط القضائي ومحاور قطاعية هامة
  • الانتخابات تدخل على المواقف الخارجية والقوى المتصارعة توظف العلاقات الدولية لصالحها
  • ما هي وحدة "سابير" التي أنقذت إسرائيل من صواريخ إيران؟
  • «نلعب لو بين الركام».. أطفال بغزة يمرحون في منتزه دمرته إسرائيل
  • لبنان يراهن على تدخل فرنسي لثني إسرائيل عن مواصلة احتلالها لـ5 نقاط حدودية
  • مصدر رسمي: مصر توفر نحو 70% من المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة
  • بمشاركة 2332 لاعباً.. "الفجيرة الدولية للتايكواندو" تدخل موسوعة "غينيس"
  • صدع ضخم يثير القلق.. هل تتعرض تركيا لزلزال جديد؟
  • جماهير كرة القدم تنتفض ضد إسرائيل بسبب الإبادة الجماعية في غزة