تؤكد المشاركة الشخصية للرئيس بايدن في التوسط في اتفاق الرهائن ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس على الأهمية الحاسمة لهذه الصفقة ضمن السياق الأوسع لاستراتيجيته المحلية والدولية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

ويسلط تقرير باراك رافيد الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه هذه الصفقة بالنسبة للرئيس بايدن، الذي يرى أنها السبيل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة واحتمال إنهاء الصراع الذي أثار انتقادات من المؤيدين الرئيسيين قبل الانتخابات الرئاسية.

إن الضرورة الملحة المحيطة بالمفاوضات واضحة، حيث أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أن بايدن يركز بالكامل على تأمين الصفقة.  ويظل وضع الرهائن، الناجم عن هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول، يشكل مصدراً رئيسياً للقلق، مع التزام بايدن بإعادة ستة مواطنين أميركيين من بين الرهائن.

وبينما أظهر الوضع الإنساني في غزة علامات التحسن، يؤكد المسؤولون الأمريكيون على أن وقف إطلاق النار أمر ضروري لمعالجة القضايا الأساسية ومنع المجاعة التي تلوح في الأفق.  ويزيد تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بغزو عسكري لرفح من الضغوط على المفاوضات، مع حرص بايدن على تجنب مثل هذا السيناريو.

وبعيداً عن غزة، فإن العواقب المترتبة على وقف إطلاق النار تمتد إلى الاستقرار الإقليمي الأوسع.  ويعتقد البيت الأبيض أن ذلك يمكن أن يهدئ التوترات في البحر الأحمر، ويمنع التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ويمهد الطريق لاتفاق سلام مهم بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

بالنسبة لبايدن، لن يؤدي وقف إطلاق النار الناجح إلى تعزيز إنجازاته في السياسة الخارجية فحسب، بل سيخفف أيضًا من التحديات الداخلية.  فالانتقاد التقدمي لدعمه لإسرائيل، إلى جانب مشاعر الناخبين العرب في الولايات المتأرجحة الرئيسية مثل ميشيغان، يسلط الضوء على المخاطر الداخلية للمفاوضات.

وتشير الارتباطات الدبلوماسية الأخيرة، بما في ذلك مناقشات بايدن مع نتنياهو، وكذلك قادة مصر وقطر، إلى دفعة منسقة لتحقيق التقدم.  إلا أن رد حماس المتوقع قريباً يظل عاملاً حاسماً في تحديد نتيجة المفاوضات.

وفي الختام، يؤكد تقرير باراك رافيد على الأهمية المتعددة الأوجه للاتفاق بين إسرائيل وحماس بالنسبة للرئيس بايدن، سواء من حيث أهداف السياسة الخارجية أو الاعتبارات السياسية الداخلية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار بین إسرائیل

إقرأ أيضاً:

حماس: اتفاق وقف النار بغزة قريب ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدة

اعتبرت 3 فصائل فلسطينية أن إمكانية الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى باتت أقرب من أيّ وقت مضى إذا لم تضع إسرائيل شروطا جديدة، بينما أشار قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الاتفاق من الممكن أن يرى النور قبل نهاية العام إذا لم يعطله رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وقالت حماس -في بيان اليوم السبت- إن وفودا من قادتها والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بحثت في القاهرة أمس مجريات الحرب الإسرائيلية على غزة، وتطورات المفاوضات غير المباشرة لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ومجمل المتغيرات على مستوى المنطقة.

وقالت أيضا إن وفود الفصائل الفلسطينية الثلاثة اتفقوا على أنّ "إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أيّ وقت مضى إذا توقف العدوّ عن وضع اشتراطات جديدة".

وأضافت حماس "اتفقنا مع قادة الجهاد والجبهة الشعبية على الاستمرار في التواصل والتنسيق حول كافة المستجدات المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على شعبنا ومفاوضات وقف إطلاق النار".

وتابعت أنها بحثت مع الجهاد والجبهة الشعبية مشروع لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، وأهمية بدء خطوات عملية لتشكيل اللجنة والإعلان عنها في أقرب فرصة.

إعلان

"نقاط عالقة غير معطلة"

في سياق متصل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قيادي في حماس أنّ "المباحثات قطعت شوطا كبيرا وهامّا، وتمّ الاتفاق على معظم النقاط المتعلقة بقضايا وقف النار وتبادل الأسرى، وبقيت بعض النقاط العالقة لكنّها لا تعطّل".

وأضاف هذا القيادي مشترطا عدم نشر اسمه "الاتفاق يمكن أن يرى النور قبل نهاية العام الحالي إذا لم يعطّله نتنياهو بشروط جديدة".

وأوضح أنّ "الاتفاق في حال تم إعلانه وتنفيذه سيقضي بوقف للحرب تدريجيا والانسحاب العسكري من القطاع بشكل تدريجي، لكنّ الاتفاق ينتهي بصفقة جادّة لتبادل الأسرى ووقف دائم للحرب وانسحاب كلّي من القطاع وعودة النازحين، وعدم العودة للأعمال القتالية بضمانات الوسطاء الدوليين، والإعمار".

نتنياهو يواجه اتهامات متزايدة من المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين بعرقلة التوصل لصفقة مع حماس (الفرنسية) إسرائيل: الظروف تحسنت

وأول أمس، أبلغ مكتب نتنياهو عائلات الأسرى في قطاع غزة بأن ظروف إبرام صفقة تبادل مع الفصائل الفلسطينية "تحسنت" دون التوصل إلى اتفاق نهائي.

ووفق صحيفة "إسرائيل اليوم" فإنها المرة الأولى التي يصدر فيها مكتب نتنياهو بيانا يتحدث عن "تطور" بالمفاوضات منذ بداية حرب الإبادة -التي تشنها إسرائيل على الحجر والشجر والإنسان الفلسطيني- في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، .

والثلاثاء الماضي، أفادت وسائل إعلام مصرية بأن القاهرة والدوحة تبذلان جهودا مكثفة مع كافة الأطراف للتوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة.

وتحتجز إسرائيل في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني، ويُقدر وجود 100 أسير إسرائيلي تحتجزهم المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة بينما أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.

وأكدت حماس -مرارا، خلال الأشهر الماضية- استعدادها لإبرام اتفاق، وأعلنت موافقتها في مايو/أيار الماضي على مقترح قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن.

إعلان

غير أن نتنياهو تراجع عن مقترح بايدن، بطرح شروط جديدة أبرزها استمرار حرب الإبادة الجماعية وعدم سحب الجيش من غزة. بينما تتمسك حماس بوقف تام للحرب وانسحاب كامل لجيش الاحتلال وصفقة تبادل عادلة.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أعلن، الأسبوع الماضي، أن الجيش يعتزم السيطرة أمنيا على قطاع غزة والاحتفاظ بحق العمل (العسكري) فيه بعد الحرب، كما هو الحال في الضفة الغربية المحتلة.

وتتهم المعارضة وعائلات المحتجزين الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق، وذلك للحفاظ على منصبه وحكومته. إذ يهدد وزراء متطرفون، بينهم وزيرا الأمن إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال القبول بإنهاء الحرب.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل -منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- إبادة جماعية في غزة خلّفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وتواصل إسرائيل مجازرها على مرأى ومسمع من العالم جميعه، متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وذلك لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

مقالات مشابهة

  • مفاوضات غزة.. عقبات ونقاط خلافية بين إسرائيل وحماس
  • هذا ما كُشف عن انسحاب إسرائيل من لبنان.. تقريرٌ جديد
  • 2024.. العام الذي أعاد تشكيل خريطة الشرق الأوسط
  • إسرائيل تستدرج حزب الله وتمدّد سيطرتها
  • وقف إطلاق النار في غزة.. تفاؤل وسط مخاوف من إطالة المفاوضات
  • السيناريست باهر دويدار: مصر ثابتة أمام التحول الذي يشهده الشرق الأوسط
  • حماس : اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ممكن قبل نهاية العام
  • حماس: اتفاق وقف النار بغزة قريب ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدة
  • حماس: تم الاتفاق على معظم النقاط المتعلقة بقضايا وقف إطلاق النار
  • فصائل فلسطينية: وقف حرب غزة "أقرب من أي وقت مضى"