صاغت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية مجموعة من الاتفاقيات بشأن الأمن وتبادل التكنولوجيا كان من المفترض أن ترتبط بتسوية أوسع في الشرق الأوسط لتشمل إسرائيل وفلسطين.

توماس فريدمان مخاطبا إسرائيل: عليكم الاختيار.. رفح أم السعودية؟

وكما أشارت صحيفة "الغارديان"، فإن غياب وقف إطلاق النار في غزة ومواجهة المقاومة العنيدة من جانب حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية لإنشاء دولة فلسطينية - وتصميمها الواضح على شن هجوم على رفح - يدفع السعوديين باتجاه خطة أكثر تواضعا يستثنى بموجبها الإسرائيليون من هذه الصفقات.

وبموجب هذه الخطة، ستوقع الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية اتفاقيات كاتفاقية دفاع ثنائية، ومساعدة الولايات المتحدة في بناء صناعة الطاقة النووية المدنية السعودية، والمشاركة الرفيعة المستوى في مجال الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات الناشئة.

وسيتم تقديم عرض لإسرائيل لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الرياض مقابل قبول إسرائيل حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ 76 عاما. ولكن بموجب اقتراح الرياض للخطة "ب"، فإن إتمام الصفقات الأمريكية السعودية لن يعتمد على موافقة حكومة نتنياهو.

وفي تصريحات بالرياض يوم الاثنين، واصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ربط الاتفاق الأمريكي السعودي بالتطبيع السعودي الإسرائيلي والتقدم نحو إقامة دولة فلسطينية.

وقال بلينكن خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في العاصمة السعودية: "أعتقد أن العمل الذي تقوم به المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة معا لجهة اتفاقياتنا الخاصة، قد يكون قريبا جدا من الاكتمال. ولكن من أجل المضي قدما في التطبيع، ستكون هناك حاجة إلى شيئين: الهدوء في غزة ومسار موثوق به إلى دولة فلسطينية".

وعلى الرغم من ذلك، لا تزال هناك مؤشرات على التردد في معسكر بايدن، فالمسؤولون الأمريكيون الذين أصروا الأسبوع الماضي على أن الاتفاقيات الأمريكية السعودية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتطبيع السعودي الإسرائيلي وحل الدولتين، أصبحوا غير ملتزمين بهذا الموضوع في الأيام الأخيرة.

وكان أحد أهداف رحلة بلينكن إلى الرياض هو وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقيات الأمريكية السعودية، التي وصفها مسؤولو الإدارة بأنها شبه مكتملة. ومع ذلك، فقد أوضحوا أنه لم يكن هناك انفراج نهائي.

وبحسب "الغارديان"، سيتم، في البداية على الأقل، الاتفاق على الصفقة الأمريكية السعودية بشكل مستقل عن التطورات في إسرائيل والأراضي المحتلة، ولكن سيتم تقديم عرض رسمي إلى إسرائيل، واستبدال التطبيع السعودي - وهو هدف رئيسي للسياسة الخارجية الإسرائيلية - بتحركات "لا رجعة فيها" نحو السلام، وإقامة دولة فلسطينية على أراضي غزة والضفة الغربية.

وكانت الولايات المتحدة تأمل أن يصبح مثل هذا العرض قضية في السياسة الإسرائيلية، خاصة في الانتخابات التي ستعقب انهيار حكومة نتنياهو.

المصدر: الغارديان

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أنتوني بلينكن اتفاق السلام مع إسرائيل البيت الأبيض الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الرياض بنيامين نتنياهو تل أبيب جرائم حرب جرائم ضد الانسانية جو بايدن حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة واشنطن الأمریکیة السعودیة الولایات المتحدة دولة فلسطینیة

إقرأ أيضاً:

بلومبيرغ: أميركا ترامب تتجه للانكفاء بأسرع مما كان يُخشى

بعد مرور 100 يوم فقط على بدء الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، تُظهر تحركات البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تسير نحو الانغلاق والانفصال عن النظام الدولي بسرعة تفوق التوقعات، وفق مقال رأي نُشر في وكالة بلومبيرغ للكاتب أندرياس كلوت.

ويقول الكاتب إن كثيرين كانوا يأملون بأن يكون خطاب ترامب تجاه العالم مجرد "مبالغات انتخابية"، أو "استفزازات لغوية"، لكن الواقع الحالي يكشف عن تحول جوهري في السياسة الخارجية الأميركية، من دورها التقليدي كقائد دولي إلى فاعل متقلب، منعزل، وأحيانا عدائي.

تقليص حاد للوجود الدبلوماسي

ومن أبرز مؤشرات هذا التحول، بحسب بلومبيرغ، خطط الإدارة الأميركية لخفض ميزانية وزارة الخارجية إلى النصف خلال العام المالي القادم.

ووفقا لمذكرة داخلية، فإن ذلك سيؤدي إلى إغلاق أو تقليص حجم 10 سفارات و17 قنصلية، بينها 6 سفارات في أفريقيا، بالتزامن مع تصاعد النفوذ الروسي والصيني في القارة السمراء.

الوكالة الأميركية للتنمية الدولية توقفت عن تقديم خدماتها مع استلام ترامب الحكم (أسوشيتد برس)

وفي السياق نفسه، جرى تفكيك إذاعة صوت أميركا وراديو أوروبا الحرة وراديو آسيا الحرة، مما أدى إلى غياب الصوت الأميركي من المشهد الإعلامي الدولي، خاصة في مناطق النزاع والاضطرابات.

إعلان

كما توقفت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عن تقديم المساعدات في أعقاب الزلازل والكوارث، بما في ذلك في ميانمار، بينما تراجعت التمويلات المخصصة للصحة العالمية والمساعدات الإنسانية والمؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة وحلف الناتو.

انسحاب من الاتفاقيات والمهمات الدولية

وأعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، مما أبعد واشنطن عن جهود التفاوض على اتفاقية دولية جديدة لمواجهة الأوبئة، وهي خطوة أثارت مخاوف كبيرة في أوساط الصحة العالمية.

كما تم إلغاء تمويل الولايات المتحدة لمهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالكامل، مما يُضعف المشاركة الأميركية في دعم الاستقرار في مناطق الصراع، بحسب كلوت.

أما في ما يتعلق بالتغير المناخي، فقد وصف التقرير موقف إدارة ترامب بأنه تجاهل تام للمسؤولية الدولية، مشيرا إلى أن الملف لم يعد مطروحا على طاولة السياسة الأميركية.

تشكيك في تحالفات ما بعد الحرب العالمية الثانية

يشير المقال إلى أن ترامب حوّل حلف شمال الأطلسي (الناتو) من منظومة أمنية إلى ما يشبه "نظام الحماية المدفوعة"، بعد أن ربط التزامات الدفاع الأميركي بمدى إنفاق الدول الأعضاء على جيوشها، وطرح شروطا متقلبة (2% أو 5% من الناتج المحلي الإجمالي).

الأخطر من ذلك، بحسب بلومبيرغ، أن ترامب يفكر في التخلي عن تعيين أميركي في منصب القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا "إس إيه سي إي يو آر" (SACEUR)، وهو المنصب الذي شغله جنرالات أميركيون منذ عهد دوايت آيزنهاور.

والتخلي عن هذا المنصب لصالح أوروبي أو كندي، سيطرح تساؤلات قانونية بشأن صلاحيات القيادة، وسيُعد بمثابة ابتعاد رمزي كبير عن الناتو، وقد يُفسَّر في موسكو على أنه تراجع في مصداقية الردع الأميركي.

ترامب حوّل حلف الناتو من منظومة أمنية إلى ما يشبه "نظام الحماية المدفوعة" (أسوشيتد برس) انهيار تدريجي للنظام الدولي

ويرى الكاتب أن كل هذه التحركات تشير إلى أن ترامب لا يدرك أو لا يقدّر المبادئ التي شكلت السياسة الخارجية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية، والتي قامت على تأسيس المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، بهدف حفظ السلام وتعزيز الازدهار.

إعلان

ويضيف الكاتب، محذرا من أن ما يُعرف بـ"السلام الأميركي" (Pax Americana)، الذي وفّر للدول فرصة النمو في ظل قيادة قوة عظمى متسامحة، قد أصبح من الماضي: "ترامب لا يرى لا فائدة في النظام الدولي، ولا بنفسه كجزء منه"، فهل نحن على أعتاب فوضى عالمية؟

وفي خاتمة التقرير، يحذّر الكاتب من أن تحول واشنطن إلى فاعل دولي مهمل أو حتى عدائي، يُنذر بمرحلة من الانحدار الجيوسياسي الخطير. وإذا استمرت هذه السياسات، قد نرى الولايات المتحدة تنسحب من أو تهدد السلم الدولي، لا تحافظ عليه.

"وداعا للقرن الأميركي.. ومرحبا بعصر الفوضى"، يكتب كلوت، في تلخيص قاتم لواقع السياسة الأميركية الجديدة تحت قيادة ترامب.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: السلام لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة
  • اتفاقية جديدة بين مجموعة السعودية وإيرباص لتعزيز أسطولها بـ20 طائرة حديثة
  • مجموعة السعودية توقّع صفقة طائرات عريضة البدن مع شركة إيرباص بواقع 20 طائرة
  • خطة روبيو لإعادة هيكلة الخارجية الأمريكية
  • نصر عبده: زيارة ماكرون رسالة للعالم بأن مصر دولة أمن وأمان
  • البيت الأبيض: ترامب يزور السعودية وقطر والإمارات من 13 إلى 16 مايو
  • من وجهة نظر صينية: كيف زعزع اليمنيون مكانة الولايات المتحدة الأمريكية عالمياً؟
  • إلى أين تتجه الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين؟
  • بعد تجديد محمد صلاح عقده مع ليفربول.. أندية الدوري السعودي تتجه لنجوم برشلونة
  • بلومبيرغ: أميركا ترامب تتجه للانكفاء بأسرع مما كان يُخشى