تعد جزيرة بوغانفيل، التي تتمتع بالحكم الذاتي في بابوا غينيا الجديدة وكانت تعرف سابقا بمقاطعة جزر سليمان الشمالية، كنزا من الثروات المعدنية مما جعلها ساحة صراع على النفوذ بين قوى إقليمية عدة على رأسها الولايات المتحدة والصين.

تحمل الجزيرة، الواقعة في المحيط الهادئ، اسم المستكشف الفرنسي لوي أنطوان دو بوغانفيل (1729-1811) الذي اكتشف في 1768 الجزيرة التي تقدر الثروات التي تحتويها أرضها بنحو 100 مليار دولار من الذهب والنحاس المدفون في منجم بانغونا.

أغلق منجم بانغونا عام 1988، وكان يعد أكبر منجم مفتوح للنحاس في العالم ويؤمن 40 بالمئة من صادرات بابوا غينيا الجديدة، وذلك بعد نزاع احتجاج السكان على أضرار ألحقها بالبيئة وعدم انعكاس الفوائد المادية لاستثماره عليهم.

وتؤكد شركة "بوغانفيل كوبر ليمتد" المستثمرة أنه ما زال يضم خمسة ملايين طن من النحاس واحتياطات هائلة من الذهب.

في عام 2019 أيّدت أكثرية ساحقة من الناخبين في بوغانفيل استقلال الجزيرة عن بابوا غينيا الجديدة، في خطوة تمهد الطريق لولادة أحدث دولة في العالم.

ومع ذلك ينبغي أن يصادق برلمان بابوا غينيا الجديدة على نتيجة الاستفتاء، ومن شأن التأييد الجارف لخيار الاستقلال أن يشكل قوة ضغط كبيرة على البرلمان، وهو أمر كفيل على الأرجح بإسكات أصوات النواب الرافضين لانفصال الجزيرة.

ومع ذلك لم تسفر المحادثات بين السلطات في بابوا غينيا الجديدة وسلطات بوغانفيل عن أي نتائج إيجابية حتى اللحظة، رغم مرور خمس سنوات على الخطوة.

وإذا ما مضت الجزيرة إلى النهاية على طريق الاستقلال يمكن أن تصبح محور صراع على النفوذ بين القوى الإقليمية الرئيسية في المحيط الهادىء وهي الصين وأستراليا والولايات المتحدة.

في نوفمبر الماضي أجرى رئيس بوغانفيل إسماعيل تورواما زيارة لواشنطن والتقى خلالها بأعضاء في الكونغرس، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".

حدد تورواما عام 2027 موعدا نهائيا للاستقلال الكامل عن بابوا غينيا الجديدة، وأبلغ المشرعين الأميركيين أن بلاده يمكن أن تمول حريتها من خلال إعادة فتح منجم بانغونا وتصبح حليفا قويا للولايات المتحدة. 

وأشارت الصحيفة إلى أن تورواما أخبر المشرعين أنه بحاجة إلى مساعدتهم. وأضاف أنه جاء إلى واشنطن ليلعب "بالورقة الأميركية". 

وحذر كذلك من وجود منافسين مدعومين من بكين، وأنه يمكن أن يضطر إلى التحالف مع الصين إذا لم يتلق الدعم من الولايات المتحدة.

أبلغ تورواما الأميركيين أن وضع بوغانفيل الضعيف ومنجم بانغونا الثمين لم يفلت من اهتمام الحزب الشيوعي الصيني.

وشدد أيضا أن الصين اتخذت بالفعل خطوات للسيطرة على جزر سليمان وهي عازمة على فعل الشيء نفسه عبر جنوب المحيط الهادئ. وما لم يتمكن هو وأنصاره من المقاومة، فقد تكون بوغانفيل التالية.

زاد هذا التحذير "المشؤوم" من مخاوف المشرعين الأميركيين، الذين يشعرون بالقلق بالفعل من بكين، بحسب الصحيفة.

مع تصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث أبرم البلدان مؤخرا اتفاقيات أمنية، يمكن أن تلعب التوترات في أي منطقة لصالح الصين.

مؤخرا روج وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أثناء زيارته لميناء حيوي في بابوا غينيا الجديدة لاتفاقية تجارة حرة، وأخبر رئيس البلاد جيمس مارابي أن "الصين سوف تكون شريكك الأكثر جدارة بالثقة".

وفي وقت سابق من هذا العام، استخدم رئيسا بالاو وجزر مارشال التحذيرات من تصاعد الضغوط الصينية لتحفيز الولايات المتحدة على تقديم مساعدات بقيمة مليارات الدولارات.

بحسب الصحيفة فإن الطريق الأكثر احتمالا لنمو النفوذ الصيني يتمثل بدخول الشركات المملوكة للدولة. 

ويقول تورواما إن حكومته تحدثت مع الشركات الصينية، بينها شركة السكك الحديدية المدعومة من الدولة، بشأن الاستثمار في منجم بانغونا، لكنه يفضل العمل مع شركاء آخرين، في تلميح للولايات المتحدة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: بابوا غینیا الجدیدة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الذهب يواصل ارتفاعه متجاوزا 3،060 دولارًا للأوقية بفعل رد الصين على رسوم ترامب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قفزت أسعار الذهب بأكثر من 2% خلال تعاملات اليوم، مواصلة الارتفاع منذ صباح اليوم الأربعاء، وسط تزايد الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن في ظل تصاعد المخاوف بشأن ركود عالمي وحرب تجارية شاملة، على خلفية سريان الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة ضد أكثر من 100 دولة، ورد الصين برسوم جمركية تستهدف الولايات المتحدة.

ووفقًا لبيانات الأسواق العالمية، ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 2.6% ليسجل 3،061.92 دولارًا للأوقية، في حين صعدت العقود الآجلة الأمريكية بنسبة 3.1% إلى 3،082.10 دولارًا للأوقية، بحسب ما أوردته صحيفة "إيكونوميك تايمز" الاقتصادية.

يأتي هذا الارتفاع في ظل تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.7%، مما جعل الذهب المدعوم بالدولار أرخص للمشترين من خارج الولايات المتحدة.

وحقق الذهب مكاسب قياسية منذ بداية 2025، حيث تجاوز ارتفاعه 400 دولار منذ مطلع العام، ليسجل مستوى قياسيًا بلغ 3،167.57 دولارًا للأوقية في 3 أبريل الجاري.

وأظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة ب الذهب سجلت أكبر تدفقات فصلية منذ 3 سنوات خلال الفترة من يناير إلى مارس 2025.

يأتي هذا الأداء القوي بالتزامن مع دخول الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين حيز التنفيذ، فقد فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية بنسبة 104% على الواردات الصينية، اليوم الأربعاء، وردت بكين بعدها بساعات بزيادة الرسوم على السلع الأمريكية إلى 84%، ارتفاعًا من 34% سابقًا.

ويرى محللون أن استمرار التوترات التجارية وارتفاع احتمالات خفض الفائدة الأمريكية يدعمان بشكل كبير الطلب على الذهب، خاصة مع تراجع العائدات الحقيقية وضعف أداء الدولار، ومن المتوقع أن تشهد أسعار الذهب مزيدًا من الزخم خلال الفترة المقبلة في ظل هذه الأجواء المتقلبة اقتصاديًا وسياسيًا على الساحة الدولية.

 

مقالات مشابهة

  • بدء سريان رسوم الصين الجديدة على السلع الأميركية وبكين تحذر
  • الذهب يواصل ارتفاعه متجاوزا 3،060 دولارًا للأوقية بفعل رد الصين على رسوم ترامب
  • ترامب يُعلن تعليق الرسوم الجمركية الجديدة لمدة 90 يوما ويرفعها على الصين لتصل إلى 125%
  • النفط يخسر 4% مع فرض أميركا رسوماً على الصين
  • زلزال بقوة 5 درجات يضرب شمال شرق بابوا غينيا الجديدة
  • زلزال بقوة 5 درجات يضرب بابوا غينيا الجديدة
  • البيت الأبيض: على الصين التوصل إلى اتفاق مع أميركا
  • أزمة الصحة العالمية.. حين تتراجع أمريكا وتتردد الصين
  • تجارة أميركا والصين تربو على 600 مليار دولار.. فكيف ستُدار حرب الرسوم؟
  • أسوشيتيد برس: التصعيد الاقتصادي بين الصين وأمريكا يعكس الطبيعة الاستفزازية الجديدة لسياسات واشنطن