هكذا ناضل طلاب أميركا على مر تاريخها
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
واشنطن- مثّل اقتحام أفراد شرطة مدينة نيويورك حرم جامعة كولومبيا فجر اليوم الأربعاء، واعتقال العشرات من الطلاب المتضامنين مع الحقوق الفلسطينية، فصلا جديدا في نضال الطلاب على مدار التاريخ الأميركي القصير.
وخلال الأيام الـ10 الماضية، تفاجأ العالم، ولا يزال، بموقف طلاب الجامعات الأميركية المؤيد لفلسطين، والرافض للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وللدعم الأميركي غير المشروط لهذا العدوان.
وتشهد الجامعات الأميركية سواء الخاصة أو الحكومية، الشهيرة منها أو العادية، حراكا تاريخيا غير مسبوق ألهم الطلاب حول العالم ونبههم لأهمية دور الحركة الطلابية في دعم أصحاب الحقوق المشروعة، حتى لو كانت التكلفة مرتفعة والأهداف النهائية صعبة المنال.
ووصل عدد الطلاب المعتقلين ممن شاركوا في الاعتصامات والاحتجاجات المناوئة للعدوان الإسرائيلي على غزة إلى قرابة 1400 طالب حتى صباح اليوم، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
ولا تمثل لحظة نضال طلاب جامعات أميركا اليوم استثناء في حد ذاته، بل يقف وراء هذا النضال إرث تاريخي طويل عرفته الولايات المتحدة منذ بداية القرن الماضي، واستمر الحراك الطلابي بلا توقف طوال هذه العقود، وإن زادت حدته وخفت طبقا لعوامل كثيرة، أغلبها داخلي وبعضها خارجي.
منذ مطلع القرن الماضي، أصبح الحضور في المدارس العامة الأميركية إلزاميا، على الرغم من أن العديد من الشباب في هذا الوقت كانوا لا يزالون يتعرضون للاستغلال الشديد لكونهم عمالا صغارا.
وبدأ طلاب المدارس الثانوية في الاحتجاج الفئوي سواء على ظروف عملهم في المصانع المختلفة، أو على سوء أوضاع المدارس الحكومية المجانية. كما دعموا تحسين حقوق وامتيازات المدرسين والعاملين بمدارسهم الثانوية، وطالبوا بمنحهم صوتا في وضع سياسات المدارس والموظفين.
وفي عام 1950، خرج حوالي 20 ألفا من طلاب المدارس الثانوية في مدينة نيويورك من فصولهم الدراسية، وامتنعوا عن العودة لمدارسهم لمدة 3 أيام، احتجاجا على تردى مرتبات المدرسين. وسار الطلاب في اتجاه مبنى بلدية المدينة، ورفض عمدة نيويورك أن يلتقي بممثليهم، إلا أنه رضخ لمطالبهم ورفع أجور المدرسين كما طالبوا.
ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، أصبح الحراك الطلابي جزءا من حركة الحقوق المدنية الساعية لإلغاء نظام الفصل العنصري والتفرقة بين البيض وغيرهم من الأميركيين الآخرين، وعلى رأسهم السود الأفارقة.
ارتبط مولد الحركة الطلابية المعاصرة بإلغاء سياسة الفصل العنصري في المدارس والجامعات الأميركية عام 1954. وحمل الشباب الأسود عبء العمل على تنفيذ قرار المحكمة العليا بعدم دستورية منع الطلاب السود من الالتحاق بأي مدرسة أو جامعة حكومية.
نقطة مهمةومثّل احتجاج طلاب جامعة كاليفورنيا بيركلي في بداية عام 1964 على قيود الجامعة وتضييقها على الأنشطة السياسية وحرية التعبير خلال اشتعال حركة الحقوق المدنية، وبدء حقبة حرب فيتنام، نقطة مهمة في تاريخ الحراك الطلابي.
وسنّت الجامعات العامة في كاليفورنيا العديد من اللوائح التي تحد من الأنشطة السياسية للطلاب. وشهدت بيركلي اعتصامات ومظاهرات صغيرة تصاعدت إلى سلسلة من التجمعات والاحتجاجات الواسعة النطاق للمطالبة بالحقوق الدستورية الكاملة في الحرم الجامعي.
وألقت الشرطة المحلية القبض على نحو 800 طالب نتيجة لذلك. لكن اضطرت الجامعة في النهاية للرضوخ لمطالب الطلاب، وألغت في نهاية المطاف السياسات التي من شأنها تقييد محتوى الكلام أو النشر.
ومع اشتداد "تورط" الولايات المتحدة في حرب فيتنام، واشتداد المشاعر المناهضة للحرب خاصة بعد عام 1965، عندما صعد الرئيس ليندون جونسون بشكل كبير من وجود القوات الأميركية وحملات القصف في فيتنام، أصبحت الحرب النقطة المحورية للنشاط السياسي الطلابي.
حدث الاحتجاج الجامعي الأكثر غزارة في حرب فيتنام في جامعة كينت الحكومية (Kent State University) بولاية أوهايو في مايو/أيار 1970. وبعدما بدأ الطلاب الاحتجاج على حرب فيتنام والغزو الأميركي لكمبوديا في حرمهم الجامعي في الثاني من مايو/أيار من العام نفسه، فتح الحرس الوطني النار على بحر من المتظاهرين المناهضين للحرب، وقتل 4 طلاب.
وبعد أيام قليلة، قُتل طالبان من السود الأفارقة بجامعة ولاية ميسيسبي على يد "البوليس الأبيض" بعد احتجاجهم على الظلم العنصري والتنمر داخل الحرم الجامعي. وكان تأثير إطلاق النار دراماتيكيا، وأدى إلى أول إضراب طلابي عام في تاريخ الولايات المتحدة.
قواسم مشتركةوتجمع احتجاجات اليوم في الجامعات الأميركية المؤيدة للفلسطينيين قواسم مشتركة كثيرة مع حركة الاحتجاجات المناهضة للفصل العنصري في جنوب أفريقيا، والتي عرفتها الجامعات الأميركية في ثمانينيات القرن الماضي، حيث عمل الطلاب على بناء قوتهم داخل الحرم الجامعي، وكونوا مجموعات ضاغطة على جامعاتهم.
ونتج عن موقف الطلاب هذا نجاح حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات الأميركية من نظام الفصل العنصري، والتي بدأت بالجامعات ثم تبنتها الحكومة الفدرالية لاحقا، مما ساهم في تسريع وتيرة سقوط النظام العنصري في جنوب أفريقيا.
وكانت مطالب الطلاب حينذاك تقترب من الكثير مما يطالب به طلاب اليوم المحتجون إدارات جامعاتهم. وأراد الطلاب أن تسحب جامعاتهم استثماراتها من الشركات التي دعمت الفصل العنصري في جنوب أفريقيا أو استفادت منه.
وبالفعل وتحت وطأة الضغط الطلابي، سحبت 155 جامعة استثماراتها في نهاية المطاف. وفي عام 1986، رضخت الحكومة أيضا لضغوط الطلاب وتبنت سياسة سحب الاستثمارات.
وكانت جامعة كولومبيا في قلب الحركة الطلابية منذ منتصف القرن الـ20 وإلى اليوم. وقاد طلاب تنظيم "التحالف الطلابي من أجل جنوب أفريقيا الحرة في جامعة كولومبيا" الحراك الطلابي. وكانت هذه الجامعة واحدة من أوائل الكليات التي سحبت استثماراتها من التعامل مع جنوب أفريقيا وحذت الـ155 جامعة حذوها.
وعرَف الطلاب طريقهم للتظاهر والاحتجاج لاحقا ضد الكثير من السياسات الرأسمالية الجشعة، وضد قمة منظمة التجارة العالمية عام 1999 بمدينة سياتل، وشاركوا في حركة احتلال وول ستريت عقب ذلك. كما شاركوا في حركة الاحتجاجات الضخمة ضد حروب أميركا على ما أسمته الإدارات المتتالية بـ "الحرب على الإرهاب" عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
ويدعم الحراك الطلابي الأميركي بصورة واسعة حقوق المهاجرين والأقليات، وشهدت الجامعات الأميركية مئات الاحتجاجات عقب مقتل جورج فلويد، الرجل الأسود على يد رجال شرطة بيض عام 2020، وساهموا بدور رائد في تشكيل حركة "حياة السود مهمة" (Black Lives Matter).
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الجامعات الأمیرکیة الحراک الطلابی الفصل العنصری جنوب أفریقیا العنصری فی حرب فیتنام
إقرأ أيضاً:
إنشاء فروع لجامعة الإسكندرية باليونان والعراق والسعودية.. حصاد التعليم العالي
تواصل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جهودها لتطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، ودعم القضايا التنموية والمجتمعية.
وفي هذا الإطار، أصدرت الإدارة العامة للمكتب الإعلامي تقريرًا يستعرض أبرز أنشطة الوزارة خلال الأسبوع، والتي تهدف إلى تعزيز جودة التعليم العالي وتحقيق التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030.
إنشاء فروع لجامعة الإسكندرية في الرياض بالمملكة العربية السعودية والعراق واليونانترأس الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اجتماع المجلس الأعلى للجامعات، وخلال الاجتماع، وافق المجلس على قرار مجلس جامعة الإسكندرية بإنشاء فروع للجامعة في الرياض بالمملكة العربية السعودية، والعراق، واليونان، مع استكمال الإجراءات القانونية المطلوبة لاعتماد هذه الفروع رسميًا.
كما وافق المجلس على ضم بيانات الجامعات الأهلية والتكنولوجية والخاصة والمعاهد العليا الخاصة وأفرع الجامعات الدولية إلى برنامج التقارير الإحصائية بأمانة المجلس، بما يسهم في توفير بيانات دقيقة لدعم متخذي القرار.
عقد مجلس أمناء جامعة الإسكندرية الأهلية اجتماعه الأول برئاسة الدكتور أيمن عاشور، حيث أكد الوزير أن الجامعات الأهلية أصبحت جزءًا أساسيًا من منظومة التعليم العالي، وتحظى بثقة متزايدة من الطلاب وأولياء الأمور. كما ترأس الوزير الاجتماع الأول لمجلس أمناء جامعة الزقازيق الأهلية، بحضور المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، وأكد أن الجامعات الأهلية تقدم برامج دراسية حديثة تواكب متطلبات سوق العمل المحلي والدولي.
وخلال الاجتماع الأول لمجلس أمناء جامعة بني سويف الأهلية، بحضور الدكتور هاني غنيم، محافظ بني سويف، أكد الوزير أن الجامعة تمثل إضافة مهمة لمنظومة التعليم العالي في صعيد مصر، وتوفر بيئة تعليمية متطورة لطلاب الإقليم. كما ترأس الوزير اجتماع مجلس أمناء جامعة جنوب الوادي الأهلية، بحضور خالد محمود عبدالحليم، محافظ قنا، موضحًا أن الجامعات الأهلية توفر فرصًا تعليمية متنوعة، وتساهم في تحسين جودة التعليم وتعزيز تنافسية المؤسسات الأكاديمية.
استقبل الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، السيد إيريك شوفالييه، سفير فرنسا بالقاهرة، لمتابعة التحضيرات الخاصة بالمؤتمر المصري الفرنسي للتعليم العالي والبحث العلمي. وأكد الوزير أن المؤتمر يمثل خطوة جديدة لتعزيز التعاون بين البلدين، بمشاركة واسعة من الجامعات المصرية والفرنسية وقطاعات الأعمال والصناعة. كما ناقش الاجتماع توقيع مذكرة تفاهم بين وزيري التعليم العالي في مصر وفرنسا لتعزيز التعاون المشترك.
افتتح الدكتور أيمن عاشور ورشة العمل التحضيرية حول "تقييم نضج الابتكار المؤسسي"، بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، في إطار سعي الوزارة للحصول على الاعتماد المؤسسي من المعهد العالمي للابتكار. وأكد الوزير أن الابتكارية المؤسسية أصبحت مؤشرًا رئيسيًا لقياس كفاءة المؤسسات الأكاديمية والبحثية، مشيرًا إلى أن هذا الاعتماد يعد خطوة استراتيجية لتعزيز تنافسية مؤسسات التعليم العالي في مصر على المستوى الدولي.
شهد الدكتور أيمن عاشور فعاليات السحور السنوي الذي نظمته جامعة حلوان، وأكد أهمية الأنشطة الطلابية في بناء شخصية الطلاب وتعزيز مهاراتهم، مشيدًا بالمواهب الطلابية التي تألقت خلال الفعاليات الفنية والاستعراضية.
كما شهد الوزير حفل الإفطار السنوي للطلاب الوافدين، مشيرًا إلى جهود الوزارة في تطوير الخدمات المقدمة لهم وتسهيل إجراءات التقديم والتسجيل عبر منصة "ادرس في مصر"، بما يضمن تقديم خدمة تعليمية متميزة للطلاب من مختلف الجنسيات.
نظم قطاع التعليم ورشة عمل بعنوان "عرض السياسة الوطنية للابتكار المستدام والمبادرة الرئاسية تحالف وتنمية"، تحدث فيها الدكتور حسام عثمان، نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي لشئون الابتكار والبحث العلمي، حول رؤية وأهداف السياسة الوطنية للابتكار المستدام وربطها بالمبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية".
وخلال الورشة، تمت مناقشة إمكانية إنشاء حاضنات ابتكار بالمعاهد العليا، سواء بشكل منفصل أو من خلال حاضنة مركزية، بالإضافة إلى إطلاق برامج تدعم الشركات الناشئة والتعاون مع القطاع الصناعي.