الحرة:
2025-03-04@11:23:41 GMT

شم النسيم.. عادة مصرية عتيقة وجدل ديني مستحدث

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

شم النسيم.. عادة مصرية عتيقة وجدل ديني مستحدث

يحتفل المصريون بعيد شم النسيم في فصل الربيع من كل عام، وهي عادة عمرها آلاف السنوات، لكن هذه الاحتفالات باتت لا تخلو من الجدل بشأن ما يتحدث به البعض عن مدى شرعية الاحتفال بها بالنسبة للمسلمين.

ويخرج العديد من المصريين على اختلاف دياناتهم في ذلك اليوم إلى الحدائق للاستمتاع بالطقس الربيعي، ومن أهم ما يميز هذا الاحتفال، وفق المركز الدولي للدراسات اللغوية في واشنطن، الاستمتاع بالأجواء الربيعية وتناول وجبة تقليدية تكون غالبا من الأسماك المملحة.

وحدد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر ‎موعد عطلة شم النسيم، هذا العام بيوم الاثنين، السادس من مايو، وهي عطلة رسمية مدفوعة الأجر للعاملين في القطاعين الخاص والحكومي.

الاحتفال بالمناسبة يعود إلى آلاف السنين

وتقول الهيئة العامة للاستعلامات التابعة للحكومة المصرية إن شم النسيم عرفه قدماء المصريين منذ ما يقرب من خمسة آلاف سنة.

ويحتفل المصريون بالمناسبة يوم الاثنين التالي مباشرة ليوم الأحد الموافق عيد القيامة طبقا لتقويم الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، وذلك في شهر "برمودة" من كل عام.

وترجع تسمية "شم النسيم" بهذا الاسم إلى الكلمة الفرعونية "شمو"، وهي كلمة هيروغليفية قديمة تعنى عيد الخلق أو بعث الحياة، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم يرمز إلى بدء خلق العالم وبعث الحياة، وفق الهيئة الحكومية المصرية.

وقد تعرض الاسم للتحريف على مرِ العصور، وأضيفت إليه كلمة "النسيم" لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، والنسيم العليل، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والاستمتاع بجمال الطبيعة.

وكان قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم باحتفال رسمي كبير، ويجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم قبل الغروب ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربا تدريجيا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم، وتخترق أشعة الشمس قمة الهرم فتبدو واجهة الهرم أمام أعين المشاهدين وقد انشطرت إلى قسمين.

ويرتبط الاحتفال به بتناول أطعمة خاصة مرتبطة بالعادات والتقاليد، وتشمل القائمة البيض، والفسيخ (السمك المملح)، والخَسّ، والبصل.

ويقول المركز الدولي للدراسات اللغوية في واشنطن إن البصل الأخضر أحد رموز الربيع ويؤكل مع الفسيخ، كما يقدم الترمس كوجبة خفيفة، وأحيانا الكفتة (كرات اللحم) والطعمية (الفلافل المصرية).

الفسيخ أحد أهم مظاهر الاحتفال

وتقول هيئة الاستعلامات إن البيض بدأ ظهوره على مائدة أعياد الربيع مع بداية احتفال المصريين بالمناسبة، ويرمز عند المصريين القدماء إلى خلق الحياة من الجماد.

وكان قدماء المصريين ينقشون عليه الدعوات والأمنيات بألوان مستخلصة من الطبيعة ويجمعونه في سلال من زعف النخيل الأخضر ويتركونه في شرفات المنازل أو يتم تعليقها على فروع الأشجار بالحدائق لتحظى ببركات نور الإله.

أما عادة أكل "الفسيخ" فبدأت في عهد الأسرة الخامسة الفرعونية، حسب بعض المصادر التاريخية، مع بدء الاهتمام بتقديس النيل.

وأظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ، واعتبروه رمزا للخير والرزق وتناوله في تلك المناسبة يعبر عن الخصوبة والبهجة المصاحبة لموسم الحصاد .

ومع أن المسيحيين والمسلمين يحتفلون به على حد سواء، يصادف شم النسيم دائما يوم الاثنين الذي يلي عيد الفصح الأرثوذكسي في مصر.

وغالبا ما تثير المناسبة جدلا لدى البعض بشأن مدى شرعية الاحتفال به دينيا عند المسلمين.

ويرى بعض المسلمين أنه "بدعة" والإسلام يحرم الاحتفال بالبدع.

ويقول البعض إنه يرتبط بانتهاء صوم الأقباط عن اللحوم والأسماك لذلك يحتفلون بتناول الأسماك المملحة واللحوم، أي أنه يرتبط بعادة دينية.

ونقلت صحيفة الوطن فتوى لدار الإفتاء تقول إنه "عادة مصرية أصيلة ومُناسبة اجتماعية لا تُخالف الشريعة الإسلامية، ولا ترتبط بأي مُعتقد ينافي الثوابت الإسلامية".

وتشير الفتوى إن أن "المصريين يحتفلون بشم النسيم بالترويح عن النفس، وصلة الأرحام، وزيارة المٌنتزهات، ومُمارسة بعض العادات المصرية مثل تلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعا".

وقالت إن أصل شم النسيم هو احتفال بدخول الربيع، وهو شأن إنساني اجتماعي لا علاقة له بالأديان، فقد كان معروفًا عند الأمُم القديمة بأسماء مختلفة.

وظهر أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، في فيديو، نشر قبل ساعات، وهو يقول إن الاحتفال بيوم شم النسيم مرتبط بمناسبة اجتماعية لا حرج فيها في الدين الإسلامي. ويشير إلى الآية رقم 59 من سورة طه، "موعدكم يوم الزينة" معتبرا أن السلف والعلماء كانوا يحتفلون بهذه المناسبة ويتزينون خلالها.

ويشير أحد التعليقات المنشورة على مواقع التواصل إلى "عقول متحجرة تحرم وتحلل أي مناسبة نحتفل بيها سواء كان عيد ميلاد أو عيد شم النسيم"، وينبه إلى أنه على غرار الاحتفال برأس السنة لا علاقة له بشأن ديني، لأن الاحتفال برأس السنة يختلف عن الكريسماس.

وقال آخر إنه "لو كان شم النسيم حراما لكانت الأعياد الوطنية حراما أيضا".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: شم النسیم

إقرأ أيضاً:

سكبة رمضان: موروث شعبي يعكس قيم التراحم في الشهر المبارك 

دمشق-سانا

سكبة رمضان عادة سورية قديمة وموروث شعبي أصيل تحرص العائلات على التمسك به جيلاً بعد جيل، إذ يتبادل خلالها الجيران قسماً من طعام إفطارهم قبيل موعد الإفطار، فترى حركة الناس نشطة بين البيوت المتقاربة، تعبيراً عن المحبة والتكافل والتراحم والألفة بين أبناء المجتمع الواحد.

تنشر هذه العادة مفهوم التواصل والمحبة وفق السيدة أم معتز التي تقطن في مدينة جرمانا، والتي أوضحت لمراسلة سانا أن السكبة عادة قديمة في عائلتها ورثتها عن والدتها التي كانت تقوم بسكب وجبة من مائدة الإفطار لجيرانها الذين يقطنون جوارها، وتطلب من أبنائها إيصال الوجبة لهم، مؤكدةً تمسكها بهذه العادة لأثرها الإيجابي في نفوس الجميع، ولأنها تعزز القيم التكافلية بين الجيران.

“رمضان كريم”.. بهذه العبارة بدأت أم خالد التي تقطن في حي الصناعة حديثها عن شهر رمضان المبارك الذي تجتمع فيه مع أبنائها وأحفادها حول مائدة الإفطار، وقبل كل شيء تقوم بتجهيز سكبة من الطعام الذي أعدته من أطباق رمضان الشهية، وإرسالها إلى جارتها الأرملة، مؤكدةً أنها لا تزال تحافظ قدر الإمكان على عادة السكبة كموروث لا يمكن تجاهله.

وتقول أم عمر: “إنها تتبادل أطباق الطعام مع جارتها التي تقطن جوارها لعيش أجواء الشهر الفضيل بفرح وسرور”، مضيفة: إن عادة السكبة لا تقتصر على ميسوري الحال فقط، بل أغلب الناس يمارسونها في الشهر الفضيل، لتعزيز أواصر المحبة والألفة بين أبناء الحي، بما ينعكس إيجاباً على النسيج الاجتماعي السوري.

وتحرص السيدة ابتسام المنجد على ممارسة عادات الأهل الخاصة بالشهر الفضيل كتزيين البيت والسكبة وغيرها، في خطوة لتعليم أبنائها التمسك بهذه العادات المبهجة التي تدعو إلى التسامح والمحبة، لما لها من وقع جيد وأثر إيجابي في المجتمع.

وبابتسامة جميلة، وصفت أم رياض فرحتها عند رؤية الأطفال وهم يحملون أطباق الطعام، ويطرقون أبواب الجيران، وعيونهم تملؤها المحبة والضحكة ترتسم على شفاههم، ويقولون بأصوتهم المرتفعة: “أنا ابن الجيران اشتهينالكن هالسكبة”.

وأوضح عدنان تنبكجي رئيس مجلس إدارة جمعية العادات الأصيلة أن الجمعية تعمل على نشر الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الشعبي والعادات والتقاليد المرتبطة بشهر رمضان المبارك، مؤكداً أن سكبة رمضان وسيلة لتمتين العلاقات وصفاء القلوب، وعادةً تكون قبل الآذان بنحو ساعة لأخذ الاحتياط من قبل الجيران، وعدم الإكثار من الطبخ لتتنوع الأصناف على المائدة.

مقالات مشابهة

  • موائد الأئمة الكبار.. «الإمام الأول» عندما يقول المصريون «يا خراشي» يطلبون عون شيخ الأزهر!
  • ضمن أنشطة «التوكاتسو».. طلاب المدارس اليابانية بالغردقة يحتفلون بشهر رمضان
  • خطوات علمية وعملية لغرس حب القراءة لدى الأطفال
  • سكبة رمضان: موروث شعبي يعكس قيم التراحم في الشهر المبارك 
  • علي الطيب: ضغط التصوير في رمضان عادة أتمنى أن تنتهي
  • لاعبو الريان القطري يحتفلون بمولودة تريزيجية.. صور
  • إياد نصار: أحب أن يكون أولادي ملتزمين دينيًا ولا يبتعدون عن الصلاة
  • الإدارة الذاتية الكوردية في سوريا تحذر من إيقاف العراق إعادة رعاياه
  • بـ"الجلباب والإسدال".. تلاميذ الشرقية يحتفلون بشهر رمضان
  • عماد الدين أديب يكشف ملامح قمة القاهرة: “لا تعمير بوجود حماس”.. وجدل كبير